سام برس:
2025-01-03@05:06:16 GMT

إسرائيل مهزومة بالقليل

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

إسرائيل مهزومة بالقليل

بقلم/ مصطفى منيغ
لنْ يَظَلَّ العرب كشعوبٍ على حالهم المألُوف ، بعدما جرَّبوا الصَّمت لقرونٍ حتى نسوا النُّطق بغير خوف ، واندفعوا خلف افتراءاتِ بعض حكام أحدهم حيال الغرب مجرَّد خروف ، يصول ويجول محلياً ومتى حضرَ مجروراً من قفاه لاجتماع انعقد في مملكة الأردن بطلبٍ من وزير خارجية البيت الأبيض غيره جلوس وهو يئِنّ مِن طول وقوف ، ينتظر مَن يُعيره الانتباه بغير طمعٍ في هِبَةِ مصروف غَيَّبَتْهَا مثل الظروف ، (وأمريكا بما لها وما عليها مع بني صهيون ضمائرهم كمصيرهم الأسود في ركن خفيٍّ من مبنَى البنتاغون مدفون) المتربِّع بموجبها على صدور مَن وُضِعُوا بين كماشَتَيِّ السلطة الهزيلة الضعيفة المغلوبة على أمرها بفعل فاعل و عربدة الصهاينة في منطقة الشرق الأوسط عامة وقطاع غزة خاصة حيث جثامين الشهداء اكتظت بهم للدفن عشرات الصفوف ، فغدوا دليل استهتار القتلة الصهاينة بكل القوانين الدولية لا يعترفون إلا بقانونهم الإجرامي عند سواهم العقلاء غير معروف ، الموازي لهمجيتهم غير المسبوقة حتى لدى الحيوانات المفترسة الهائمة على وجهها في منظرٍ بالخرافي موصوف .



الشعوب العربية مِن الخليج لأي مكان فوق المعمور ، قدرها مصنوع هذه المرة على قياس رغبتها في الخروج من زوايا الانزواء السِّلبي المعهود، إلى كل مساحات الحرية المسؤولة المُعبِّرة عن مسك زمام مصيرها الدنيوي ، القائم بطبيعته الفطرية ، القابل للتطوُّرِ الحلال الصحيّ السليم ، على التمكُّن المَتين مِن قيمِ الكرامة ، وأداء الواجب الذي خُلِقت نفس الشعوب من أجله على أكمل وجه ، وإتباع الحق أينما كان وكيفما كان ، بضميرٍ حيٍّ لا ينحني حيال لائم منافق ولا يضعف مهما واجهته مِن مغريات حياة الحداثة الدخيلة على البشريَّة ، بتقاليد مزيّفة وعادات مزوَّرة أهم ما فيها بشاعتها وعدم خضوعها لمتطلبات الحياة الطبيعية البعيدة عن صخب البَرَّاق المُصطنع للتمويه المجاني ، والمصلحة الظاهر منها جَذَّاب من غير حياء ، لا يستحقّ أدنى كلام ، والجوهر فيها بالمطلق مُحرَّم .

شعوبٌ ترى وتسمع ثم تتحرَّك للدفاع عن فضيلة تُنتهك ، و لاسترجاع حقوق إنسانية لا تُؤخَذُ بجدِّيَةِ الاعتبار ، وللذَّوْد عن عقيدة يُعتَدَى على قُدسيتها ، وللقضاء على إجرام يُرتَكب لإخراج الناس من بيوتهم الأصلية الأصيلة قهراً وظُلماً وعدوانا ، ولمحاربة احتلال ارض الآخرين الأبرياء الآمنين المتسامحين المسالمين التابعين الشريعة والشَّرع في محيطهم المُلحق بهم قانونا محليا ودولياًن ، و للتصدي الدَّؤوب لعشرات المواقف المُخزية الأخرى ، التي تستوجب وقفة ولا تتركها إلا والصفاء عائد لها ، والمنكر غائب بالكامل عنها ، مهما كانت التضحيات المُقدَّمَة لتكسير شوكة التحديات الخارجة مواضيعها عن المنطق العادي الصَّحيح .

الشعوب العربية الآن تقف على بشاعة المجازر التي يتعرَّض لها (جزء أصيل منها) الشعب الفلسطيني ، على يد إسرائيل بإيعاز وحماية مباشرة وأحيانا مشاركة فعلية من الإدارة الأمريكية ، الراعية كما تدَّعي افتراءاً لحقوق الإنسان ، وهي أول مَن تحاربها ، والماثل أمام الجميع في غزة أقوى دليل على ذلك ، بل تشاهد (هذه الشعوب العربية) بوضوح تام ، عمليات إبادة جماعية لشعب عربي ذنبه الوحيد أنه يطالب ، بل يجاهد ويقاوم ، وله الحق في ذلك ، لتحرير نفسه ودولته فلسطين من قبضة الاحتلال الإسرائيلي البغيض ، الذي تجاوز ضوابط الاحتلال المتعارف عليها دولياً ، إلى إلحاق غالبية الأراضي التي يحتلها لملكية ، تستغلها إسرائيل بالقوة ، لتكديسها بلقطاء إسرائيليين في مستوطنات تُشكِّل لبنة أولى لعدم إرجاعها لأصحابها الشرعيين الذين كانوا وسيكونون المالكين الوحيدين لها إلى يوم النشور والدِّين ، فما هي فاعلة هذه الشعوب وأنظار الدنيا متَّجهة صوبها ؟ ، الحقيقة ليس أمامها (دون تضييع لمزيد من الوقت) سوى الضغط على حكامها ، ضغطاً متحضِّراً ، لا تشوبه قلاقل ، ولا تتخلَّله بوادر فِتن ، بل هو تدخل جماعي واحد خلال وقفات منظَّمة ، شعاراتها كنداءاتها تجعل دفء التضامن الحقيقي مع فلسطين يغمر أجساد المليونيين ونيف من هؤلاء المحاصرين براً وجواً وبحراً ، المحرومين من مقومات الحياة الماء والخبز والطاقة ، المنهارة منازلهم على رؤوس حتى الرُضَّع منهم ، المبعدين (من لا زالوا أحياء منهم) حتى عن دفن شهدائهم ، كما تنصّ على ذلك العقيدة السمحاء ، والأدهى والأمر المعرضين تحت وابل القصف المتواصل العنيف المدمر للإنسان والجماد معاً، للهجرة المحرَّمة دوليا صوب جنوب غزة لتسهيل نقلهم إلى "سيناء" المصرية كما هو معروف في خطط الصهاينة منذ القِدم ، تاركين بيوتهم وقد أصبحت ذكرى من خيال تبدَّد تحت وطأة المأساة التي ما قبلها ولا بعدها مأساة .

لا يكفى لأمِّ الدنيا مصر ، انعقاد اجتماع مجلس أمنها القومي برئاسة عبد الفتاح السيسي للإعلان عن الذي لا يرقى لحجمها كأكبر دولة عربية في المنطقة وصاحبة كلمة نافذة لمخيِّخي الحكام الإسرائيليين ، الظاهر أنهم استخفوا بالدور الذي يمكن أن تلعبه مصر الرَّسمية في الموضوع ، أكثر من التنفيذ الحرفي لقرار إبعادها من استعمال معبر رفح لإغاثة الفلسطينيين النازحين لعين المكان ، وهذا انتقاص بيّن لدولة لها وزنها لدى غالبية الدول العربية والتي تحظى باحترام شعوبها ، وفي ذلك أكثر من إشارة ، تجعل من القضية الفلسطينية بعد اليوم انطلاق تغيير جذري في كيفية التعامل بوجه واحد لا غير ، وغدا سيؤرخ التاريخ عمَّن صادق ومن نافق .

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

الجزائر ترفض الإعتراف بالقيادة السورية الجديدة وتوفر الحماية لرموز نظام بشار

زنقة 20 | متابعة

يواصل النظام العسكري الجزائري موقفه المعادي لإرادة الشعب السوري، معلنًا بوضوح رفضه الاعتراف بالسلطة الانتقالية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، والتي تعكس تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية بعد عقود من الإستبداد والظلم تحت حكم عائلة الأسد.

وفي الوقت الذي يناضل فيه الشعب السوري من أجل حريته وكرامته، فقد إختار النظام الجزائري الأصطفاف مع نظام الأسد البائد، وهو الموقف الذي يعكس ازدواجية الخطاب الجزائري الذي يدّعي دعم الشعوب الساعية للتحرر، بينما يمارس سياسات تعزز الأنظمة القمعية والمستبدة تجاه شعوبها.

ويظهر النظام الجزائري، تناقضًا واضحًا بين شعاراته المزعومة حول دعم الحركات التحررية وبين ممارساته الفعلية التي تكرس الإستبداد. فبينما يزعم الوقوف مع الشعوب المطالبة بالديمقراطية والحرية، يستمر في دعم الأنظمة القمعية على حساب تطلعات الشعوب لاسيما مايتعلق بسوريا.

وتؤكد التقارير الإعلامية أن الجزائر ، قد إستضافت عددًا من قيادات نظام بشار الأسد الهاربين من سوريا، بمن فيهم شخصيات متورطة في انتهاكات جسيمة وجرائم بحق الشعب السوري.

وقد وردت معلومات، تفيد بأن الجزائر قد منحت اللجوء لحافظ مخلوف، شقيق أسماء الأسد، الذي يقيم حاليًا في فيلا فاخرة بمنطقة “بوفاريك” تحت حماية مباشرة من رئيس الأركان سعيد شنقريحة.

إلى ذلك تعكس هذه الممارسات، مواصلة النظام الجزائري الحالي، تقديم كل اشكال الحماية لرموز الإستبداد، متجاهلًا معاناة الشعب السوري الذي يناضل من أجل حياة حرة وكريمة، كما تشكل رسالة واضحة بأن النظام الجزائري يفضل الوقوف إلى جانب الأنظمة القمعية ضد الشعوب التي تسعى للتحرر والعيش بكرامة بعيدا عن انظمة الجيوش المستبدة

مقالات مشابهة

  • ‏زيف القوة أمام صمود الشعوب وإرادة الحق
  • حراك سياسي في تركيا بعد إشارات إيجابية من الزعيم الكردي أوجلان
  • حسين العزي: الاعتداءات الأمريكية على اليمن تكشف رفضها لحرية الشعوب وكرامتها
  • ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
  • المنجم الذي تنبأ بانفجار مرفأ بيروت يعود مجدداّ ليتوقع : حماس ستوفق برأس إسرائيل ” ضخم ” وهذا ماسيحدث لليمن ولكل الدول العربية
  • المنطقة العربية وعام غارق بتوترات سياسية واجتماعية
  • الكشف عن قيمة الدعم المالي الهائل الذي قدمته أمريكا لـ إسرائيل منذ 7 أكتوبر .. أرقام صادمة وشراكة في الإبادة
  • وزير الأوقاف يهنئ "السيسي" بحلول شهر رجب المبارك والعام الجديد
  • وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بحلول شهر رجب والعام الجديد
  • الجزائر ترفض الإعتراف بالقيادة السورية الجديدة وتوفر الحماية لرموز نظام بشار