علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

تسلّح الكيان الصهيوني عبر تاريخه الاحتلالي لفلسطين بكل أنواع الأسلحة التي دعمه بها الغرب وسخرها له، ليكون القوة العسكرية الوحيدة والمُطلقة في المنطقة وليتحقق له التفوق والردع، مقابل الغطاء السياسي الغربي له لتبرير جرائمه لجعلها تحت مظلة القانون ومبرر الدفاع عن النفس.

وفي المُقابل هيأ الغرب للكيان الصهيوني كل أسباب الحرب النفسية ضد العرب لسكب الهزيمة النفسية في عقول صُناع السياسة والنُخب الفكرية وقادة الجيوش والمؤسسات الأمنية في الوطن العربي، فأصبح جميعهم يرددون عبارات انهزامية من شاكلة "الجيش الذي لا يُقهر" والموساد اليد الطولى لكيان العدو... إلخ.

حقق الكيان الصهيوني ورعاته ولعقود خلت انتصارات على العقل العربي وعلى الجيوش والنُظم السياسية العربية بفعل تلك الشعارات والمواجهات، إلى درجة أن العقل العربي لم يستوعب أنه سينتصر عسكريًا على كيان العدو في أي مواجهة، وإن تحقق النصر فالغرب كفيل فيما بعد باستثمار ذلك النصر العربي لصالح الكيان وجعله هزيمة نكراء للعرب لاحقًا نتيجة غياب الاستراتيجية العربية في مواجهة العدو والتحري العميق عن حقيقته.

رسم العدو في أذهاننا طيلة العقود الماضية نظرية خطيرة جدًا وهي نظرية "الخوف مقابل الكثرة"، وهذه النظرية شكلت ركنًا من أركان ما يسمى بأمنه القومي في صراعه معنا، وتتكون من ضرورة تهويل قوة العدو وبطشه في عقول العرب، لتشكل عُقدة خوف تاريخية عابرة للحدود والأجيال العربية مقابل الكثرة السكانية العربية المحيطة بالكيان والمتربصة به.

نجح الكيان الصهيوني ورعاته لعقود طويلة في تمرير نظرية الخوف مقابل الكثرة ومارسها الكيان باحترافية عالية في عملياته العسكرية وحروبه وفي عملياته الاستخباراتية كذلك، ولم يكتفِ العدو بذلك؛ بل شكل مع رعاته منظومة تضليل دعائية ضخمة تتحدث عن اختراقات وتجنيد وعملاء للكيان في الجسد العربي الرسمي والشعبي بصور أفقية ورأسية، واختلق الأكاذيب والروايات المحبوكة لسكبها في العقل العربي المعاصر، وكي لا يرى العربي لاحقًا أي منفذ أو مخرج له سوى الإقرار بحق العدو في فلسطين والتطبيع معه والقبول به كشريك وسيد وقائد للمنطقة ومن يُقرر ويرسم مصير العرب كذلك.

لم يرَ العرب الهزائم العسكرية المتلاحقة للكيان الصهيوني منذ معركة الكرامة مع بواسل الجيش العربي الأردني عام 1968، ولا حرب الاستنزاف مع الجيش المصري البطل (1968- 1970)، ولا الانتصار التاريخي في حرب أكتوبر 1973م، ولا حرب لبنان 1982م، فقد تحوّلت تلك الانتصارات جميعها الى هزائم سياسية نكراء للنظام الرسمي العربي والشعوب العربية من خلفهم، وكرست نظرية الخوف مقابل الكثرة وسوّقت لها بقوة، فنبتت اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وصولًا الى دعوات التطبيع الإبراهيمية؛ بل وإلى العبث في تفسير التاريخ وتزويره والطعن في عروبة فلسطين وتسويق اليهودية وحقهم التاريخي ليس في فلسطين فحسب؛ بل في الوطن العربي ومنذ عهد الرسالة النبوية، في خلطٍ فاضح وواضح بين اليهودية كديانة سماوية والصهيونية كحركة فكرية وضعية تهدف إلى احتلال العالم وتطويعه وفق نظرية المليار الذهبي، وما الكيان الصهيوني سوى مخلب قط لها في أخطر منطقة عليهم وهو الوطن العربي.

تنحّى النظام الرسمي العربي جانبًا في الصراع مع الكيان واكتفى بالاستنكار والتنديد وسيل البيانات وتسوُّل المواقف وتكييف الاتفاقيات ومسمياتها، ونبتت في المقابل فصائل المقاومة من رحم المعاناة والوهن العربي لتتصدى لأكذوبة الكيان الصهيوني ورعاته، فأصبحت البديل في الصراع للنظام الرسمي العربي؛ بل وأصبحت محل اهتمام العدو ورعاته وفي صلب اهتماماتهم.

لقد أسقطت المقاومة نظرية الخوف مقابل الكثرة والتي أصبحت اليوم الخوف من القلة، تلك القلة التي نابت عن الأمة والنظم الرسمية لتستعيد الأرض وتحمي العرض وتُسقط جميع أقنعة الكيان ونظرياته وتكشف زيفها للأجيال وأمام العالم.

قبل اللقاء.. يستمر مسلسل المقاومة في كشف زيف العدو وهشاشته مقابل الإرادات الصلبة، وشلل رُعاته حين يواجهون الحق في وضح النهار.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلامي: سنشهد قريبا زوال الكيان الصهيوني من خلال الرد الساحق لجبهة المقاومة

الثورة نت/..

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أن العمل الإرهابي في لبنان تم بلا ريب من منطلق الاخفاق والاحباط والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني.. قائلاً: إننا سنشهد قريباً الزوال الكامل لهذا الكيان السفاح والمجرم من خلال الرد الساحق من جبهة المقاومة.

وقال اللواء سلامي في رسالة بعثها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

بحسب ما نقلته وكالة مهر للأنباء اليوم الخميس: “عندما اهتزت الدعائم الأمنية والاستخباراتية والعسكرية للمجرمين في أعماق الكيان الخائن والغاصب على مدى العام الأخير على لأيديكم لا سيما خلال عملية الـ40، فإن العدو العاجز عن المواجهة المباشرة، يبادر إلى ارتكاب الجريمة خلف الجبهات وتضخيم انجازات الجريمة، عسى أن يؤخر موته وإخفاء فضائحه المتتالية عن أنظار العالم.. وهذه هي هزيمة كبيرة جديدة بحد ذاتها.”

وأوضح أن العدو وبعد قرابة عام من الحرب واللجوء إلى أنواع الجريمة وعلى الرغم من تمتعه بالدعم السافر والجاهل من الحكومات الغربية، لم ينل أي من أهدافه في حرب غزة، ويتلقى يوميا ضربات في الوسط والشمال والشرق والجنوب من المقاومة.

وشدد على أن العدو لن يجني شيئا من هجماته الإرهابية الجديدة الواسعة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء لهذا الاسبوع عن طريق تفجير أجهزة البيحر والأجهزة الالكترونية ضد النساء والرجال والأطفال في لبنان.

وندد اللواء سلامي بهذه الجريمة الإرهابية للكيان المحتل والتي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من أبناء الشعب اللبناني العزيز ومجاهدي حزب الله المقاوم.. قائلاً: إن هكذا أعمال إرهابية والتي تحصل بلا ريب من منطلق العجز والإخفاق والحبوط والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني، ستلقى قريباً رداً حاسماً وماحقاً من لدن جبهة المقاومة ونشهد الزوال الكامل لهذا الكيان السفاح والمجرم.. وَاِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ”.

مقالات مشابهة

  • المندلاوي يدين جرائم الكيان الصهيوني واعتداءاته الإرهابية على لبنان
  • تطورات اليوم الـ351 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ350 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بيت الفقيه بالحديدة
  • مفتي سلطنة عمان: تطوير اليمن لقدراته العسكرية حتى زعزع الكيان الصهيوني أمر يدعو للفخر والاعتزاز
  • في رسالة الى السيد نصر الله.. اللواء سلامي: الكيان الصهيوني سيتلقى قريبا ردا ساحقا من جبهة المقاومة
  • سلامي: سنشهد قريبا زوال الكيان الصهيوني من خلال الرد الساحق لجبهة المقاومة
  • أكاديميون وباحثون يدعون لتعزيز دور الاعلام في فضح جرائم الكيان الصهيوني بغزة
  • مسؤول اسرائيلي : طوفان من الهجرة المعاكسة لخارج الكيان
  • تطورات اليوم الـ349 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة