إخلاص فرنسيس لـ24: "غرفة 19" بارقة أمل لخدمة الثقافة والأدب
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
كشفت الأديبة إخلاص فرنسيس تفاصيل تأسيس "غرفة 19" ما بين عامي 2019 – 2020، وهي مسجلة في سان دييغو بكاليفورنيا، وتعنى الغرفة بالشؤون الثقافية والأدبية، ولديها منصة على"زووم" نستضيف خلالها كتاباً وأدباء، ومختصين من عدة مجالات ثقافية واجتماعية.
وفي تصريح خاص لـ24 تضيف فرنسيس عن بداية تأسيس غرفة 19 "أعيش في سان دييغو كاليفورنيا بأمريكا، وأردت إنشاء صالون أدبي في المدينة التي أسكن فيها، وأجمع من خلاله العرب المهاجرين في المدينة، بدأت اتصالاتي مع كتاب ونقاد وشعراء وصحافيين، ثم حدثت جائحة كورونا ومنعت التواصل بين الجميع، وصار من الصعب أن نجتمع بصالون ثقافي بسبب الحجر الصحي فاتجهنا إلى "زووم" وفعلاً حقق لنا فرصة أوسع وأشمل، حيث لم نلتق في الأدباء والمثقفين المهاجرين في كاليفورنيا فقط، ولكن صار لدينا ربط مع المثقفين في كافة أنحاء العالم العربي، ومع الكتاب العرب في المهجر، وحققنا الهدف في ربط الكاتب العربي مع الكتاب العرب الآخرين، سواء كان أديباً لبنانياً أو سورياً أو عراقياً، أو إماراتياً، اجتمعنا من جميع الجنسيات العربية وصار التواصل أسرع"
وبالنسبة لاختيار اسم الغرفة توضح: "وقت جائحة كورنا كان الخوف منتشراً، والظروف صعبة جداً وسط اضطرابات من الوباء، وكنت أبحث عن اسم للصالون الثقافي، وبسبب كوفيد 19 توجهنا إلى "زووم" عبر تواصل أوسع وأشمل، وهذا هو الوجه الإيجابي في جائحة كورونا، ومن هنا انطلق الاسم غرفة 19 حتى نؤكد أن نافذة النور باقية وأنها بارقة أمل تحرص على خدمة الثقافة والأدب العربي خاصة، كما تهدف لتحقيق تأثير إيجابي، وتعزيز الثقافة والفنون، من خلال التواصل والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي ننظمها"
وعن مدى الإقبال على فعاليات غرفة 19 تقول فرنسيس: " الغرفة من الغرف الرائدة في الفضاء الأزرق ويصل الحضور إلى 100 شخص، ويتفاوت الأمر حسب توفر الكهرباء والانترنت، حيث يجد أحياناً البعض صعوبة في توفرهما في بعض الدول العربية، ولكن الندوات تسجل وتبث على "اليوتيوب"، وتحقق مشاهدات بنسبة كبيرة، وقد تواصل معنا العديد من كبار الكتاب راغبين تقديم ندوة عبر الغرفة، وحالياً برنامج الفعاليات محجوز لمدة عام، فنحن لدنيا نشاط عبر زووم كل أسبوعين، وأحيانا كل أسبوع".
وعن عدد الفعاليات التي نظمتها غرفة 19 تضيف: "نظمت الغرفة أكثر من 50 ندوة، بمشاركة مثقفين من كافة أنحاء الوطن العربي، ومنهم واسيني الأعرج، ومريم الهاشمي، وأمين الزاوي، وجلال برجس، ونبيل سليمان وجمال مقابلة، وحسن مد، ونعيم حنا، وسعد التميمي وكذلك استضفنا العديد من كبار الشعراء مثل شهاب غانم، وحبيب يونس، وأديبات مثل درية فرحات، ولولوه خليفة، أيضا استضفنا الفنان التشكيلي العالمي محمد بن لامين، وناقشنا العديد من القضايا النقدية والأدبية، كما نظمنا ورشة عن أدب الطفل، وكذلك استضفنا طلبة جامعة مع نقاد ليوجهوهم ويطلعوا على أعمالهم"
وتذكر: "نحن بحاجة لمثل هذا التواصل الفكري والإنساني، في زمن الحروب التي شرذمتنا كناطقين باللغة العربية من مختلف الدول العربية، وفي غرفة 19 يربطنا الحرف والكلمة الحلوة، وبرغم الوجع وتحديات الوضع الراهن نحن مستمرون، بارقة أمل وضوء في وسط الظلام الحالك تجمعنا كلمة حياة"
وعن أنشطة غرفة 19 المقبلة تقول فرنسيس: "تشهد مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك انعقاد الملتقى الثقافي العربي الأول لغرفة ١٩، وذلك يومي السبت والأحد ٢٠ و٢١ أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ويجمع الملتقى كوكبة أدبية متميزة تضم أكثر من ٣٥ مشاركاً يمثلون ١٢ دولة عربية وأجنبية، ويكرم الملتقى من الشخصيات العربية الدكتور واسيني الأعرج الكاتب والباحث الجزائري الكبير، والناقد المصري المتميز الدكتور مدحت الجيّار، وتتضمن فعاليات الملتقى عددًا من المحاور، عن الشعر المحكي والشعر الفصيح، وتتنوع الأوراق البحثية بين نقدية وتحليلية في مختلف الجوانب الأدبية من خلال مفهوم التراث والموروث الشعري والأدب الذاتي.
ويتميز هذا الملتقى بأن عمل اللجنة العلمية سيكون تقيميًّا وإرشاديًّا في أثناء فعاليات الملتقى، وذلك لإتاحة أكبر فرصة للمشاركين لتقديم إبداعهم، وكذلك إتاحة الفرصة للجميع لتبادل الخبرات فيما بينهم والتعرف إلى قامات إنسانية كبيرة وإبداعية من مختلف أرجاء الوطن العربي، إضافة إلى تعزيز الحوار والتواصل بين الأجيال من أكثر من دولة.
وبما أن الحب هو الذي جمع البشر من مختلف الجنسيات والخلفيات، اخترنا محور الحب في الشعر للملتقى الأول، فالمحبة الإنسانية هي التي تجمعنا.
وسابقا كرّمنا الناقدة اللبنانية يمنى العيد بملف شارك فيه نخبة من الكتاب والأدباء والنقاد أدلوا بشهاداتهم حول تجربتها، ثم تحول الملف إلى كتاب صدر في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ودائما سيكون لدينا تكريم لشخصية مميزة قدمت للأدب وللساحة الثقافية عملاً مميزاً".
ويذكر أن إخلاص فرنسيس عضو اتحاد كتّاب لبنان، وهي مؤسسة ورئيس تحرير غرفة ١٩ المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية – كاليفورنيا، مجلة وموقع الكتروني، ومنصة على "زووم" معنية بالشؤون الأدبية والنقدية وتحليل الأحداث الثقافية في الوطن العربي والمهجر.
وهي باحثة في الثقافة اللبنانية المهاجرة، و شاركت في العديد من الندوات والملتقيات الثقافية، مصر، لبنان، تونس، الإمارات، وفرنسا، و لها عدة مؤلفات في القصة والرواية والشعر، محاورة وكاتبة مقال اجتماعي وفي النقد الأدبي، حيث صدر لها في القصة القصيرة، "ظل النعناع" و"على مرمى قبلة" وفي الرواية "رغبات مهمشة"، كما صدر لها في الشعر "وأمضي في جنوني" و"حين يزهر الورد" ولها العديد من الكتب قيد الطبع.
وقد شاركت في إصدار عدة كتب مع نخبة من الكتاب والأدباء، منها كتاب "ذاكرة الضوء" إنتاج غرفة 19، والذي اشتمل على تكريم خاص حول الناقدة والأديبة اللبنانية الدكتورة يمنى العيد، كما شاركت في كتاب "مرفأ الحكايات" مجموعة قصصية قصيرة.
وفرنسيس عضو جمعية الحفاظ على التراث المصري ونالت عدة جوائز تكريمية تقديراً لنتاجها الأدبي، وشاركت في عدة ملتقيات ثقافية ومؤتمرات علمية، وحلت ضيفة على العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية الثقافية، كما ساهمت في إدارة حوارات أدبية عبر المنصّات الإلكترونية "زووم" من غرفة ١٩ وفي منتديات أخرى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا لبنان مصر العدید من غرفة 19
إقرأ أيضاً:
رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين بمؤتمر الدعوات الوطني في إسبانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة اليوم إلى المشاركين بمناسبة مؤتمر الدعوات الوطني الذي يعقد في مدريد، من ٧ وحتى ٩ فبراير ٢٠٢٥ تحت عنوان "لمن أنا؟ جماعة المدعوين للرسالة"، كتب فيها أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: أود أن أتحد معكم في الاحتفال بهذا المؤتمر الوطني للدعوات الذي اخترتم عنوانه: "لمن أنا؟ جماعة المدعوين للرسالة"، شاكراً جميع الذين يعملون من أجل الدعوات في الأراضي الحبيبة في إسبانيا. في المقام الأول، الذين يقومون بهذه المهمة التي يرسلهم إليها أساقفتهم أو رؤسائهم، سواء كانوا يعملون في مراكز التنشئة أو لمجرد مرافقة الشباب.
وكذلك الذين، من خلال مثال حياتهم، يجعلون مرئيًا - وأجرؤ على القول - معديًا التفاني السخي والواثق في المشروع الذي يحمله الله لكل واحد منا. بدون أن أنسى هنا الذين بصلاتهم وتضحياتهم ينالون من الله نِعَمًا وفيرة لكي نكون نحن الرعاة والخراف، معلمين وتلاميذ، على مثال قلب المسيح.
وتابع البابا فرنسيس: "لقد سرّني أن شعار المؤتمر يأخذ كلمات الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس " Christus vivit ". تقول لنا الوثيقة: "غالبًا ما نضيع الوقت في الحياة ونحن نسأل أنفسنا: "ولكن من أنا؟"، بدون أن نصل إلى السؤال الأساسي: "لمن أنا؟". أنت لله، بلا شك".
ولكنّه أرادك أيضًا أن تكون للآخرين، وقد وضع فيك العديد من الصفات والميول والعطايا والمواهب التي ليست لك بل للآخرين". عندما أعدت قراءة هذه الكلمات، تذكرت مشهد الشاب الغني الذي يسأل الرب ماذا عليه أن يفعل لكي ينال الحياة الأبدية.
وأوضح: “في جوابه يجعلنا الرب نرى، بأسلوب تربوي لطيف، أن الخير الذي نطمح إليه لا يتحقق بتلبية المتطلبات وبلوغ الأهداف، وحتى لو حاولنا القيام بكل هذا منذ شبابنا، فسينقصنا دائمًا شيء بسيط جدًا، وهو عطية بذل الذات بالكامل، أي اتباع يسوع في اختبار المحبة الأعظم”.
وأردف: "هذا ما يطلبه الرب من الشاب الغني: "اذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني". قد يبدو أن مثل هذه الدعوة تشير فقط إلى نوع من الدعوة المحددة، فقط للذين يشعرون بأنهم مدعوون إلى اعتناق جذرية الفقر الإنجيلي. لكن هذا ليس صحيحًا، يمكننا أن نسمعها موجهة إلى كل واحد منا. نحن جميعًا وكلاء على مواهب النعمة والطبيعة التي وهبنا الرب إياها، وعلينا أن نضع مواهبنا في البنوك ونأخذ فوائدها، وأن نبيع خيورنا، لكي تصل ثمارها إلى الآخرين".
تابع يقول لنفكر في ظاهرة القطرة الباردة التي ضربت عدة مناطق في إسبانيا في نهاية تشرين الأول أكتوبر. إنه وضع يسائلنا بشكل عميق، ويُحيي فينا فكرة "لمن أنا". كم من شهادات الشجاعة والتضامن قد ظهرت، حيث أصبح واضحًا أن ما نملكه وما نحن عليه له هدف محدد: الآخرون. وعندما لا يكون الأمر كذلك، تظهر بوضوح مرارة الواقع وصرخة الأرض والله اللذين يذكراننا: "ألم تكن أنت المسؤول عن أخيك؟". ولكن على العكس، لأن كل ما سنكون قادرين على أن نعطيه سنجده كجواهر ثمينة مغروسة في أحشاء رحمة قلبه الإلهي.
أضاف يقول من المثير للاهتمام أن الشاب الغني في الإنجيل لم يسأل إلى من يرسله يسوع، ولم يهتم بما سيفعل أو كيف سيتصرف معهم؛ بل كان منشغلاً بأملاكه، بما يملك، بما أنجزه، وما يطمح لتحقيقه، حتى وإن بدا أنه يسعى للحياة الأبدية. لقد كان عالمه يدور حوله وهذا الأمر لم يكن يُرضِيه، بل على العكس، فعلى الرغم من أنّه كان يملك الكثير، ابتعد حزينًا لأنه لم يكن قادرًا على أن يقوم بخطوة العطاء. لم يعرف كيف يستثمر في العمل الأساسي الذي دعاه الله إليه. كم يختلف هذا عن شهادة هؤلاء الشباب الذين رأيناهم في كارثة ظاهرة القطرة الباردة، وفي استقبال المهاجرين أو أثناء ثوران بركان "لا بالما"، حيث كانوا أول من بادر إلى العمل.
تابع يقول لنقتدِ بهذا المثال في تمييز دعوتنا الخاصة لكي ندرك قيمة الخيرات الروحية أو المادية التي دُعينا لتدبيرها. مثل الوكيل الخائن في المثل الذي يخبرنا عنه القديس لوقا، لا "نبدِّدنها" ونستخدمها لكي نبعد الآخرين عنا وعن الله، وإنما لنسعى لكي نكون قادرين على أن نقول إنَّ ليس علينا لأحد دين إلا محبة بعضنا البعض. وكما فعل الوكيل في المثل: "كم عليك لسيدي؟ - إليك صكُّك"، لتكن هذه الخيور للجمع وليس للتفريق. لا نعتقدنَّ بأن ما لدينا ليس كافيًا، فبطرس ويوحنا لم يكن لديهما "ذهب أو فضة"، ولكنّهما بعد أن نالا الروح القدس، سعيا لكي يدركا حاجة الفقير المُقعَد عند باب الهيكل، لا بل تجاوزا توقعاته. فهما لم يعطياه المال، بل دعواه لكي ينظر إليهما، لكي يرى مثال فقرهما، وبعد أن لفتا انتباهه طلبا منه أن ينهض. ويوضح بطرس للجميع أنَّ يسوع هو الذي صنع المعجزة.
وفي سياق آخر، نجد فيليبس يلتقي بالخازن الملكيّ، الذي على الرغم من مجيئه إلى الهيكل لكي يعبد الإله الحقيقي وإلمامه بالكتب المقدسة، إلا أنه لم يكن قادرًا على فهم سر الصليب الذي يرويه النبي أشعيا في سرده لقصة عبد يهوه. وكما حدث مع بطرس، تمكن فيليبس، إذ حرّكه الروح القدس، من أن يرى حاجة الآخر ويعلن له يسوع، من خلال الكلمة والأسرار المقدسة، متجاوزًا توقعاته ومجيبًا على فقر ليس ماديًا بل روحيًا.