رام الله "أ.ف.ب ": يقول الفلسطيني فرج بيتاوي من قرية بيتا قرب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة إن " جيش الاحتلال والمستوطنين باتوا يطلقون النار بكل سهولة للانتقام مما يحدث في قطاع غزة".

حالة الخوف والترقب هذه لا يعيشها بيتاوي وحده بل معظم سكان الضفة الغربية التي تشهد منذ هجوم حركة حماس الإسلامية المباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري تصاعدا للعنف تتخلله مواجهات وحملة اعتقالات واسعة تنفذها إسرائيل.

في بيتا أيضا، استشهد فتى على يد قوات جيش الاحتلال امس خلال مواجهات اندلعت على أطراف القرية. وأظهر مقطع فيديو اطلعت عليه وكالة فرانس برس إطلاق النار على الفتى من مسافة بعيدة.

وقال سكان في نابلس إن رسائل وصلتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مستوطنين يهددونهم فيها بقتل كل من يشارك في تشييع الفتى.

وكانت قرية قصرة القريبة شهدت الأسبوع الماضي استشهاد أب ونجله برصاص المستوطنين خلال جنازة أربعة شبان استشهدوا خلال مواجهات مع المستوطنين في اليوم السابق.

وارتفعت حصيلة الشهداء في الضفة الغربية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ السابع من الشهر الجاري إلى 58 شهيد بالإضافة إلى إصابة أكثر من 1200 آخرين وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

يقول زيد الشعيبي منسق البحث الميداني في مؤسسة الحق الحقوقية الفلسطينية إنهم رصدوا "ارتفاعا واضحا في اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين بعد أحداث غزة".

ويضيف "ليس لدينا أرقام دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب عدم قدرة طواقمنا على التنقل على الطرق التي أصبحت ضمن مواقع الاعتداءات والتخويف الذي يتعرض له سكان الضفة الغربية".

وبحسب الشعيبي شملت الاعتداءات "هجمات على مركبات وتخريب محال تجارية ومنشورات تهديد ينشرها مستوطنون ومحاولة الهجوم على قرى بالإضافة إلى القتل".

أما في بلدة حوارة على الطريق الرئيسي بين رام الله ونابلس والتي شهدت في الأشهر الماضية هجمات متبادلة بين الجانبين الإسرائيلي (الجيش والمستوطنون) والفلسطينيين فكانت المحال التجارية مغلقة الإثنين.

ويقول رئيس بلديتها معين ضميدي لفرانس برس " كافة المحال في القرية مغلقة، ونحن نتوقع ونتخوف من هجمات جديدة من قبل المستوطنين خصوصا بعد أحداث غزة".

ويشير إلى أن " جيش الاحتلال الإسرائيلي منتشر في البلدة، ويمنع أهاليها من التجول على الطريق الرئيسي".

ويقول الفلسطينيون إن الأحداث على الحدود الجنوبية شجعت المستوطنين على ارتكاب مزيد من العنف.

ففي قرية دير جرير شمال شرق مدينة رام الله، يراقب سكان القرية الفلسطينية تحركات المستوطنين في نقطة استيطانية عشوائية بناها مستوطن بمحاذاة مستوطنة عوفرا على مشارف القرية، ويتخوفون من أي ردود فعل انتقامية على أحداث الجبهة الجنوبية.

ودفع هذا الأمر شبان القرية إلى السهر ليلا للحراسة وتأمين سائر السكان.

ويقول حيدر ماخو (52 عاما) "يسهر الشبان ليلا، وتم إنشاء مجموعات للتواصل وتبادل معلومات حول تحركات المستوطنين".

امس استشهدت امرأة من القرية برصاص جيش الاحتلا الإسرائيلي فيما أصيب زوجها وابنها وهم في طريقهم إلى المنزل.

يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

ويقول نادي الأسير الفلسطيني إن جيش الاحتلال الاسرائيلي نفذ حملة اعتقالات "غير مسبوقة" في صفوف حركة حماس في الضفة الغربية.

وقالت الناطقة باسم النادي أماني سراحنة لفرانس برس إن عدد المعتقلين "بلغ حوالى 470 أسيرا غالبيتهم من حركة حماس وتم تحويلهم للاعتقال الإداري".

الاعتقال الإداري، وهو إجراء مثير للجدل موروث من الانتداب البريطاني، يتيح لإسرائيل سجن أشخاص بدون توجيه تهمة إليهم، بين ثلاثة إلى ستة أشهر، وفي كثير من الأحيان يتم تمديد الاعتقال على نحو مستمر.

ووفقا لسراحنة "لم تشهد الضفة الغربية مثل هذه الاعتقالات منذ سنوات طويلة".

يسكن عدد من العائلات الفلسطينية المتحدرة من قطاع غزة في الضفة الغربية، وربما هم أكثر متابعة وتخوفا مما يجري في قطاع غزة حيث ذووهم.

ريما العجرمي المتزوجة في الضفة الغربية منذ سنوات، تتابع أخبار القصف على قطاع غزة وينتابها الخوف على والدتها واقربائها.

تقول" لا أنام الليل ولا النهار وأنا أتابع الأخبار، وأتخوف على والدتي وأخي وكل عائلتي البالغ عدد أفرادها 70 شخصًا وهم يسكنون الآن في منزل واحد بعد أن دمر منزلنا".

السبت، تلقت العجرمي خبر استشهاد عمها وعائلته التي كانت مؤلفة من تسعة أفراد في قصف إسرائيلي، فيما فقدت الاتصال بوالدتها وشقيقها بسبب انقطاع التيار الكهربائي في غزة.

ويقول أحد المنسقين للقوى الوطنية والإسلامية عصام بكر "ليس بالإمكان تقديم شيء عملي لمساندة قطاع غزة سوى تنظيم مسيرات تضامنية، إضافة إلى دعوات لتشكيل لجان حراسة ضد أي هجمات محتملة يشنها المستوطنون على القرى الفلسطينية".

ويضيف بكر أن "سقوط هذا العدد من الشهداء في الضفة الغربية والجرحى هو مؤشر الى تضامن ومحاولة لمساندة غزة من قبل الفصائل الفلسطينية، كما أنه مؤشر الى أن قوات الاحتلال ومستوطنيه يطلقون النار بلا رادع".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

قطر تدين اغتيال ناشطة تركية في الضفة الغربية

الدوحة (زمان التركية)ــ أدانت قطر اغتيال الناشطة التركية، أيسينور إزجي إيجي، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتها بمظاهرة في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، اليوم السبت، إن “هذه الجريمة الشنيعة هي حلقة في سلسلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشية المتكررة بحق القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان”، وحذرت من أن “صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات المروعة يعد حافزا متجددا للاحتلال لارتكاب المزيد من الفظائع”.

اغتيال ناشطة تركية

وشددت الخارجية القطرية في بيانها على أن “أصوات المتضامنين الأحرار على امتداد العالم لن يخرسها رصاص الاحتلال الغادر، وستظل تصدح بالحق مناصرة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومساءلة جميع المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحقه”.

وخلال مشاركتها في مظاهرة سلمية ضد الاستيطان في بلدة بيتا جنوبي نابلس بالضفة الغربية، قُتلت الناشطة التركية الأمريكية آيشنور إيزجي إيجي، برصاص الحيش الإسرائيلي.

وأصيبت إيجي وهي من مواليد أنطاليا عام 1998، بعيار ناري في الرأس ونقلت إلى المستشفى، وفق وكالة وفا الفلسطينية الرسمية.

وقال فؤاد نافع، مدير مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، في حديث لوكالة الأناضول، إنه لم يكن بالإمكان إنقاذ أيسينور إيجي رغم كل التدخلات الطبية.

 

Tags: أيسينور إزجي إيجيقطرنابلس

مقالات مشابهة

  • قطر تدين اغتيال ناشطة تركية في الضفة الغربية
  • جرائم المستوطنين في الضفة.. إرهاب منظم يؤسس لنكبة جديدة
  • خبير علاقات دولية: عمليات الاحتلال في الضفة تهدف إلى استنزاف الحاضنة الفلسطينية
  • «الخارجية الفلسطينية»: ندين جريمة إعدام المتضامنة الأمريكية في الضفة الغربية
  • ميرسك تؤكد استمرار تأثر نشاطها العالمي في مجال الشحن نتيجة تصاعد هجمات البحر الأحمر
  • استشهاد 5 فلسطينيين وإعتقال 16 في الضفة الغربية .. وحماس: لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة
  • اعتداءات المستوطنين تُجبر عائلتين في الأغوار على الرحيل قسرًا
  • الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع جديد في عدد شهداء الضفة الغربية جراء العملية العسكرية
  • وزارة الصحة الفلسطينية: 39 شهيدًا و145 إصابة في الضفة الغربية منذ الأربعاء الماضي
  • النقطة الحرجة في الضفة الغربية