400 ألف فروا إليها.. نازحون فلسطينيون مستهدفون في مراكز إيواء أونروا
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
غزة- يواجه أكرم أبو العطا وآلاف النازحين في مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة غزة وشمالها، الموت قصفا أو جوعا.
ويواجه أبو العطا والنازحون مصيرهم دون أساسيات الحياة، وتحت حمم الغارات الجوية الإسرائيلية بعد إخلاء الوكالة الأممية مقرها الرئيس ولجوء طواقمها إلى مركز عملياتها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.
وتشير التقديرات الأممية إلى أن مليون فلسطيني نزحوا من منازلهم ومناطق سكنهم، منهم 400 ألف لجؤوا إلى مراكز إيواء في مدارس تابعة للـ"أونروا" منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب معركة "طوفان الأقصى".
وكان أبو العطا من أوائل النازحين إلى مركز إيواء التابع للوكالة في مدينة غزة، إذ اضطر إلى الهروب بأسرته من منزلهم في حي الشجاعية المتاخم للسياج الأمني الإسرائيلي، إحدى المناطق الأشد خطرا في القطاع الساحلي الصغير، حيث لا أمان لأحد فوق أرضه وتحت سمائه.
مراكز بلا إيواء
لليوم العاشر على التوالي يواصل أبو العطا و40 شخصا آخرون، معظمهم نساء وأطفال، إقامتهم في "غرفة ضيقة" داخل مدرسة تم تحويلها إلى مركز إيواء منذ بدء العدوان، لجأ إليه آلاف النازحين جُلّهم من جيرانه وأقاربه في حي الشجاعية، وعائلات من مناطق شمال القطاع.
في هذا المركز وغيره، يعاني النازحون من عدم توفّر المياه وأساسيات الحياة كالأغذية والأغطية، وازدادت ظروفهم سوءا بعد قرار "أونروا" الجمعة الماضية، بنقل طواقمها إلى مركز عملياتها في مدينة رفح، استجابة لإنذار بعد أوامر إسرائيلية لسكان الجزء الشمالي من القطاع بالنزوح إلى الجزء الجنوبي المعروف بـ"وادي غزة".
وقال أبو العطا للجزيرة نت "نعيش على أقل القليل، حيث لا مياه للشرب، ولا مياه دائمة للنظافة، ووسط تكدّس شديد داخل الغرف، وفي ساحات المدرسة".
ومنذ الجمعة الماضية، اختفت طواقم "أونروا"، ولم يعد هناك من يتابع شؤون النازحين، ويدير سير العمل في مراكز الإيواء، التي أكد أبو العطا أنها "لم تكن بالمستوى المطلوب منذ بداية العدوان، وحتى قبل النزوح الكلي لأونروا نحو جنوب قطاع غزة".
ووفقا لهذا النازح الأربعيني، فإن "أونروا" لم تقدم لهم سوى القليل من الخبز واللبن خلال الأيام الثلاثة الأولى، ويعتمدون خلال الأيام الماضية على ذواتهم لتدبر شؤون حياتهم اليومية، وبصعوبة بالغة، للحصول على الخبز والمياه.
ويعيش أبو العطا وأسرته منذ أيام على القليل من الخبز والأجبان، ويكابد من أجل توفيرها، بالوقوف في طوابير طويلة ولنحو ساعتين أمام أحد المخابز المحدودة التي لا تزال تعمل في غزة، حيث تعطّلت غالبيتها جراء انقطاع الكهرباء، ونفاد الوقود.
وفيما يرفض أبو العطا النزوح من غزة إلى الجنوب، يقول إن "الرب واحد والعمر واحد، وكلنا نواجه نفس الخطر والمصير".
تكدس شديد داخل الغرف في مراكز الإيواء التابعة للأنروا (الأناضول) مراكز لا تستوعب المزيدفي موقع آخر، لم يجد مصعب أبو غنيمة مكانا يستوعبه وأسرته في مركز إيواء تابع لوكالة الغوث في مدينة دير البلح، وهي إحدى مدن جنوب وادي غزة، التي وجّه جيش الاحتلال سكان الشمال للنزوح إليها، واضطروا إلى اللجوء مع آلاف آخرين من شمال القطاع لمدرسة حكومية.
وعقب الإنذار الإسرائيلي، الجمعة الماضية، نزح مصعب وأسرته وأكثر من 150 فردا من أقاربه من حي الشجاعية إلى وسط القطاع، ليواجهوا ظروفا كارثية، حيث لا أماكن مؤهلة لاستقبالهم، واكتظاظ شديد في مراكز "أونروا".
وقال مصعب -للجزيرة نت- إنه لم يأتِ أحد إليهم لمتابعة احتياجاتهم، بعدما اضطروا إلى الفرار من بيوتهم بالملابس التي يرتدونها، ويضطرون إلى افتراش الأرض منذ 3 أيام.
نزوح و"تنصّل من المسؤولية"
وأدانت السلطات التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، سلوك "أونروا"، وما وصفته بـ"تنصلها" من دورها الإنساني تجاه النازحين.
واستبقت طواقم "أونروا" النازحين المدنيين في النزوح من مقرها الرئيسي في مدينة غزة، الأمر الذي وصفته حماس بـ"التخلي المؤسف والمخجل عن مسؤولياتها القانونية والإنسانية". ولم يتسنّ للجزيرة نت الوصول إلى مسؤول في أونروا للتعقيب على هذه الاتهامات.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف -للجزيرة نت- إن "أونروا تركت آلاف النازحين يواجهون مصيرهم، وأدارت ظهرها لمراكز الإيواء من دون أي تنسيق أو ترتيب لشؤون العائلات النازحة وجلها من النساء والأطفال".
ووفق تأكيد المسؤول الحكومي، فإن هذه المراكز "تفتقر لأبسط الضرورات المعيشية"، بعدما اختفت إدارة وطواقم أونروا من مدينة غزة وشمال القطاع، وحتى في مراكز الإيواء في مدن الجنوب "لا يختلف الأمر كثيرا، والأوضاع مأساوية".
وقال معروف إن "أونروا" امتثلت بشكل مؤسف ومخجل لتهديدات الاحتلال، وأثرت سلبا في الحالة النفسية للسكان، بنزوح "أعداد محدودة" منهم نحو مدن الجنوب. بيد أن ما وصفه بـ"غباء الاحتلال" واستهدافه للنازحين "عكس المسألة خلال اليومين الماضيين بعودة نازحين إلى منازلهم في مدينة غزة والشمال".
وبحسب توثيق المؤسسات الرسمية في غزة، فقد استهدف الاحتلال 20 عائلة بعدما نزحت من الشمال إلى الجنوب، وقضى منها العديد من الشهداء، وإلى جانب عدد كبير من الجرحى.
وقال معروف "الاحتلال يزعم أن مناطق الجنوب آمنة لدفع الناس للنزوح، لكنه يؤكد كذبه باستهداف النازحين، والغارات المكثفة على امتداد القطاع من شماله إلى جنوبه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی مراکز الإیواء فی مدینة غزة للجزیرة نت أبو العطا إلى مرکز
إقرأ أيضاً:
شهداء بقصف إسرائيلي على غزة والأمطار تعصف بخيام النازحين
استشهد وأصيب عشرات المدنيين في غزة جراء القصف الإسرائيلي المستمر، فيما واصلت قوات الاحتلال لليوم 53 عمليتها العسكرية وحصارها للمناطق الشمالية في القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الجدبة في منطقة الزرقا شمالي مدينة غزة.
ووصف أطباء في المستشفى الأهلي المعمداني حالة بعض المصابين بالحرجة، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وأفاد مراسل الجزيرة في غزة باستشهاد 4 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة حرب في محيط بركة الشيخ رضوان غرب مدينة غزة. وقد نقل المصابون إلى مستشفى الأهلي المعمداني ووصف الأطباء حالة بعض المصابين بالحرجة كذلك.
كما أفاد المراسل باستشهاد امرأة وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي على شارع كشكو في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تواصل توغلها في حي الزيتون منذ 90 يوما في عمليتها البرية السادسة منذ بدء حربها على غزة.
أما في وسط القطاع، فأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بينهم أطفال جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج.
حصيلة جديدة
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 25 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر أمس الاثنين.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء أمس إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد عائلات في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية أسفرتا عن 24 شهيدا ونحو 70 جريحا.
وأضافت الوزارة في بيان أن عددا من الضحايا ما يزالون تحت أنقاض منازلهم أو في الطرقات مع عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم.
وأشار البيان إلى أن عدد الضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 44 ألفا و235 شهيدا و104 آلاف و638 إصابة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هذا وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم 53 عمليتها العسكرية وحصارها للمناطق الشمالية، وتفصل بينها وبين مدينة غزة.
ويتعرض المحاصرون في هذه المناطق لقصف جوي وآخر مدفعي بالتزامن مع عمليات نسف تتركز بمخيم جباليا وبيت لاهيا ومنطقة الصفطاوي. ويواصل الأهالي إطلاق مناشدات لإنقاذهم في ظل تفشي المجاعة، حيث يتعمد الاحتلال قطع الإمدادات الغذائية والدوائية عنهم منذ بدء عمليته.
معاناة الشتاءوبالتزامن مع القصف والحصار، تسببت الأمطار الغزيرة على قطاع غزة، في تدمير وجرف العشرات من الخيام التي تؤوي نازحين على ساحل منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
وأفاد مراسل الجزيرة، بأن مياه البحر جرفت خيام النازحين وممتلكاتهم، حيث باتت مئات العائلات دون مأوى في ظل استمرار الأحوال الجوية السيئة وعدم توفر مراكز وخيام لإيواء النازحين في فصل الشتاء.
ولفتت لويز واتريدج مسؤولة الطوارئ في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى أنّ سكان غزة الذين يعانون سوء التغذية الشديد بسبب حرب إسرائيل على القطاع، يواجهون خطرًا إضافيًا للإصابة بالأمراض في الشتاء.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن واتريدج أنّ الأمم المتحدة قدرت أن حوالي نصف مليون شخص في جميع أنحاء غزة موجودون في مواقع معرضة للفيضانات والتي يمكن أن تغمرها النفايات السائلة بمجرد بدء هطل الأمطار.
وبحسب مسؤولي المساعدات فإن أمطار الشتاء في غزة تهدد بإطلاق طوفان من مياه الصرف الصحي على مئات الآلاف من النازحين.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت آلاف القتلى والجرحى الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.