حزب الله.. ميليشيا مدججة بالسلاح تسيطر على لبنان
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تتبادل ميليشيا حزب الله اللبنانية إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود منذ أيام، في أعنف تصعيد بينهما منذ خاضاً حرباً كبرى في عام 2006، ما يهدد بتوسيع نطاق الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال حزب الله، المدعوم من إيران، إنه مستعد للمساعدة عندما يحين الوقت الملائم في الحرب بين إسرائيل وحماس، التي تدعمها طهران أيضاً.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي في 15 أكتوبر (تشرين الأول) بأن إسرائيل ليس لديها مصلحة في شن حرب على جبهتها الشمالية، وأنه إذا انتهج حزب الله سياسة ضبط النفس فستبقي إسرائيل الوضع على طول الحدود كما هو.
ما هو أصل حزب الله؟
أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله في 1982 في خضم الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها من عامي 1975 إلى 1990 بهدف تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، التي اندلعت في عام 1979، إلى أنحاء المنطقة وقتال القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في عام 1982.
وجنَد حزب الله الشيعي أعضاء من المسلمين الشيعة اللبنانيين.
وتحولت الميليشيا من فصيل في الظل إلى قوة مدججة بالسلاح لها نفوذ قوي في البلاد. وصنفتها حكومات منها الإدارة الأمريكية منظمة إرهابية.
ما هي القوة العسكرية لحزب الله؟
رغم نزع سلاح جماعات أخرى عقب الحرب الأهلية اللبنانية، احتفظت ميليشيا حزب الله بأسلحتها في نهاية الحرب الأهلية لقتال القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية. وانسحبت إسرائيل في عام 2000 بعد أعوام من حرب العصابات.
بدأ التطور العسكري لحزب الله في 2006 أثناء حرب استمرت 5 أسابيع مع إسرائيل اندلعت بعد عبور أعضاء في الميليشيا الحدود إلى داخل إسرائيل وخطف جنديين وقتل آخرين. وأودت الحرب بحياة 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، و158 إسرائيلياً معظمهم جنود. وأطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل.
وتنامت قوة حزب الله العسكرية بعد انتشارها في سوريا في 2012.
وتتباهى الميليشيا بحيازتها صواريخ دقيقة، وتقول إنها تستطيع قصف كافة أنحاء إسرائيل. وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في عام 2021 إن الميليشيا لديها 100 ألف مقاتل.
وتمد إيران حزب الله بالأسلحة والأموال. ووفقاً لتقديرات الولايات المتحدة خصصت طهران مئات الملايين من الدولارات سنوياً للميليشيا في الأعوام القليلة الماضية.
ما دور حزب الله حتى الآن في الصراع بين إسرائيل وحماس؟
لميليشيا حزب الله علاقات راسخة مع جماعات أخرى مدعومة من إيران في أنحاء المنطقة، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد في فلسطين.
وقال حزب الله إنه على "اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية"، وذلك في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حين شن مقاتلو حماس هجوماً غير مسبوق من غزة على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1300 شخص. وفي الغارات الجوية المكثفة التي شنتها إسرائيل على غزة رداً على ذلك، قُتل أكثر من 2800 شخص.
وتبادل حزب الله إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل عدة مرات منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وشنت حماس وحركة الجهاد، اللتان لهما وجود في لبنان، هجمات على إسرائيل من لبنان للمرة الأولى شملت تسلل عناصر من حركة الجهاد عبر الحدود إلى إسرائيل في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول).
وقال تساحي هنغبي مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمن القومي في 14 أكتوبر (تشرين الأول) إن هناك تحجيماً للأعمال العدائية على ما يبدو. وحذر هنغبي حزب الله من القيام بأي عمل قد يؤدي إلى "تدمير" لبنان.
ما هو النفوذ الإقليمي الذي يتمتع به حزب الله؟
أصبح حزب الله مصدر إلهام ودعم لجماعات أخرى مدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ودرب جماعات مسلحة في العراق وشارك في القتال هناك.
وتقول مصادر إن حزب الله يقاتل أيضاً لدعم الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.
ما هو دور حزب الله في لبنان؟
تعزز نفوذ الميليشيا في لبنان بفعل ترسانتها ودعم العديد من الشيعة الذين يقولون إنها تحمي لبنان من إسرائيل.
ويقول المنتقدون إن ميليشيا حزب الله تقوَض الدولة، ويتهمونها بدفع لبنان بشكل منفرد إلى أتون الصراعات.
ولحزب الله وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان.
وأصبح دور حزب الله على الساحة السياسية اللبنانية أكثر بروزاً في 2005، بعد انسحاب سوريا في أعقاب مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة من أعضاء حزب الله غيابياً بتهمة الضلوع في اغتيال الحريري. وتنفي الميليشيا ضلوعها، واصفة المحكمة بأنها أداة في يد أعدائها.
وفي 2008 تحول نزاع على السلطة بين حزب الله وخصومه المدعومين إلى صراع قصير.
وسيطر مقاتلو حزب الله على أجزاء من بيروت بعد أن تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات ضد شبكة الاتصالات العسكرية التابعة لحزب الله.
وفي 2016 أصبح السياسي المسيحي المتحالف مع حزب الله ميشال عون رئيساً للبلاد. وبعد عامين فاز حزب الله وحلفاؤه بأغلبية في البرلمان. وعلى الرغم من خسارة تلك الأغلبية في 2022 فإن ميلشيا حزب الله ظلت تحتفظ بنفوذ كبير.
وشن حزب الله حملة على قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت في 2020 بعدما طلب استجواب حلفاء لها، وتصاعدت الأزمة إلى اشتباكات دموية في بيروت في 2021.
هل حزب الله متهم بشن هجمات على أهداف غربية؟
وشنّت مجموعات يقول مسؤولون أمنيون لبنانيون ومخابرات غربية إنها مرتبطة بحزب الله هجمات انتحارية على سفارات وأهداف غربية وخطفت غربيين في الثمانينيات. ويُعتقد أن إحدى تلك المجموعات، وهي الجهاد، كان يقودها عماد مغنية، أحد كبار القياديين في حزب الله الذي قُتل في انفجار سيارة ملغومة في سوريا عام 2008.
اعتبارات وأهداف مختلفة.. لماذا لم يتدخل حزب الله في المعركة ضد #إسرائيل؟ https://t.co/3uWLseZsvt
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023
وتتهم الولايات المتحدة حزب الله بالمسؤولية عن تفجير انتحاري دمر مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في 1983 وأسفر عن مقتل 241 جندياً وتفجير انتحاري في العام نفسه استهدف السفارة الأمريكية. كما استهدف تفجير انتحاري ثكنات فرنسية في بيروت في 1983 وأودى بحياة 58 من قوات المظلات الفرنسية.
وفي إشارة إلى تلك الهجمات واحتجاز الرهائن، قال حسن نصر الله في مقابلة في 2022 إنها كانت من تنفيذ جماعات صغيرة غير مرتبطة بحزب الله.
ماذا تقول الحكومات الغربية أو غيرها عن حزب الله؟
تصنف بلدان غربية منها الولايات المتحدة ودول عربية حزب الله جماعة إرهابية.
ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله جماعة إرهابية لكن ليس جناحها السياسي.
وتتهم الأرجنتين حزب الله وإيران بالمسؤولية عن تفجير مركز للطائفة اليهودية في بوينس أيرس أسفر عن مقتل 85 شخصاً في 1994 وكذلك عن هجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس عام 1992 سقط فيه 29 قتيلاً. وينفي حزب الله وإيران مسؤوليتهما عن العمليتين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله لبنان تشرین الأول حزب الله فی لحزب الله فی لبنان بیروت فی فی عام
إقرأ أيضاً:
فرنسا تشكّك بتفاؤل هوكشتاين... وخطط للسيطرة على الحدود بين لبنان وسوريا
كتبت رندا تقي الدين في "النهار": تتساءل مصادر فرنسية مطلعة عما إذا كان تفاؤل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار بيروت وإسرائيل أخيراً هو قناعة فعلية بأنه من الممكن أن يتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، أو انه مجرد تمن يحمل أملاً ما. وإذ ترى هذه المصادر أن هنالك مبررات إسرائيلية لمصلحة وقف إطلاق النار في لبنان، فإسرائيل تعتبر أنها أنجزت الكثير ولديها أمور أخرى تقوم بها، خصوصا في ما يخص الضفة الغربية، لكن الموضوع الحقيقي يبقى ماذا في ذهن نتنياهو الذي يملك كل الأوراق في يده. وتقول المصادر إن رفض إسرائيل إدخال فرنسا في آلية مراقبة وقف إطلاق النار هي مجرد مماطلة لكسب المزيد من الوقت. أما مسألة التدخل الإسرائيلي بعد وقف اطلاق النار لمنع "حزب الله" من تهديد إسرائيل فهذه ليست من ضمن اتفاق بين إسرائيل ولبنان، بل ستبقى بين أميركا وإسرائيل وليست نقطة في التسوية الإسرائيلية اللبنانية اذا تمت رسميا. فاقتراح هوكشتاين يتضمن آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، الذي سيتم خلال مدة 60 يوماً على ثلاث مراحل من 20 يوماً للواحدة، عبر لجنة مؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والأمم المتحدة. كما أنه يدخل بعض التعديلات على منطقة جنوب الليطاني لتتضمن مناطق جنوب شرقي الليطاني، مناطق الدروز والسنة والمسيحيين في حاصبيا وشبعا، علماً أن مزارع شبعا ليست في ورقة التفاوض. فالتسوية الحالية هي حول تنفيذ القرار 1701 في جنوب الليطاني، وشمال الليطاني ليس جزءا من المفاوضات حالياً، علماً ان هوكشتاين يعتبر أن الحكومة اللبنانية وافقت على الـ 1701 الذي يتضمن القرار 1559. فإذا نجحت المفاوضات أو لم تنجح، تريد إسرائيل الحفاظ على إمكان قصف سلاح "حزب الله". وفترة الـ 60 يوماً لوقف إطلاق النار هي للتأكد من أنه ساري المفعول، والّا لن يكون هناك وقف لإطلاق النار . وعلى "حزب الله" ان يظهر أنه يؤيد تنفيذ الـ1701 والّا يغتنم الفرصة لإعادة التسلح وتنظيم نفسه. ويقول مراقبون إن هوكشتاين يعرف جيداً أن القيادة الإسرائيلية توافق على وقف اطلاق النار شرط أن تتمكن من ضرب "حزب الله" عندما تريد وترى أنه ينبغي قصفه. ويذهبون إلى حد التساؤل عن الحاجة إلى الورقة التي جاء بها المبعوث الأميركي طالما أن اليونيفيل موجودة مع وجود آلية ثلاثية الأطراف (إسرائيل ولبنان واليونيفيل) تجتمع دورياً لمعالجة الإشكالات والخروق على الحدود وتمكن الإستعانة بها مباشرة ،إضافة إلى أنه معروف أن الجيش اللبناني لا يمكنه القيام بما تطالب به إسرائيل. ويرى هؤلاء المراقبون أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعدان الإدارة الأميركية بقبول خطتها وتنفيذها فيما قدرتهما على التزامها مشكك فيها. ويشير المراقبون إلى أن القيادة الإسرائيلية تركز اهتمامها حالياً على حكم المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت اللذين بات يمكن توقيفهما في بعض الدول الأوروبية على رغم تفعيل حصانة نتنياهو السياسية. كما تنشغل هذه القيادة، عشية تسلم دونالد ترامب مسؤولياته الرئاسية، بمسألة ضم الضفة الغربية التي تحتل صدارة الأولوية لحكومة نتنياهو وتتقدم على وقف إطلاق النار في لبنان. ويرى المراقبون أنه، خلافاً لما تدعيه إسرائيل، فإن قدرات "حزب الله" لم تدمر، ويتم تداول أفكار لدى الإسرائيليين والأميركيين ودول عربية تتعلق بالسيطرة على المعابر اللبنانية السورية لخنق "حزب الله" وعدم السماح له بإعادة التسلح والاعتماد على تعاون الرئيس بشار الأسد في ذلك. ويقول هؤلاء أن إعطاء هذا الدور لبشار الأسد سيعزز دوره في الاستفادة من اللعبة الإيرانية الروسية في بلده. لكن المراقبين يشيرون أيضاً إلى احتمال كبير لفشل هوكشتاين، لأن نتنياهو يفضل انتظار تسلم دونالد ترامب الرئاسة. أما بالنسبة إلى انتخاب رئيس للبنان فتؤكد مصادر فرنسية مطلعة أن كل شيء معطل بسبب الوضع الحالي وانتظار وقف إطلاق النار .