بعد تحذير إيران من توسع المواجهة.. هل تنضم الجبهة السورية لـطوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أثارت التلميحات الإيرانية بتوسيع جبهات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ما لم يوقف الأخير عدوانه على غزة، تساؤلات عن احتمال دخول إيران على خط "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، انطلاقاً من الجبهة السورية، على اعتبار أن سوريا تسجل تواجداً كبيراً للقوات والميليشيات الإيرانية.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد ألمح، الأحد، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى توسع نطاق المواجهة ما لم يتوقف العدوان على غزة.
وتابع رئيسي: "إن لم يتوقف قتل الشعب وحصار غزة سيتعقد الوضع، ويتسع المشهد".
وقبل رئيسي، كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد قال من العاصمة القطرية الدوحة إن لم يتوقف العدوان على غزة، فإن اتساع جبهات الحرب غير مستبعد، ويزداد احتماله كل ساعة.
وأضاف أنه "لا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع إذا شنت إسرائيل هجوماً برياً على قطاع غزة"، مؤكداً أن طهران أبلغت دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة، فإن غداً سيكون متأخراً.
وسبق التهديدات الإيرانية، تحركات عسكرية للميليشيات الإيرانية في سوريا، من حيث عمليات الانتشار بمناطق قريبة من جبهة الجولان السوري المحتل في الجنوب، وزيادة استقدام التعزيزات من العراق.
ومع دخول "طوفان الأقصى" يومها العاشر، واستمرار المجازر والانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في غزة، لا يستبعد مراقبون أن يتسع نطاق المواجهة.
"سوريا تمتلك قابلية التحرك الإيراني"
يرى الباحث والخبير بالشأن الإيراني ضياء قدور، أن كل المحاور التي ينشط فيها وكلاء إيران الإقليميين بما في ذلك سوريا والعراق ولبنان وحتى اليمن، تمتلك قابلية أن تكون منطلقاً للتحرك العسكري الإيراني ضد "إسرائيل".
وأضاف لـ"عربي21" أن "هذا التحرك العسكري يمكن أن يشمل جملة من الأدوات العسكرية المختلفة كالصواريخ والمسيرات الانتحارية وغيرها، مستدركاً: "لكن دون أن يتطور لحرب مفتوحة".
وفي رأي قدور، فإن هذا التحرك العسكري غير كاف بأي حال من الأحوال، ولا يتناسب مع الشكل الصارخ الذي تجري فيه الأحداث في غزة.
وقال إن "عقدة غزة تلاحق إيران في الوقت الحالي، حيث وُضعت طهران في عنق الزجاجة ما بين عدم رغبتها في التدخل المباشر لإنقاذ وضع حافة الهاوية هناك، وما بين فشل استراتيجي محتمل يتمثل بنجاح الاحتلال في الانتهاء من الوجود المسلح في غزة"، مضيفا: "لذلك تجد المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وقادة الحرس الثوري، يكثرون من التصريحات الصاروخية، والتي ينظر لها على نطاق واسع أنها بمثابة تبرير وجلد للذات".
وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن تعرض منطقة الجولان السوري المحتل لقذائف هاون من الأراضي السورية، وكذلك عن اعتراضه صاروخاً في منطقة الجليل الأعلى، جرى إطلاقه من سوريا، ورد جيش الاحتلال بقصف مطاري دمشق وحلب لمرتين في غضون يومين، أخرجهما عن الخدمة.
"لبنان وبعدها سوريا"
من جهته، يرى الكاتب والباحث المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو، أن الصدام المباشر بين إيران والاحتلال يبقى وارداً في حال حصل خطأ في تقدير ردة فعل كل طرف للطرف الآخر.
ويضيف لـ"عربي21" أن لبنان هي مرشحة لأن تكون ساحة مواجهة مباشرة بين إيران والاحتلال، ومن ثم سوريا، متسائلاً: "لكن هل سيوافق النظام السوري على فتح جبهة الجولان"؟ ويجيب: "أستبعد ذلك، لأن النظام يبدو في الوقت الحالي غير آبه بأولويات "محور المقاومة"، وخصوصاً إذا تعارضت مع مصالحه الذاتية، ومصلحة النظام حالياً مع عدم فتح الجبهة مع إسرائيل".
وبذلك، يعتقد جلو أن "التهديدات الإيرانية هدفها إعادة حسابات الاحتلال، وكذلك لرفع الحرج عنها، وخاصة في ظل عدم وجود مواقف عربية قوية".
وما يدعم توقعات جلو لجهة رفض النظام فتح جبهة الجولان، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إن القيادة العسكرية في جيش النظام السوري أوعزت إلى جميع قواتها وعناصرها المنتشرة قرب الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، بعدم إطلاق أي رصاصة أو قذيفة نحو الاحتلال.
وتابع المرصد بأن "إيعاز القيادة العسكرية شمل جميع قوات النظام المنتشرة على الشريط الحدودي في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، والتي لها خطوط تماس مباشر مع الأراضي المحتلة"، ولم تعلق مصادر النظام على الأنباء التي أوردها المرصد.
وثمة من يؤكد أن إيران لا تمتلك قرار الجبهات السورية العسكرية بشكل كامل، حيث تعتبر روسيا المتحكمة الأولى بها، ويبدو أن دخول سوريا على خط المواجهة مع الاحتلال يتعارض مع مصالح موسكو، وفق تأكيد مراقبين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإيرانية سوريا إيران سوريا طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
السلطات السورية تقبض على عناصر من فلول النظام في دمشق وريف حماة
أعلن وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال السورية، الأربعاء، بدء حملة أمنية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية لمطاردة "فلول" النظام المخلوع في العاصمة دمشق ومناطق في ريف محافظة حماة وسط البلاد.
وقالت الوزارة السورية في بيان عبر حسابها الرسمي على منصة "فيسبوك"، إن "إدارة الأمن العام تبدأ حملة أمنية لملاحقة رؤوس الإجرام في نظام الأسد المجرم، والعصابات التي قامت بسرقة أحد مستودعات السلاح التابعة للدولة السورية في منطقة مشروع دمر بالعاصمة دمشق".
وأضافت أنه جرى "إلقاء القبض على بعض عناصر من فلول النظام البائد والعصابة التي قامت بسرقة مستودع السلاح في منطقة مشروع دمر"، دون مزيد من التفاصيل.
وفي السياق، كشفت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلا عن المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية عن بدء حملة أمنية أخرى بهدف تمشيط بعض المناطق في ريف حماة.
وأوضح المكتب الإعلامي في الوزارة السورية أن العملية الأمنية بدأت عقب "محاولات متكررة ونداءات عديدة للمتوارين عن الأنظار من بقايا النظام المخلوع لتسليم السلاح والانصياع لأوامر القيادة العامة وإدارة العمليات العسكرية".
وأشار إلى أن "الحملة الأمنية استهدفت مناطق قمحانة وأرز وخطاب لتمشيطها وإعادة السلاح للجيش وقوات الأمن"، موضحا أنه يجري العمل في الوقت ذاته "على مدينة حلفايا وباقي المدن التي يتخذها الخارجون عن القانون أوكارا لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين وعناصر وزارة الداخلية".
يأتي ذلك بعد حملة موسعة شنتها السلطات السورية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إثر قيام عناصر من "فلول النظام" المخلوع بقتل وأسر عدد من عناصر من جهاز الأمن العام.
وكان ضابط سابق في قوات النظام يدعى بسام عيسى حسام الدين، بث فيديو يظهره في منطقة جبلة، بعد أسر عدد من عناصر الأمن العام، وقام بالتهديد بذبحهم بـ"السكين" في حال لم تنسحب الأجهزة الأمنية من المنطقة، قبل أن يعلن الأمن العام عن تفجير حسام الدين نفسه خلال الاشتباكات، واستعادة الأسرى.
وبحسب مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، فإن "فلول ميليشيات الأسد تختبئ بين منازل المدنيين في منطقة جبلة ومحيطها، وتتخذ من الجبال والأودية منطلقا لعملياتها على قوات الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية".