فرانس24:
2025-01-16@20:10:37 GMT

عائلات رهائن حماس: أتوسل إليكم، أعيدوا لي صغيرتي حية

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

عائلات رهائن حماس: أتوسل إليكم، أعيدوا لي صغيرتي حية

إعداد: آسيا حمزة إعلان اقرأ المزيد

عينان غائرتان وتقاسيم وجه بارزة. أوريان أدار لا تنام بالمرة. تنتظر منذ أسبوع بفارغ الصبر أخبارا عن جدتها. يافا، 85 عاما، اختطفتها حماس من كيبوتس نير أوز غير بعيد عن غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. "كنا سنذهب لزيارتها في ذلك اليوم. كانت تحب هذه الزيارات"، تحكي أوريان، "طفلاي هما سعادتها في الحياة.

كان بإمكانها أن تقوم بأي شيء من أجلهما".

في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، استيقظت أوريان وأسرتها باكرا جدا. كانت الأخبار سيئة. وتأكدت أن "الوضع خطير جدا" في جنوب البلاد، وعليها أن تؤجل لقاءها بالجدة. على مجموعة الواتساب العائلية تنتشر النكات حول كمية الطعام الهائلة التي "ستأكلها لوحدها" يافا. وقبل الساعة التاسعة صباحا بقليل، يتغير كل شيء. في رسالة من جدتها: "قالت لنا إن هناك إرهابيون في الكيبوتس وتدور معارك في الشارع. أول شيء قلته: ’جدتي كوني حذرة‘" لكنها لم تجب أبدا.

أوريان أدار وشقيقتها أدفا تكثران المقابلات مع الصحافة للعثور على جدتهما يافا. تل أبيب، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023. © آسيا حمزة/ فرانس24

في حديقة شقيقتها أدفا، كانت أوريان جالسة وهي تذرف الدموع في وقت كانت فيه الحوامات العسكرية في حركة مستمرة في سماء المنطقة. "كنا قلقين لكننا لم نستوعب ما كان يحدث. عندما وصل الجيش أخيرا، وجد المنزل مقلوبا رأسا على عقب. ولم تكن هي فيه". الخبر جاء بعد ذلك. "خالتي التي نجحت في الفرار من الإرهابيين برفقة ابنتها بعد أن عاشت الجحيم، هاتفت أبي لتخبره أن الجدة قد فقُدت". بالنسبة للعائلة، ليس هناك شك في أن يافا قد توفيت. "احترت في إيجاد طريقة لإبلاغ الخبر لطفلي، البالغين 2 و5 سنوات من العمر. وانهرت كليا عندما حاول زوجي رفع معنوياتي فقام بعرض فيديو أمامي يظهر: جدتي جالسة في عربة غولف، يتم عرضها في شوارع غزة. كانت فعلا حية، لكنها كانت تعيش أسوأ شيء يمكن لإنسان أن يمر به. لقد كانت بين يدي حماس". لتقطع هذه الشابة، 34 عاما، سردها للأحداث تحت ضغط مشاعر الحزن.

صورة يافا أدار ورهائن آخرين، اختطفتهم حماس، على جدران شارع كابلان، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023. © آسيا حمزة/ فرانس24

"لا أريد أن تموت جدتي في الأسر"

مشاهد هذه السيدة ذات الشعر القصير الذي غزاه البياض انتشرت عبر العالم. ملفوفة في بطانية وردية، وبتقاسيم وجه ظلت كما هي. على الرغم من صرخات الحشود، وعنف هذه المشاهد. لم تظهر أي إحساس بالخوف. "لم أشاهد الفيديو بأكلمه. لا تمكنني مشاهدة الحقيقة مباشرة. فررت، وذهبت لأنام. في اليوم التالي استفسرني الناس إن كانت مصابة بمرض الزهايمر، وهل كانت تفهم الذي كان يحصل. شعرت كأني شُتمت بهذا النوع من الأسئلة. كيف يتجرؤون على ذلك؟" لم "تفهم" ما حصل إلا بعد ذلك. "على الرغم من الخطر الذي حولها، ظل وجهها هادئا. وبدت واثقة من نفسها. إنها جدتي. لقد أسست هذا البلد. ولم تمنح أيا كان فرصة إهانتها. إنها الواجهة. أما في داخلها، امرأة في عامها الـ85، وحيدة وقلقة. كانت مذعورة ولو أن الناس يجدون صعوبة في فهم ذلك".

أدفا وجدتها يافا أدار يوم زواجها. © عائلة أدار

منذ الإعلان عن اختطافها، تتعلق أوريان وعائلتها بأمل إطلاق سراحها في تبادل للسجناء، لأنه بالنسبة للإسرائيليين "أية حياة هي مقدسة". في 2011، بعد أربع سنوات كرهينة في أنفاق حماس بغزة، الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط يُحرر مقابل إفراج إسرائيل عن 1000 أسير فلسطيني. "إن أنهت امرأة في الـ85 عاما حياتها وهي تعاني في الأسر، فلأننا لم نقم بما يكفي. العالم كله يتابعنا. يجب الإتيان بهم على قيد الحياة. الإتيان بهم الآن".

وتعلق أوريان أملها على الضغط الدولي على حماس. وإذا كانت تكثر من المقابلات الصحافية، فلأنه سباق ضد الساعة. "جدتي ليس لديها الوقت للانتظار. يجب أن تعود اليوم وإلا سنستعيد جثة. ينكسر قلبي عندما أفكر أنه بالإمكان أن تموت ولو أنني في بعض الأحيان، عندما أفكر في المعاناة التي تعيشها، أتمنى ألا تكون هنا اليوم". تستجمع أوريان قواها لتعي أنه ليس لها الحق في أن تقول ذلك. تريد أن تحافظ على الأمل بداخلها. "إذا ضغط العالم برمته على حماس، سيعود المختطفون. لا نعرف عددهم بالتحديد. لا أريد أن تموت جدتي في الأسر".

يافا أدار أثناء زواج حفيدتها أدفا. © عائلة أدار "يطلقون علينا النار" 

من بين 155 رهينة إسرائيلية بين يدي حماس حسب أرقام رسمية أعلنها الجيش الإسرائيلي الأحد 15 أكتوبر/ تشرين الأول، توجد ميا، 21 عاما. الشابة الإسرائيلية الفرنسية، صاحبة العينين الزرقاوين، كانت يوم الهجوم في المهرجان الموسيقي "تريب أوف نوفا" الذي استهدفته حماس. والدتها كيريم شيم تحكي كيف حاولت أن تتصل هاتفيا بابنتها لساعات. "أعرف فقط أنها بعثت رسالة إلى صديق كان بمعيتها لتقول له ’إنهم يطلقون علينا الرصاص. من فضلك تعال لإنقاذنا‘.."، تحكي هذه الأم وهي تعرض صورتين لابنتها. يحتمل أن تكون ميا وأصدقائها قد فروا عبر سيارة عندما بدأت القذائف الأولى تسقط على موقع المهرجان. الإرهابيون قد يكونون استهدفوا عجلات السيارة لإرغامهم على النزول منها وطاردوهم بعد ذلك. "كانت مصابة عندما بعثت رسالتها الأخيرة. البعض يقول في الكتف، والبعض الآخر يقول في الرجل".

ميا، 21 عاما، اختفطتها حماس إثر مشاركتها في المهرجان الموسيقي "تريب أوف نوفا"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. © كيرين شيم

ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن البحث عن ابنتها. "كل المعلومات التي بحوزتنا، جمعناها بفضل أصدقائنا في الجيش، المستشفيات، الإعلام. لم يكلمنا أي أحد -تقصد السلطات-، أمس علمت أن ابنتي اختطفت. لا أعلم إن كانت لا تزال على قيد الحياة اليوم".

وتضيف كيرين أن سيارات المشاركين في المهرجان أحرقت من طرف حماس، ولم يكن ممكنا التعرف على هويات الجثث. "إنها حرب نفسية. يقومون بأي شيء لكي يلقوا بالأمهات، الأخوات، وكل الآباء مثلي في قاع الانهيار. أمس، كنت جد سعيدة عندما علمت أنها اختطفت. كان أمرا مثيرا للشفقة، كنت سعيدة بأن تكون صغيرتي بين يدي أسوأ الأعداء في العالم. ربي يعلم ما الذي تتحمله. لا يمكن لي أن أتصور ما الذي يفعلونه بها... بصغيرتي". لتنهار كيرين.

في حديقة جميلة لشقيقتها، التي تحول منزلها لخلية أزمة، ضجيج مصم للآذان ينبعث من الطائرات التي تقلع من مطار بن غوريون، والذي يمنح فترة استراحة لسرد القصة المروعة لهذه الأم المنهكة بشكل جلي.

كيرين شيم تعرض صورة ابنتها ميا قرب تل أبيب. 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023. © آسيا حمزة/ فرانس24

"صغيرتي فرنسية أيضا" 

لكن بريق أملها اسمه إيمانويل ماكرون. "أود أن يكلمنا كما فعل الرئيس بايدن مع العائلات الأمريكية عبر تطبيق زوم. لدي الثقة فيه. صغيرتي فرنسية أيضا"، تشدد والدة ميا التي دخلت للتو بعد لقاء مع رئيسة الدبلوماسية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة في تل أبيب للقاء عائلات المخطوفين الفرنسيين الإسرائيليين. "الفرنسيون قاموا بالشيء الكثير من أجل حقوق الإنسان، أنتظر حقيقة أن يقوموا بكل ما يمكن لهم لأجل إنقاذ صغيرتي. أعرف أن الأمريكيين يعملون ليل نهار لأجل إخراج الرهائن من غزة، وأعتقد أن الفرنسيين يجب أن يقوموا بنفس الشيء. فرنسا لها علاقات طيبة جدا في الشرق الأوسط".

كيرين وابنتها ميا التي خطفتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. © كيرين شيم

وتتحدث هذه الأم العازبة، التي لديها أربعة أطفال، عن ابنتها مايا، فتقول إنها "كأم صغيرة" في علاقتها مع أشقائها وشقيقاتها، وإنها كانت تتعلم مهنة الوشم. كانت تطبخ، ترسم، وتملك موهبة إبداعية دون حدود.

"حساسة جدا. هي ناضجة في تفكيرها مقارنة مع عمرها. إنها محاربة. أعرف أنها بجانب أشخاص آخرين في غزة وأنا متأكدة أنها تعتني بهم. أعلم أن ابنتي ناجية حقيقية وأتوسل إلى العالم أن يأتي لي بصغيرتي. إنها صديقتي المفضلة. الكل في حاجة لها. خذوني أنا لكن أتوسل إليكم، أعيدوا لي صغيرتي وهي حية".

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل تل أبيب غزة للمزيد رهائن خطف أکتوبر تشرین الأول 2023

إقرأ أيضاً:

محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى

بات واضحا أن مخطط صفقة تبادل الأسرى الحالية بين الاحتلال وحماس يعتمد على النسخة التي تم تقديمها بالفعل في شهر أيار/ مايو، لكن أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين، أهمها انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانهيار المحور الإيراني، بجانب الاعتبار الحزبي داخل الاحتلال، حيث سيتم تمرير الصفقة عبر الائتلاف الحكومي بسهولة، فيما لا يمنح ترامب "إسرائيل" وحماس أي فرصة للتراجع.

نداف آيال مراسل الشؤون الدولية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين إسرائيل وحماس لا يختلف بشكل أساسي عن اقتراح نتنياهو وبايدن في أيار/ مايو 2024، بل إن الخطوط العريضة متشابهة، حتى في الأرقام المذكورة: 33 مختطفًا سيتم إطلاق سراحهم معظمهم على قيد الحياة، لكن الفرق أنه منذ ذلك الحين مات العديد من المختطفين، وسقط أكثر من 120 جنديًا في المعارك، واتسع نطاق الدمار في غزة، وأسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين، وضعفت مكانة إسرائيل الدولية".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" إن "الإنجازات العسكرية التي حققها الاحتلال كان يمكن أن تتحقق في وقت أبكر لو تم توجيه الاهتمام للاعتبارات الاستراتيجية، وليس لسباق القط والفأر في غزة، مع ما يعنيه ذلك من مصالح سطحية للحكومة، مما أظهر إخلاء محور نتساريم وعودة الفلسطينيين لشمال القطاع، على أنها إنجازات لحماس، لكن الحركة حينها لم توافق على الصفقة برمتها خشية ألا تؤدي لوقف الحرب".

وأشار إلى أنه "كانت هناك فرصة للتوصل لاتفاق مع حماس من قبل، وبالتالي فإن الاحتلال لم يحقق أي إنجازات كبيرة خلال الأشهر الماضية، مقارنة بالظروف التي تحدثنا عنها قبل أشهر قليلة، لكن الظروف تغيرت تماما، وبثمن باهظ للغاية، فيما تمثلت أمامنا ثلاثة مكونات رئيسية: أولاها أن ترامب الفائز في الانتخابات قرر وقف حرب غزة، وكان موقفه منها ثابتا طوال الوقت، وينبغي النظر بجدية لتهديده بـ"الجحيم" إذا ظل المختطفون، صحيح أنها في ظاهرها رسالة لحماس، لكنها أيضًا رسالة لإسرائيل".

وأشار إلى أن "مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف علم تفاصيل الصفقة بسرعة، وهو يتمتع بقدرة على عدم الاستماع لـ"الهراء، ولذلك لم يوافق على منح الوسطاء وإسرائيل وحماس لحظة من الراحة،  وبسبب فعاليته، نشأ أساس للتقدم السريع، وإزالة أي شك".

وأوضح أن "التغير الثاني الذي عجّل بالصفقة هو الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمحور الإيراني، حيث لم يتبق الكثير منه، وتلاشت آمال حماس بأن يحرك الطوفان المنطقة بأسرها، وتحطّمت الحرب الشاملة ضد إسرائيل، التي رأت هي الأخرى خسائرها الفادحة، كما تعيش حماس في غزة وضعاً صعباً، تخسر مقاتلين بمعدل مرتفع للغاية، ومع ذلك فلم يكن ممكنا دفعها للتوصل إلى اتفاق عبر الضغوط العسكرية".

وأشار إلى أن "حماس لديها مصلحة علنية كبيرة بوقف القتال الآن، خاصة مع تسريب جيش الاحتلال بتحضيره لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق إذا فشلت المفاوضات، وشعورها بأن ترامب قد يضرّ بالمساعدات الإنسانية المقدمة لغزة، وتضاؤل الاهتمام العالمي بما يحدث في غزة".

وأكد أن "العنصر الثالث لإبرام الصفقة يتعلق بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، حيث يستمتع نتنياهو بالنجاحات في الشمال وضد إيران، وتم تعزيز مكانته بشكل كبير، وتوسّع ائتلافه بشكل كبير، مع إضافة كتلة غدعون ساعر، وبذلك فلا يمكن لاستقالة بن غفير الإطاحة به، وأصبحت تقديرات عدم اجتياز بتسلئيل سموتريتش لنسبة الحسم الانتخابي ثابتة في استطلاعات الرأي، ولذلك اعتقد نتنياهو أن معارضي الصفقة من اليمين المتطرف لن يقدموا على الانسحاب من الحكومة".



وكشف أن "تصريحات نتنياهو العدوانية كانت منسقة مع فريق التفاوض؛ بما فيها تلك المهدّدة بتجديد الحرب، ويكفي أن نلقي نظرة واحدة على استطلاعات الرأي التي كشفت أن الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي تريد وقف الحرب بالكامل لصالح عودة المختطفين".

وختم بالقول أن "نتنياهو يدرك جيداً أن صور قادة حماس وهم يرفعون أيديهم ويخرجون من الأنفاق ليست هنا، ولن تكون في المستقبل القريب، ويعلم أن إعادة المختطفين تحقيق لأهداف الحرب، وبالتالي فإن نافذة واسعة انفتحت للتوصل للصفقة، وإن تجاهل هذه الحقيقة الآن، في نظر الإسرائيليين، أمر مستحيل، ولا يغتفر".

مقالات مشابهة

  • تعداد بالأرقام يوضح ما نعلمه عن رهائن حماس بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة
  • مع قرب الاتفاق.. عائلات الرهائن تضيء شوارع تل أبيب بالشموع
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى
  • قلق وانتظار.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تترقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار
  • رد فعل أقارب رهائن على طبيعة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتفاصيله: ندعم أي اتفاق
  • مصدر فلسطيني يوضح لـCNN تفاصيل صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس
  • وزير الخارجية الأمريكي: 7 أكتوبر قوض عملية التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • مصادر: الإفراج عن 3 رهائن مقابل سحب إسرائيل لقواتها من المناطق المأهولة بغزة