رأي الوطن : محرقة صهيونية فـي غزة بدعم غربي
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أظهر كيان الاحتلال الصهيونيِّ وجْهه القبيح أمام العالَم أجمع، حين جمع كُلَّ قواه ـ وبدعم أميركيٍّ غربيٍّ ـ لِيحوِّلَ قِطاع غزة إلى محرقة صهيونيَّة بحقِّ الفلسطينيِّين العُزَّل في القِطاع، ولِيجعلَ من إبادته الأطفال عنوانًا ثابتًا لنازيَّة جديدة في الإقليم عمومًا، وفي فلسطين المحتلَّة خصوصًا، فلَمْ يترك وسيلةً للتنكيل بأبناء غزَّة إلَّا وقَدْ ارتكبها، في فصلٍ جديد من فصول النازيَّة الجديدة والجرائم البَشِعة التي يرتكبها الكيان الغاصب على مرأى ومسمع من العالَم.
إنَّ صَمْتَ العالَم عن قطع الكيان الغاصب المارق المياه والكهرباء والغذاء والوقود عن قِطاع غزَّة يُعدُّ مشاركةً فيما يرتكبه العدوُّ المحتلُّ من جرائم، خصوصًا مع تحذير وكالة الأُمم المُتَّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين «أونروا» من أنَّ أكثر من مليونَيْ مواطن في قِطاع غزَّة يواجهون خطر نفاد المياه بشكلٍ أصبح يُهدِّد حياتهم. فالمياه ـ بحسب الوكالة الأُمميَّة ـ أصبحت مسألة حياة أو موت، خصوصًا بعد توقُّف عمل محطَّة المياه وشبكات الماء العامَّة، حيث أصبح محطَّات تزويد مياه الشرب في قِطاع غزَّة خارج الخدمة بعد التوقف الكُلِّي لآخر محطَّة تحلية، نتيجة تواصل العدوان. لذا فمن الضروري أنْ يتمَّ توصيل الوقود إلى غزَّة لتوفير المياه لمليونَيْ شخص محاصرين تحت وطأة قصفٍ متواصلٍ لا يتوقف، يتلاعب بالمَدنيِّين ويستهدفهم جنوبًا وشمالًا.
الغريب أنَّ تلك الجرائم التي ترتكبها النازيَّة الجديدة على أرض فلسطين المحتلَّة لا يزال لدَيْها ظهير دوليٌّ يناصرها، بل يدافعُ عَنْها ويسعى لتضليلِ الشعوب وقَلْبِ الحقائق، لذلك يجِبُ أن يوازيه تحرُّك عربيٌّ راسخ بجانب كافَّة المتضامنين الدوليِّين؛ لفضْحِ أبعاد الكارثة الإنسانيَّة التي يرتكبها العدوُّ الإسرائيليُّ المحتلُّ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ عامَّةً وفي قِطاع غزَّة خاصَّةً، والسَّعي إلى تفنيد روايات الاحتلال المُضلِّلة، وفضح جرائمه ومستعمريه ضدَّ أبناء فلسطين العُزَّل، وكذلك العمل على فضح الأبعاد السِّياسيَّة التي يحاول الكيان المارق تكريسه لتصفية قضيَّة الشَّعب الفلسطينيِّ وحقوقه الوطنيَّة العادلة والمشروعة، وخلْقِ رأيٍّ عامٍّ شَعبيٍّ ضاغطٍ مؤيِّد لحقوق الشَّعب الفلسطينيِّ ومناهضٍ للعدوان، يُسهمُ في منْعِ السَّاسة المناصرين للكيان الإرهابيِّ عن دعمِه ومساندته.
ولعلَّ حديث بعض الدوَل ـ وعلى رأسها أميركا ـ عن حقِّ الكيان الصهيونيِّ في الدِّفاع عنْ نَفْسِه، وإعلانها صراحة عن مساعدته عسكريًّا، يأتي في وقت أدخل العدوان الإسرائيليُّ الفلسطينيِّين بقِطاع غزَّة في كارثة إنسانيَّة حقيقيَّة غير مسبوقة طالت الحدَّ الأدنى من مُقوِّمات الحياة الإنسانيَّة، بما في ذلك الحرمان من احتياجاتهم الأساسيَّة، والذي يُعدُّ جريمةَ حربٍ ومخالفةً واضحةً عمَّا نصَّتْ عَلَيْه اتفاقيَّات جنيف، والقانون الإنسانيُّ الدوليُّ والقانون الدوليُّ لحقوق الإنسان، لِيظلَّ الشَّعب الفلسطينيُّ بَيْنَ مطرقة العدوان الصهيونيِّ، وسندان ازدواجيَّة المعايير الدوليَّة التي تجلَّت في دفاع العديد من الدوَل الغربيَّة عن جرائم الاحتلال المرتكبة، لِيكُونَ أبناء فلسطين ضحايا للفشل الدوليِّ في تحقيق السَّلام نتيجة تجاهل الإجراءات الأحاديَّة الصهيونيَّة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
البرلمان العربي يطالب المجتمع الدولي برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني
أكد البرلمان العربي أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وطالب في بيان اليوم، بمناسبة الذكرى الـ107 لوعد بلفور، المجتمع الدولي وحكومة بريطانيا بتحمل المسؤولية التاريخية ورفع الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني في الذكرى المأساوية لهذا الوعد المشؤوم، الذي أعطى فيه وزير خارجية بريطانيا “ما لا يملك لمن لا يستحق”، مؤكدًا أن هذا الوعد تسبب في انتهاك الحقوق الأصيلة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وتهجير أصحاب الأرض، وحرمانهم من حقوقهم المشروعة.
واستنكر البرلمان العربي استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو حرب إبادة جماعية، وجريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وانتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية واتفاقية جنيف المتعلقة بمعاملة المدنيين أثناء الحرب، مجددًا وقوفه ومساندته للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، ومنها حق العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
ودعا البرلمان العربي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والحقوقية، بتحمل مسؤولياتهم، بتطبيق قواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية التي تدعم حقوق الفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، إلى الاعتراف بها، والعمل من أجل الإنهاء الفوري للاحتلال وتوفير الحماية المدنية للشعب الفلسطيني الأعزل والضغط على كيان الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري، والتطهير العرقي، والتدمير الممنهج لحياة الشعب الفلسطيني.