محمد القرقاوي: حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تجمعهما رؤية مشتركة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
دبي - الخليج
أكد محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، أن حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تجمعهما رؤية مشتركة ورغبة كبيرة في تصميم مستقبل أفضل للمجتمعات، تطورت على مدى أكثر من عشرين عاماً على التعاون الاستراتيجي.
جاء ذلك، في الكلمة الافتتاحية لأعمال مجالس المستقبل العالمية 2023، التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي خلال الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر الحالي، بالشراكة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، بحضور ميريك دوشيك المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، وعدد من المسؤولين في المنتدى ومن حكومة دولة الإمارات.
ويشارك في هذا الحدث الدولي البارز الذي يسعى لتشكيل معالم المستقبل والإجابة على التساؤلات الكبرى التي تواجه الإنسان في مختلف القطاعات الحيوية، نحو 600 من المسؤولين الحكوميين ورواد الأعمال والخبراء والمختصين ومستشرفي المستقبل من مختلف أنحاء العالم.
وقال محمد القرقاوي: «تجمعنا مع المنتدى رؤية مشتركة ورغبة كبيرة في المساهمة في تصميم مستقبل أفضل للبشرية، وشغف الإجابة على الأسئلة الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا»، مشيراً إلى أن ما يميز الأنسان عن الآلات يتمثل في استمراره بطرح أسئلة أكبر وأكثر، ويتزايد شغفه باستشراف المستقبل واستقراء الخطوة الكبرى القادمة للبشرية.
وأكد أن بناء المستقبل يرتبط باستمرار قدرة الإنسان على البحث عن إجابات لأسئلة تحرك الفضول المعرفي، مشيراً إلى أن مجالس المستقبل العالمية التي تضم نحو 600 من قادة الفكر من 80 دولة، وأكثر من 120 من أفضل جامعات العالم، و22 منظمة دولية، تؤدي دوراً محورياً في توليد الأفكار، في مجالات التحول الرقمي، والتغيرات الجيوسياسية، والمناخية، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، والمستجدات في قطاع الفضاء، وقطاعات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.
وتناول محمد القرقاوي في كلمته الافتتاحية، 3 تساؤلات رئيسية تواجه المجتمعات حالياً في رحلتها إلى المستقبل، تركز على مستقبل العدالة الإنسانية والمساواة البشرية في القيمة الإنسانية، وفي الفرص الاقتصادية والتقنية، في ظل ما يشهده العالم من زيادة في الفجوة الاقتصادية في العالم.
وتطرق إلى تفاقم الفروق التقنية في ظل التطور غير المسبوق في الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعفت قوة الحوسبة في الذكاء الاصطناعي أكثر من 300 ألف مرة في الفترة من عام 2012 إلى عام 2020، فيما لا يزال 37% من سكان العالم، أو حوالي 3 مليار شخص غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت.
وأشار محمد القرقاوي إلى أهمية العمل المشترك لإعادة تعريف حماية الحقوق الأساسية للإنسان، والاتفاق عليها دولياً، والتي تتضمن حقّه في الحياة الكريمة وفي الفرص الاقتصادية المتساوية وفي الوصول للمعرفة والتقنية، وفي العيش في بيئة متوازنة تنعم بها الأجيال القادمة.
وقال إن السؤال الثاني يتعلّق بحماية هذا الكوكب للأجيال القادمة، وهو أحد الأسئلة الوجودية التي ترتبط به أسئلة الطاقة الجديدة، والاقتصاد الجديد، والتحالفات التنموية الجديدة، والتطورات التقنية المبتكرة، والأسئلة المتعلقة بحماية موارد الطبيعة، ورفع الوعي على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول للتصدي لأكبر تحد يواجه الكوكب.
وأضاف محمد القرقاوي أن البشرية قد تواجه تحدي لجوء أكثر من 1.5 مليار شخص بسبب المناخ بحلول عام 2050، وقد تتكبد خسائر اقتصادية تفوق 32 ترليون دولار حتى 2050، في حال لم يتم التعامل مع سؤال المناخ، مشيراً إلى أن استضافة دولة الإمارات لأكبر تجمع مناخي عالمي (COP28)، ستسهم بشكل كبير في الإجابة على بعض هذه الأسئلة، ومؤكداً أن دور أعضاء مجالس المستقبل العالمية يتمثل كذلك في مناقشة كيفية تسريع التحوّل إلى عالم أكثر استدامة ووعياً بيئياً".
وقال الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، إن السؤال الثالث يتمثل في ماهية النموذج الأفضل للحوكمة في الحكومات والمنظمات الدولية للتعامل مع التحديات المستقبلية في التحول الرقمي والتحديات المناخية والاقتصادية وغيرها، ولفت إلى أن جائحة فيروس كوفيد- 19 علمت العالم أن الفرق بين الحكومات الناجحة والفاشلة كان في قدرتها على التعامل مع الأزمات بمرونة وحكمة وإنسانية.
وأضاف: «علّمنا التاريخ بأن ثمن الفشل كبير وقد يمتد لأجيال، وتشير بعض الدراسات إلى أن تكلفة فشل الحكومات لا تقل عن 5 أضعاف مستوى الناتج المحلي للدول قبل فشلها، وسؤالنا يكمن في كيفية إعادة هندسة صنع السياسات، والتحول الجذري في تخطيط الاستراتيجيات، والسعي الحثيث نحو تطوير المهارات بما يتناسب مع الأسئلة الجديدة التي تواجهها البشرية».
الجدير بالذكر، أن مجالس المستقبل العالمية عقدت بمشاركة نحو 600 خبير عالمي ومفكر ضمن 30 مجلساً، إلى جانب مسؤولين حكوميين وممثلين عن المنظمات الدولية والأكاديميين، في ملتقى سنوي يهدف لوضع خطط المستقبل والتي تحدد توجهات اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» 2024.
وكانت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، وقعا في يناير الماضي، اتفاقية شراكة لتنظيم مجالس المستقبل العالمية، في خطوة جديدة لمسيرة الشراكة بين الجانبين، التي تم تتويجها في مايو 2022 بتوقيع اتفاقية شراكة عالمية استراتيجية مستدامة تهدف إلى تعزيز جهود استكشاف الفرص المستقبلية، وترسيخ التكامل والتعاون في دعم المبادرات العالمية ووضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية الشاملة.
وجمعت مجالس المستقبل العالمية منذ إطلاقها عام 2008، بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، أكثر من 12 ألف مشارك من 100 دولة، في نحو 900 مجلس ناقشت مستقبل القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مجالس المستقبل العالمیة حکومة دولة الإمارات أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
القرقاوي: النجاح الكبير للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع محفز لنمو أعمالها في الدورات القادمة
دبي - الخليج
اختتمت قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، فعاليات نسختها الثالثة، والتي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، واستضافتها دولة الإمارات خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير، في أبراج الإمارات، مركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل بدبي، تحت شعار «المحتوى الهادف».
وبرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تقام فعاليات النسخة الرابعة من القمة خلال الفترة من 9 – 11 يناير 2026، بأجندة حافلة بالبرامج والفعاليات والأنشطة الهادفة إلى ترسيخ دولة الإمارات مركزاً عالمياً لاقتصاد صناعة المحتوى وقطاعات الإعلام الرقمي.
وتبني النسخة القادمة من القمة على النجاح الكبير الذي حققته النسخة الثالثة، والتي شهدت زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
وحققت قمة المليار متابع في نسختها الثالثة تفاعلاً واسعاً من ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي. وجاء الوسم الخاص بالقمة #قمة_المليار_متابع (#1BillionSummit) من أعلى الوسوم متابعة حول العالم.
توجهات استراتيجية
وقال محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء: «هذا النجاح الكبير الذي تواصل قمة المليار متابع تحقيقه بزيادة مضاعفة في تفاعل صناع المحتوى وأقطاب اقتصاد هذا القطاع الذي يلعب دوراً حاسماً في تشكيل المستقبل، هو محفز لنمو أعمالها في الدورات القادمة، وهذه القمة التي تعتبر الأكبر عالمياً في اقتصاد صناعة المحتوى، تعكس توجهاً استراتيجياً في دولة الإمارات لترسيخ قطاع اقتصادي مستدام ومليء بالفرص في هذا المجال».
وأضاف القرقاوي: «نجاح القمة، كان نجاحاً لجميع الذين شاركونا هذا الحدث المهم والكبير، من صناع المحتوى والمؤثرين والشركات الاستثمارية والشركات الناشئة والخبراء ومنصات التواصل الكبرى.. هذا الحضور العالمي الواسع كان شاهداً على التحول الجديد الذي تصنعه دولة الإمارات في ريادة هذا القطاع الاقتصادي الواعد.. وقدرتها على تعزيز فرص كبيرة للجميع فيه بما تمتلكه من مقومات لا تضاهى».
ملتقى عالمي
من جانبه قال سعيد العطر مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للمشاريع الاستراتيجية، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات: «نجاح قمة المليار متابع في نسختها الثالثة، جاء واضحاً من خلال نتائجها المهمة التي تحققت وفي مقدمتها ترسيخ مكانة دولة الإمارات كملتقى عالمي يجمع كل الأطراف الذي يساهمون في دفع تقدم هذا القطاع وتشكيل مستقبله وتعزيز فرصه، كما نجحت القمة في استقطاب العدد الأكبر من الشباب من صناع المحتوى، وتفاعل الملايين منهم حول العالم مع فعالياتها، ونحن ندرك أن الشباب هم المحرك الحقيقي لمستقبل قطاع صناعة المحتوى، وهم أيضاً من نعمل على تعزيز فرصهم في اقتصاد هذا القطاع.. الإمارات تهدي اليوم هذه القمة الجامعة والمؤثرة في فعالياتها لشباب العالم ومستقبلهم».
وأضاف العطر: «استطاعت القمة تحفيز جهود جديدة وفاعلة عبر برنامج»الاستثمار مع صناع المحتوى«، وغيره من الفاعليات التي استقطبت الداعمين من الشركات الاستثمارية، لدعم أصحاب المواهب والأفكار المبتكرة والمبدعين القادرين على إنتاج المحتوى الهادف، نجاح القمة كان في التعريف بالفرص الهائلة في هذا القطاع الاقتصادي، وفي خلق قنوات للربط بين الشركات الناشئة والأفراد من صناع المحتوى وبين الشركات الداعمة لتحفيز الفرص وترسيخ قطاع مستدام اقتصادياً في هذا المجال».
المحتوى الهادف
من جانبها أكدت عالية الحمادي نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، مدير قمة المليار متابع، أن النسخة الثالثة من القمة حققت نقلة نوعية في مكانتها كأكبر ملتقى من نوعه يجمع المؤثرين وصناع المحتوى وأطراف هذا القطاع من حول العالم للحوار حول أهم قضاياه، وكان لهذه النسخة أثر بالغ مع تبني شعار «المحتوى الهادف»، حيث حفزت أجندة الفعاليات مناقشات وأفكاراً مبتكرة وكذلك شراكات لتشجيع إنتاج المحتوى الهادف والإيجابي الذي يحمل قيمة عالية لتنمية المجتمعات وازدهارها'.
وقالت: «حملت هذه النسخة مستجدات بالغة الأهمية، كان من أبرزها جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف بقيمة مليون دولار، إضافة إلى الحضور الواسع لكبرى منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من الأحداث المهمة التي عملت على تحفيز نشاط فاعل في القطاع.. وسنعمل على تعزيز هذه النجاحات في الدورات القادمة من القمة التي ستواكب مختلف التطورات في قطاع صناعة المحتوى والإعلام الرقمي الذي يشهد قفزات متواصلة ويحتاج إلى سرعة وجاهزية في مواكبته».
أجندة بفعاليات نوعية
وشهدت النسخة الثالثة من القمة تطويراً نوعياً على أجندتها، كان من أبرزها إطلاق أكبر وأغلى جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف بقيمة مليون دولار، وتهدف إلى تشجيع صناع المحتوى الذين يترك محتواهم بصمة إيجابية، ويغير المجتمعات نحو الأفضل، ويصنع أجيالاً تبني مستقبلاً أعظم، ويؤثر في صناعة العقول، ويقرب الشعوب من بعضها بعضاً، ويرسخ قيم التراحم والتعاطف بين البشر، حيث فاز فيها صانع المحتوى سايمون سكويب من المملكة المتحدة.
كما أطلقت قمة المليار متابع في نسختها الثالثة برنامج «الاستثمار مع صناع المحتوى» «1B Pitches» التابع لها، والذي يعد الأول من نوعه، بهدف الإسهام في توفير التمويل والدعم المالي للشركات الناشئة والأفراد ممن يمتلكون أفكاراً ريادية في صناعة المحتوى، وأعلنت القمة بالشراكة مع شركة «شروق» دعم برنامج «الاستثمار مع صناع المحتوى» ب 50 مليون درهم، حيث استقبل البرنامج 500 طلب مشاركة من 40 دولة، وشهد إقبالاً لافتاً من الشركات الناشئة والتي بلغت 250 شركة مسجلة، ومن الأفراد الذين يمتلكون أفكاراً ريادية في صناعة المحتوى، كما نجحت القمة في جمع أكثر من 10 صناديق استثمارية لتحقيق أهدافها في دعم الشركات الناشئة والأفراد من صناع المحتوى، ودعم البرنامج «هيلو أيه آي» و«يوجينيوس» للحصول على تمويل ب 33.5 مليون درهم، كما فاز كل من «تاء مربوطة» ومنصة «بنسيل» بمسابقة البرنامج بقيمة مليون دولار.
وشهدت قمة المليار متابع افتتاح «مقر المؤثرين» الذي يجمع المؤثرين من صناع المحتوى ورواد اقتصاده من مختلف دول العالم، بهدف تعزيز تأثيرهم وتطوير أعمالهم للمساهمة في استدامة اقتصاد صنّاع المحتوى والنهوض بإمكانياته وآفاقه المستقبلية، وترسيخ موقع الإمارات عاصمة عالمية لصناعة المحتوى الرقمي، ويهدف مقر المؤثرين إلى استقطاب 10 آلاف مؤثر لدولة الإمارات في المرحلة المقبلة.
3 مسارات
وتميزت أجندة النسخة الثالثة من القمة بالتوسع في فعالياتها، لتشمل جميع الجوانب والمجالات المؤثرة في اقتصاد صناعة المحتوى، حيث تم زيادة مدة فعاليات القمة إلى 3 أيام، لتغطية هذه الجوانب بشكل متكامل وفق 3 مسارات رئيسية هي مسار التكنولوجيا، ومسار الاقتصاد، ومسار المحتوى،
وقدمت النسخة الثالثة من القمة أكثر من 340 جلسة رئيسة وطاولة مستديرة وحواراً تفاعلياً وورشة عمل ومناظرة وخطاباً ملهماً، شارك فيها الخبراء والمتخصصون من كبرى الشركات الإقليمية والعالمية المتخصصة في الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، وعدد من أبرز المؤثرين وأهم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من المنطقة والعالم، وقدموا تجاربهم الملهمة وخبراتهم حول أهم توجهات الإعلام الرقمي والمسارات التي يتخذها، وأبرز الممارسات في هذا القطاع، وسلطوا الضوء على أهم المستجدات في عالم الأعمال والاقتصاد والاستثمار وصناعة المحتوى.
كما ناقشت فعاليات القمة الأفكار حول مستقبل صناعة المحتوى وكيفية بناء محتوى مؤثر وحماية الملكية الفكرية ومكافحة المعلومات المضللة، إضافة إلى كيفية استخدام أدوات التحليل، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات بناء المجتمعات الرقمية لدعم المحتوى وتقديم كل ما هو مفيد للبشرية.
وتميزت النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، كذلك، بأنها جمعت كبرى منصات التواصل الاجتماعي العالمية، في مكان واحد، حيث التقت سناب شات، وإكس، ويوتيوب، وتيك توك، ولينكد إن، وشركة ميتا «فيسبوك، وإنستغرام، واتساب»، مع جمهور قمة المليار متابع، وقدمت فعالياتها الخاصة التي ناقشت خلالها مستقبل القطاع ودعم صناع المحتوى والمؤثرين للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور وتحقيق التأثير الإيجابي.