هوسها أن تكون ضدي وأن نحيا كأننا أعداء
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
هوسها أن تكون ضدي وأن نحيا كأننا أعداء.
إبنتي ترفض أن تحيا مثلما أريد.
سيدتي، أحييك على هذا المنبر الذي ضمن لي أن أضع بين يديك ما يؤرقني ويقض مضجعي فأنا أم لبنت وحيدة. أرى الدنيا من خلال عينيها، تائهة أنا ومجبرة أن أجد حلا لما أمرّ به.
إبنتي سيدتي،كانت ولا تزال الأمل الذي أحيا من أجله والإستثمار الذي أريد أن أخرج منه بأكثر الأرباح.
إبنتي. الفتاة اليافعة تعتبرني جلادا لها، فعلاقتي بها حسبها علاقة إحترام أكثر منها علاقة صداقة أو إحتواء بين من وهبت الحياة. وبين من هي روح الروح، أتوق أن تبوح لي كريمتي بأسرارها ، أتوق لأن أعرف ما تفكر فيه وما تحلم به، أريد أن أكون كمثل من هن حولي من أمهات صديقات حميمات لبناتهن.
أحاول دائما التقرب من إبنتي وأريد أن أكون إلى جانبها في فترة المراهقة حتى أصحح غلطاتها وأجعلها تتفادى السقوط. فيما لا يحمد عقباه بعيدة هي عني بعد الثرى عن الثريا، ومن فرط هوسي بها بت أترصد حركاتها خوفا مني. أن يكون ما بها من تحفظ وصمت عقدة أو إكتئاب إلا أنني لمست أن ذلك التحفظ. ما هو إلا نمط تعاملها معي، في حين تنفرج اساريها بإبتسامات عريضة مع الأخرين من أقرابها وجيراننا ، وهذا ما لم أتقبله.
أريد أن أحظى بقلب إبنتي التي صارحتني ذات مرة أنني بمثابة الجلاد لها، فكيف العمل؟
أختم أم جنى من الشرق الجزائري. الـــــرد:
يخطئ الأولياء حين يظنون أنهم يمتلكون مفاتيح الولوج لقلوب أبنائهم، وبالتالي فهم كل ما يدور في أذهانهم. لقد ولى ذلك لزمان سيدتي وأضحى على الأولياء التمكن من بعض الميكانيزمات الجديدة. التي تجعل قربهم من أبنائهم سهلا وليس بالمستحيل.
أطبقت على أنفاس إبنتك بلغة السؤال بدل التودد، ولعل هذا ما جعلها تعيرك نفس المعاملة. حيث أنها لا ترى منك إلا كل ما له علاقة بتثبيط حريتها وتقييدها.
عليك سيدتي أن تعززي لدى إبنتك:
أولا: الإستقلالية وهذا وبأن تفسحي لها مجالا من الحرية والتصرف بمسؤولية تجاه نفسها وتجاهك أنت ووالدها. كذلك يجب عليك أن لا تنسي سيدتي أنها إبنتك الوحيدة. التي يجب عليك أن لا تنمي لديها روح الإتكالية التي سيجعلك دائمة الحرص على تقفي أثرها وإصطياد عثراتها وزلاتها.
ثانيا: الكلام البناء معها، فلا يجوز أن يكون فحوى حوارك مع فتاة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها يشبه جلسة حكم .بين قاض ومتهم ، لأن هذا التصرف بالذات سيفقدك مكانتك كأم أمام فلذة كبدك التي باتت تعزّ البعيد وتنفر من القريب.
كذلك من الجيد أن تلاطفي إبنتك وتخبريها بل وتذكريها بحبك لها ومن أنك من دونها لا تساوي شيئا. حتى تحس بأنه فعلا قطعة من روحك ومن أنها ليست مجرد فتاة أنجبتها لتمارسي عليها من السلطة الكثير.
ثالثا : الثباث في معاملتها، وهذا أهم محور يجب الإرتكاز عليه، لأن إبنتك وهي في هذا السن لن تتحمل تقلب مزاجك. ومزاج أبيها الذي عليه ايضا أن يكون شريكا لك في تربيتها وأن يكون حاضرا وبقوة. حتى يزرع في قلب هذه الفتاة الأمان والردع في ذات الأن.
كل هذا ولا يسعنا أن نذكرك سيدتي أن اللين ومسك العصا من الوسط هما أهم الأساليب التي يجب عليك أن تربي إبنتك عليها. كما أنّه عليك أيضا أن تكوني على يقين أن فارق السن الذي بينك وبين إبنتك يلعب دورا كبيرا في إستتباب السكينة في روحيكما. فحبذا لو نزلت من أجلها بمستواك إلى مستواها حتى تحظي بثقتها وحبها بإذن الله.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
لا خير فينا ان لم نقلها ….هكذا تكون القيادة
يوسف عيسى عبدالكريم
لا خير فينا ان لم نقلها ....هكذا تكون القيادة
قدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتس هاليفي استقالته من منصبه وكتب هاليفي، في رسالته: "في صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتحت قيادتي، فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في مهمته لحماية مواطني إسرائيل. لقد دفعت دولة إسرائيل ثمنًا باهظًا ومؤلمًا في الأرواح التي أزهقت، وفي أولئك الذين أُخذوا رهائن، وفي الجرحى - جسديًا وعقليًا".
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أعطى هاليفي مهلة نهائية حتى الثلاثين من يناير/كانون الثاني لاستكمال التحقيقات العسكرية الداخلية في الفشل في منع هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من المهم الإشارة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لم يتردد في الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية، رغم أن بلاده تخوض حربًا في الوقت الحالي، كما لم يخشى أن تفسر استقالته على أنها هروب من الواقع. فقد أعلن الرجل استقالته بكل مسؤولية مشيرًا إلى أنه فشل في حماية من كان من واجبه حمايتهم، وبالتالي فهو لا يستحق الاستمرار في هذا المنصب.
وبالمقارنة لم يجد الجنرال من يحرق له البخور أو يروّج له الانتصارات الزائفة، أو يعفيه من المسؤولية ويعتبر ان كل ما حدث قضاءً وقدرًا كما حدث عندنا . كان الرجل صريحًا مع نفسه، متقبلًا لفشله ومتحملًا لعجزه في منع الكارثة لأنه يدرك تمامًا أن من تسبب في الهزيمة يصعب عليه تحقيق النصر، إن لم يكن ذلك مستحيلاً عليه . و لمثل هؤلاء القادة، تُرفع القبعات احترامًا.
يظل التاريخ شاهداً على الأحداث، وفي يوم من الأيام سينكشف الغطاء، وسيدرك الناس الحقيقة كما تُشرق الشمس في كبد السماء، وسيتعرفون على جانب آخر من القصة التي يُراد لها أن تبقى مخفية.
والرسالة هنا موجهة إلى أولئك الذين تزين صدورهم الأوسمة والنياشين، وتُزخرف حوائطهم أنواط الشجاعة والجدارة والخدمة الطويلة الممتازة. إلى الذين قضوا زهرة شبابهم في أروقة الاستخبارات والمخابرات والأمن الداخلي والخارجي والمباحث، والذين كانت مسؤوليتهم يوم 14 أبريل، قبل الحرب بيوم واحد، هي حمايتنا والسهر على أمننا كشعب وفقاً للقانون.
الذين لم نتردد في دعمهم ولمدة ثلاثين عاما خلت و رغم حاجتنا الماسة للصحة والتعليم و البنية التحتية ، حيث خصصنا لهم 80٪ من الموازنة العامة في البلاد لتجهيزهم وتسليحهم.
أولئك الذين لم نحسدهم على أي من المزايا، سواء كانت سيارات "الـ آي تي إن" أو "الجياد المضلعة" أو "السوناتا" أو "كرونة الجيش".
أو نحاسبهم على إهدار المال العام في بناء أبراج القيادة العامة ذات المداخل المتعددة، مثل مدخل البحرية ومدخل الجوية ومدخل البرية. و مجمعات الضباط الشاهقة والفارهة .
الى القادة الذين يملؤون الشارع السوداني بالضجيج الآن... من منكم لديه الشجاعة للاعتراف بالفشل في حمايتنا وتحمل مسؤولية ما حدث في 15 أبريل، والخروج إلى العلن لتقديم استقالته؟ لنرفع له القبعة، كما فعل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
yousufeissa79@gmail.com