تسود حالة من الصدمة لد مختلف الأوساط الفلسطينية، جراء تعاطي المؤسسات الدولية مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي أدخل القطاع في واقع كارثي، بات يهدد حياة أكثر ممن 2 مليون نسمة.

ومما فاقم من معاناة المواطنين وخاصة ممن نزحوا إلى مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، إيقاف المؤسسة الدولية المذكورة لعملياتها في مدينة غزة وشمال القطاع، وبات مئات الآلاف من المواطنين تحت خطر القصف والجوع وفقدان الخدمات الأساسية.



وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن "تنصل وتخلي مؤسسات دولية وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن دورها الإنساني وواجبها تجاه هؤلاء اللاجئين والنازحين، حيث أقدمت على تركتهم في مراكز الإيواء وفضلت أن تخرج امتثالا لتهديدات الاحتلال".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "لقد شاركت هذه المؤسسات من حيث تقصد أو لا تقصد في محاولة تمرير مخططات الاحتلال بتهجير شعبنا قسريا، وتنصلت من مسؤوليتها تجاه هؤلاء حتى وهي خارج المشهد في مدينة غزة وفي الشمال، من خلال عدم القيام بدورها بمد مراكز الإيواء التي تركتها دون إدارة ودون أن توفر لها مستلزمات بقاء للمواطنين".

وأفاد معروف، بأن "مدينة غزة وشمالها تضم 60 مركز إيواء، كل هذه المراكز تنصلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من التزاماتها تجاههم خلال هذه الفترة، بل أكثر من ذلك؛ حتى من امتثل لتهديدات الاحتلال وغادر منطقة غزة وشمالها إلى جنوب القطاع، لم تقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بدورها نحوهم في توفير مراكز الإيواء أو حتى توفير مستلزمات الحياة لهم".

ونبه بأن عدد النازحين داخل مراكز الإيواء بلغ نحو 400 ألف نازح فلسطيني.


ولفت إلى أن "المشهد الإنساني في قطاع غزة، يؤكد أننا أمام واقع غاية في الصعوبة، ما لم يكن هناك تدخل عاجل وفوري من قبل المجتمع الدولي أولا لوقف العدوان وإيجاد آليات تضمن وصول المساعدات والمعونات والاحتياجات الضرورية لكافة القطاعات في قطاع غزة المحاصر".

وحذر المسؤول الفلسطيني، من التداعيات الخطيرة لاستمرار الأوضاع الحالية الكارثية في القطاع، وهو ما "يجعل القطاع في مشهد مفتوح على كافة السيناريوهات فيما يتعلق بتبعات ونتائج هذا الواقع الكارثي جراء العدوان المستمر على قطاع غزة".

وخلال العدوان المتواصل، يعيش النازحين في مراكز الإيواء في أجواء صعبة للغاية حيث تتعرض العديد من المناطق التي تجاورهم لقصف عنيف، كما حصل الليلة الماضية في منطقة "تل الهوا" جنوب غرب مدينة غزة، في حين يشتكي العديد من المواطنين من سوء الخدمات الضئيلة التي توفرها الوكالة للنازحين في جنوب القطاع.

وأكد الفلسطيني خالد، الذي نزح ما عائلته من غزة إلى أحد مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث في رفح جنوب القطاع، لـ"عربي21"، أن "إدارة الوكالة لا توفر لهم سوى الماء والكهرباء فقط"، مستهجنا هذه الطريقة في التعامل مع النازحين الذين أجبروا تحت تهديد القصف الإسرائيلي على ترك منازلهم.

وحاولت "عربي21" منذ الأمس التواصل مع المتحدث باسم وكالة الغوث، عدنان أبو حسنة، لكنه لم يرد، وقال عبر رسالة نصية "سأتصل بك لاحقا"، لكنه لم يتصل ولم يرد على الاتصالات المتكررة، كما أن وزارة الخارجية لم ترد على اتصالات مراسل "عربي21"، من أجل التعليق على موقف المؤسسات الدولية من المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع

وخلال الليلة الماضي، واصلت طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال النازحين وكالة الغوث غزة الاحتلال النازحين وكالة الغوث طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وکالة غوث وتشغیل اللاجئین مراکز الإیواء مدینة غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تحديات قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي.. تدمير شامل وجثث تحت الأنقاض

قالت الإعلامية داليا أبو عميرة إن هناك تحديات هائلة تنتظر سكان قطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، إذ أرخت الحرب المدمرة بظلالها على دورة الحياة في قطاع غزة، ما نتج عنه تحديات هائلة على القطاع. 

وأكدت أبو عميرة، خلال تقديمها لعرض تفصيلي عن تحديات غزة بعد العدوان، على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تشير إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلَّف أكثر من 40 مليون طن من الركام فقط، لافتة إلى أن إزالة هذا الركام ستكون مهمة ضخمة ومعقدة، ويجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن من أجل البدء في إعادة إعمار هذا القطاع المدمر.

الاحتلال الإسرائيلي استخدم على مدار 15 شهرًا في غاراته على غزة قذائف فسفورية

وأضافت الإعلامية أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم على مدار 15 شهرًا في غاراته على قطاع غزة، قذائف فسفورية وذخائر عنقودية وقنابل تحتوي على اليورانيوم المنضب، وهي جميعها بالطبع أسلحة محرم استخدامها، فهي أسلحة تضر بالتربة والأراضي وذات تأثير طويل الأمد على مصادر المياه.

الجثث العالقة تحت الركام

ولفتت الإعلامية داليا أبو عميرة، إلى أن سكان قطاع غزة يواجهون تحديًا آخر ناتجا عن العدوان الإسرائيلي وهي الجثث العالقة تحت الركام، ويعد انتشالها تحديا صعبا، نظرًا لعدم امتلاك فرق الدفاع المدني الإمكانات اللازمة للبحث عنها قبل تحللها، ما يهدد صحة أبناء القطاع المنكوب، إلى جانب ذلك المشكلات الصحية الناتجة نتيجة العدوان.

مقالات مشابهة

  • تحديات قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي.. تدمير شامل وجثث تحت الأنقاض
  • هدنة غزة تكشف عن فظائع الاحتلال (شاهد)
  • عاجل:- تحرك شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية نحو قطاع غزة عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم
  • استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوب غزة
  • المتطوعون بالدمازين: اعتقالات أمنية وخصم للدعومات يثقل كاهل مراكز الإيواء
  • «الدقيق» يصل إلى القطاع.. غزة تتلقى دفعات جديدة من المساعدات الإنسانية
  • إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار.. تعرف على احتياجات القطاع الإنسانية العاجلة
  • اليوم الثالث لوقف إطلاق النار في غزة.. تعرف على احتياجات القطاع الإنسانية
  • بعد تطبيق قرار وقف العدوان.. «بيت الزكاة» يعلن دخول أولى المساعدات الإنسانية قطاع غزة