والد الشهيد محمد الدرة في حواره مع البوابة نيوز: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية بدعم أمريكى وتحت مرأى ومسمع من العالم
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
بعد 23 عامًا على استشهاد أيقونة الانتفاضة الفلسطينية.. وبدء طوفان الأقصىوالد الشهيد محمد الدرة فى حواره مع «البوابة»:لا يوجد شبر واحد آمن فى غزة.. والفسفور ينزل علينا كالمطر
إسرائيل تنفذ إبادة جماعية بدعم أمريكى وتحت مرأى ومسمع من العالم
لم نسمع صوتًا منذ طوفان الأقصى سوى مصر رصاص الاحتلال كان عامدًا متعمدًا علىّ وعلى ابنىأبوعاقلة والدرة.
. وجهان لإرهاب الاحتلال الإسرائيلىالاحتلال حاول مساومتى على «دم الدرة» بـ «شيك مدفوع الثمن».. وحين رفضت قصفوا منزلى 3 مراتمصر ضحت من أجل فلسطين.. وفى كل حرب «القاهرة» تتدخل لوقف العدوانفلسطين هى القضية الأم لمصر وشعبها عبر التاريخ
قال والد الشهيد محمد الدرة والذى يسكن جنوب قطاع غزة وتحديدا فى مخيم البريج، إن غزة تشهد رعبا لم يشهده التاريخ من قبل وتحديدا منذ بدء عمليات طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الجارى، مشيرا إلى أن الاحتلال يقصف غزة برا وبحرا وجوا دون رحمة وينسف البيوت فوق رؤوس قاطنيها بكل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا، حتى بات لا يوجد مكان واحد آمن فى قطاع غزة.
وأضاف «الدرة» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن طيران الاحتلال يقصف البيوت دون أى إنذار وأوقع بالآلاف من الشهداء والجرحى، حتى المستشفيات قصف محيطها لمنع وصول عربات الإسعاف، مما أدى لخروج عدد من المستشفيات عن الخدمة وسط انتشار لمئات القتلى والجرحى تحت الأنقاض؛ فيما لا يزال مئات الجرحى والمصابين لايجدون أى مركز للعلاج وتضميد جراحهم؛ بعد إغلاق المستشفيات وتعمد الاحتلال الإبادة الجماعية لسكان غزة مؤكدا، نحارب بأسلحة أمريكية تحت مرأى ومسمع من العالم كله ولا يحركون ساكنا من أجل القضية الفلسطينية.
وأوضح جمال الدرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الاحتلال بكل قوتها علنا، ونشاهد ونسمع كيف تضغط أمريكا على بعض الدول العربية لعدم مساندة الشعب الفلسطينى ومنع إدخال الحاجات الإنسانية الملحة من أكل وشراب ومواد طبية.. الآن كل المستشفيات الفلسطينية لايوجد فيها أدوية ومستهلكات طبية، وبات الوضع أصعب مما لا يتخيله عقل، فالقصف لم يتوقف ساعة واحدة منذ الـ 7 من أكتوبر وفى أى لحظة نتوقع الاستشهاد بعد أن سلب الأمان من كل شبر فى غزة.
وتابع، أنه منذ بدء عمليات طوفان الأقصى، وتعمد الاحتلال مسح مجمعات سكنية كاملة بالقصف الجوى، لافتا إلى أن غزة مقبلة على إبادة جماعية بدعم أمريكى بعد وصول المعدات العسكرية لجيش الاحتلال، مشيرا إلى أن أكثر من 2 مليون مواطن غزاوى ينتظرون الاستشهاد بقصف الاحتلال.
وأوضح والد أيقونة الشهداء، أن الاحتلال يستهدف المدنيين والنساء والأطفال وليس المقاومة حسبما يروج، مؤكدا أن قوات الاحتلال لا تستطيع الوصول إلى المقاومة ولكن تشن حربا إبادية جماعية على الشعب الفلسطينى، متسائلا: أين العالم الظالم الذى يكيل بمكيالين من هذه الحرب؟
وقارن «الدرة» بين القضية الأوكرانية والفلسطينية قائلا: «عندما قامت الحرب الروسية الأوكرانية انقلب العالم ضد روسيا ودعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا» متسائلا: أين العالم الظالم من إبادة الشعب الفلسطينى.. ولماذا يقتل النساء والشيوخ والأطفال وتهدم البيوت على رؤوس ساكنيها؟ مؤكدا أن الشعب الفلسطينى الآن يضرب بجميع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا و«الآن الفسفور ينزل على غزة مثل المطر» فأين الضمير العربى وأين منظمات حقوق الإنسان.. نحن الشعب الوحيد الذى يقتل أمام العالم ولا نسمع صوتا واحدا معرضا لقتلنا.
وأوضح، أنه بعد أيام من طوفان الأقصى، باتت غزة دون علاج ولا كهرباء ولا ماء ولا غاز، وتباد عوائلها بالكامل، بل ويطالبون بترحيل أهل غزة وفتح ممرات آمنة بعد أن باتت غزة عبارة عن منطقة الرعب، مشيرا إلى أن الاحتلال لم يقدر على الوقوف أمام المقاومة الفلسطينة بعد أن حرروا أراضينا المحتلة وأسروا الجنود الإسرائيليين؛ وهو الأمر الذى جن جنون إسرائيل وجعلها تدك غزة بالأسلحة المحرمة دوليا واستشهاد العشرات وإصابة المئات حتى باتت المستشفيات لا تستطيع استيعاب الجرحى.
وتساءل «الدرة»، أين الضمير العالمى والعربى من قتل الأبرياء والنساء والشيوخ فى غزة؟ فمنذ السابع من أكتوبر لم نسمع صوتا سوى مصر التى تعمل جاهدة من أجل القضية الفلسطينة، وإرسالها مساعدات للشعب الفلسطينى؛ ورغم ذلك ضرب الاحتلال معبر رفح حتى لا تصل مساعدات الشعب والحكومة المصرية لقطاع غزة. موجها التحية للقيادة المصرية لحرصها على دعم القضية الفلسطينية «ومن هنا نقول تحيا مصر».
بعد 23 عاما على استشهاد أيقونة الانتفاضة الفلسطينية.. والد محمد الدرة: مستعدون لكشف أكاذيب الاحتلال بشأن مقتل الدرة
شيرين أبوعاقلة والدرة وجهان لإرهاب الاحتلال
23 عاما مرت على استشهاد الشاب الغزاوى محمد الدرة، والذى بات أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد أن قتله الإسرائيليون فى حضن والده.. جمال الدرة والد الشهيد سرد فى حوار مصور لـ"البوابة" كواليس وتفاصيل الذكرى الأليمة التى شهدها العالم حينما واجه الصراخ الرصاص.
ويقول الأب المكلوم على رحيل ابنه منذ 23 عاما: مازلت أذكر المشهد وكأنه اليوم؛ رغم مرور كل هذه السنوات فمرارة الأيام والليالى والأحداث لم تنسينى آلام قنص "محمد" أحب أبنائى لقلبى رغم أن الله عوضنى بطفل آخر يشبه "الدرة" فى كل شيء؛ لكن لن أقدر حتى الآن على النسيان وتضميد جراح القلب.
ويضيف الكل يذكر أن "شارون" - رئيس وزراء إسرائيل سابقا- اقتحم الأقصى فى الـ 28 من ديسمبر عام 2000 بحماية المئات من جنود الصهاينة؛ وبعد يومين من الاقتحام خرجت أنا ومحمد ابنى من البيت متوجهين إلى غزة لتحقيق حلم "محمد" بشراء "سيارة جيب" كبيرة تسع كل العائلة "كنت فى ذلك الوقت أمتلك سيارة صغيرة وأسرتى 7 أبناء وأنا وزوجتى 9 أفراد".
ويكمل: توجهنا لسوق السيارات فى غزة؛ ورغم صغر سن محمد الدرة - 12 عاما آن ذاك- إلا أنه كان الموكل بشراء السيارة؛ فكان يتمتع بعقلية كبيرة جدا وقوة بدنية خارقة؛ قائلا: لم نوفق هذا اليوم فى شراء السيارة وكان من المقرر العودة الأسبوع المقبل لشراء السيارة؛ وفى طريق عودتنا لمنزلنا الكائن بمخيم البريج جنوب قطاع غزة، كان شارع صلاح الدين مغلق بالحجارة فترجلنا فى الشوارع الجانبيه لاستكمال طريقنا؛ ولكن بعد لحظات باغتنا رصاص الاحتلال.
ويروى والد أشهر شهداء فلسطين لحظات الألم لأشهر قضية قتل سجلتها كاميرات التلفاز أمام أعين العالم: كان رصاص الاحتلال ينزل علينا كالمطر، ولم يكن لدينا أى مفر لا التقدم ولا حتى الرجوع للخلف، حاولنا أن نحتمى خلف قطعة برميل أسمنتى بجانب أحد الجدران حتى يقف وابل الرصاص لاستكمال طريقنا للمخيم؛ إلا أن الرصاص استمر ولم يقف لحظة واحدة؛ قائلا: "وكأن الرصاص كان عامدا متعمدا عليا وعلى ابنى".
آخر كلمات بين الشهيد الدرة ووالده
يضيف "الدرة"، كان الصغير يسألنى لماذا يطلق علينا الرصاص؟ ولكن لم تكن لدى إجابة فكل تركيزى حماية ابنى من الرصاص؟ وبعد وقت طويل من إطلاق الرصاص الذى لم يتوقف أصيب محمد الدرة برصاصة فى ركبته اليمين؛ فصرخ قائلا "أصابونى الكلاب 3 مرات"، وكنت أطمئنه بأن سيارة الإسعاف ستحملنا بعد قليل؛ وكان يرد قائلا: "أنا لا أخاف"؛ حاولت أن أحمى ابنى بكل ما أستطيع حتى أننى استقبلت الرصاص بيدى اليمنى؛ وبعد وقت طول صمت مناشدة ابنى فنظرت إليه وجدته ملقى على قدمى لا يحرك ساكنا وبظهره فتحة كبيرة من الرصاص فأيقنت أن محمد الدرة استشهد.
بنبرة حزن يقول والد الدرة: "تحسرت على محمد فى هذا المكان؛ فلم أقدرعلى حماية ابنى وكنت أعاتب نفسى وأتحسر أكثر بعد أن تم إنقاذى وقتل محمد الدرة برصاص الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم؛ "إلا أن قضاء الله كان أكبر من محاولاتى لإنقاذه".
يقول "الدرة" لـ "البوابة": "أقسم بالله أن الرصاص الذى صوب ناحيتنا كان أكثر من المطر، ورغم ذلك حاول الاحتلال أن يمسح هذه الجريمة بضرب قذيفة عليا وعلى ابنى إلا أنا أصابت حافة الرصيف ولم تصلنا"، وقد علمت من الصحفيين بعد الإفاقة من العناية المركزة أن فترة إطلاق الرصاص عليا وعلى الشهيد محمد الدرة تجاوزت الـ 45 دقيقة متواصلة"؛ وقد وثقها بالفيديو الصحفى طلال أبو رحمة وكان يردد: "مات الولد مات الولد".
حول آخر التفاصيل بشأن قضية استشهاد محمد الدرة فى المحاكم الفرنسية ضد الاحتلال يقول جمال الدرة: كانت هناك عمليات قذف وتشهير وما زالت، ونشر دعايات فى فرنسا بأن هذه أكذوبة وأن محمد الدرة لم يستشهد وجمال الدرة لم يصب وشريط الفيديو المصور لقتل الدرة مفبرك.
ولأن فيديو استشهاد محمد الدرة كان بعدسة المصور الفرنسى شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2، فقد رفعت القضية أمام المحكمة الفرنسية، ووكلت محامية "مغربية فرنسية" فى المقابل رفع الادعاء لدولة الاحتلال ملياردير يهودى يعيش فى فرنسا؛ وأنصف القضاء الفرنسى قضية محمد الدرة، وأثبت أن الادعاءات الصهوينية كاذبة؛ أما القضية الثانية رفعت ضد عمليات التشهير بقضية محمد الدرة، وأنصفنا القضاء الفرنسى أمام 3 محاكم؛ ولكن استئناف الاحتلال على الأحكام الثلاثة كان بدعم من الملياردير اليهودى وبدعم من نتنياهو شخصيا.
وأكد أنه على مدار 23 سنة وهو يناشد الجميع بالوقوف بجانبه بشأن قضية محمد الدرة؛ لأنها قضية وطن بأكمله والآلاف من الشهداء والسجناء؛ فقضية "الدرة" ليست قضية فرد ولكن قضية أمة ومجازر ارتكبها الاحتلال؛ لافتا إلى أنه مهما طال الزمن وما دام على قيد الحياة سيظل يناضل ليس من أجل قضية الدرة فقط ولكن لكل الشهداء والأسرى والقضية الفلسطينية حتى يحاسب الاحتلال على جرائمه أمام العالم.
وردًا على التشكيك بأن محمد الدرة لم يستشهد، قال: مستعدين فى أى وقت للتحقيق فى استشهاد محمد وكشف كذب الاحتلال، وعلى أتم استعداد لتشكيل لجنة دولية شرط أن يكون ضمنها عرب، وأن يتحققوا من استشهاد الدرة، فالرصاص الذى اخترق جسم الشهيد لا يزال موجودا لدى السلطة حتى الآن؛ وأن يفتحوا القبر ويتحققوا هل هذا محمد الدرة أم لا؟
وحول مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة فى الحادى عشر من مايو 2022؛ يقول جمال الدرة: إن مقتل "أبو عاقلة" لن يكون الأخير لاغتيال الصحفيين الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال؛ ولكن مشهد "أبو عاقلة" كان مطابقا لاغتيال محمد الدرة، "كأنه نسخة كربونية بعد 22 عاما"؛ مشيرا إلى أن "أبو عاقلة" تم قنصها برصاص الاحتلال رغم أن جنود الاحتلال كانوا يشاهدونها بالعين المجردة ويدركون أنها صحفية ورغم ذلك تم قنصها فى الرقبة بعيدا عن الخوذة والدرع الصحفى الواقى. لافتا إلى أن سيناريو التشكيك فى مقتل "أبو عاقلة" كان أيضا مشابها لـ"الدرة"؛ فرغم وجود حائط خلف شيرين إلا أن الاحتلال حاول فبركة مقتل أبو عاقلة معتبره مشهد دعائى كاذب للتملص من "دم أبو عاقلة" رغم حملها للجنسية الأمريكية.
يقول الدرة: بعد فشل الاحتلال فى التشكيك فى مقتل الدرة، سلك طريقتى "الترغيب والترهيب"، فالأولى حاولت إسرائيل "المساومة على دم ابنى" 3 مرات من خلال وسطاء بالتنازل عن القضايا والتوقف عن الظهور الإعلامى والتحدث عن القضية، مقابل "شيك مالى مفتوح الثمن"؛ وكان الرد: "مال الدنيا لا يساوى قطرة دم واحدة من الفلسطينيين"؛ استخدم أسلوب الترهيب والذى وصل للتهديد بالتصفية الجسدية بل وقتل عائلة الدرة بأكملها، وكان الرد فى المرة الثانية: "لا يرهبنا القتل والاستشهاد شرف لنا".
وهو الأمر الذى دفع الاحتلال لمحاولات القضاء على عائلة الدرة، ففى عامى 2008 و2009 تم قصف منزلى وكان ذلك عبر اتصال تليفونى بإخلاء البيت فى غضون 10 دقائق؛ وحينها كان لدى 10 أطفال وزوجتى؛ وبالفعل تم قصف منزلى وبيت آخر بجوارى، وفى 2014 قصف البيت مرة أخرى بضربات مدفعية وربنا أنجانا. مشيرا إلى أن الاحتلال لديه قدرة على قصف أى بيت فى مكان ضيق ولا يضر الجيران من حوله؛ وبإمكانه مسح مربع سكنى كاملا بصاروخ واحد.
ويختتم الدرة حديثه مع "البوابة نيوز" قائلا: علاقة مصر بفلسطين ليست وليدة اليوم، والقضية الفلسطينية هى القضية الأم لمصر وشعبها عبر التاريخ، مؤكدا أن مصر ضحت من أجل فلسطين ومازالت تضحى من أجل القضية الفلسطينية وفى كل حرب تتدخل "القاهرة" لوقف العدوان الإسرائيلى، فهى صاحبة إعادة إعمار غزة وأتت ورفعت أنقاض كل هذه الحروب لتبنى مدنا فى غزة بدلا من التى دمرها الاحتلال.. ونشاهد هذا بأعيننا.
ووجه "الدرة" التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى والأجهزة السيادية لجهودها بشأن القضية الفلسطينة، مشيرا إلى أن مصر لن تتخلى عن فلسطين وشعبها وقضيته.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: والد الشهيد محمد الدرة الشهيد محمد الدرة محمد الدرة قطاع غزة غزة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى طوفان الأقصى أن الاحتلال والد الشهید أبو عاقلة إلا أن بعد أن فى غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
أستاذة مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق لـ "البوابة نيوز": الحضارة الإسلامية قدمت نموذجًا مبكرًا لاحترام التعددية الثقافية.. ورمضان فرصة للتقارب والتسامح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى ظل الصراعات الفكرية والثقافية التى يعيشها العالم حالياً، يظل الحوار بين الأديان هو المفتاح لفهم الآخر وبناء جسور من التفاهم والتسامح. حول مفهوم الحوار الدينى والتعايش السلمي؛ التقت "البوابة نيوز" الدكتورة هدى درويش، أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق، والعميد الأسبق لمعهد البحوث والدراسات الآسيوية.
وإلى نص الحوار..
■ فى البداية، حدثينا عن ذكريات رمضانية خاصة لا تزال عالقة فى الذهن؟
- كان لشهر رمضان طابع روحانى واجتماعى قوي، حيث كانت العائلات تجتمع على مائدة الإفطار دون انشغال بالهواتف أو التكنولوجيا. كان الأطفال يفرحون بالفانوس اليدوى المصنوع من النحاس والزجاج الملوّن، وكانت الشوارع تكتسى بزينة يدوية بسيطة. المسحراتى كان يجوب الأحياء بطبلته، يوقظ الناس للسحور، وكان لهذا طقوس خاصة تدخل البهجة فى القلوب.
الطعام أيضا كان مختلفاً؛ كانت الأمهات والجدات يعددن الوجبات التقليدية بطرق طبيعية دون إضافات صناعية، وكانت موائد الرحمن منتشرة، لكنها كانت تعتمد على الجهود الفردية وليس المؤسسات الكبرى. التراويح كانت مشهداً مهيباً، وكان الناس يقضون أغلب وقتهم فى المساجد أو فى حلقات الذِّكر والتلاوة.
اليوم، رغم أن بعض التقاليد لا تزال موجودة، إلا أن التكنولوجيا غيرت الكثير من العادات. التواصل الاجتماعى أصبح افتراضياً أكثر من كونه حقيقياً، حيث يجلس البعض على موائد الإفطار منشغلين بهواتفهم. الفوانيس تحولت إلى أشكال إلكترونية وموسيقى مسجلة، وزينة الشوارع أصبحت أكثر احترافية لكنها فاقدة للروح.
حتى المأكولات أصبحت تعتمد على الأطعمة الجاهزة والمطاعم أكثر من الطبخ المنزلي، بسبب ضغوط العمل والحياة السريعة. ومع ذلك، لا يزال هناك بريق خاص لرمضان، حيث تحاول الأسر الحفاظ على روح التجمع والعبادات رغم التغيرات.
كان لرمضان فى الماضى نكهة خاصة، وكان للصوت الإذاعى دور كبير فى تشكيل الذاكرة الرمضانية، خاصة لدى الأجيال التى نشأت على البرامج الإذاعية قبل انتشار التليفزيون والمنصات الرقمية. كان صوت الإذاعية القديرة أبلة فضيلة من العلامات المميزة فى بيوت المصريين، حيث ارتبط الأطفال وكثير من الكبار ببرنامجها الشهير "حكايات أبلة فضيلة".. بصوتها الدافئ وحكاياتها المليئة بالحكمة، كانت تقدم قصصاً تعلّم القيم والأخلاق، وكانت مقدمة البرنامج وحدها كافية لبث مشاعر الألفة والطمأنينة.
فى ذلك الزمن، كانت الإذاعة هى الوسيلة الأساسية للترفيه والتثقيف، فكان الناس يستمعون إلى برامج مثل "على الناصية" لآمال فهمى، و"قال الفيلسوف" لأحمد سالم، إلى جانب الابتهالات الدينية وآيات الذكر الحكيم التى تبث قبل الإفطار، وأهمها صوت الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد رفعت، اللذان كانا يبثان الروحانية فى الأجواء.
كما كنا نتابع فوازير رمضان والتمثيليات الإذاعية التى كانت تذاع يومياً فى رمضان، ومنها المسلسلات الكوميدية والاجتماعية التى تناقش قضايا الناس فى قالب خفيف.
■ ماذا عن علم مقارنة الأديان؟ وما أهميته فى فهم العلاقة بين الديانات المختلفة؟
-علم مقارنة الأديان ببساطة هو مجال يهتم بدراسة الأديان المختلفة من حيث العقائد، النصوص المقدسة، الشعائر، والتاريخ. وأهميته تأتى من كونه وسيلة لفهم الآخر بشكل علمي، بعيدًا عن الصور النمطية أو الأحكام المسبقة. وعندما نفهم التشابهات والاختلافات بين الأديان، نستطيع التعامل مع بعض بطريقة أكثر احترامًا وتسامحًا، وهذا يجعلنا نواجه التطرف الفكرى الذى ينشأ بسبب الجهل بالأديان الأخرى.
ومن خلال تقديم رؤية علمية محايدة، يمكن لهذا العلم أن يساهم فى حل النزاعات الناشئة بسبب الاختلافات الدينية، من خلال تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم. ويوضح الأسباب التاريخية والاجتماعية للنزاعات الدينية، ويقترح حلولًا مبنية على الدراسة الأكاديمية الدقيقة.
والحقيقة فإن دراسة الأديان تعد لونًا من ألوان الدعوة الواجبة وعاملا من عوامل إقامة الحجة ودفع الباطل وتبيان الحق. ومن أهدافها التوصل إلى تحقيق درجة من التعايش السلمى فى ظل وجود أديان متعددة سواء داخل المجتمع الواحد أو الشعوب الأخرى. وهو علم يسهم فى تعميق الشعور بالتعدد والتنوع بين بنى البشر وقبول الاختلاف. طبقاُ لما ورد فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ فعلم الأديان يهتم بمراقبة الظواهر الدينية والطقوس العملية فى كل دين بعيداً عن أى تأثير أو هدف.
■ وكيف يساهم هذا العلم فى نشر ثقافة التسامح الديني؟
-عندما يعرف الإنسان أن الأديان كلها تشترك فى قيم مثل العدل، الرحمة، والسلام، سيرى الآخر بشكل مختلف. علم مقارنة الأديان يساعدنا على التخلص من الصور السلبية الذى أحيانًا الإعلام والسياسة يحاولان أن يزرعاها بين الشعوب، وبدل أن يكون الدين وسيلة للفرقة، يتحول لجسر للتواصل.
■ هل يمكن أن يكون لشهر رمضان دور فى تعزيز الحوار والتواصل بين أتباع الديانات المختلفة؟
-شهر رمضان هو الرمز المقدس لدى مسلمى العالم فى التكافل، ورعاية المحتاجين، وجبر الخواطر، وفيه تعزز قيم التسامح والعفو وهى قيم نجدها فى العديد من الديانات الأخرى، مثل المسيحية والتى تُسهم فى خلق بيئة إيجابية للحوار بين الأديان.
وفى رمضان تكثر الأنشطة الخيرية التى تجمع الناس مثل موائد الرحمن، وتوزيع الطعام على المحتاجين، وتفتح المجال للتعاون بين المسلمين وغير المسلمين فى خدمة المجتمع، مما يعزز العلاقات الإيجابية بينهم، ودائمًا فى رمضان نرى ونشاهد مشاركة الإخوة المسيحيين فى موائد الرحمن ونشاهد بعض رجال الدين المسيحى يحتفلون مع المسلمين فنجدهم يقفون فى الطرقات ليطعموا الصائمين وهو مظهر حضارى يتكرر كل عام يعطينا البهجة والسرور والتعايش الراقى بين المسلمين والمسيحيين ويدل على الوحدة الوطنية بيننا.
وتُعد موائد الإفطار الجماعية فرصة لتلاقى الناس من شتى الأجناس والأديان المختلفة، الأمر الذى يسهم فى بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام والتفاهم. كما نجد فى العديد من الدول الإسلامية، موائد الإفطار التى تجمع المسلمين وغير المسلمين لتعزيز التعايش والتفاهم الثقافي.
■ كيف يمكن للقيم الروحية للصيام أن تكون نقطة التقاء بين البشر؟
- يمكن للقيم الروحية للصيام أن تكون نقطة التقاء بين البشر من أتباع الديانات المختلفة، فالصيام يعكس مبادئ روحية وإنسانية مشتركة. منها التقرب إلى الله ففى الإسلام، صيام رمضان يُعزز التقوى ويُعد وسيلة للتقرب إلى الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: ١٨٣).
وهذا المفهوم موجود فى المسيحية، حيث يُمارس الصيام كوسيلة لتطهير النفس والاقتراب من الله فنجد الصوم الكبير الذى يستمر ٤٠ يومًاً، ويتضمن الامتناع عن اللحوم وبعض الأطعمة الأخرى وصوم الأربعاء والجمعة، وفى بعض التقاليد، يصوم المسيحيون كل يوم أربعاء وجمعة، كذكرى لما تعرض له السيد المسيح يوم الأربعاء، وصلبه يوم الجمعة.
أما الصيام فى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية فيشمل صيامًا أكثر صرامة يمتد لفترات طويلة مع الامتناع عن اللحوم ومنتجات الألبان وأحيانًا الزيوت والأسماك. وكذلك فى اليهودية فمن أهم أيام الصيام يوم الغفران الذى يعتبر أهم وأقدس يوم صيام، يستمر ٢٥ ساعة، ويمتنع فيه اليهود عن الطعام والشراب وأى نوع من الأعمال.. ولا تنسى أنه حتى فى البوذية والهندوسية يوجد صيام بأنواع مختلفة، وهذا يجعل الفكرة مفهومة ومتقبلة عند الكل.
والصيام يُعلم الإنسان التحكم فى شهواته ورغباته، وهو أمر مشترك بين الأديان، حيث إن الامتناع عن الطعام وغيره من الملذات يعد نوعًا من الزهد والتأمل بين الأديان.
وفى الإسلام نجد قسمين من الصيام صوم العوام وصوم الخواص. كما أن هناك قيما أساسية للصيام فى الإسلام وتعد من المبادئ المشتركة بين الأديان وهى الشعور بجوع الفقراء وتعزيز التعاطف معهم، مما يدفع إلى العمل الخيري.
■ فى رأيك، هل الحوار الدينى ممكن أن يكون وسيلة فعالة للحد من الصراعات الطائفية؟
- طبعًا، لأن أغلب الصراعات الدينية فى العالم ليست ناتجة عن الدين نفسه، لكن عن سوء الفهم أو الاستغلال السياسى للدين. وعندما يكون هناك حوار جاد وصادق بين رجال الدين والمفكرين من مختلف الطوائف، يساعد على توضيح الحقائق، وإزالة اللبس الذى يؤدى للصراعات.. فالحوار الدينى يلعب دورًا مهمًا فى الحد من الصراعات الطائفية والتعايش السلمى بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة. ويؤدى إلى بناء الثقة والتسامح.
وفى حالات النزاعات الطائفية، يمكن للحوار الدينى أن يكون وسيلة فعالة لحل المشكلات عبر التفاهم والتفاوض بدلاً من اللجوء إلى العنف. ولكى يكون الحوار الدينى ناجحًا، يجب أن يكون صادقًا وموضوعيًا، وأن يتم دعمه من قبل القادة الدينيين والمجتمعات المحلية، إضافةً إلى وجود إرادة سياسية لتعزيز التعايش ونبذ الطائفية.
وهناك العديد من الأمثلة التى توضح كيف ساهم الحوار الدينى فى الحد من الصراعات الطائفية وتعزيز التعايش السلمي. على سبيل المثال مبادرات مجلس حكماء المسلمين عن طريق المؤتمرات واللقاءات التى تجمع قيادات دينية مختلفة، مثل قمة البحرين للحوار التى عقدت عام (٢٠٢٢) التى جمعت رجال دين من مختلف الطوائف لتعزيز التفاهم ونبذ التعصب. ومنها أيضًا وثيقة الأخوة الإنسانية (٢٠١٩) التى تم توقيعها بين شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا فرنسيس فى أبوظبي، وهدفت إلى تعزيز الحوار بين الأديان، ونبذ العنف والكراهية، والدعوة إلى التعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين.
■ وكيف ينظر الإسلام للشرائع الأخرى وفق النصوص الدينية والتراث الإسلامي؟
- الإسلام لديه رؤية واضحة جدًا تجاه الأديان الأخرى، وهو يعترف بالديانات السماوية السابقة، ويؤكد على وحدة الرسالات التى تدعو كلها للتوحيد. القرآن الكريم ذكر المسيحية واليهودية، وسمى أهلها بـ"أهل الكتاب"، وهذا معناه أن الإسلام يقر بوجودهم وبحقوقهم. حتى أن التاريخ الإسلامي، كان فيه تعايش كبير بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا دليل على أن العلاقة ليست عدائية، مثل ما يصورها البعض، لكن الحقيقة أن الإسلام عنده اختلافات عقائدية معهم، التاريخ الإسلامى فيه نماذج كثيرة للتعايش، مثل ما حدث فى الأندلس.
■ يرى البعض أن الإسلام لا يعترف بحرية الاعتقاد، ما ردك على ذلك؟
- هذا كلام غير دقيق، لأن الإسلام أكد على حرية الاعتقاد فى أكثر من موضع، مثل الآية {لا إكراه فى الدين}، و{لكم دينكم ولى دين}. الإسلام لايفرض العقيدة بالقوة، لكن فيه تنظيم فقهى لمسألة تغيير الدين داخل المجتمعات الإسلامية، وهذا يختلف من عصر لعصر حسب الظروف الاجتماعية والسياسية.
■ كيف نفعّل الحوار بين الأديان لمواجهة التطرف والإرهاب؟
- لابد أن يكون الحوار حقيقياً، وليس مجرد لقاءات رمزية بين رجال الدين. ولابد أن تكون فيه برامج تعليمية تدرس الأديان بشكل علمى ومحايد، ويجب أن يلعب الإعلام دوراً إيجابياً فى نشر ثقافة التفاهم بدلا من التركيز على النزاعات والخلافات.
كما أن المؤسسات الدينية، مثل الأزهر والفاتيكان، لها دور كبير فى تقريب وجهات النظر، لكن المشكلة أن الجهود أحيانًا تكون محدودة التأثير، وهذا بسبب غياب الدعم الإعلامى أو السياسى ولا بد أن تكون فيه مبادرات مستمرة، وليس مجرد بيانات رسمية وقت الأزمات. كما أن الأمم المتحدة عندها برامج للحوار بين الأديان، لكنها محتاجة تفاعل أكثر.
■ ما أهم الشبهات التى تقال عن الإسلام، وكيف نرد عليها؟
- من أكثر الشبهات انتشاراً أن الإسلام دين عنف، وأنه ضد المرأة، وأنه متعصب ضد الأديان الأخري، لكن الحقيقة أن كل الادعاءات نتيجة لتفسيرات خاطئة أو ممارسات لا تمثل الدين بشكل حقيقي، ولابد من الرد عليها بالعلم والتاريخ، وليس بالانفعال أو الرفض المطلق.
لكن المشكلة أن الإعلام الغربى يبرز الصور السلبية أكثر، خاصة عندما يربط الإسلام بالتطرف والإرهاب، وهذا يجعل الناس تأخذ فكرة مشوهة عنه. فلابد أن يكون فيه إعلام عربى وإسلامى محترف قادر على عرض الصورة الحقيقية للدين بعيداً عن الصور النمطية.
■ هل يوجد تقصير فى تقديم الإسلام فى الغرب؟
- للأسف، لأن الغرب يعتمد فى معلوماته عن الإسلام على مصادر سطحية، ولايوجد جهد كافٍ من المؤسسات الإسلامية لتقديم صورة صحيحة ومتوازنة عن الدين والثقافة الإسلامية. وأود القول هنا إن التفاهم بين الأديان ليس رفاهية، لكنه ضرورة لبناء مجتمعات متماسكة وسلمية. وأن يكون فيه حوار حقيقي، على مستوى القادة الدينيين، وبين الشعوب، لبناء عالم قائم على الاحترام والسلام.
■ كيف تعاملت الحضارة الإسلامية تاريخيًا مع أتباع الديانات الأخرى؟
- تبنّت الحضارة الإسلامية نهجًا متسامحًا فى التعامل مع غير المسلمين، حيث منحتهم حقوقًا واضحة، ووفرت لهم الحماية، وسمحت لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية. اعتمد هذا النهج على مبادئ إسلامية تحث على العدل والتعايش السلمي، وهو ما انعكس فى التشريعات الإسلامية والممارسات الفعلية عبر مختلف العصور.
وقد أكدت النصوص الإسلامية على مبدأ العدل وحسن المعاملة مع غير المسلمين. فقال الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة: ٨).
فمع قيام الدولة المحمدية، عاشت مجتمعات متعددة الأديان تحت حكمها، وتم تنظيم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين وفق ما يُعرف بـ"أهل الذمة"، حيث تمتعوا بحقوق واسعة مقابل التزامات محددة.
وكان لليهود والمسيحيين، بل وحتى لبعض الديانات الأخرى مثل الزرادشتية (ديانة أهل فارس القديمة) حرية ممارسة شعائرهم وإدارة شئونهم الخاصة. وكانت الكنائس والمعابد اليهودية قائمة فى مختلف المدن الإسلامية دون اضطهاد أو تضييق. وفى تعامل النبى صلى الله عليه وسلم مع وفد نجران، لم يُجبرهم على الدخول فى الإسلام، بل أقرّ لهم بحرية العبادة.
وفى العصرين الأموى والعباسى احتل غير المسلمين مناصب مهمة فى الدولة، مثل الترجمة والطب والإدارة، وكان لهم دور فى النهضة الفكرية. وقد ازدهرت الترجمة على أيدى علماء مسيحيين ويهود فى بيت الحكمة ببغداد، حيث تم نقل المعارف من الإغريقية والفارسية والهندية إلى العربية. وكان للفيلسوف اليهودى موسى بن ميمون تأثير وتبادل فى الفكر الفلسفي، وعمل فى خدمة الحكام المسلمين. ونقل الكثير من العبادات إلى اليهودية.
ولم يجبر المسلمون الشعوب التى فتحوها على اعتناق الإسلام، بل استمرت الديانات الأخرى فى الوجود والتطور داخل الدولة. وبذلك، يمكن اعتبار الحضارة الإسلامية نموذجًا مبكرًا لاحترام التنوع الدينى والتعددية الثقافية.