فلسطينيون في إسرائيل أوقفوا عن العمل بسبب حرب غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
يواجه الفلسطينيون الذين يعملون في إسرائيل رد فعل عنيفا في أماكن العمل ومقاعد الدراسة عقب هجوم المقاومة في فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ففي صبيحة ذلك اليوم، ذهبت نورا كالمعتاد باكرا إلى العمل في المستشفى الذي ظلت تعمل فيه منذ أكثر من عامين داخل إسرائيل.
ألقت نورا اختصاصية الرعاية الصحية الفلسطينية نظرة خاطفة على الأخبار، فقد كانت في عجلة من أمرها للوصول إلى مقر عملها في الوقت المحدد، ولم تكن تدري حجم ما كان يحدث في البلاد: فقد شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما أسفر عن مقتل 1300 إسرائيلي على الأقل.
انتقام جماعي
وردا على الهجوم، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة عسكرية تمثلت في قصف غزة؛ مما أدى إلى استشهاد ما يزيد على 2300 فلسطيني، وفرض حصارا كاملا على القطاع، ومنع وصول الغذاء والدواء والوقود إلى هناك.
وعندما تحدثت زميلة في العمل -وهي ترتعد بشكل واضح- إلى نورا بشأن ما حدث، ردت عليها قائلة "هذه ليست المرة الأولى"، وهو رد تدرك الآن أنه لم يكن دقيقا.
وما إن بدأت تفاصيل ما حدث تصل تباعا، وباتت الطبيعة غير المسبوقة للهجوم أكثر وضوحا، حتى استُدعيت نورا إلى مكتب مديرها الذي أخبرها بأن تترك العمل وألا تعود إليه مرة أخرى حتى إشعار آخر، بسبب ذلك الحديث السابق مع زميلتها.
تقول نورا -وهي واحدة من بين 1.2 مليون فلسطيني من مواطني الداخل الفلسطيني الذين يشكلون 20% من السكان- "شعرت بإهانة شديدة، ولم أستطع تصديق أن هذا يحدث معي".
تمييز
وتابعت "أشعر بالتمييز ضدي. ويوما بعد يوم لا ينتابك ذلك الشعور، لكنك تحس به عندما يحدث لك شيء كهذا. أنت تدرك أنك تتحول تلقائيا من صديق إلى عدو".
وتلقت نورا بعد ذلك بوقت قصير رسالة من إدارة المستشفى -اطلعت قناة الجزيرة عليها- تستدعيها للاستجواب لإضفاء طابع رسمي على قرار إيقافها عن العمل بدعوى أنها خالفت قواعد الانضباط بالمؤسسة جراء ما قيل عن دعمها لحماس.
ونفت نورا أن تكون قد تلفظت قط بالعبارات التي اتُّهمت بها. وفي ذلك تقول "إن أكثر ما أهانني أنهم عندما اتصلوا بي لحضور جلسة الاستجواب -المتوقع عقدها قريبا- كان قرارهم قد اتُّخذ، ولم يرغبوا في الاستماع لي".
وتحدث اختصاصية الرعاية الصحية إلى الجزيرة شريطة عدم الكشف عن هويتها الحقيقية، لأنها -رغم كل شيء- تأمل أن يُستمع إليها بإنصاف، وأن تحافظ على وظيفتها.
معاناة شاملة
لم تكن نورا الوحيدة التي تتعرض إلى ما تعرضت إليه. فقد تلقى محامون وجماعات حقوق الإنسان عشرات الشكاوى من عمال وموظفين وطلاب الذين تم إيقافهم بشكل مفاجئ -منذ ذلك السبت- من المدارس والجامعات ومقار العمل؛ بسبب مدونات نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في بعض الحالات، على خلفية أحاديث مع زملائهم.
وهناك حالات استُدعي فيها الموقوفون للمثول أمام لجنة تأديبية.
وقال حسن جبارين مدير مركز عدالة القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل إن "من عملوا مدة تراوحت بين 3، و4، و5 سنوات، تلقوا خطابات يخبرونهم فيها بألا يأتوا للعمل بسبب ما نشرتموه".
وتلقى مركز "عدالة" شكاوى من نحو 40 طالبا فلسطينيا يدرسون في الجامعات والكليات الإسرائيلية، إذ وصلتهم خطابات بالفصل أو الإيقاف من مؤسساتهم.
عنصرية
وفي أحد تلك الخطابات -الذي اطلعت عليه الجزيرة- استدعت شركة موظفا إلى الاستجواب على الهاتف "للنظر في احتمال إنهاء عمله مع الشركة" بسبب "مدونات تدعم نشاطا إرهابيا، وتنطوي على التحريض".
يقول المحامي في "عدالة" سلام أرشيد إن "التحريض على الإرهاب تهمة خطيرة يجب إثباتها في المحكمة. وفي رأينا أن ما يحدث الآن غير قانوني".
محامية أخرى تدعى سوسن زاهر قالت للجزيرة إن ظاهرة "العنصرية تسارعت وتيرتها. وإن ما نراه اليوم شيئا لم نشهده من قبل"، مشيرة إلى أن الناس "يخشون التحدث باللغة العربية" في الأماكن العامة.
واستعرضت قناة الجزيرة الإنجليزية -في تقرير للصحفية يلينيا غوستولي- بعض الحالات التي تعرض أصحابها إما للطرد من الخدمة أو الإيقاف عن العمل لأسباب مشابهة لما ورد أعلاه.
تقول نورا إنها تحاول ألا تتحدث عن أي موقف تمر به على الإطلاق، "لأننا نعلم أنه سيُحكم علينا إذا تفوهنا بكلمة واحدة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السودان .. الفوج الأول من نازحي ولايتي الجزيرة و سنار يغادر أم درمان
غادر اليوم الأحد الفوج الأول من نازحي ولايتي الجزيرة وسنار مدينة أم درمان ضمن برامج العودة الطوعية عقب استقرار الأوضاع بعد سيطرة الجيش مؤخراً على الجزيرة وسنار.
أم درمان ــ التغيير
و كان في و داع المغادرين والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، وضمت الدفعة الأولى من برنامج العودة الطوعية المجانية لولايتي الجزيرة وسنار 25 بصاً على متنها أكثر من ألف “200” مواطن وذلك بحضور مدير شرطة ولاية الخرطوم ومديري هيئات الأمن على مستوى المحليات و أعضاء حكومة الخرطوم المتواجدين بأم درمان.
وخلال الشهر الحالي غادر «بورتسودان» العاصمة الإدارية للسودان أكثر من «6» آلاف نازح إلى مناطقهم خلال الأيام الماضية أغلبهم إلى ولاية الجزيرة وبعضهم إلى ولاية سنار.
و أكد والي على أن هذه العودة تؤكد تضامن السودانيين في الشدة وتكافلهم مشيداً بكل الجهات التي ساهمت في العودة وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة ومبادرة الانصرافي وشركة تاركو وشرطة ولاية الخرطوم ولجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية.
وقال الوالي أن ولاية الخرطوم تقدر عاليا مواقف الولايات التي قدمت الدعم والقوافل والإسناد للولاية لافتاً إلى أن ولايته تعمل الآن على تهيئة الأحياء السكنية وإعادة الخدمات لاستقبال العائدين للولاية.
وأثنى ممثل العائدين على مواقف والي الخرطوم وقال إنه إستقبل بكل رحابة صدر مواطني الجزيرة وسنار الذين غادروا ولاياتهم بعد أن قامت مليشيا الدعم السريع بقتلهم وتشريدهم ونهبهم وجدوا الآمان في ولاية الخرطوم بحسب تعبيره.
الوسومالجزيرة العائدين رحلات مجانية سنار مبادرة