تتمثل وجهة نظر إدارة بايدن في كَوْن دعمها الدفاعي لإسرائيل كافياً في ظل المستوى الحالي من الأعمال العدائية، لكن ذلك قد يتغير مع تقدم الحرب وربما توسعها.

هذا ما يراه المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط غرانت روملي، وهو زميل أقدم في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى".

يشير روملي في التقرير الذي نشره معهد واشنطن إلى أن حرب أوكرانيا استنفدت المخزونات الأمريكية من قدرات معينة واختبرت قدرة القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية على زيادة الإنتاج.

وستتطلب حرب غزة أيضاً من الولايات المتحدة الالتزام بتقديم قوات ومعدات لدعم "إسرائيل".

في المراحل الأولى من الحرب ركزت الولايات المتحدة دعمها الدفاعي في إطار جهود بذلتها ضمن مجالين هما: المساعدة الأمنية والدعم العسكري المباشر. ويستند كلاهما على افتراضين، أولهما هو أن واشنطن ستكون قادرة على دعم "إسرائيل" بالإمدادات العسكرية مع الاستمرار في تقديم الدعم لأوكرانيا ومساندة القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وفق روملي.

ويشير روملي إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين بهذا الصدد، حيث أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة قادرة على دعم أوكرانيا و"إسرائيل" مع الحفاظ على "التأهب العالمي".

لكن على المدى الطويل، أبدى مسؤولون آخرون تحفظاً بشأن قدرة واشنطن على تقديم الإمدادات لكلٍ من أوكرانيا و"إسرائيل" في ظل الصلاحيات الحالية: فقد حذّرت وزيرة الجيش الأمريكي من أن تقديم الإمدادات للبلدين "في وقت واحد" سيتطلب تمويلاً إضافياً من أجل "زيادة قدرتنا على توسيع الإنتاج، ومن ثم دفع ثمن الذخائر نفسها أيضاً". ووفقاً لبعض التقارير يخطط مسؤولو البيت الأبيض لطلب سلطات تمويل إضافية من الكونغرس ربما عن طريق ربط الطلب بدعم أوكرانيا وتايوان والتمويل الحدودي.

وفيما يتعلق بالدعم العسكري المباشر، تحركت الإدارة الأمريكية بسرعة لإعادة تموضع "مجموعة الناقلات الضاربة" (حاملة الطائرات الهجومية) "يو إس إس فورد" (USS Ford) من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى مكانٍ أقرب من "المياه الإقليمية الإسرائيلية". و"يو إس إس فورد" هي حاملة الطائرات الأمريكية الأحدث والأكثر تقدماً والأكبر في العالم. وقد دخلت "مجموعة الناقلات الضاربة" إلى البحر الأبيض المتوسط في حزيران/يونيو، وتضم طرادة صواريخ موجهة من فئة "تيكونديروغا" (Ticonderoga) وأربع مدمرات صواريخ موجهة من فئة "أرلي بيرك" (Arleigh Burke). وهي قادرة على القيام بمجموعة واسعة من العمليات، بدءً من المهمات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع وإلى الهيمنة البحرية، والضربات الدقيقة بعيدة المدى، وربما الأكثر أهمية، الدفاع الصاروخي.


اعتبارات الدعم الأمريكي المستقبلي
في ظل المستوى الراهن للأعمال العسكرية، تبدو الإدارة الأمريكية مرتاحة لمستوى الدعم الدفاعي، وطالما تبقى الحرب مقتصرة على قطاع غزة، فمن المرجح جداً أن تُواصل واشنطن تأدية هذا الدور. ولكن إذا اتسعت رقعة الصراع مع انضمام جهات فاعلة أخرى متحالفة مع إيران مثل "حزب الله"، فسيتعين على إدارة بايدن دراسة احتمال التدخل العسكري من ثلاث وجهات نظر، بحسب روملي، أولاً: كيفية تقييم الإدارة الأمريكية لقدرة "إسرائيل" على التعامل مع حربٍ متعددة الجبهات بمفردها. ثانياً: ما إذا كانت القوات الأمريكية أو إذا كان المدنيون الأمريكيون الموجودون حالياً في المنطقة معرضين للتهديد. ثالثاً: ما إذا كان بايدن يواجه ضغوطاً شعبيةً كبيرةً للتدخل عسكرياً.

كما ستؤثّر مدة الحرب وتوسعها الأفقي المحتمل في قدرة واشنطن على مواصلة تقديم الإمدادات لإسرائيل. وحالياً يصرّ المسؤولون الأمريكيون على أن المخزونات كافية لدعم كلٍ من أوكرانيا و"إسرائيل"، وأحد الأسباب لذلك هو أن جزءاً كبيراً مما قدّمته الولايات المتحدة لأوكرانيا حتى الآن (منصات المدفعية والقذائف المرتبطة بها) لا يتداخل إلى حدٍ كبيرٍ مع ما طلبته إسرائيل (صواريخ اعتراضية من طراز "القبة الحديدية" وذخائر موجهة بدقة تُطلق من الجو). وإذا تغير ذلك، فقد يزداد الضغط على المخزون العالمي الأمريكي.

وبحسب روملي فقد ظهرت بالفعل تكهنات حول حالة مخزون الأسلحة الأمريكية في "إسرائيل"، أي "مخزون احتياطي الحرب من الذخيرة لإسرائيل"، الذي استخدمته الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير الماضي لنقل الإمدادات إلى أوكرانيا (تجدر الإشارة هنا إلى أنها سحبت أيضاً من مخزون مماثل في كوريا الجنوبية). وقد أشار المسؤولون الأمريكيون في الشؤون الدفاعية إلى أن الصناعة تعمل على تكثيف الإنتاج لتجديد هذه المخزونات والقدرات الأخرى، لكن ذلك لا يزال قيد التنفيذ. وفي أي صراع طويل الأمد، من المرجح أن تحتاج الولايات المتحدة إلى تمويل إضافي من الكونغرس ليس فقط لتزويد إسرائيل بمناهج العمل القائمة، بل لتعزيز خطوط الإنتاج المحلية أيضاً.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية امريكا سلاح طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مدفيديف: أوكرانيا يجب أن تنحني عند أقدام الولايات المتحدة وتستعد للاستسلام

قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري مدفيديف، يوم السبت إن أوكرانيا يجب أن "تنحني عند أقدام" الولايات المتحدة وتعلن الانتخابات وتستعد للاستسلام.


وأكد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه لا يكنّون الاحترام لقيادة أوكرانيا التي تتعامل معهم بوقاحة علنية، بحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية. 


وأشار مدفيديف إلى أنه يجب تقييم إدارة ترامب فقط بناءً على أفعالها الحقيقية وسنرى كيف ستكون.


يأتي ذلك وسط تطورات متلاحقة بشأن الحرب الأوكرانية، حيث يبذل ترامب جهودا لوقفها، وأجرى مباحثات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.


وغي سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، أمس الجمعة إنه يعتقد أن الرئيس الأوكراني سيوقع اتفاقا بشأن المواد الخام والمعادن النادرة مع الولايات المتحدة.

وتابع والتز خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي انعقد خارج واشنطن يوم الجمعة، قائلا "انظروا، المحصلة النهائية هي أن الرئيس زيلينسكي سيوقع على هذا الاتفاق".

وأضاف: "ستشهدون ذلك في وقت قريب للغاية، وهذا أمر جيد بالنسبة لأوكرانيا".

مقالات مشابهة

  • "ستارمر" ينصح واشنطن: "المصلحة الأمريكية" في دعم كييف
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • مدفيديف: أوكرانيا يجب أن تنحني عند أقدام الولايات المتحدة وتستعد للاستسلام
  • "أ ف ب" نقلا عن مصادر دبلوماسية: واشنطن تقترح قرارًا أمميًا لا يذكر وحدة أراضي أوكرانيا
  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع صفقة المعادن النادرة
  • واشنطن: لقاء ترامب وبوتين رهن بالتقدم باتجاه إنهاء حرب أوكرانيا
  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع "صفقة المعادن النادرة"
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا
  • وزراء خارجية مجموعة العشرين يلتقون في جوهانسبرغ في غياب الولايات المتحدة