لا نعرف كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يكون وسيطاً موثوقاً وعادلاً في الحرب غير المتكافئة بين إسرائيل ومنظمة حماس التي تحولت إلى واحدة من أشد المآسي الإنسانية، بينما الدول الكبرى تعلن انحيازها التام ودعمها الكامل لإسرائيل، ليس فقط باستخدام القوة المفرطة لقتل المدنيين وتدمير قطاع غزة، بل ومنع أساسيات الحياة من غذاء وماء ودواء وكهرباء، وإجبار السكان على النزوح إلى المجهول.
أمريكا منذ البداية أعلنت تأييدها التام لإسرائيل، ليس بالدعم السياسي والعسكري فقط ولكن باستحضار التأريخ اليهودي والهولوكست والمظلومية كما فعل الرئيس بايدن في خطابه العاطفي الطويل الذي لم يكن ليقله حتى أي رئيس إسرائيلي، لم يكن يتحدث بمنطق السياسة وإنما بتديين المشكلة نيابة عن الشعب اليهودي، وكذلك فعل وزير خارجيته بلينكن في خطابه عندما وصل إسرائيل، وصرح بأنه جاء كيهودي أولاً قبل أن يكون مسؤولاً أمريكياً. العالم كله يعرف العلاقة الوثيقة والحميمة بين أمريكا وإسرائيل، لكن الخطاب الأمريكي خلال هذه الأزمة أصبح جزءاً منها، بل ربما زادها تعقيداً. وفي الجانب الآخر فإن إرسال حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط بذريعة حماية إسرائيل ومنع اتساع نطاق الأزمة في المنطقة ما هو إلا إضافة المزيد من التوتر فيها. ونضيف إلى ذلك الموقف البريطاني والفرنسي الذي لا يقل انحيازاً لإسرائيل دون أدنى اعتبار لبقية تفاصيل وحيثيات الأزمة ومعاناة الشعب المحاصر.
المقايضة التي تتم الآن رخيصة جداً، منع كل أسباب الحياة واستمرار القصف على المدنيين وتدمير المنازل والمرافق والمستشفيات لإجبارهم على الرحيل من أرضهم بدعم أمريكا وحلفائها يثبت أنه لا يوجد بالفعل نظام دولي عادل وموثوق، ولا يوجد قانون إنساني يطبق بالتساوي على كل الشعوب المضطهدة.
التسويغ لما يحدث في غزة ودعمه بهذا الشكل القبيح من قبل من يدعون أنهم رعاة السلام جريمة كبرى لا تغتفر، ولو كانوا يريدون إنهاء الأزمة فإن الحلول ممكنة وموجودة، لكنهم لا يريدونها، وهم من يريدون اتساع نطاق التوتر في المنطقة لأهداف استراتيجية في سياساتهم.
(عكاظ السعودية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب امريكا حرب طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صراع خفي في الدوحة.. إسرائيل تفشل محادثات سرية مباشرة بين أمريكا و”حماس”
#سواليف
اتهم #مسؤولون #أمريكيون #إسرائيل بالتسبب في #إفشال #محادثات_سرية جرت بين #الولايات_المتحدة و” #حماس ” في #الدوحة، للتفاوض مباشرة مع الحركة من أجل #الإفراج عن #الرهائن المحتجزين في قطاع #غزة.
ووفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أكد المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل لم تُبلغ مسبقا بهذه المحادثات، وذلك بعد أن تسببت بإفشال جولة سابقة من المفاوضات كان مخططا لها الأسبوع الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو لا يعارضون فقط إجراء مفاوضات منفصلة بين الولايات المتحدة و”حماس”، بل يخشون أيضا أن تؤدي هذه المحادثات إلى تحقيق تقدم في الترتيبات المستقبلية الخاصة بقطاع غزة، دون أن تكون إسرائيل طرفا وسيطا في نقل المعلومات إلى الإدارة الأمريكية.
مقالات ذات صلةوكشفت مصادر أن وفدا أمريكيا كان موجودا في الدوحة الأسبوع الماضي لعقد لقاء مع مسؤول كبير في “حماس”، وهو ما اعتبر أول اتصال مباشر من نوعه. ومع ذلك، علمت الحكومة الإسرائيلية بالأمر واتصلت بمسؤولي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، معربة عن معارضتها الشديدة للاجتماع والمحتوى المقرر مناقشته. ونتيجة لذلك، تم إلغاء اللقاء تحت ضغط إسرائيلي.
من جانبها، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض إن إسرائيل كانت على علم بالمحادثات، بينما أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان مختصر أن إسرائيل أعربت للولايات المتحدة عن موقفها من المحادثات المباشرة مع “حماس”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، عن إجراء مناقشات مع حركة “حماس” في وقت لا تزال تتنصل إسرائيل من بدء تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال ترامب للصحفيين: “أجرينا مناقشات مع حماس ونساعد إسرائيل”.