جريدة الوطن:
2025-02-24@07:34:50 GMT

اغتيال الطفولة!

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

اغتيال الطفولة!

ليس سرًّا أنَّ التكنولوجيا غيَّرت حياتنا على مرِّ العقود، ولا تزال تفعل ذلك، سواء كان الأمْرُ يتعلق بالتمويل أو التعليم، فلا يوجد حقيقة مشهد لَمْ يتأثر بالتقدُّم التكنولوجي المستمرِّ. ولكن وعلى الرغم من ذلك فالحروب والصراعات ليست واضحة دائمًا ولا يتمُّ مناقشتها في كثير من الأحيان، خصوصًا إذا اختفت المبادئ والعدالة، وطغى الظلم بصوَره المختلفة.

بل إنَّ هناك شيئًا واحدًا لَمْ يتغيَّر! إنَّها صدقًا تلكم التأثيرات الأسوأ والتي تقع في كثير من الأحيان على الأشخاص الأكثر ضعفًا والمحاصرين في أيِّ صراع: الأطفال.
إنَّ الأثَر المُدمِّر للحرب على الأطفال يتجاوز مجرَّد الخطر المباشر المتمثل في الإصابة أو الموت. ويعاني الأطفال أيضًا من الآثار الجانبيَّة لعوامل مِثل النزوح، وقطع الروابط الأُسريَّة، والجوع، وعدم إمكان الوصول إلى الخدمات الأساسيَّة. ولعلَّه يكُونُ من المُجهِد للغاية مشاهدة التلفاز اليوم وكُلَّ يوم، ورحى الحرب والظلم تعاقبهم؛ لأنَّهم أبناء الأرض وأطفالها، حيث يعيش الأطفال أو يشهدون بيئات عنيفة، ممَّا يُمثِّل ضيقًا عاطفيًّا ونَفْسيًّا مستمرًّا، ويؤدِّي مع الوقت إلى ضعف النُّموِّ المعرفي، والتي لها صِلَة بفرص حياتهم، بما في ذلك العلاقات الاجتماعيَّة والأداء المدرسي. في حين أنَّ النُّموَّ البدني مُهمٌّ، فإنَّ تنمية قدرات الطفل العاطفيَّة والاجتماعيَّة والمعرفيَّة أمْرٌ بالغ الأهمِّية بنَفْسِ القدر. لذلك تُمثِّل السنوات الأولى من الطفولة ـ إن استطعتُ تسميتها ـ بنافذة الفرصة والتي تُشكِّل تجربة نُموِّ الطفل بأكملها طوال حياته. فكيف بالأطفال الذين أُجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب والصراع غالبًا ما يكُونُون بِدُونِ مأوى بديل، ولا يُمكِنهم الذهاب إلى المدرسة. وحتمًا هذا يجعلهم أكثر عرضة لخطر سوء المعاملة والاستغلال.
من ناحية أخرى، فالتعرُّض للحرب أثناء مرحلة الطفولة والمراهقة يُمكِن أن يُشكِّلَ مخاطر وأعراضًا مختلفة، كالصَّدمة والضِّيق، أو تطوُّر الكوابيس ومشاكل في التركيز، وأحيانًا ينتهي بالخوف الشديد أو مستويات عالية من القلق. ألَا يستحقُّ ذلك الطفل، بغَضِّ النظر عن المكان الذي يعيش فيه، أن يعيشَ حياة آمنة وسعيدة وصحيَّة؟!
ألَا يعي أولئك الظالمون، كيف أنَّ حياة الطفل تتغيَّر مع حروبهم، ويظلُّون متوتِّرين دائمًا مع قلق مستمر؟ فأيُّ ضجيج غير مألوف: كتحرك كرسي، أو إذا أُغلق الباب ـ على سبيل المثال ـ بعد مرور الصَّدمة بفترة، يكُونُ لدَيْهم ردُّ فعل، ربَّما نتيجة خوفهم من أصوات الطائرات والصواريخ والحرب. وهنا في نهاية المطاف يصبحون مخدَّرين عاطفيًّا ممَّا يزيد من احتمال تقليدهم للسلوك العدواني الذي يشهدونه واعتبار هذا العنف أمرًا طبيعيًّا. وهذا بِدَوْره يُمكِن أن يؤثِّرَ على قدرتهم على بناء علاقات ناجحة مع الآخرين على المدى الطويل! وللأسف، في بعض الحالات، لا يرى الأطفال أيَّ خيار آخر سوى محاولة الهروب ممَّا يعيشونه ومن البيئة المحيطة بهم عن طريق تعاطي المخدّرات ـ مثلًا ـ أو حتَّى إيذاء النَّفْس والانتحار.
إنَّ اغتيال الطفولة بشتَّى صوَرها الشنيعة، والتي يفرضها أيُّ احتلال، سواء من حصار واعتداءات وعدوان متكرر، ناهيك عن الاعتقال والاحتجاز والسِّجن والاعتداء الجسدي هو بحقِّ الظلم بعَيْنه في عصر أضحى ذلك العالَم المتشدِّق بالحُرِّيَّة أن تكُونَ من قِيَمه الغافلة المنافقة، التجبُّر والتَّمادي في عنجهيَّته الظالمة والتي ـ بلا شك ـ ستكُونُ الدائرة عَلَيْه ولو بعد حين.
ختامًا، لا نستطيع تخيُّل مقدار الألَم الذي عاش به ذلك الطفل الذي أضحى بالغًا الآن بعد مرور عقود من عمره. وكيف تأثرت حياته بحدثٍ في الطفولة، لَمْ يدرك بحينه. ولعلَّ التعبير العاطفي عن الصَّدمة، سواء أكان بشكلٍ غير لفظي كالحركة وممارسة الرياضة، أو لفظيًّا بوصف الحدث هو مُهمٌّ لنَفْسيَّة الطفل ومتابعته لحياته. فالمرء الذي لَمْ يَمُر بجحيم عواطفه لَنْ يتغلبَ عَلَيْها أبدًا. لذلك يجِبُ أن يفصحَ ذلك الطفل عن أوجاعه ومشاعره لِيتجاوزَها ويتحرر مِنْها، كما هي حال أرضه التي ستتحرَّر ـ بمشيئة الله ـ … عاشت فلسطين حُرَّة أبيَّة.

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مؤثرة ترفع دعوى إثبات نسب ضد إيلون ماسك: والد ابني.. وهذا الدليل

تسعى المؤثرة آشلي سانت كلير، للحصول على إثبات أبوة إيلون ماسك لطفلها البالغ من العمر خمسة أشهر، بالإضافة إلى طلب الحضانة الكاملة.

وقدمت سانت كلير دعوى قضائية في المحكمة العليا في مانهاتن بتاريخ 16 فبراير 2025، تتضمن التماسين منفصلين لطلب إثبات الأبوة والحصول على الحضانة الوحيدة لطفلهما، وتزعم سانت كلير أن علاقتهما بدأت في مايو 2023، وأنجبا طفلهما في يناير 2024.

هيفاء وهبي تثير الجدل بـ الفوشيا في أحدث ظهور| شاهدطريقة تحضير عصير قمر الدين لشهر رمضان.. خطوة بخطوة


الوثائق القانونية التي أُدرجت في الدعوى القضائية تعرض مزاعم سانت كلير، متضمنة لقطات شاشة للرسائل النصية بينها وبين ماسك. الطفل، الذي أُشير إليه فقط بالحروف الأولى "R.S.C."، وُلد في سبتمبر 2024. وتشدد سانت كلير على أن ماسك هو والد الطفل، مشيرةً إلى أنها لم تقيم أي علاقات غير شرعية مع شخص آخر خلال فترة الحمل المحتملة.

وفقًا للملفات، لا تسعى سانت كلير للحصول على إعالة طفل من ماسك، لكنها تهدف إلى تأمين الدعم المالي للطفل، وتؤكد أنها هي الوحيدة التي تعتني بالطفل يوميًا، حيث تقوم بتحديد مواعيده الطبية، وتغذيته، واستحمامه، وضمان تلبيتها لجميع احتياجاته الجسدية والعاطفية، في المقابل تصف سانت كلير غياب ماسك المستمر عن حياة الطفل، مشيرة إلى أنه لم يقابل ابنه سوى ثلاث مرات منذ ولادته، كما لم يظهر أي اهتمام حقيقي برعاية الطفل أو اتخاذ قرارات تتعلق بحياته.

وفي ملف الدعوى، أدرجت سانت كلير رسائل نصية أرسلها ماسك لها، مشيرة إلى أنها دليل على اعترافه بعلاقتهما ودوره كأب، واحدة من هذه الرسائل تتضمن قول ماسك: "أريد أن أضربك مرة أخرى"، ما يعكس حماسه السابق للأبوة، كما أشار ماسك إلى رغبته في إنجاب العديد من الأطفال في المستقبل، قائلاً لها في أكثر من مناسبة: "لدينا مجموعة كبيرة من الأطفال لننجبهم".

ومع ذلك، تكشف النصوص أيضًا عن مخاوف ماسك بشأن سلامة الطفل، حيث يُزعم أنه قال: "إذا ارتكبت خطأً بشأن الأمن، فلن يعرف [R] والده أبدًا." هذه المخاوف تُضيف مزيدًا من التعقيد على العلاقة بين ماسك وسانت كلير.

في عيد الحب، الذي تزامن مع إعلانها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن ماسك هو والد طفلها، أعربت سانت كلير عن رغبتها في حماية خصوصية طفلها من وسائل الإعلام المتطفلة. قالت: “أنوي السماح لطفلنا بالنمو في بيئة طبيعية وآمنة.”

من جانبه، لم يتفاعل ماسك بشكل جدي مع تلك الدعاوى القضائية، رغم نشاطه المعتاد على منصات التواصل الاجتماعي، عقب إعلان سانت كلير، رد على نشرها بروح الدعابة مستخدمًا الرموز التعبيرية، ولكنه لم يذكر بشكل مباشر مسألة الأبوة أو القضايا القانونية.

تجدر الإشارة إلى أن ماسك كانت له علاقات سابقة مع شريكته السابقة، الموسيقية غرايمز، والتي شهدت نزاعات قانونية حول حضانة أطفالهما الثلاثة، كما أثارت غرايمز في وقت سابق قضايا تتعلق بصحة الأطفال بعد أن تبين أن ماسك لم يستجب لنداءاتها.

تسجل دعوى سانت كلير خطوة أخرى في سلسلة من القضايا التي تثير تساؤلات حول حياة ماسك الشخصية، حيث يتزايد الاهتمام بتعقيدات مسؤولياته الأبوية، في ظل علاقاته العديدة مع أطفال من علاقات سابقة، هذه الإجراءات القانونية الحالية قد تحمل مزيدًا من التطورات في الأسابيع المقبلة، حيث يستمر التوتر بين ماسك وسانت كلير في النمو، مما يضع علاقة الأبوة بينهما في محور الاهتمام العام.
 

مقالات مشابهة

  • 6 ساعات في اليوم| قيود صارمة على تشغيل الأطفال.. ماذا نص قانون العمل؟
  • مؤثرة ترفع دعوى إثبات نسب ضد إيلون ماسك: والد ابني.. وهذا الدليل
  • ما السن المناسب لصيام الأطفال؟ انتبهوا لمستويات فيتامين د
  • توسيع نظام «ثقة» بأبوظبي ليغطّي تحليل السلوك للتوحد
  • إطلاق سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • «الصحة»: فحص 7.5 مليون طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع
  • «الصحة»: تقديم خدمات الفحص السمعي لـ7 ملايين و523 ألف طفل
  • الصحة: فحص 7 ملايين و523 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف وعلاج السمع لدى الرضع
  • تأثير صراخ الأم والأب على شخصية الطفل.. وهذه طرق العلاج