جريدة الوطن:
2025-04-26@11:41:45 GMT

بين بغداد وغزة

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

بين بغداد وغزة

هي ليست مقاربة بَيْنَ مدينتَيْنِ، وإنَّما بَيْنَ صمودين عزَّزا مكانة ودَوْر كُلٍّ مِنْهما في مسار الأحداث الجسام التي عاشتها الأُمَّة وما زالت تواجهها. وبفعل هذا الدَّوْر والمكانة أصبحتا عنوانًا لمقاومة الاحتلال ومشاريعه التي استهدفت حاضر ومستقبل الأُمَّة.
ففي غزَّة كما في بغداد سجّلت على أديمهما أروع الملاحم البطوليَّة التي سطَّرها المقاومون دفاعًا عن عروبة فلسطين واستقلال وسيادة أقطار العروبة، التي وجدت في المشروع الصهيوني تكريسًا لواقع التجزئة ومصادرة الحقوق، الذي وجد في الدعم الأميركي والغربي مناسبة لتكريس التهويد والاستيطان وقضم الأرض على حساب الحقوق المشروعة للشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف.


وما نراه اليوم في استبسال المقاومين في غزَّة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإرادة أذهلت العالَم، كما فاجأ كيان الاحتلال من عزيمة المقاومين ورفضهم الحصار والتجويع ومصادرة الحقوق، هو صفحة مشرِقة في نضال الشَّعب الفلسطيني الذي يقاوم المشروع الصهيوني الذي يستهدف ابتلاع فلسطين وجعلها بؤرًا استيطانيَّة عنصريَّة على حساب حقِّ الفلسطينيِّين المشروع في دَولتهم المستقلَّة.
وعِندما نتحدَّث عن مَسيرة نضال الشَّعب الفلسطيني نتوقف عِند محطَّات مضيئة من سفر مشاركة العراقيِّين في جميع معارك الأُمَّة ضدَّ العدوِّ الصهيوني التي جسَّدت وحدة الموقف العربي، وتلبية نداء الواجب القومي عِندما تقتضي المصلحة القوميَّة التي كان العراقيون سبَّاقين في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة، ويشهد ثرى فلسطين وسيناء والجولان والقدس صولات العراقيِّين لتحرير الأرض ونصرة العروبة أيْنَما كانت المعارك.
لقَدْ فجَّرت معركة «طوفان الأقصى» ينابيع البطولة والعزَّة والكرامة، كانت استجابة لانتزاع الحقوق وتحرير الأرض المغتصبة، ووقف تمادي «إسرائيل» في القتل والتهجير والحصار والتجويع إلى حدِّ إنكار ورفض حتَّى تنفيذ الاتفاقات التي أُبرمت مع عدَّة دوَل عربيَّة في مسار التطبيع، وهو الأمْرُ الذي تزامَنَ مع الدَّعم الأميركي لهذا الكيان الذي وجدَ في الرعاية الأميركيَّة تسليحًا وتمويلًا ليس له حدود حوَّله إلى تكريس واقع الاستيطان واستدارة ظهره عن سماع دعوات ومطالبات الخيرين لوقف ما يجري من ممارسات يندى لها الجبين.
ويُسجَّل لأبطال المقاومة الفلسطينيَّة أنَّهم أطلقوا العنان للسماء في صرخة مُدوِّية أذهلت العالَم، وأسقطت نظريَّة الأمن الصهيوني من شدَّة مفاجآتها وما تمخَّض عَنْها من عِبَر ونتائج هي بالأحوال كافَّة كانت انتصارًا على الباطل والظلم، وانتكاسة وهزيمة للمشروع الصهيوني الذي تهاوت مرتكزاته في طوفان الأقصى. ومهما تكُنْ نتائج المعركة فإنَّها كانت رسالة للعالَم أجمع أنَّ فلسطين ستبقى حيَّة وغير قابلة للإلغاء والتهويد ما دام أبطالها متمسكين بعروبتها مهما طال الاحتلال. فمعركة «طوفان الأقصى» أكَّدت هذه الحقيقة التي قلبت موازين الصراع مع العدوِّ الصهيوني لصالح الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وعِندما نتوقف عِند دَوْر بغداد وغزَّة فإنَّهما لوحة مشرِقة للصمود والملاحم والبطولة، لا سِيَّما صوَر ودَوْر بغداد التي كانت محاصرة وتواجه التهديدات العدوانيَّة كانت ترنو إلى القدس الشريف وتعلن جهوزيَّتها لأيِّ عمل ومسار يؤدِّي إلى تحرير فلسطين، وهذا المسار عبَّدته معركة «طوفان الأقصى» لسلوك هذا الطريق.

أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

دير البلح - استشهاد الصحفي سعيد أبو حسنين وزوجته وطفلته

استشهد مساء اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 ، الصحفي سعيد أبو حسنين وزوجته وطفلته ، في قصف من مسيرة إسرائيلية استهدفته بشكل مباشر في شارع البيئة ببلدة دير البلح وسط قطاع غزة .

وأفاد شهود عيان أن مسيرة إسرائيلية قصفت الصحفي سعيد أبو حسنين والذي كان يسير رفقه زوجته وطفلته في شارع البيئة في دير البلح.

من جهتها نعت إذاعة الأقصى المحلية ، الصحفي سعيد أمين أبو حسنين الذي ارتقى إثر قصف طائرات الاحتلال لمنطقة شارع البيئة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى استشهاده برفقة زوجته أسماء جهاد أبو حسنين وابنته الطفلة سارة سعيد أبو حسنين.

وقالت في بيان لها :" التحق شهيدنا بالعمل الإعلامي منذ نحو عشرين عاماً كرسها جميعاً لخدمة العمل الاذاعي وتطوره ، ولقد ارتقى الشهيد السعيد سعيد أبو حسنين بعد مسيرة إعلامية حافلة بالعطاء في مجال هندسة الصوت والميكساج الإذاعي".

وأضافت :" جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم ومن خلال استهداف الصحفيين والإعلامين الفلسطينيين يسعى جاهداً لتغييب الرواية الفلسطينية والصوت الفلسطيني الحر وطمس الحقيقة، لنؤكد أن الاحتلال فشل في كسر إرادة شعبنا وتغييب روايتنا التي لن تغيب ولن تنظثر".

وتابعت إذاعة الأقصى :" سنبقى على العهد يا سعيد ويا كل شهداء الحقيقة وفرسانها، ستبقى اذاعة صوت الأقصى ورواد الإعلام الفلسطيني الهادف والأسرة الصحفية على درب سعيد وإخوانه الشهداء والجرحى والأسرى الصحفيين".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية غزة تحت الحصار والقصف : معاناة إنسانية تتجدد بين الأنقاض بطالة شباب غزة – جيل عالق بين الحصار والأمل أبواب مغلقة وأمعاء خاوية : إغلاق المعابر يُفاقم الجوع في غزة الأكثر قراءة نتنياهو يوعز باستمرار الدفع بخطوات الإفراج عن الأسرى 10 شهداء في قصف استهدف خيمة نازحين غربي خانيونس سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس 17 إبريل طقس فلسطين اليوم: أجواء ربيعية وارتفاع على درجات الحرارة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • جيش الاحتلال يقر بفشله في حماية مستوطنة نير إسحاق يوم 7 أكتوبر
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جحانة بصنعاء
  • مسير شعبي في الشعر بإب لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة بصنعاء
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • دير البلح - استشهاد الصحفي سعيد أبو حسنين وزوجته وطفلته
  • مسير في السودة بعمران دعماً لفلسطين وتأكيد الجهوزية لمواجهة العدوان
  • الرئيس الفلسطيني: أولوياتنا وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة