جريدة الوطن:
2025-02-21@13:06:17 GMT
مقاطعة داعمي الاحتلال فـي مواجهة الانحياز لـ«إسرائيل»
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
في ظلِّ ردِّ فعل رسمي عربي خجول تجاه ما يحدث في غزَّة، انطلقت في مُعْظم الدوَل العربيَّة دعوات لمقاطعة منتجات الشركات الدَّاعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزَّة، وانطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة الشركات التي أعلنت دعمها غير المشروط للعدوان الإسرائيلي على غزَّة، وإعلان مطاعم أميركيَّة شهيرة تقديم آلاف الوجبات المجانيَّة لجنود الاحتلال المتوجِّهين للقتال في غزَّة، وللعاملين في المستشفيات والشُّرطة وقوَّات الإنقاذ الإسرائيليَّة والمستوطنين المُقِيمين بمستعمرات غلاف غزَّة.
مع انطلاق حملات المقاطعة العربيَّة انخفضت أسْهُم هذه الشركة بالبورصات العالَميَّة، وسارع وكلاؤها في البلاد العربيَّة لإعلان تبرُّئهم من الشركة الأُم ونفي علاقتهم بما يقوم به وكلاؤها في «إسرائيل»، وأكَّدوا أنَّ ما يربطهم بها العلامة التجاريَّة والاسم فقط، وأنَّ الأموال والخامات والمواد الداخلة في التصنيع خامات محليَّة بالكامل، وأنَّهم يوظِّفون آلاف العمَّال العرب ويدفعون ضرائب، ويرفدون الاقتصاد الوطني بأرباحهم، بل سارع مُعْظم الوكلاء العرب بالتبرُّع بآلاف الدولارات لصالح ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزَّة.
ورغم وجاهة المُبرِّرات التي ساقها الوكلاء، ولكنَّهم لَمْ يذكروا الحقيقة كاملة وهي أنَّ نسبةً معتبرة من أرباح هذه المطاعم تذهب إلى الشركة الأُمِّ في أميركا التي تدعم العدوان الإسرائيلي، وأنَّه يُمكِن استبدال إنتاج هذه المطاعم الدَّاعمة لإسرائيل بمنتجات وعلامات محليَّة عربيَّة، والتي في كثير من الأحيان يكُونُ منتجها أفضل من حيث المذاق والنظافة من هذه العلامات الأجنبيَّة، ناهيك عمَّا تُمثِّله الوجبات الجاهزة «الفاست فود» من أضرار صحيَّة على أفراد المُجتمع، وفي كُلِّ الأحوال تكُونُ فترات المقاطعة محدودة ومؤقَّتة، ويُمكِن للوكيل تحمُّل تبعات المقاطعة والاحتفاظ بالعمالة المدرَّبة، في سبيل تحقيق هدفٍ أسمى وهو مواجهة الانحياز الغربي ومساندة أطفال فلسطين المستضعفين في غزَّة، خصوصًا أنَّ هذه الشركات هي التي تورَّطت في مساندة أحَد أطراف الصراع وتجاهلت كارثة الاحتلال.
المقاطعة تُعدُّ أضعف الإيمان، في هذا التوقيت الذي تمارس فيه «إسرائيل» حرب إبادة ضدَّ المَدنيِّين العُزَّل في غزَّة، وسط تشجيع غربي، وصَمْتٍ دولي يُغري «إسرائيل» بتنفيذ مُخطَّطاتها الرامية للتخلُّص من سكَّان غزَّة وتكرار مأساة النَّكبة وتهجير الفلسطينيِّين خارج ديارهم، بعد أن هدمت المخيَّمات فوق رؤوس ساكنيها، ودفعتهم للنزوح جنوبًا، وقصفتهم في الطريق، في حملة ممنهجة لتهجيرهم إلى سيناء.
لَمْ يتوقف الانحياز الغربي لـ»إسرائيل» عِند حدود المطاعم، وإنَّما تعدَّاه إلى الثقافة، بعد أن أعلن مُنظِّمو معرض فرانكفورت للكتاب ـ أكبر معارض الكتاب في العالَم ـ تضامنهم الكامل مع «إسرائيل»، وألْغَوا حفل تسليم جائزة الروائية الفلسطينيَّة عدنية شبلي التي فازت روايتها «تفصيل ثانوي» بجائزة الجمعيَّة الأدبيَّة الألمانيَّة «ليتبرم»، الأمْرُ الذي أغضب اتِّحاد الكتَّاب العرب وكثيرًا من دُور النَّشر العربيَّة، ودفعهم للانسحاب ومقاطعة المعرض.
وتبدَّلت المواقف الألمانيَّة، فبعدما أشادت الجهة المانحة للجائزة برواية شبلي، ووصفتها بأنَّها عمل فنِّي مؤلَّف بدقَّة يحكي عن قوَّة الحدود، وما تصنعه الصراعات العنيفة بالنَّاس، خرج مدير معرض فرانكفورت للكتاب يتحدث ـ في انحياز صارخ لـ»إسرائيل» ـ عن حرب الإرهاب ضدَّ «إسرائيل» وكيف أنَّها تتناقض مع قِيَم معرض فرانكفورت للكتاب التي تتمحور حَوْلَ الإنسانيَّة والتركيز على الخِطاب السِّلمي والديمقراطيَّة، وأنَّ هذه القِيَم تحطَّمت بسبب هجوم حماس على «إسرائيل»، وقرَّر إلغاء الحفلات الموسيقيَّة والغنائيَّة حدادًا على الضحايا الإسرائيليِّين، واستبدالها بفسحِ المجال للأصوات اليهوديَّة والإسرائيليَّة لعمل «مناحاة جنائزيَّة».
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
كتب موقع "الجزيرة نت": استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.
وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.
واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".
تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.
وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".
وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".
مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين. تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.
جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.
ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.
جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.
وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".
تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة. وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.
تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.
وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)