جي 42 تُطلق مؤسسة جديدة للحلول السحابية وإمكانات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
دبي في 16 أكتوبر /وام/ أعلنت جي 42، على هامش معرض جيتكس جلوبال 2023، عن تشكيل مؤسسة ديناميكية جديدة تحت اسم "كور 42" تهدف إلى التركيز على توفير الحلول السحابية وإمكانات الذكاء الاصطناعي المؤسسية على المستوى الوطني.
وستلعب كور 42، التي تُعد ثمرة الاندماج بين "جي 42 كلاود" و"معهد إنسبشن" و"شركة إنجازات"، الشركات الثلاث ضمن محفظة مجموعة جي 42، .
وستجمع الشركة الجديدة أعلى مستويات التكنولوجيا والابتكار والخدمات في إطار عرض فريد من نوعه يشمل الحلول السحابية القابلة للتطوير، والبنية التحتية السحابية للذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء، والتي تلبي الاحتياجات الخاصة بالقطاع العام والقطاعات الخاضعة للتنظيم؛ والأبحاث التطبيقية المتطورة للذكاء الاصطناعي وسبل تنفيذها، مع التركيز على تمكين الذكاء الاصطناعي التوليدي للاستخدامات المؤسسية عبر مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية؛ وخدمات الأمن السيبراني لحماية المؤسسات من اختراق البيانات والهجمات السيبرانية؛ والتميز في الخدمات المهنية والخدمات المُدارة، وتكامل الأنظمة وتمكين التحول الرقمي والحلول المتميزة مع التركيز على رضا العميل.
وقال بينغ شياو- الرئيس التنفيذي لمجموعة جي 42: "تتجه الحكومات والمؤسسات الكبرى في عصرنا الحالي لاعتماد التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، لمساعدتها على مواجهة أكبر التحديات. ومع ذلك، تواجه الحلول التكنولوجية التقليدية العديد من المعوقات التي تحول دون قدرتها على التطور للتعامل مع تعقيدات ومتطلبات القضايا الكبرى. لذا، نتطلع من خلال كور 42 إلى دمج أفضل الحلول التكنولوجية والابتكارات والخدمات من جميع الشركات ضمن محفظة جي 42 لتأسيس شركة رائدة تتمتع بالقدرات والإمكانات الضرورية لتحقيق التحول الرقمي على المستوى الوطني. ستعمل كور 42 على تمكين عملائنا في القطاعين العام والخاص بباقة من الحلول السحابية وحلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي يجري تطويرها واستضافتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والكفيلة بتعزيز قدرتهم على تحقيق أكثر أهدافهم الاستراتيجية طموحاً على الإطلاق".
من جانبه، قال كيريل إيفتيموف - الرئيس التنفيذي لشركة كور 42: "متحمس لقيادة كور 42 بينما نعمل على إعادة مواءمة إمكانات مجموعة جي 42 الرائدة في السوق في مجالات السحابة والذكاء الاصطناعي والخدمات مع متطلبات الحقبة الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي وتمكين عملائنا من الاستفادة منها. كما نعتزم الاستفادة من قاعدتنا كمؤسسة مرجعية في مجال السحابة السيادية للتحول إلى مزود رائد للخدمات السحابية المؤسسية على المستوى الوطني وحول العالم".
زكريا محي الدين/ رامي سميح
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.
وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.
هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.
ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!
ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.
وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.
ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.
حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.
وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.
ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.