"كل شيء بدأ بفأر!".. قصة مملكة الرسوم المتحركة السحرية "ديزني لاند"
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
ميكي ماوس
مختارات حقوق الملكية الفكرية.. هل تُرغم ديزني على وداع ميكي ماوس؟ هل أساءت أفلام ديزني الشهيرة لثقافات الشعوب الأصلية؟ ديزني تحول فيلم "آفاتار" إلى واقع قراصنة يبتزون شركة والت ديزني ويطالبونها بفدية زيادة بالملايين في عدد مشتركي "نيتفليكس" بسبب مسلسل خيال علميفي مقابلة تلفزيونية عام 1954 قال والت ديزني : "فقط تذَكر أن كل شيء قد بدأ بفأر".
لم يصبح الفأر الذي أشار إليه والت ديزني وهو" ميكي ماوس " بطلاً على الشاشة فحسب، بل كان يبتسم على القمصان وكرات القدم وأكواب فرشاة الأسنان. وبعد عام واحد، في عام 1955، ظهر الفأر الكرتوني إلى الحياة في أول مدينة ديزني لاند تم افتتاحها في كاليفورنيا.
والت ديزني، الذي ولد عام 1901 ونشأ في مزرعة بولاية ميسوري بالولايات المتحدة، بدأ حياته كفنان تجاري ثم اكتشف أفلام الرسوم المتحركة. وببداية متواضعة مع وجود 40 دولارا فقط في جيبه، انطلق إلى هوليوود، وفي 16 أكتوبر/ تشرين الثاني 1923، أسس شركة والت ديزني، وهي اليوم مؤسسة تبلغ قيمتها مليار دولار.
والت ديزني أثناء العمل
ومن أبرز العبارات التي كان عبقري عالم الكرتون يرددها عبارة: "إنه أمر ممتع أن تنجز المستحيل". فوراء هذا التصريح العفوي تقف أخلاقيات عمل مكثفة وأعباء جدية وعميقة، وربما إدمان العمل، ولكن أيضا إيمان لا يتزعزع بأفكاره الخاصة. مرارا وتكرارا كان الشاب الريفي على حافة الإفلاس. وكانت مشاريعه تعتبر مغامرة وجريئة جدا. ومع أحدث تقنيات الأفلام التي يتم اختبارها دائمًا وإتقانها، كان مفعما بالحماس والاندفاع للعمل، حيث كان ينام على الأريكة في أستوديوهاته، وبالكاد يرى أطفاله، ومع ذلك كان يعمل بجد من أجل سحر أطفال العالم بحكاياته الخيالية التي تظهر على الشاشة.
جائزة الأوسكار
جاءت نقطة تحول تاريخية في عام 1937 عندما قام والت ديزني بإنتاج فيلم "سنو وايت والأقزام السبعة" أو كما يعرف باللغة العربية: "بياض الثلج والأقزام السبعة". فقد كان أول فيلم رسوم متحركة كامل يعرض في دور السينما. إذ أن ميكي ماوس وشركاه سبق أن ظهروا في أفلام قصيرة فقط. وقد حقق فيلم "سنو وايت" إيرادات تبلغ حوالي 8 ملايين دولار في الوقت الذي كانت فيه تذكرة الفيلم تكلف في المتوسط 25 سنتًا أمريكيًا. وقد تُرجم الفيلم إلى 10 لغات، وحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر في 46 دولة أخرى.
حصلت ديزني على جائزة الأوسكار الفخرية في حفل توزيع جوائز الأوسكار في العام التالي، أو بتعبير أدق، وبما يتوافق مع عنوان الفيلم، ثمانية أوسكارات: واحدة بالحجم الطبيعي، بالإضافة إلى سبعة تماثيل أوسكار مصغرة. في ذلك الوقت، لم يكن أحد ليتوقع أن 60 فيلمًا طويلًا إضافيًا سيتبعها حتى يومنا هذا مكللا بالنجاح.
بعد ذلك، أصبحت الشركة الواعدة الجريئة لوالت ديزني مشهور بأفلام الرسوم المتحركة وتصميم الشخصيات المذهلة.
ديزني لاند
في عام 1955، كان لدى والت ديزني فكرة مجنونة أخرى. فقد أراد أن تصبح عوالم حكاياته الخيالية حقيقة، وهكذا تم بناء أول ديزني لاند في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وفي وقت لاحق، تبعتها فروع في فلوريدا وباريس وطوكيو وهونغ كونغ وشانغهاي.
حصل والت ديزني على 26 جائزة أوسكار خلال حياته، وهو رقم قياسي غير مسبوق. إلا أنه لم يعش ليشهد العرض الأول لفيلمه الأخير "كتاب الأدغال" (1967)، حيث توفي بسرطان الرئة عام 1966.
ومع ذلك، استمرت علامة ديزني التجارية على الرغم من الأزمة المالية الهائلة التي تعرضت لها في أوائل الثمانينيات. وفي عام 1986، تولى روي إي. ديزني، ابن أخ والت، إدارة استوديو الرسوم المتحركة وقاد مع جيفري كاتزنبرغ "نهضة ديزني": "حورية البحر الصغيرة" (1989)، "الحسناء والوحش" (1991) والأسد الملك" (1994).
وفي حوار مع DW، قالت بيتي كلاين، مديرة أرشيف والت ديزني: "أعتقد أنه عندما تربط ديزني بأي شيء، فإنك تربطه بالسحر والخيال والإبداع، وبرأي أن هذا هو الأمر المختلف تمامًا في شركتنا: نحن نروي القصص ونصنع السحر في كل ما نقوم به."
ربما لم يكن رجلا لطيفا؟
من ناحية أخرى، لم يكن العمل في استوديوهات والت ديزني دائمًا بمثابة قصة خيالية. إذ أن متطلبات العمل الإضافي، والأجور الضعيفة، والرئيس الذي يدير كل جرة قلم بشكل دقيق، تلك كانت ظروف العمل في الشركة، جنبا إلى جنب مع رئيس طالب غروره الإبداعي بإظهار اسم واحد في الاعتمادات الافتتاحية، وهو اسمه فقط، والت ديزني. وحتى اليوم، يزين توقيعه شعار الشركة التي تبلغ قيمتها مليار دولار.
ومع ذلك، لم تكن موهبة والت ديزني وحدها هي التي أدت إلى نجاح الشركة. إذ أسس الاستوديوهات مع شقيقه روي، الذي تولى فيما بعد المسؤولية المالية.
وقد استمرت شركة والت ديزني في التوسع على مر السنوات واستحوذت على شركات مثل (بيكسار)و (مارفل) و (لوكاسفيلم)، وأنتجت العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الناجحة. ولا تزال منتجات التسويق والترخيص تشكل مصدر دخل اساسي للشركة وتستحوذ على مليارات الدولارات حتى اليوم.
أجلينا جولي بدور الشخصية الشريرة في فيلم الحسناء النائمة
انتقادات للعنصرية
وعلى الرغم من النجاح الهائل الذي حققته شركة والت ديزني في مجال صناعة الأفلام ووسائل الإعلام، إلا أنها قد واجهت انتقادات حول التمييز العنصري واستغلال الثقافات. لكنها تحاول الآن التعامل بحساسية أكبر مع هذه القضايا وتقديم أعمال غنية تحترم التنوع الثقافي. وفي هذا السياق، قدمت في الذكرى المئوية لتأسيس الشركة نسخة من فيلم " الحورية الصغيرة" من بطولة الممثلة السوداء هالي بيلي.
تواصل شركة والت ديزني مسيرتها في مجال التكنولوجيا، وقد دخلت خدمة البث المباشر مع منصة (ديزني بلس) التي حققت نجاحا كبيرا بعد بدايتها المتواضعة في عام 2019.
الكاتبة : ريم ضوا / نادين فوجيك
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: والت ديزني الرسوم المتحركة ديزني لاند عالم السينما هوليوود الولايات المتحدة والت ديزني الرسوم المتحركة ديزني لاند عالم السينما هوليوود الولايات المتحدة الرسوم المتحرکة میکی ماوس فی عام
إقرأ أيضاً:
وزراء كنديون: مستعدون للرد على تهديدات ترامب
قال وزراء كبار في الحكومة الكندية، أمس الإثنين، إن كندا ستكون جاهزة للرد إذا ما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، اعتباراً من الأول من فبراير (شباط) المقبل.
وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية واسعة على كندا والمكسيك وشركاء تجاريين آخرين.
وقال ترامب في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين من المكتب البيضاوي: "نفكر في رسوم بنسبة 25% على المكسيك وكندا... أعتقد أن ذلك سيكون في الأول من فبراير (شباط) المقبل".
President Trump says he could impose 25% tariffs on Canada and Mexico starting on Feb. 1, but he doesn't give a date on China tariffs. https://t.co/ijQWxG61sT
— The Associated Press (@AP) January 21, 2025وأكد ترامب خلال تنصيبه أن الرسوم الجمركية قادمة، مشيراً إلى أن الدول الأجنبية هي من ستدفع هذه الرسوم، رغم أن هذه الضرائب تدفع عادة من قبل المستوردين المحليين ويتم تحميلها غالباً على المستهلكين.
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إن بلادها "ستواصل العمل على منع فرض الرسوم الجمركية"، لكنها أكدت أنها تعمل أيضاً على إعداد خطط للرد.
بدوره، قال وزير المالية الكندي دومينيك ليبلان، إن "ترامب يمكن أن يكون غير متوقع".
وأضاف "لا ينبغي أن يفاجئنا أي من هذا. بلدنا مستعد تماماً للرد على أي من هذه السيناريوهات".