سواليف:
2025-03-04@16:46:22 GMT

كشف التضليل

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

كشف التضليل

#كشف_التضليل د. #هاشم_غرايبه

درج إعلام الأنظمة العربية على ترسيخ معلومتين كاذبتين في أذهان الناس، بهدف تبرير تخاذله وتقاعسه عن أداء واجبه تجاه القضية الرئيسة للأمة (فلسطين)، ولتسويغ انباطاحه واستسلامه للغرب المستعمر.
الأولى: إن الغرب طيبو النفوس لا يضمرون شرا لأمتنا، وأصدقاء مخلصون، ومن مصلحتنا التحالف معهم، وأن ما يحدث من تحيز لعدونا الكيان اللقيط ماهو إلا بتأثير (اللوبي اليهودي) من خلال سيطرته على المال والإعلام، ولو تمكنا من شرح قضيتنا بالأسلوب الذي يفهموه لانحازوا لنا.


بناء على ذلك ينبغي ترك المجال للأنظمة للعمل الديبلوماسي بعيدا عن الحماسة الوطنية والدينية.
الثانية: ان موازين القوى العسكرية والتقنية تميل لصالح العدو بشكل بائن، لذا ينبغي استبعاد خيار القوة، والاكتفاء بما تحققه مفاوضات حل القضية سلميا.
في المسألة الأولى ثبت كذبها منذ بداية الصراع، فالعلاقة بيننا وبين الغرب لم تكن يوما علاقة تحالف أوتعاون، بل ظلت طوال التاريخ علاقة صدام وقتال بين غازٍ ومقاوم، وبالطبع ليس ذلك عن أطماع متبادلة، كما هي طبيعة الصراعات بين الأمم، بل هي من طرف الأوروبيين في جميع الحالات، بهدف الاستحواذ ونهب الخيرات.
هذه الحقيقة ظلت معروفة طوال التاريخ، ولم يتطوع أحد لتعديلها حتى القرن العشرين، عندما سعت بريطانيا لتحريض العرب للتمرد على الدولة العثمانية بهدف تفتيتها، بعد أن عجزت عن هزيمتها عسكريا طوال أربعة قرون، ظلت خلالها المنطقة العربية عصية على أطماع المستعمرين الأوروبيين.
رغم أن الخديعة بقصة حسن نية الذئب الغربي تجاه الأغنام العربية لم تصمد طويلا بعد سقوط الدول العثمانية وانكشاف أن من حل محلها هم الأوروبيون وليس العرب، رغم ذلك أصر أولئك المتحالفون معهم من بني جلدتنا على عدم تصحيح المعلومة ولا النهج، بل زادو من ارتباطهم بالأوروبيين، وعقدوا معهم الأحلاف ومنحوهم قواعد عسكرية ثابتة لهم في ديار المسلمين، بهدف نيل رضاهم وبقاء سلطانهم.
في الكذبة الثانية التي روجت لها الأنظمة السياسية العربية، هي قصة التفوق الصارخ للعدو، تبين أنها مبالغ فيها، وأن انتصار العدو في كل المواجهات العسكرية كان مصنوعا لترسيخ فكرة التفوق هذه، والدليل على ذلك ماجرى في حرب 1948 حينما لم يكن هنالك دور للفارق التقني، وكانت القوة العربية مكافئة للعدو مع تفوقها في العمق الاستراتيجي، وكان بالإمكان اجتثاث الكيان في أيام، لكن الأنظمة انصاعت لإملاءات الإنجليز فاكتفت بالتمركز في المواقع التي حددها قرار التقسيم.
وفي عام 1967 لم تحدث مواجهة بين الجيوش العربية والصهيونية، وكانت المؤامرة بضرب السلاح الجوي المصري في مرابضه لتبرير الانسحاب منذ اليوم الأول، بذريعة فقدان الغطاء الجوي، لأجل إكمال المؤامرة بتمدد الكيان الى باقي أراضي فلسطين.
في كل صراعات أمتنا ضد معاديها، ومنذ نشأتها قبل خمسة عشر قرنا، ظل العرب يريدون غير ذات الشوكة أن تكون لهم، لكن الله أراد لهم الأفضل من المغانم والمكاسب المادية، وهو علو الشأن وأن يكونوا في الصدارة بين الأمم، لذلك كان يسوق لهم الشدائد لتكبر نفوسهم وتعلو هممهم، وليكبت الذين ظلموا وأرادو الكيد بمنهجه وبمعتنقيه، بأن يعذبهم في الدنيا ويكسر شوكتهم بأيدي المؤمنين، وليس بعذاب من عنده بكوارث طبيعية ماحقة.
فبدأ صراعهم بمعركة بدر، التي انتصروا فيها وهم أذلة على العتاة المتجبرين، ليزدادوا ايمانا وثقة بصواب منهجهم، ثم استمروا ارتقاء الى أن بلغوا السمت، وبقوا قرونا طويلة عصيين على الأعداء الغازين.
في آخر معركة في هذا السجال “طوفان الأقصى”، لم تتغير سنة الله في نصرة عباده المؤمنين، فقد أعمى الله العيون المفتحة الكثيرة عن كشف تحركاتهم، لتحقيق عنصر مباغتة العدو، وأنه ناصرهم بغض النظر عن تفوق الظالمين في القوة والمال والإعلام.
لكن الاستخلاص الأكبر من وراء هذه المنازلة التاريخية، هو سقوط ادعاءات الأنظمة وانكشاف تضليلها، طوال القرن المنصرم:
1 – فقد انكشفت حقيقة أن الغرب هم من يوقفون هذا الكيان المتداعي على أقدامه لمحاربة المسلمين به، وليس العكس.
2 – كما كشف هروب جنده من صياصيهم وحصونهم، أن الله قذف في قلوبهم الرعب، ليصدق وعد الله للصادقين في إيمانهم.
3 – وانكشفت كذبة الغطاء الجوي، فها هو طيران العدو يعربد في كل الأجواء العربية، لكنه لم يكسر عزيمة الغزيين.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

وكالة الأنباء الجزائرية: عندما تغرق “فرانس تليفزيون” في مستنقع التضليل الإعلامي

ردت وكالة الأنباء الجزائرية، اليوم الثلاثاء، على الروبورتاج الذي بثته القناة العمومية الفرنسية”فرانس 2″ في نشرة أخبار الثامنة يوم الاثنين بعنوان “عندما تسعى الجزائر لإسكات معارضيها”.

وجاء في مقال وكالة الأنباء الجزائرية “بثت القناة العمومية “فرانس 2” في نشرة أخبار الثامنة ليوم الاثنين 3 مارس 2025،  روبورتاجا بعنوان “عندما تسعى الجزائر لإسكات معارضيها”. هذا التقرير، الذي تدعي أنه تحقيق حول تدخل جزائري مزعوم في شؤون فرنسا، هو في الواقع أقرب إلى توليفة إعلامية تخدم أجندة سياسية محددة”.

مضيفا “ما بثته “فرانس تيلفزيون” يعد فضيحة. لقد دأبت وسائل الإعلام الفرنسية العمومية حتى الآن على النأي بنفسها عن الانخراط في حملات إعلامية دنيئة ضد الجزائر، على عكس وسائل الإعلام التي يسيرها فانسان بولوري، المعروف بكونه بوقا لتيارات اليمين الفرنسي الأكثر تطرفا”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • وكالة الأنباء الجزائرية: عندما تغرق “فرانس تليفزيون” في مستنقع التضليل الإعلامي
  • الرئيس المشاط يوجه رسالة إلى القمة العربية
  • الوعد الإلهي بخسارة المسارعين نحو اليهود يتحقق على أرض الواقع..
  • سياسي أنصار الله: إغلاق العدو الإسرائيلي معابر غزة تصعيد خطير
  • الأوهام الصهيونية بين التضليل والواقع: كيف يحول الإعلام هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات؟
  • لكي تستحق القمة العربية اسمها..
  • محافظ الدقهلية: إعداد خطة دعوية شاملة طوال شهر رمضان
  • بهدف قاتل.. الأخدود يتعادل مع الاتحاد ويمنعه من الابتعاد أكثر في الصدارة
  • توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
  • بيان لـ سياسي أنصار الله بشأن غزة