سواليف:
2024-10-03@07:36:03 GMT

كشف التضليل

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

كشف التضليل

#كشف_التضليل د. #هاشم_غرايبه

درج إعلام الأنظمة العربية على ترسيخ معلومتين كاذبتين في أذهان الناس، بهدف تبرير تخاذله وتقاعسه عن أداء واجبه تجاه القضية الرئيسة للأمة (فلسطين)، ولتسويغ انباطاحه واستسلامه للغرب المستعمر.
الأولى: إن الغرب طيبو النفوس لا يضمرون شرا لأمتنا، وأصدقاء مخلصون، ومن مصلحتنا التحالف معهم، وأن ما يحدث من تحيز لعدونا الكيان اللقيط ماهو إلا بتأثير (اللوبي اليهودي) من خلال سيطرته على المال والإعلام، ولو تمكنا من شرح قضيتنا بالأسلوب الذي يفهموه لانحازوا لنا.


بناء على ذلك ينبغي ترك المجال للأنظمة للعمل الديبلوماسي بعيدا عن الحماسة الوطنية والدينية.
الثانية: ان موازين القوى العسكرية والتقنية تميل لصالح العدو بشكل بائن، لذا ينبغي استبعاد خيار القوة، والاكتفاء بما تحققه مفاوضات حل القضية سلميا.
في المسألة الأولى ثبت كذبها منذ بداية الصراع، فالعلاقة بيننا وبين الغرب لم تكن يوما علاقة تحالف أوتعاون، بل ظلت طوال التاريخ علاقة صدام وقتال بين غازٍ ومقاوم، وبالطبع ليس ذلك عن أطماع متبادلة، كما هي طبيعة الصراعات بين الأمم، بل هي من طرف الأوروبيين في جميع الحالات، بهدف الاستحواذ ونهب الخيرات.
هذه الحقيقة ظلت معروفة طوال التاريخ، ولم يتطوع أحد لتعديلها حتى القرن العشرين، عندما سعت بريطانيا لتحريض العرب للتمرد على الدولة العثمانية بهدف تفتيتها، بعد أن عجزت عن هزيمتها عسكريا طوال أربعة قرون، ظلت خلالها المنطقة العربية عصية على أطماع المستعمرين الأوروبيين.
رغم أن الخديعة بقصة حسن نية الذئب الغربي تجاه الأغنام العربية لم تصمد طويلا بعد سقوط الدول العثمانية وانكشاف أن من حل محلها هم الأوروبيون وليس العرب، رغم ذلك أصر أولئك المتحالفون معهم من بني جلدتنا على عدم تصحيح المعلومة ولا النهج، بل زادو من ارتباطهم بالأوروبيين، وعقدوا معهم الأحلاف ومنحوهم قواعد عسكرية ثابتة لهم في ديار المسلمين، بهدف نيل رضاهم وبقاء سلطانهم.
في الكذبة الثانية التي روجت لها الأنظمة السياسية العربية، هي قصة التفوق الصارخ للعدو، تبين أنها مبالغ فيها، وأن انتصار العدو في كل المواجهات العسكرية كان مصنوعا لترسيخ فكرة التفوق هذه، والدليل على ذلك ماجرى في حرب 1948 حينما لم يكن هنالك دور للفارق التقني، وكانت القوة العربية مكافئة للعدو مع تفوقها في العمق الاستراتيجي، وكان بالإمكان اجتثاث الكيان في أيام، لكن الأنظمة انصاعت لإملاءات الإنجليز فاكتفت بالتمركز في المواقع التي حددها قرار التقسيم.
وفي عام 1967 لم تحدث مواجهة بين الجيوش العربية والصهيونية، وكانت المؤامرة بضرب السلاح الجوي المصري في مرابضه لتبرير الانسحاب منذ اليوم الأول، بذريعة فقدان الغطاء الجوي، لأجل إكمال المؤامرة بتمدد الكيان الى باقي أراضي فلسطين.
في كل صراعات أمتنا ضد معاديها، ومنذ نشأتها قبل خمسة عشر قرنا، ظل العرب يريدون غير ذات الشوكة أن تكون لهم، لكن الله أراد لهم الأفضل من المغانم والمكاسب المادية، وهو علو الشأن وأن يكونوا في الصدارة بين الأمم، لذلك كان يسوق لهم الشدائد لتكبر نفوسهم وتعلو هممهم، وليكبت الذين ظلموا وأرادو الكيد بمنهجه وبمعتنقيه، بأن يعذبهم في الدنيا ويكسر شوكتهم بأيدي المؤمنين، وليس بعذاب من عنده بكوارث طبيعية ماحقة.
فبدأ صراعهم بمعركة بدر، التي انتصروا فيها وهم أذلة على العتاة المتجبرين، ليزدادوا ايمانا وثقة بصواب منهجهم، ثم استمروا ارتقاء الى أن بلغوا السمت، وبقوا قرونا طويلة عصيين على الأعداء الغازين.
في آخر معركة في هذا السجال “طوفان الأقصى”، لم تتغير سنة الله في نصرة عباده المؤمنين، فقد أعمى الله العيون المفتحة الكثيرة عن كشف تحركاتهم، لتحقيق عنصر مباغتة العدو، وأنه ناصرهم بغض النظر عن تفوق الظالمين في القوة والمال والإعلام.
لكن الاستخلاص الأكبر من وراء هذه المنازلة التاريخية، هو سقوط ادعاءات الأنظمة وانكشاف تضليلها، طوال القرن المنصرم:
1 – فقد انكشفت حقيقة أن الغرب هم من يوقفون هذا الكيان المتداعي على أقدامه لمحاربة المسلمين به، وليس العكس.
2 – كما كشف هروب جنده من صياصيهم وحصونهم، أن الله قذف في قلوبهم الرعب، ليصدق وعد الله للصادقين في إيمانهم.
3 – وانكشفت كذبة الغطاء الجوي، فها هو طيران العدو يعربد في كل الأجواء العربية، لكنه لم يكسر عزيمة الغزيين.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

لضمان الامتثال للأنظمة في السوق.. “العقار” تُنفذ 9 جولات رقابية مشتركة خلال سبتمبر 2024

كشفت الهيئة العامة للعقار عن تنفيذ فرقها الرقابية 9 جولات رقابية خلال شهر سبتمبر 2024، بمشاركة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، شملت زيارة 153 منشأة عقارية في كل من منطقة الرياض والمنطقة الشرقية ومنطقة مكة المكرمة؛ بهدف ضمان الامتثال للتشريعات العقارية بشكل عام، ونظام الوساطة العقارية على وجه الخصوص، إضافة إلى ما يتعلق باختصاص الجهات الحكومية المشاركة فيما يتعلق بالتوطين وتراخيص المنشآت.
وأوضحت الهيئة أن العمل الميداني هو أحد المسارات التي تعمل عليها لتنظيم السوق العقاري؛ إذ قامت فرقها الرقابية خلال الفترة ذاتها بتنفيذ 14,430 عملية رقابية ميدانية، نتج عنها رصد 14,538 إعلانًا عقاريًا مخالفًا بالأماكن العامة، كما تلقت الهيئة 511 بلاغًا عقاريًا عبر قنواتها المختلفة، تم التعامل معها ومعاجلتها، فيما بلغ عدد عمليات المسح الإلكتروني أكثر من 14,609 عمليات؛ إذ تنتهج الهيئة الرقابة الإلكترونية التي تستهدف القنوات الرقمية والمنصات العقارية للتحقق من نظامية الإعلانات وممارسات الوساطة العقارية الرقمية وفق الأنظمة واللوائح.
وطالبت الهيئة العامة للعقار الوسطاء ومقدمي الخدمات العقارية كافة بالامتثال لقواعد الأنظمة العقارية، والاطلاع على المخالفات تجنبًا للعقوبات التي تشمل الإنذارات، وتعليق الترخيص أو إلغاءه، أو الغرامات المالية. وقد حددت اللائحة التنفيذية للنظام تصنيف المخالفات والعقوبات المقررة لها، داعية المواطنين والمقيمين إلى تقديم بلاغاتهم في حال الاشتباه بالمخالفات العقارية أو الاحتيال العقاري عبر مسار الاستجابة للبلاغات من خلال منصة الهيئة الرسمية، أو الاتصال على الرقم “199011” للاستفسارات العقارية.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر العربي العام يدعو لفتح الأجواء العربية لمرور الصواريخ ضد العدو الصهيوني
  • كاسبيرسكي تكشف عن زيادة في هجمات برمجيات الفدية على الأنظمة الصناعية
  • حقوق الإنسان تنفّذ برنامجًا حول الأنظمة الإقليمية بفرنسا
  • مايكروسوفت تطور Copilot بميزات الصوت والرؤية لمختلف الأنظمة
  • سياسي أنصار الله يبارك العملية العسكرية النوعية لإيران في عمق الكيان
  • الإعلام الصهيوني بين التضليل والتزوير
  • إنييستا يعلن اعتزاله كرة القدم
  • أفضل نظام غذائي نباتي.. ماذا تعرف عن البيسكاتاريان؟
  • لضمان الامتثال للأنظمة في السوق.. “العقار” تُنفذ 9 جولات رقابية مشتركة خلال سبتمبر 2024
  • لقاء بعدن يناقش سُبل تطوير عمل الأنظمة الآلية لمصلحة الجمارك