حذرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) من التداعيات في حال خرج الغزو البري الإسرائيلي المحتمل لغزة عن السيطرة، معتبرة أن دعوة سكان شمالي القطاع إلى النزوج جنوبا بمثابة "غطاء للقتل".

ولليوم العاشر على التوالي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتواصل مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل أخرى في غزة؛ ردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

الصحيفة تابعت، في افتتاحيتها، أن "آلاف الفلسطينيين قُتلوا جراء الغارات الجوية والقنابل المدفعية التي دكت القطاع. فما بدأ كهجوم مرعب لحماس، قُتل فيه أكثر من  1300 إسرائيلي، تحول إلى دمار رهيب للجيب (الفلسطيني) الساحلي".

وأردفت: "تعرضت منشآت الأمم المتحدة للقصف (الإسرائيلي)، وقُتل صحفيون وضُربت مستشفيات، واعترفت إسرائيل بأنها قصفت أهدافا بدون تحذيرات للسكان" في القطاع الذي يعيش فيه نحو 2.2 مليون فلسطني.

وحتى الإثنين، قتلت إسرائيل 2750 فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصابت 9700 آخرين وتسببت في نزوح جماعي في غزة، فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.

اقرأ أيضاً

ستحقق أهداف حماس وإيران.. إسرائيل تسير نحو فخ غزة

سياسة إجرامية

وبحسب منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بيتسيلم"، يُعتبر القصف وحصار غزة "سياسة انتقام إجرامية".

وقالت الصحيفة إنه "في الوقت الذي بات فيه الهجوم البري محتوما، فرّ الكثير من الفلسطينيين من بيوتهم بناء على الأمر الإسرائيلي بأن على سكان شمالي غزة التحرك نحو الجنوب، لكن معظم مستشفيات غزة موجودة في الشمال، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى وصف الأمر بأنه "حكم إعدام" على المرضى".

وتسيطر إسرائيل على كل معابر غزة، ما عدا معبر رفح البري بين القطاع ومصر.

و"يُقال إن مصر عُرض عليها تسديد ديونها، مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين على أرضها، مما يجعل القاهرة متواطئة في إجبار الفلسطينيين على ترك غزة للأبد"، وفقا للصحيفة.

والجمعة الماضي، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه فتح ممر لسكان غزة إلى سيناء، مشددا على ضرورة أن يبقوا في أرضهم، ومحذرا من أن خروجهم قد يؤدي إلى "تصفية القضية" الفلسطينية.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند إنه بدون ضمانات للعودة، فعملية الإجلاء قد "تصل إلى جريمة حرب وترحيل قسري".

وتوجد مخاوف من أن أمر إسرائيل لسكان شمالي غزة بالتحرك جنوبا لا علاقة له بحماية المدنيين، بقدر ما هو "غطاء لقتلهم"، كما أضافت الصحيفة.

وأضافت: "ويبدو أن الدبلوماسية المكوكية تعدّل من خططها الحربية، وسيحصل جنوبي غزة على الماء مع أنه بدون وقود أو طعام ولا كهرباء، وستكون الممرات الإنسانية بمثابة حماية للفلسطينيين لكي يتحركوا جنوبا".

واستدركت: "لكن 70 فلسطينيا قُتلوا في الأماكن التي اعتبرتها إسرائيل آمنة، وهو ما قوّض الثقة بالخروج الآمن".

اقرأ أيضاً

السيسي يجدد رفض تهجير أهالي غزة لسيناء ويحذر من تصفية القضية.. والأردن يؤيد

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة حماس إسرائيل مصر سيناء

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: حماس تخطط لتحويل قطاع غزة إلى نموذج حزب الله

تحدث خبير إسرائيلي عن تخطيط حركة حماس لتحويل قطاع غزة إلى نموذج يحاكي حزب الله في جنوب لبنان، وذك في ظل انشغال تل أبيب في مصير المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.

وقال رئيس معهد "مسغاف" للأمن القومي والاستراتيجي الإسرائيلي مائير بن شبات، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إنّ "العالم العربي وحماس يعجلون في المناقشات حول الصيغ التي ستسمح بالوصول إلى اليوم التالي في غزة، دون تجديد القتال ودون خطة ترامب".

وتابع قائلا: "الكم الهائل من التصريحات من المتحدثين باسم حماس بشأن موافقة الحركة على ترك مكانها في إدارة الشؤون المدنية للقطاع والسماح للجهات الأخرى بذلك، يهدف إلى تزويد مصر وقطر بالشرط الأساسي لدفع المبادرة التي ستحل محل الأفكار التي يتم مناقشتها في واشنطن والقدس".

ولفت إلى أن "قمة الطوارئ العربية التي من المتوقع أن تعقدها مصر في 4 مارس حول "القضية الفلسطينية" ستوفر المنصة والتغليف السياسي لتلك المبادرة. يأمل مؤيدوها أن يؤدي وضعها على جدول الأعمال إلى تقليص الاهتمام السياسي والجماهيري بخطة ترامب، التي منذ عرضها تهز الشارع العربي وتهدد، من وجهة نظرهم، النظام الإقليمي".



وذكر أنه "في ضوء الجهود التي سيتم بذلها من قبل المبادرين، لتسويق الخطة كحل يلبي احتياجات جميع الأطراف، ويسمح بالتقدم نحو رؤية الرئيس ترامب للتطبيع الإقليمي، من المفيد أن نستمع إلى الصياغات الدقيقة التي يستخدمها المتحدثون باسم حماس، مع الألغام المخبأة فيها".

وأوضح أن "حماس تؤكد أن موقفها بشأن مستقبل القطاع يعتمد على مبدأين. المبدأ الأول هو أن إدارة القطاع هي مسألة فلسطينية داخلية وتتطلب "موافقة وطنية" - وهو رمز يدخل السلطة الفلسطينية في الأمر ويسمح لحماس بوضع شروط ومتطلبات لها".

وأردف بقوله: "المبدأ الثاني هو "المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي هي حق لكل الشعب الفلسطيني على كل الأراضي الفلسطينية وليس فقط حق حماس"، ما يعني - ليس فقط أن حماس تعارض نزع السلاح من قطاع غزة من القدرات العسكرية، بل تطلب شرعية لبنائها واستخدامها أيضًا في بقية المناطق. بعبارة أخرى: لن يكون هناك نزع سلاح".



ورجح أن يكون الرد على ذلك من "الوسطاء" من خلال إظهار التزام أكبر لمنع تسليح حماس، مبينا أنهم "سيقولون إن هذه عملية طويلة الأمد ومتعددة الأبعاد ستتعامل أيضًا مع جذور العداء وتتطلب صبرًا. وفقًا لهم، من الأفضل إدارتها هكذا وعدم الانجرار إلى اتجاهات مغامرة تعتمد على الوهم الكاذب "الضربة القاضية وتنتهي".

ورأى أنه "بحال انتقلت الإدارة المدنية من يد حركة حماس، وبقيت الحركة كقوة رئيسية في قطاع غزة، فإنه سيتم تحويل غزة إلى نموذج حزب الله، وسيكون برعاية "اللجنة الإدارية"، التي ستعيد حماس بناء قوتها العسكرية في القطاع، وستمسك بالخيوط في غزة والضفة الغربية".

وشدد على أن "التدخل العربي والدولي في تنفيذ هذا النموذج سيزيد من العبء على إسرائيل. يجب على تل أبيب أن توضح أنها لن تتنازل عن مطلبها بنزع السلاح من القطاع بجانب انهيار حكم حماس، وليس استبداله. نية وزير الدفاع لإنشاء إدارة للهجرة الطوعية لسكان القطاع هي جزء من الرد الإسرائيلي على المبادرة، ولكن من المهم توضيح أن إسرائيل لن توافق على أفكار من هذا النوع، لذا من الأفضل عدم التسرع في هذا الاتجاه"".

مقالات مشابهة

  • تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد بدون مراسم
  • خبير إسرائيلي: حماس تخطط لتحويل قطاع غزة إلى نموذج حزب الله
  • خطة مصر لإعادة إعمار غزة بدون تهجير.. مصطفى بكري يكشف التفاصيل
  • مجدي مرشد: إدخال المعدات الثقيلة لغزة يعكس قوة إلارادة المصرية لإعادة إعمار القطاع
  • نائب رئيس حزب الاتحاد: دخول المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة لغزة تؤكد صمود الفلسطينيين
  • الجيش الإسرائيلي يسقط مسيرة أثناء عبورها غزة
  • مستقبل غزة بعيون عربية .. خطة واضحة لإعمار القطاع بدون تهجير
  • استشهاد أربعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدينة رفح
  • تحذير إسرائيلي من اختبارات مصيرية في هذه الجبهات تحدد مستقبل المنطقة
  • تقرير إسرائيلي: الانسحاب الجزئي من لبنان "تحذير" لحزب الله وحماس