ارتفاع أسعار النفط والذهب.. كيف تؤثر الحرب بين الاحتلال والمقاومة على اقتصاد العالم؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
دائما ما تؤثر الصراعات الجيوسياسية، على الأوضاع الاقتصادية، فكما تسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في تداعيات اقتصادية طاحنة على العالم، يبدو أن السيناريو يتكرر حاليا فيما يتعلق بالتصعيد الأخيرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويتوقع أن يكون التأثير أكبر على منطقة الشرق الأوسط وأسواقها، ثم اقتصاد العالم بأسره، ما ينذر بحالة ركود تتسرب إلى مزيد من الدول.
سيناريوهات الأزمة الدائرة حاليا في الشرق الأوسط، من المتوقع أن تستمر في إطار هذه السيناريوهات وفقا لخبراء لـ "اقتصاد الشرق":
السيناريو الأول.. تستمر أعمال العنف محصور في غزة وإسرائيل.السيناريو الثاني.. أن يمتد الصراع إلى لبنان وسوريا.السيناريو الثالث.. أن يتجه التصعيد بشكل مباشر بين إيران وإسرائيل وهذا سيناريو مستبعد تقريبا.هذه السيناريوهات، سوف تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية، فمع أي توتر جيوسياسي وعسكري، ترتفع أسعار الذهب والنفط، وتزداد معدلات التضخم، نتيجة تباطؤ النمو، والحالة الضبابيبة التي تسيطر على الأسواق وتوافر السلع بها، مع تعطل سلاسل الإمداد والتوريد.
بايدن يدرس إمكانية إعادة تجميد 6 مليارات دولار من أموال النفط الإيراني وكالة الطاقة الدولية: الصراع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال لم يؤثر على النفطويفضل الجميع، مواطنون ومستثمرون، اللجوء إلى محافظ لمدخراتهم مثل الذهب، وهو الوجهة الأكثر أمانا، حيث ارتفع بالفعل المعدن الأصفر بأكثر من 58 دولارا في جلسة الجمعة الماضية، وسجل مكاسب قوية خلال الأسبوع الجاري بلغت 5.2%، وفي أسواق السندات، اندفع المستثمرون صوب سندات الخزانة الأميركية كملاذ آمن رغم بيانات التضخم الصادرة يوم الخميس، ليتراجع العائد على هذه الديون الحكومية نظرا لوجود علاقة عكسية بين السعر والعائد.
وفي ظل استمرار القلق تجاه التصعيد القائم بين الاحتلال والمقاومة، في أحد أكثر المناطق أهمية فيما يتعلق بإمدادات الطاقة من نفط وغاز، فقد ارتفع خام برنت بنحو 7.5% وصعد الخام الأميركي بنسبة 5.9%.
ارتفاع أسعار النفط والغازفيما يتعلق بوقع هذه السيناريوهات الثلاثة، على الاقتصاد العالمي، فيما يتعلق باقتصار الصراع بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، فما حدث في صراع مشابه عام 2014، حيث لم ينتشر القتال خارج الأراضي الفلسطينية، كان التأثير على أسعار النفط والاقتصاد العالمي ضعيفا، فقد زادت إيران إنتاجها النفطي بما يصل إلى 700 ألف برميل يومياً هذا العام، ويشير تبادل الأسرى والإفراج عن الأصول المالية (الإيرانية) إلى التحسن النسبي في العلاقات مع الولايات المتحدة. وإذا اختفى الخام (الإيراني من السوق) تحت الضغط الأميركي، تقدِّر "بلومبرغ إيكونوميكس" زيادة تتراوح بين 3 دولارات إلى 4 دولارات في أسعار النفط.
سيكون التأثير على الاقتصاد العالمي وفق هذا السيناريو ضئيلاً، خاصة إذا قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتعويض النفط الإيراني افقود باستخدام طاقتهما الاحتياطية.
أما عن تأثير السيناريو الثاني، وهو دخول سوريا ولبنان دائرة الحرب، فقد تدعم إيران الجماعات المسلحة هناك، لتتحول الاشتباكات فعليا إلى حرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل، وبالتالي سترتفع التكلفة الاقتصادية، ما يهدد بسيناريو مشابه لما حدث من حرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، وكانت التأثيرات أن قفز سعر النفط بمقدار 5 دولارات للبرميل، وبالتالي فإن أي تحرك مماثل اليوم من شأنه أن يرفع السعر بنسبة 10% إلى نحو 94 دولاراً، وهو أعلى من الصعود الذي قد ينتج عن السيناريو الأول.
تأثير استمرار الحرب على الاقتصادأما السيناريو الثالث، وهو الحرب بين إيران وإسرائيل، وهو سيناريو منخفض من حيث احتماليات الحدوث، ولكنه خطير قد يتسبب في ركود اقتصادي عالمي ومن شأنه أن يرفع أسعار النفط والأصول الخطرة لتوجه ضربة قوية للنمو ورفع معدلات التضخم، ووفق هذا السيناريو، فإن تزايد التوترات بين القوى العظمى، من شأن ذلك أن يزيد من الاضطرابات المتداخلة، الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وقد يؤدي ذلك الصراع إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، مثلما حدث عام 2019 عن تم الهجوم على منشآت أرامكو عام 2019، ما أدي لانقطاع ما يقرب من نصف إمداد النفط السعودية، وليس من المستبعد أن يتضاعف سعر النفط الخام أربع مرات، كما حدث عام 1973 عندما فرضت الدول العربية حظراً على النفط رداً على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب أكتوبر، أو قد ترتفع أسعار النفط إلى مستويات تماثل الفترة التي أعقبت غزو العراق للكويت عام 1990، وحيث إن أسعار النفط حالياً أعلى كثيراً، فإن ارتفاعاً بهذا الحجم قد يصعد بالأسعار إلى 150 دولاراً للبرميل.
جنون الذهب|الجرام يتراجع عن 2000 جنيه بعد قفزة سريعة وعيار 21 الآن مفاجأة تحركات جديدة تضرب أسعار الذهب اليوم.. والأرصاد تحذر من أمطار في هذه المناطقفي هذا الصدد، قال الدكتور نجلاء بكر، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بني سويف، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، له تأثيرات اقتصادية سلبية كثيرة، مشيرة إلى أن مصر تتجه لحشد القوى الدولية إلى جانب الشعب الفلسطيني ونبذ التصفيات العرقية التي يشنها الاحتلال.
وأضافت بكر، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المجتمع الدولي، والاقتصاد العالمي يعاني ركودا وتضخم وارتفاع أسعار بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ولكن التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني الأخيرة، وحشد الولايات المتحدة والغرب، الدعم إلى إسرائيل، ما يهدد بتفاقم المشكلات الاقتصادية، فقد ارتفع سعر البترول منذ أيام 2.5 دولار، ثم 3.5 دولار، وبالتالي فمن مصلحة الجميع إيقاف الحرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اسعار النفط ارتفاع اسعار النفط اقتصاد العالم الاحتلال الاسرائيلي الولایات المتحدة أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
باحث: ترامب الوحيد القادر على وقف الحرب في المنطقة
أكد بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن هناك توافقًا كاملاً داخل الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة دعم دولة الاحتلال بالسلاح، مشيرًا إلى أن تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعم لدولة الاحتلال في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام قد يؤدي إلى تفجير المنطقة، خاصة وأن سوريا وإيران وتركيا وروسيا قد يدخلوا في الحرب، معقبًا: "ترك الوضع في الشرق الأوسط بهذه الصورة قد يؤدي إلى تفجير الحرب العالمية الثالثة".
وأضاف "عبد الفتاح"، خلال حواره مع الإعلامي هيثم بسام، ببرنامج "حقك مع المشاكس"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان ضعيفًا في السيطرة على دولة الاحتلال، ولكن ترامب قوي وقادر على تنفيذ ما يريده، مشيرًا إلى أن ترامب هو الوحيد القادر على وقف الحرب في المنطقة.
وأوضح أن العرب في وضع لا يُحسد عليه في ظل الحرب الموجودة في المنطقة، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية دعت إلى قمة عربية إسلامية لتوحيد المواقف العربية والإسلامية من أجل عقد صفقة معقولة مع "ترامب" حتى لا يستطيع "نتنياهو" أن يفرض شروطه، وأن يحصل على موافقة ترامب على هذا الوضع الجائر والظالم.
وقال إن الولايات المتحدة دولة عظمى، وتُعد القطب العالمي الوحيد في العالم خلال الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن كافة الدول لديها مصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن دول الخليج لديها تأثير ونفوذ في أمن الطاقة العالمي، خاصة وأن هذه المنطقة تنتج ما لا يقل عن 20% من احتياجات العالم من النفط والغاز، خلاف أنها سوق مهم للغاية وموقع استراتيجي بالغ الأهمية، ورغم ذلك دولة الاحتلال هي الأقرب والأهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأوضح أن مشكلة الشرق الأوسط هي دولة الاحتلال، مشيرًا إلى أن إسرائيل إذا لم تكن موجودة لكانت العلاقات الأمريكية العربية على أعلى مستوى، ولكن الانحياز الأمريكي الإسرائيلي يأتي على حساب المصالح العربية.
وأكد أن المملكة العربية السعودية تحدثت عن أن تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال مرفوض، إلا مع إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا الأمر مهم في ظل سعي "ترامب" لإتمام مشروع السلام الإبراهيمي والتطبيع بين عدد من الدول العربية ودولة الاحتلال، مشيرًا إلى أن السعودية متمسكة بـ"المبادرة العربية للسلام" القائمة على التطبيع مع دولة الاحتلال، مقابل السلام الدائم وإقامة دولة فلسطينية.