استعرضت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في جلسة حوارية نظمتها اليوم بديوان عام الوزارة واقع علوم وصناعات الفضاء في سلطنة عُمان بمشاركة الوكالة الأوروبية للطاقة النووية (CERN)، وأكاديميي جامعة السلطان قابوس وعدد من ممثلي المؤسسات الخاصة المعنية، كما تم التباحث حول التحديات التي تواجه القطاع واستعراض التجارب حول أفضل الممارسات المحلية والدولية في المجال.

وأكدت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن العروض العلمية المقدمة ستضيف قيمة كبيرة وستعمل على توسيع مدى المعرفة، وتبادل أفضل الممارسات في مجال ابتكارات وتقنيات الفضاء، بما يسهم في فتح آفاق جديدة، وإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة.

وتطرقت معاليها إلى تأثير الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب الحياة العامة، بما في ذلك ابتكارات وتكنولوجيا الفضاء، ويتجلى ذلك بوصول الإنفاق الحكومي العالمي على برامج الفضاء إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 103 مليارات دولار أمريكي في عام 2022، وفقًا لموقع Statista، واستدلت ببعض الأمثلة على استخدامات تقنيات وابتكارات الفضاء، مثل التزويد بالخدمات التي تساعد على التنقل والبقاء على اتصال، واستخدام بطاقات الائتمان والتطبيقات المصرفية في أي مكان في العالم، ومراقبة تغير المناخ والتنبؤ بالطقس، إضافة إلى مساهمتها في تطوير الصناعات الغذائية العالمية، ومعالجة المخاطر الشديدة التي تهدد الزراعة والأمن الغذائي على المستوى الإقليمي والعالمي، وتوفر أنظمة الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية لحالة الغطاء النباتي، ورطوبة التربة.

وأشارت معالي الوزيرة إلى السباق والنمو المتسارع في صناعات الفضاء والأقمار الصناعية، حيث تشير الأرقام إلى وجود ما يقدر بنحو 2000 قمر صناعي نشط في المدار عام 2018، بينما وصل عددها اليوم إلى حوالي 5000، ومن المتوقع بحلول عام 2030 أن يصل إلى 27 ألفًا.

وعرجت معاليها إلى الحديث حول دور الفضاء في تطور الحضارة العمانية، من خلال استرشاد أسلافنا القدماء بالنجوم، للمساعدة في استكشافاتهم عبر الصحاري والمحيطات والقارات، كما سجلت سلطنة عمان قصص نجاح وممارسات في هذه القطاعات، وتطرقت إلى مبادرات الحكومة من خلال إطلاق وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات "البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي"، الذي يتمحور حول تكنولوجيا الفضاء، مشيرة إلى إطلاق الشركة العالمية للفضاء والتكنولوجيا مؤخراً، بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مشروع دراسة بحثية بعنوان "العثور على أفضل مواقع الإطلاق الفضائية في عمان"، وبعد تحقيق شامل دام 18 شهرًا، حدد الفريق المواقع المثالية في عمان لإنشاء منصات إطلاق المركبات الفضائية للأغراض التجارية، وإلى جانب هذه المبادرات، خصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عددا من المنح الدراسية السنوية في مجال الذكاء الاصطناعي والمجالات المتعلقة بتكنولوجيا الفضاء.

وشهدت حلقة العمل تقديم جلسة نقاشية أكد خلالها مارتن جاستل، مستشار الوكالة الأوروبية للطاقة النووية (CERN) أن الوكالة الأوروبية للطاقة النووية هي أكبر مختبر في العالم لفيزياء الجسيمات وتهدف إلى فهم الجسيمات والقوانين الأساسية للكون، ودراسة بدء الكون وتشكله، إذ تعمل الوكالة لتطوير التقنيات في مجالات عدة بينها شبكة الحوسبة العالمية.

وقدم الدكتور أمجد بن عارف الذهلي، مستشار في برنامج الفضاء الوطني في بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عرضاً مرئياً حول برنامج الفضاء الوطني تطرق فيه إلى اختصاصات الوزارة في قطاع الفضاء بحسب المرسوم السلطاني رقم 90/ 2020 بينها دعم برامج تطوير استخدامات وتطبيقات علوم وتكنولوجيا الفضاء، والعمل على إنشاء البنية التحتية لتطوير وتصنيع الأقمار الصناعية، إضافة إلى اقتراح السياسات والخطط الاستراتيجية المتعلقة بالتكنولوجيا وعلوم الفضاء بما يسهم في خطط التنمية، وإنشاء البرنامج الوطني للفضاء على المدى القصير والطويل ومتابعة تنفيذه.

وأكد أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات قامت بتطوير السياسة والبرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء للسنوات العشر 2023 ـ 2033 بالتعاون مع الشركاء في القطاع من مختلف الجهات وبالعمل مع خبرات عالمية متخصصة في السياسات والاستشارات الاستراتيجية لقطاع الفضاء.

وحول أهمية هذه الفعالية، ذكر أحمد بن خميس القطيطي مدير دائرة التعاون الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن تنظيم الجلسة الحوارية العلمية جاء لمناقشة وعرض أفضل الممارسات المحلية والعالمية في استخدام تطبيقات الفضاء وصناعاته والذكاء الاصطناعي.

وتطرق الدكتور ياسين بن أحمد الملا مدير مركز أبحاث الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية بجامعة السلطان قابوس في عرض مرئي إلى صناعة الاستشعار عن بعد وارتباطه بالفضاء.. مؤكدا أن قدرة الإنسان على مراقبة وفهم الأرض شهدت تحولا جذريا من خلال الفضاء والأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، وأظهر البحث العلمي ونظم المعلومات الجغرافية تقنيات لاستخدام الصور الجوية عبر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار في رسم الخرائط الجغرافية المكانية والزمانية التي لا غنى عنها في عمليات التحليل والتقييم والرصد والكشف والتحكم التي تساهم في التنمية الاقتصادية للبلاد، إضافة إلى إدارة الكوارث والاستجابة للحالات الطارئة.

وأكد الدكتور محمد بن زاهر العبري مدير مركز أبحاث تقنية النانو بجامعة السلطان قابوس في عرضه المرئي أن تقنيات النانو تسهم في تعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والروبوتات إضافة إلى تخزين الطاقة وتحويلها، وتطوير التسويق والصناعة من خلال التعاون الدولي والرقي بالتعليم والقوى العاملة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة النقل والاتصالات وتقنیة المعلومات التعلیم العالی والبحث العلمی والابتکار إضافة إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

مسحُ قياس إسهام الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي

العُمانية/ تقوم وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حاليًّا بتنفيذ الأعمال الميدانية لمسح قياس إسهام الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي للعام 2023 في إطار الجهود الوطنية لتحقيق مستهدفات البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي.

ويعد المشروع أحد المشروعات الاستراتيجية التي تهدف إلى توفير بيانات دقيقة لدعم متخذي القرار وراسمي السياسات في رسم خارطة الطريق المستقبلية للاقتصاد الرقمي في سلطنة عُمان.

ويهدف المسح إلى قياس مدى التقدّم في تحقيق مستهدفات البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي المتمثلة في رفع إسهام الاقتصاد الرقمي إلى 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040، إلى جانب توفير قاعدة بيانات علمية موثوقة يمكن الاستناد إليها في إجراء الدراسات والبحوث الاقتصادية، وإجراء المقارنات الإقليمية والدولية لإسهام الاقتصاد الرقمي في الاقتصاد الوطني، فضلًا عن تزويد الباحثين بالإحصاءات اللازمة لدعم الدراسات العلمية في هذا المجال.

ويعتمد المسح على بيانات عام 2023 باعتبارها مصدرًا رئيسًا للتحليل بهدف تقديم صورة دقيقة عن وضع الاقتصاد الرقمي في سلطنة عُمان خلال تلك الفترة، مما يساعد على تقييم مدى التقدّم المُحرز وتحليل الاتجاهات المستقبليّة، ويستهدف المسح في هذه الدورة منشآت القطاع الخاص العاملة في أنشطة الاتصالات وتقنية المعلومات، والخدمات الماليّة والتأمينيّة التي تقدم رقميًّا فقط بمختلف أحجامها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والصغرى.

ويبلغ حجم العينة حوالي 1300 منشأة موزعة على مختلف محافظات سلطنة عُمان.

وسيوفر المسح العديد من المؤشرات الاقتصادية المهمة أبرزها نسبة إسهام الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، والقيمة المضافة لأنشطة الاتصالات وتقنية المعلومات، والقيمة المضافة للأنشطة الماليّة والتأمينيّة التي تقدم رقميًّا فقط، ومتوسط عدد العاملين ومتوسط الإنفاق على الرواتب والأجور، وقيمة النفقات التشغيليّة والتحويليّة، إلى جانب قيمة الاستثمار في الأصول والتكوين الرأسمالي للأنشطة المستهدفة.

وأكد حمد بن ناصر الشكيلي مدير مشروع المسح بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على أهمية تعاون المنشآت المشمولة في العينة، باعتباره ركيزة أساسية لإنجاح المشروع وتحقيق مستهدفاته الوطنية، مشيدًا بتجاوب العديد من المنشآت مع فرق العمل الميداني، مما أسهم في تسريع وتيرة استيفاء البيانات وتحقيق أعلى مستويات دقة وجودة البيانات.

وأوضح أن الاقتصاد الرقمي هو مستقبل التنمية المستدامة في سلطنة عُمان، حيث سيوفر المسح بيانات أساسيّة لدعم صناع القرار وتمكينهم من وضع السياسات الفعّالة، كما أن مشاركة المنشآت المستهدفة في هذا المسح لا تعزز فقط قدرة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على قياس إسهام الاقتصاد الرقمي، بل تسهم أيضًا في رسم ملامح المستقبل الرقمي بسلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا
  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي
  • وزير الصناعة التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • المجال المعرفي في برامج التعليم العالي
  • المهرجانات.. رافد اقتصادي وسياحي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • مسحُ قياس إسهام الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي
  • 4 أهداف استراتيجية لـ «علوم الفضاء» تضمن الاستدامة والريادة
  • تراجع عدد موظفي البحث والتطوير في قطاع التعليم العالي
  • «الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماعات مجلس الايسيسكو بتونس