مفتي الجمهورية: التعليم الأزهري واجهة ناصعة مشرفة لمصر الحبيبة أمام العالم كله
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أكَّد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن مؤسسة الأزهر الشريف مؤسسة عريقة وكبيرة لها مكانتها المعروفة الكبيرة في قلب كل مسلم، وأن التعليم الأزهري ركيزة أساسية من ركائز التعليم الوطني في مصر، وواجهة ناصعة مشرفة لمصر الحبيبة أمام العالم كله، سواء في التخصصات الشرعية واللغة العربية.
وأضاف فضيلته أن الأزهر الشريف يستوعب في معاهده الكثيرة وجامعاته العريقة عشرات الآلاف من الطلاب من مختلف جنسيات العالم، حتى وصف الأزهر الشريف -وحق له أن يوصف بذلك- بأنه (كعبة العلم وقِبلة العلماء)؛ وذلك لأن قلوب طلاب العلم والعلماء من كل مكان في المعمورة تتوجه إليه أو تهفو إليه وترجو الوصول إليه إذا لم تستطع إلى ذلك سبيلًا.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في فعاليات الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري، والذي ينعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بمشاركة عدد من الشخصيات العامة وسفراء عدد من الدول الإسلامية ورؤساء الجامعات وقيادات الأزهر الشريف.
وأشار فضيلته إلى أنه بالإضافة إلى اضطلاع الأزهر الشريف وجامعاته العريقة بتدريس ونشر العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية وتخريج العلماء الأجلاء للعالم الإسلامي كله كي يبلغوا كلمة الله جلية واضحة للعالمين، فإن الأزهر الشريف منذ عقود طويلة قد طور من مؤسساته التعليمية وأدخل العلوم التي تجمع بين التجريبية والعلوم المدنية والعلوم الدينية فرأيناه قد ضم بين جنباته كليات الطب والهندسة والصيدلة والتجارة والتربية وغيرها كي يتخرج أبناء هذه الجامعات جامعين بين الثقافتين التجريبية والدينية.
وأكد فضيلة المفتي أن هذا الصرح العملاق كله ما كان أن يبلغ غايته ويتم نتاجه على ذلك الوجه الأتم الذي لا تنافسه فيه أية مؤسسة أو جامعة في العالم وهو أمر نراه مشهودًا لا يماري فيه إلا جاحد ، لولا أن القائمين على التعليم في الأزهر الشريف ابتداء من المعاهد الأزهرية وحتى جامعته العريقة قد أدركوا أهمية وخطورة الرسالة التعليمية الأزهرية وعظم المسؤولية التي يتحملونها تجاه تطوير التعليم في الأزهر الشريف مناهجًا وطرق تدريس ومعلمين وأبنية تعليمية تليق بالأزهر الشريف وطلابه، وتواكب التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يمر بها العالم الآن وتتغير وتتطور على الدوام.
وأضاف أن التعليم الأزهري ما كان يومًا جامدًا على المعطيات التراثية والواقع التراثي وإن كان الأزهر الشريف حافظًا للتراث وحاميًا له، لكنه يواكب الواقع ومستجداته في كافة مناهجه التعليمية.
وقال فضيلته: "نحن نعلم أن هيئة تطوير التعليم في الأزهر الشريف تواكب كل التطورات والمستجدات الواقعية الحديثة وتتابع الدراسات والتجارب العلمية المختلفة في كل دول العالم وتأخذ منها ما هو مناسب للأزهر الشريف ومناهجه وأساليبه التعليمية وهذا كله من أجل أن يتخرج طالب الأزهر الشريف في أي مجال أو تخصص على الصورة المثلى اللائقة بالانتساب إلى هذه المؤسسة العريقة التي تمد العالم كله في كافة العلوم والتخصصات بالقامات العالية".
وتابع: "إننا على ثقة تامة أن القائمين بأمر التعليم في الأزهر الشريف لا زالوا يبذلون جهدهم وطاقتهم وعقولهم المبدعة في سبيل تقديم صورة تعليمية مشرقة تليق بالأزهر الشريف وتاريخه العريق، وكلنا رجاء في الله تعالى أن يكلل جهودهم من أجل الأزهر الشريف ومن أجل طلاب العلم بالأزهر الشريف بالنجاح والتوفيق".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الأزهر الشريف الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري التعلیم فی الأزهر الشریف التعلیم الأزهری
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: اللغة العربية تعاني من جناية أهلها عليها
استضاف مركز عبد الله بن ماجد في سفارة سلطنة عمان بالقاهرة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بحضور الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والدكتور عبد الحميد مرعي، رئيس مجمع اللغة العربية. وقد شهدت الاحتفالية حضور العديد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية، حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها جزءًا أساسيًّا من الهُويَّة الثقافية والدينية للعالم العربي.
مفتي الجمهورية: الرقابة ليست مجرد إجراءات إدارية بل هي التزام ديني المفتي يحذر من ظاهرة "السنجل مزر": تهدد استقرار الأسرفي بداية الاحتفال، رحَّب السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان في القاهرة، بفضيلة المفتي وبالحضور، مشيدًا بِدَور اللغة العربية في ربط الشعوب العربية بحضارتها ودينها. كما أشار إلى أن اللغة العربية، التي تمثل هوية مشتركة للأمة العربية، تعتبر وسيلة للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للأمة.
ثم ألقى فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، كلمة أكد خلالها على أهمية اللغة العربية في فهم الدين، مشيرًا إلى أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل فحسب، بل هي أداة لفهم القرآن الكريم ومقاصده. وقال فضيلته:
"إن الله سبحانه وتعالى اختار اللغة العربية ليتنزل بها القرآن الكريم، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يغيرها. فاللغة العربية هي أداة لفهم وتفسير القرآن الكريم، ولا يمكن لأي شخص أن يفهم الإسلام بشكل كامل دون أن يتقن اللغة العربية. من هنا، فإن تعلم اللغة العربية ليس فقط ضرورة دينية، بل هو شرف لا يدانيه شرف."
وأضاف فضيلته: "فهم القرآن الكريم ومعرفة مضامينه والوقوف على أسراره، من أهم مقاصد تعلم اللغة العربية. إنها ليست فقط وسيلة لفهم النصوص الدينية، بل هي أيضًا أداة لحسن العبادة ولعرض الدين بشكل صحيح. اللغة العربية كانت ولا تزال هي التي استعان بها العلماء لفهم ما يشار إليه في القرآن والسنة."
وتابع: "وفي وقتنا الحالي، تتزايد الأصوات التي تنادي بطمس اللغة العربية والقضاء عليها، وهو أمر يتطلب منا التصدي له بكل قوة. إن العناية باللغة العربية هي عناية بالحضارة الإسلامية نفسها. فهذه اللغة تشجع على الحضارة والتمدن، وهي وسيلة لفهم الدين والحفاظ على الهوية الثقافية."
وأردف فضيلته: "في الوقت الذي نجد فيه تحولًا عالميًّا كبيرًا في النظرة إلى اللغة العربية، إذ تُعتبر لغة فكر مرنة ومتجددة بما يواكب العصر، نلاحظ أن اللغة العربية تعاني من جناية أهلها عليها، والتشبع بغيرها من اللغات، وهو ما يجعل من الضروري أن نواصل العناية بها وحمايتها من التهميش."
وأشار فضيلته إلى أن اللغة العربية كانت ولا تزال هي اللغة التي استعان بها العلماء في فهم القرآن وتفسيره، لافتًا النظر إلى أن العلماء الأوائل كان لهم دَور عظيم في الحفاظ على اللغة العربية ورفع مكانتها في العالم الإسلامي. وأوضح أن الدين الإسلامي قد انتشر في مختلف أنحاء العالم بفضل اللغة العربية، وأن هذه اللغة لا تقتصر على المسلمين فقط، بل هي لغة ثقافية وعلمية لكل من يهتم بالعلوم والفنون.
كما أضاف فضيلته: "اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جزء من هويتنا وحضارتنا. فخلال التاريخ، كانت اللغة العربية هي أداة الفهم والانتقال للمعرفة في جميع المجالات، من العلوم والفلسفة إلى الفنون والأدب."
وفي إطار التأكيد على دَور القرآن الكريم في الحفاظ على اللغة العربية، قال فضيلة المفتي: "إن القرآن الكريم كان له دور كبير في الحفاظ على اللغة العربية، فقد ساعد في تعزيز مكانة اللغة عبر العصور. فلم يكن القرآن مجرد نص ديني فقط، بل كان مرجعية لغوية أساسية حافظت على اللغة العربية من الاندثار، وساهمت في إبرازها في مختلف مجالات الفكر والعلم، مما جعلها أداة قوية للتواصل في جميع الأزمنة."
من جانبه، أكد الدكتور عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أهميةَ الحفاظ على اللغة العربية في مواجهة اللغات الأخرى التي تحاول أن تحل محلها في مجالات الإعلام والتعليم. وقال: "إن اللغة العربية هي جزء أساسي من هويتنا، وهي الرابط القوي بيننا وبين ديننا وثقافتنا. من الضروري أن نواصل العمل على إحياء اللغة وتعزيز حضورها في جميع المجالات." وأضاف أن الدول التي تحترم لغتها، مثل فرنسا، تفرض استخدامها في كافة المجالات مما يعكس التزامها العميق بهويتها الثقافية.
وفي مداخلة له، تحدث الدكتور عبد الحميد مرعي، رئيس مجمع اللغة العربية، عن إنجازات المجمع في الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها. وأشار إلى أن المجمع أصدر معجمًا شاملًا للغة العربية يضم المعارف الإسلامية والعلوم التي تم تعريبها على مر العصور. وأضاف أن المجمع قام بمراجعة العديد من المصطلحات العلمية وتحديثها لتواكب التطورات الحديثة، مؤكدًا على ضرورة إحياء اللغة العربية في جميع المجالات، بما في ذلك الوثائق والمحافل الرسمية والإعلانات والمكاتبات.