لاكروا: سكان غزة يقولون إن ''البقاء في منازلنا طريقتنا في المقاومة''
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تناولت فيه محاولات إسرائيل إخلاء سكان مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع، ونقلت عن عدد من سكان في المدينة أنهم يرفضون الرحيل وأنهم سيبقون في منازلهم.
واستعرضت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، رسالة موجزة مكتوبة بالعربية في منشورات ألقاها الجيش الإسرائيلي بواسطة طائرات بدون طيار فوق قطاع غزة، تم اكتشافها فجر الجمعة (13 تشرين الأول/ أكتوبر) من قبل سكان غزة؛ حيث جاءت فيها هذه العبارة: "أخلوا منازلكم فورا وانتقلوا إلى جنوب وادي غزة (نهر يمر جنوب مدينة غزة)".
وتحتوي المنشورات أيضا على خريطة عليها سهم يشير إلى الجنوب، لعبور خط في وسط الرسم ضمن هذه المنطقة الضيقة، بطول 40 كيلومترا وتخضع لحصار كامل منذ عام 2007.
ويقول مصمم الغرافيك الفلسطيني أحمد ديا، والذي تحدث إلى "لا كروا" عبر الهاتف في الوقت الذي تظل فيه الحدود الجنوبية مع مصر مغلقة: "لا يوجد مكان آمن، الناس يموتون في كل مكان، حتى لو أردت الرحيل لا أستطيع، ليس هناك وسائل نقل للذهاب إلى الجنوب. الذين لديهم سيارات يغادرون، والباقون عالقون"، فيما "تتخلل مكالمتنا الهاتفية أصوات الانفجارات المستمرة وانقطاعات خط الهاتف المتكررة"، بحسب ما تشير إليه الصحيفة.
وبينت الصحيفة أنه في اليوم السابع من القصف الكثيف الذي بدأت به إسرائيل على القطاع الفلسطيني ردا على هجوم حماس، يتردد سكان مدينة غزة في الاستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي؛ حيث يتجه الآلاف منهم نحو الجنوب منذ صباح الجمعة، بعضهم سيرا على الأقدام، حاملين الأطفال وبعض الحقائب، والبعض الآخر بالسيارات، أو على الدراجات النارية، أو مكدسين على مقطورات الشاحنات.
حتى يوم الخميس، أُجبر أكثر من 423 ألفا من سكان غزة بالفعل على الفرار من أحيائهم التي استهدفها القصف الإسرائيلي للجوء إلى مناطق أقل استهدافا، بحسب الأمم المتحدة التي أطلقت في ذلك اليوم نداء عاجلا للتبرع.
وأوضحت الصحيفة أنه في يوم الجمعة، أصرت الأمم المتحدة على أن "تلغي" إسرائيل أمرها بالإخلاء نحو الجنوب. بالنسبة للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ''ستيفان دوجاريك''، فإن هذا النزوح الشعبي سيكون ضخما للغاية، وسيشمل في الواقع حوالي 1.1 مليون من سكان شمال القطاع، أي النصف تقريبا من إجمالي سكانه (2.4 مليون). ويحذر من أن مثل هذه الهجرة الجماعية ستكون مستحيلة دون التسبب في عواقب إنسانية مدمرة.
هل هي "نكبة جديدة"؟
وأفادت الصحيفة بأن حماس، من جهتها، تؤكد أن "الشعب الفلسطيني يرفض تهديدات قادة الاحتلال ودعواتهم لمغادرة منازلهم والفرار إلى الجنوب أو مصر".
ونقلت الصحيفة عن زياد مدوخ، مدير قسم اللغة الفرنسية في جامعة الأقصى بغزة، قوله مؤيدا هذا الموقف: "لن أستسلم للتهديدات والضغوط من إسرائيل، مع زوجتي وخمسة من أطفالنا، قررنا البقاء في منزلنا"، ويشرح مدوخ؛ الذي يحتفظ بالقليل من طاقة بطارية هاتفه للشهادة لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية: "المراجع بالنسبة لي هي الصليب الأحمر والأمم المتحدة: ما دامت لن ترسل شاحنات لنا، فلن أتحرك".
ويرى زياد مدوخ في الإخلاء المطلوب مؤشرا على "نكبة جديدة"، وهو مصطلح عربي يعني "كارثة" ويشير إلى النفي القسري لـ700 ألف فلسطيني بعد إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948. بمعنى آخر، الرحيل دون عودة؛ حيث يقول زياد مدوخ: "البقاء في منزلي هو طريقتي في المقاومة، حتى لو كان ذلك يعني الانتظار حتى الموت".
البقاء والصلاة
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تتكرر فيه الدعوات للسماح لمصر بفتح ممر آمن للمدنيين في القطاع، فقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس أهالي غزة إلى "البقاء على أرضهم".
وذكرت الصحيفة أن الملك عبد الله الثاني الأردني حذر يوم الجمعة من "أي محاولة لنقل الفلسطينيين"، مشددا على أن الصراع "يجب ألا يمتد إلى الدول المجاورة".
وبحسب الصحيفة؛ ففي مدرسة راهبات الوردية في تل الهوى، وهي في الجزء جنوبي من مدينة غزة، ليس لدى الأخت نبيلة صالح النية أيضا للرحيل، حيث تقول وهي تتحدث عن العائلات والأطفال الذين لجأوا إلى هذه المدرسة في الأيام الأخيرة: " ليس لديهم مكان للذهاب. إلى أين تريدين منهم أن يذهبوا؟"، معربة عن قلقها الكبير بشأن النقص المتوقع في المياه والغذاء، حيث تكرر هذه الراهبة، التي تقيم في غزة منذ عام 2014، قولها: "نحن نبقى ونصلي".
واختتمت الصحيفة التقرير بقول أحمد ديا وهو لا يستطيع إخفاء حزنه: "سنشتكي من هذا العالم إلى الله عندما نلتقي به".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الفلسطيني الاحتلال المقاومة فلسطين غزة الاحتلال المقاومة تهجير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
منظمة دانماركية: ذخائر “إسرائيل” خطر يهدد سكان غزة بعد الحرب
الثورة نت/..
حذرت منظمة دانماركية غير حكومية من أن الأسلحة المتفجرة المستخدمة في منطقة مكتظة بالسكان مثل قطاع غزة ستستمر في تعريض المدنيين للخطر حتى بعد وقف الحرب.
وكتبت كورين لينكار من مجلس اللاجئين الدانماركي في تقرير نشر أمس الاثنين “إن مخلفات الحرب هذه، التي لا تنفجر على الفور أو التي ربما تُركت أثناء القتال، تشكل تهديدا طويل الأمد للمدنيين، وغالبا ما تتسبب في الإصابة والوفاة بعد فترة طويلة من انتهاء القتال”.
وتقدر المنظمة غير الحكومية الموجودة في قطاع غزة، بعد تحقيق دام عدة أسابيع، أن الذخائر المتفجرة، سواء انفجرت أم لا، موجودة في العديد من المناطق المأهولة بالسكان في القطاع الفلسطيني المدمر.
وأفاد التقرير أن 70% من الذين شملهم الاستطلاع يعودون إلى المناطق التي وقع فيها القتال حيث هم معرّضون لخطر الإصابة جراء هذه الأسلحة المتفجرة، والتي يمكن أن تكون بقايا القنابل والصواريخ منها لم تنفجر.
ومع شح المساعدات الإنسانية التي تسمح العدو الإسرائيلي بدخولها إلى القطاع، يشير الاستطلاع إلى أن سكان غزة يفتقرون إلى كل شيء، وخلال بحثهم عن “الضروريات الأساسية بين الأنقاض” يمكن أن يكونوا عرضة لهذه الأسلحة.
ويضيف التقرير أن “19% فقط من ضحايا الذخائر المتفجرة يتلقون الإسعافات الأولية”، مشيرا إلى أن الأطفال معرّضون للخطر بشكل خاص لأنهم يمكن أن يظنوا أن هذه الأسلحة المتفجرة مجرد ألعاب أو خردة.
وقالت لينكار “إن “إسرائيل” تستخدم الأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية، بشكل متكرر وفي انتهاك للقانون الإنساني الدولي”.
وحتى قبل الحرب الحالية والمستمرة منذ أكثر من عام، كانت الذخائر المتفجرة تطرح بالفعل مشكلة في قطاع غزة، الذي تعرض للقصف الإسرائيلي المتكرر خلال أكثر من 10 سنوات.
ويشير التقرير إلى أن هذه الذخائر “ستستمر في القتل والتشويه لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع”.
وبدعم أميركي تشن “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة، خلَّفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.