يرى أكاديمي أميركي أن الرئيس جو بايدن تعاطف مع الإسرائيليين ودان بشكل قاطع الهجوم الذي تعرضوا له، لكن أن تكون حاضرا عاطفيا لا يعني أن تكون فعالا سياسيا، ولذلك لا يكفي، من أجل منع تكرار ما عاناه الإسرائيليون وما يعانيه الفلسطينيون الأبرياء، أن نركن إلى مدى اشمئزازنا منها، بل يجب علينا تحديد أسباب الهجوم وإزالتها.

وأشار إيان إس لوستيك، الأستاذ الفخري في جامعة بنسلفانيا، في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأميركية، إلى أن ردود الفعل العاطفية التي أبدتها واشنطن لن تمنع العنف في المستقبل، بل إن تفكيك سجن غزة هو الذي يستطيع فعل ذلك.

حركتا حماس والجهاد الإسلامي ليستا من بدأ الحرب، بل أطلقتا ثورة في السجن فقط -حسبما يقول الكاتب- لأن غزة والمناطق المحيطة بها وأجزاء من صحراء النقب جزء من الدولة العربية المفترضة التي صوتت عليها الأمم المتحدة عام 1947.

وقال الكاتب إن ما ينبغي التركيز عليه هو آلة القمع المؤسسي والكراهية والخوف التي تشكل البنية التحتية الحقيقية للعنف، والتي أساسها البؤس والسجن والصدمة التي لا نهاية لها والتي يتعرض لها غالبية الناس الذين يعيشون في ما يشير إليه الإسرائيليون "بالجيب الساحلي".

وإذا كانت تغطية هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري ركزت على تشابهها مع "حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973" التي حطمت أساطير أجهزة المخابرات الإسرائيلية، فإن صدمة الفشل هذه المرة أكثر، فلم يعد التهديد هذه المرة إذا ما كان الجيش الإسرائيلي أفضل حالا في مواجهة الدول العربية، بل إن التهديد هو فكرة أن إسرائيل تعيش حياة "طبيعية" باعتبارها "فيلا" يهودية صهيونية محمية بجدران من الخرسانة والفولاذ في مواجهة غابة الشرق الأوسط المظلمة التي تحيط بها، حسب رأي الكاتب.


وخلص مؤلف كتاب "النموذج المفقود: من حل الدولتين إلى واقع الدولة الواحدة" إلى أن من يريد معالجة أسباب المذبحة التي شهدناها، والتي لا بد أن نشهدها مرة أخرى عندما نعامل أعدادا كبيرة من البشر مثلما عومل قرابة 2.3 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة منذ عقود، لا بد أن يغير إطاره المرجعي.

وعليه لا بد من إدراك أن القصة لم تبدأ صباح يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل بدأت عام 1948 بقرار تقسيم فلسطين وتهجير إسرائيل لنحو 750 ألف فلسطيني، وبذلك تتغير السردية بشكل جذري، ونجد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي ليستا من بدأ الحرب، بل أطلقتا ثورة في السجن فقط -حسبما يقول الكاتب- لأن غزة والمناطق المحيطة بها وأجزاء من صحراء النقب جزء من الدولة العربية المفترضة التي صوتت عليها الأمم المتحدة عام 1947.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة

دعا الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، مواطني بلاده إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية يوم الأحد المقبل.



وقال، في مقطع فيديو على صفحته في موقع فيسبوك: “أطلب منكم عدم المشاركة في هذه “المهزلة الانتخابية” -سواء احتفظت الدولة العميقة بقيس سعيد أو جاءت بغيره- فهذه الانتخابات هي اعتداء على سيادة الشعب وذكائه، واعتداء على المؤسسات وخاصة المؤسسة القضائية وخاصة المحكمة الإدارية”.



واعتبر المرزوقي أن “الدولة العميقة تفكر بالتخلي عن سعيد، لأنه عمل كل ما هو مطلوب منه، حيث قام بانقلاب على الديموقراطية) ووضع الإسلاميين في السجون، وحان وقت التخلص منه. والخيار الثاني (البديل) قد يكون أسوأ، وأنتم (الناخبون) مجرد كومبارس في مسرحية، وهم (الدولة العميقة) يخشون من نسبة المشاركة الضعيفة”، مشيرا إلى أن المقاطعة هي الخيار الأفضل في هذه المرحلة.

وأضاف: “وبعدها نمر إلى مرحلة أخرى وهي أن هذه الانتخابات غير قانونية وغير شرعية، ومن ثمّ تبدأ معركة استعادة سلطة الشعب وكرامة الناس ببناء انتخابات حرة ونزيهة على الصعيد البلدي والتشريعي والرئاسي ونعيد مشروع الثورة الذي أُجهض، ويتمثل بدولة القانون والمؤسسات وشعب المواطنين”.

وتنطلق، الجمعة، عملية اقتراع التونسيين في الخارج في الانتخابات الرئاسية، وتتواصل إلى غاية الأحد، موعد الاقتراع داخل تونس.

ويشارك في الاستحقاق الرئاسي ثلاثة مرشحين، أعلنت هيئة الانتخابات في وقت سابق قبول ملفاتهم، هم الرئيس الحالي قيس سعيد، وزهير المغزاوي (الأمين العام السابق لحركة الشعب)، والعياشي زمال (الرئيس السابق لحركة عازمون).

ويبلغ عدد الناخبين 9 ملايين و753 ألفا، بينهم حوالي 643 ألفا مسجلون في الخارج، ويشكلون 6.6 في المئة من مجموع الناخبين، وفق هيئة الانتخابات.

اظهار ألبوم ليست



وأعلنت خمسة أحزاب تونسية، بصفة رسمية، عن مقاطعتها للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، فيما حذّرت حركة النهضة مما وصفته بـ"المخاطر المحفوفة التي تهدّد المسار الانتخابي وخروجه عن الشرعية".

وأوضحت الأحزاب وهي "العمال، التكتل، القطب، الاشتراكي، والمسار"، وهي أحزاب يسارية، أن الانتخابات التي أعلنت عن مقاطعتها هي  "انتخابات شكلية؛ وانقلاب ثان لمواصلة افتكاك السلطة".

 وفي السياق نفسه، شدّدت الأحزاب على أن المقاطعة ليست استسلاما بل ستكون نشيطة، عبر مواصلة النضال والتحركات قبل وبعد الاقتراع.

مقالات مشابهة

  • "إف بي آي" يحذر من هجمات عنيفة في أمريكا في ذكرى 7 أكتوبر
  • مسؤول أميركي يكشف احتمالات الرد الإسرائيلي ومخاوف من حرب واسعة
  • مسؤول أميركي يكشف الموعد المحتمل للرد الإسرائيلي على هجوم إيران
  • سيراميكا كليوباترا يكشف أسباب فشل انتقال هذه الصفقة إلى الزمالك
  • إيطاليا وماضيها الاستعماري.. الدولة التي ابتكرت القصف الجوي
  • تفكيك خلية إرهابية جنوب شرق إيران
  • 4 تشرين الأول 1957 – الاتحاد السوفييتي يطلق أول قمر صناعي في العالم وهو سبوتنك-1
  • الحكومة: آن الأوان لوضع حد لجرائم إسرائيل والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا
  • المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة
  • بابا الفاتيكان يدعو لتخصيص السابع من أكتوبر المقبل للصلاة من أجل السلام