المطران تابت في تكريم رباب الصدر: بوحدتنا نقوى ويقوى معنا لبنان
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أقام راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت مأدبة عشاء على شرف رئيسة مؤسسات الأمام موسى الصدر الخيرية الدكتورة رباب الصدر في مقر إقامته، حضرها ممثلو العائلات الروحية في مونتريال وممثلو الأحزاب اللبنانية وممثلو وسائل الأعلام.
في بداية العشاء – اللقاء، رحب المطران تابت بالدكتورة الصدر وضيوفه في "هذا البيت المبني على الانفتاح على الآخرين، والتلاقي على الخير والحوار البنّاء وتوحيد الكلمة"، مؤكدًا "أن لقاءنا اليوم حول رئيسة مؤسسات الأمام موسى الصدر الدكتورة رباب، يذكرّنا بما كان ينادي به دائمًا الإمام المغيّب حتى عندما كان لا صوت يعلو على صوت القذائف والمدافع.
وأضاف: "هذا اللقاء، الذي يجمع جميع العائلات الروحية ممثلة بأصحاب السيادة والسماحة والفضيلة، وكذلك ممثلي جميع الأحزاب اللبنانية، هو نموذج يحفّزني شخصيًا على إكمال ما كنا بدأنا به قبل سنوات، وتوقف بفعل جائحة كورونا، عندما كان هذا البيت، الذي هو بيت جميع اللبنانيين من دون استثناء، يحضن اللقاءات الدورية لمختلف العائلات الروحية ولمختلف الأحزاب في مونتريال، حيث كانت تتسم مناقشاتنا، وعلى رغم الاختلاف في وجهات النظر، بكثير من العقلانية و الحكمة والدراية والوعي، وذلك بهدف توحيد كلمة المغتربين حول مشروع واحد لا يهدف سوى إلى تمتين العلاقة التي تربط بين الجميع من دون أن يتخّلى أحد عن فرادته وتمايزه، اللذين يعبّران عن غنىً في التنوّع الروحي والثقافي والسياسي التكاملي.
وأضاف المطران تابت: "فحين تكون جاليتنا في كندا وفي كل دول الاغتراب بخير فإن وطننا المعذّب والجريح، والذين يعاني شعبه الأمرّين، يكون بخير وبأفضل حال. وحين ننقسم على أنفسنا، لا سمح الله، فإن وطننا الغالي جدًّا على قلوبنا، تزداد معاناته وعذابات أهله الصابرين. وحين تكون كلمتنا موحدّة كجالية لبنانية تكون مسموعة أكثر وفاعلة ومؤثرّة أكثر أمام حكومة كندا، ذاك البلد الذي استضافنا وفتح لأبنائنا ذراعيه.
وختم: "أغتنم هذه المناسبة لأجدّد الترحيب أيضًا بكم جميعًا، ولأجدّد الدعوة إلى إعادة إحياء لقاءاتنا الدورية، إن على مستوى المسؤولين الروحيين، أو على مستوى الأحزاب اللبنانية. فما ينتظرنا من تحدّيات على مستوى مستقبل وطننا لبنان كثير. وبقدر معاناة أهلنا في الوطن الأم بقدر ما يُطلب منّا كجالية لبنانية، هنا في كندا وفي كل مكان، المزيد من التضامن، والمزيد من الوحدة. معًا نستطيع أن نفعل الكثير. ومعًا نكون أقوى بكثير. أمّ بتشرذمنا وتشتتنا، لا سمح الله، نكون ضعفاء وغير قادرين على إيصال صوتنا إلى حيث يجب أن يصل".
كلمة الدكتورة الصدر:
ثم ألقت الدكتورة رباب الصدر كلمة قالت فيها: "حين اردت ان اتحدث، قفزت في خاطري الآف الأفكار وخطرت في بالي الكثير من الأشياء، لكن عندما وقفت وتأملت جمعكم الكريم المضياف العزيز هذا، تراءى لي قول للأمام الصدر يقول فيه ان الله خلق "البشرية كلوحة فنية ذات ألوان مختلفة يزيد في جمالها اختلاف الصفات والألوان مما يمهد لها سبل التكامل... فالاختلاف في العنصر والرأي والإنتاج في المجتمع العالمي يجب ان نعترف به ونعتبره كمالاً له وجمالاً فطرياً يسهّل التعارف، والتعاون، والتكامل، والوحدة.
وأضافت: "إنني هنا بين اخوة واخوات لي في الوطن والإنسانية والدين، واستعيد من صفحات الذاكرة تجربة معبرة للإمام موسى الصدر حين وقف في كنيسة الآباء الكبوشيين محاضراً في الصوم الكبير قائلاً: "كانت الأديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد دعوة الى الله وخدمة للإنسان، وهما وجهان لحقيقة واحدة. ثم اختلفت عندما اتجهت الى خدمة نفسها أيضا، ثم تعاظم اهتمامها بنفسها حتى كادت ان تنسى الغاية، فتعاظم الخلاف واشتد فازدادت محنة الانسان والأمة".
وتابعت: "حديثي اليوم عن دور الدين في خدمة المجتمع، وهو موضوع اثير على قلبي لان تطبيقه العملي يدخل في كل مسارات حياتنا واعمالنا. فخدمة المجتمع هدف الدين، وانما وجد الدين لخدمة الانسان، وهذا الطرح يوجد حلولاً لمشاكل الحياة. فتفهم حاجات الناس، والسعي لتلبيتها تتخطى في المفهوم الديني المساعدة بالمال فقط، بل تتخذ اشكالاً أخرى النصيحة والإرشاد والعطاء، والكلمة، والسلام، والتنمية.. وما الى هنالك من مساع تكوّن التفاعل الإيجابي بين الافراد فينمو ما لله ويورق ويثمر. فالله خلق الناس على الفطرة السليمة وحبّ الخير، وما الدين الا ليؤسّس للمحبة والعدل، وان تراثنا المسيحي والإسلامي في لبنان هو المخزون الحقيقي الذي نحتاجه كي نري العالم النموذج الحضاري للتعايش في صيغته الأمثل والاكمل. وما احوجنا في عصرنا الحاضر الى التّدبر في هذا الامر. فالواقع الأليم الذي نعيش فيه وما يحتويه من مآس وويلات واوبئة وفقر وجهل، كلها تحديات نستطيع ان نتغل عليها بالاتّحاد معا وبالتقارب والتكافل لنبني المجتمع الإنساني الحق.
وختمت: "طوال مسيرتنا الشاقة في خدمة الانسان، الانسان المسحوق والمحتاج، خضنا غمار البحر الواسع من مصاعب وعوائق وانتهاكات واعتداءات وسلب حقوق... وناضلنا لتمكين المرأة، وتحرير الانسان من الخوف والجهل والمرض والفقر، ومن اجل استرجاع طفولة الأطفال المسلوبة... كل هذا وكان الدين جزءاً من هويتنا الإنسانية لنا ولشركائنا من مختلف الأديان والمذاهب والطوائف. لذا نقول ان الايمان هو محرّك سياستنا في خدمة المجتمع الإنساني، وهو المحفّز لنا في مسعانا وسلاحنا في وجه كل تحدياتنا. عسانا واياكم دوما من اهل الايمان والساعين لكلمة الله".
وكانت للدكتور ملحم قزي شهادة من ذاكرة الطفولة عن الأمام موسى الصدر، وما علق في ذهنه من أقوال مأثورة للإمام المغيب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: موسى الصدر فی خدمة جمیع ا
إقرأ أيضاً:
تمريض عين شمس تناقش تعزيز الهوية الوطنية
عقدت كلية التمريض بجامعة عين شمس ندوة بعنوان "تعزيز الهوية الوطنية ودعم منظومة القيم والأخلاق".
وتعد الندوة ضمن سلسلة الندوات التوعوية التي ينظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة عين شمس بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة سحر موسى عميد الكلية.
أقيمت الندوة تحت إشراف الدكتورة هيام رفعت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبتنسيق اللواء حسام الشربيني، الأمين المساعد لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وحاضر فيها الدكتور محمد عماد الخولي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
حرص جامعة عين شمس على نشر الوعي الثقافيوأكدت الدكتورة سحر موسى أن هذه الندوة تأتي في إطار حرص جامعة عين شمس على نشر الوعي الثقافي والفكري بين أفراد المجتمع الجامعي من أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والعاملين.
وشدد على أهمية توعية الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بمقومات الحياة الأسرية المستقرة والناجحة، بما يسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
وأشارت الدكتورة هيام رفعت إلى الدور المحوري للمرحلة الجامعية في تشكيل هوية الشباب وتنمية وعيهم، مؤكدة على حرص الكلية على تنظيم الفعاليات الثقافية بشكل مستمر لتحقيق هذا الهدف.
وأشادت بمبادرة الأزهر الشريف للتوعية الأسرية ودوره الفعال في مواجهة الأفكار المتطرفة وتعزيز القيم الأخلاقية.
استهدفت الندوة توعية الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بسبل تحقيق الاستقرار الأسري وآليات دعم منظومة القيم الأخلاقية، إضافة إلى تعزيز تماسك الأسرة والمجتمع المصري في مواجهة التأثيرات السلبية للمواقع الإلكترونية التي تبث أفكارًا وقيمًا لا تتناسب مع ثقافتنا وهويتنا الدينية.
وفى ختام الندوة تم فتح باب الإستفسارات للطلاب حيث كانت مشاركات الطلاب فعالة جدا ،حيث طرحوا العديد من الأسئلة مما ععكس مدى احتياجهم للراى والتوعية الصحيحين بعيدا عن المواقع الإلكترونية الغير موثوقة.