تبذل الإمارات جهوداً حثيثة للتصدي لانعدام الأمن الغذائي في العالم، بطرح الحلول وإطلاق المبادرات ودعم المشاريع لتأسيس منظومة دولية مستدامة لإنتاج الغذاء.

وترى الإمارات أن تحقيق الأمن الغذائي أحد أبرز عوامل تعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين، خاصة في ظل ما يشهده العالم من متغيرات مناخية متسارعة تزيد صعوبة الوفاء بالاحتياجات الغذائية التي ستزيد بـ 60% بحلول  2050.


وتشارك الإمارات العالم احتفاله بـيوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر(تشرين الأول) من كل عام، برصيد حافل بالإنجازات والمبادرات التي تسهم في تحسين إنتاج الغذاء وتأمين استدامة سلاسل توريده ومكافحة الجوع حول العالم. COP28 والأمن الغذائي

ويتطلع العالم إلى الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر  COP28 الذي تستضيفه الإمارات بين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) و 12 ديسمبر (كانون الأول)  في "مدينة إكسبو دبي"، بعد الإعلان في يوليو (تموز) الماضي تم الإعلان عن برنامج مؤتمر الأطراف COP28 للنظم الغذائية والزراعة، لتعزيز جهود تحول النظم الغذائية والزراعية العالمية، حيث دعت رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 أعضاء المجتمع الدولي إلى زيادة الالتزام بتوسيع نطاق الحلول، مع تركيز الاستثمار وتعزيز الشراكات نحو الأفكار التحويلية.
ومن خلال الإعلان عن البرنامج الجديد، تشجع رئاسة المؤتمر جميع بلدان العالم على توقيع إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي، لل تعهد بوضع حلول مبتكرة وطموحة لقضايا االأغذية.

الابتكار الزراعي 

تركز مبادرة "الابتكار الزراعي من أجل المناخ" التي تقودها الإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي، حيث يتحمل القطاع الزراعي المسؤولية عن 25% من الانبعاثات الضارة بالبيئة عالمياً.
وتسعى المبادرة التي تعد من أبرز الخطوات العملية التي شهدها العالم لتسريع التحول في النظم الغذائية، إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الذي يوفر أكثر من ملياري فرصة عمل، ويقدم الغذاء لسكان الكوكب.
وتتضمن المبادرة استثمارات بـ 13 مليار دولار في أنظمة ومشاريع الزراعية المبتكرة حول العالم، فيما فاق عدد الشركاء فيها   500 منظمة حكومية وغير حكومية حول العالم.

التطور الزراعي

وانضمت الإمارات، في مايو (آيار) الماضي خلال قمة "الابتكار الزراعي من أجل مناخ" في واشنطن، إلى "مبادرة التطور الزراعي" بقيادة المملكة المتحدة، لتكون الزراعة المستدامة المقاومة لتغير المناخ، الخيار الأكثر جاذبية واعتماداً لدى المزارعين في جميع أنحاء العالم بحلول 2030.

فاو

قدمت الإمارات مساهمات عدة لدعم مساعي منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأم المتحدة "فاو"، لتعزيز الأمن الغذائي المستدام في المناطق الأكثر احتياجاً في المنطقة والعالم. وتواصل الإمارات دعمها المالي السنوي للمكتب الإقليمي الفرعي للمنظمة في المنطقة، والإسهام في إنجاح مشروع "يدًا بيد زيمبابوي–مشروع استعادة وإدماج أعمال البستنة لأصحاب الملكيات الصغيرة".
وقدمت الإمارات في 2020 ، ما يعادل 1 مليون دولار أمريكي لدعم حملة السيطرة على الجراد الصحراوي في إريتريا، التي نظمتها "فاو"، ووقعت اتفاقية تعاون مع المنظمة لتنفيذ مشروع بـ 14.7 مليون درهم لرفع قدرة المرأة الريفية على مواجهة الأزمات وتعزيز فرص توليد الدخل المستدام والأمن الغذائي والتغذية في ليبيريا.

مليار وجبة

أعلنت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عبر مبادرتها "مليار وجبة"، تقديم 5.5 ملايين درهم، إلى صندوق الأمم المتحدة "يونيتلايف"، لدعم تطوير الحلول المبتكرة في الزراعة، وتمكين النساء والأمهات، ومكافحة سوء التغذية، خاصة للأطفال، في السنغال، والنيجر، والكونغو الديموقراطية لفائدة أكثر من 300 ألف منتفع.
وعلى الصعيد المحلي، تعمل الإمارات بوتيرة فعالة على تحويل أنظمتها الغذائية إلى الاستدامة من خلال توظيف التقنيات الحديثة والاستفادة من الحلول المبتكرة وتعزيز التعاون والشراكات  محلياً، في المقام الأول، والتعاون العالمي عموماً.
وأطلقت الإمارات في 2018 الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، لتطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام. ويعد برنامج تسريع تبني التكنولوجيا الزراعية الحديثة من أهم المبادرات في دولة الإمارات لتحقيق الأمن الغذائي، حيث أطلق البرنامج 10 مبادرات استراتيجية لتسهيل تبني التكنولوجيا الزراعية في الدولة.


وفي 2019 أطلقت الإمارات "تحدي تكنولوجيا الغذاء" الأكبر من نوعه عالمياً، لاستكشاف تكنولوجيا العقد المقبل من الابتكارات والتقنيات التي ستغير الزراعة التقليدية بكفاءة واستدامة، إلى جانب تطوير حلول مبتكرة لإنتاج وإدارة الغذاء في الإمارات.
واعتمد مجلس الوزراء في 2020 تشكيل فريق عمل لتنمية قطاع الزراعة الحديثة في الدولة، كما اعتمد النظام الوطني للزراعة المستدامة، لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي في الدولة من المحاصيل الزراعية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الأمن الغذائی

إقرأ أيضاً:

مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة

دبي: «الخليج»
نظمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة جلستها الحوارية الأولى للعام الحالي، بعنوان «الذكاء الاصطناعي: دافع للاستدامة أم تحدٍ لها؟» في 29 يناير الجاري فــي فندق فايف بالم جميرا، بالتعــاون مع الشبكـــة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، ومجلس الإمارات للأبنية الخضراء، ومجلس صناعات الطاقة النظيفة، ومجلس الأعمال السويسري، حيث أضاءت الندوة على أهـمية العلاقة بين الذكاء الاصطناعي ومستقــبل الاستدامة.
وقالت حبيبة المرعشي، العضو المؤسس، ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة: إن الجلسة الحوارية شكلت بداية ديناميكية لعام 2025، حيث جمعت الطلبة والأكاديميين وقادة الصناعة للمشاركة في حوار مدروس حول واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في عصرنا، معربة في الوقت عينه عن خالص امتنانها لماكدونالدز الإمارات على دعمها القيم والذي تمكنت من خلاله المجموعة في تنظيم هذا الحدث.
وأضافت: «حققت جلسة الحوار نجاحاً كبيراً في بدء محادثات هادفة حول دور الذكاء الاصطناعي في رحلتنا نحو الاستدامة. من خلال إشراك الطلبة والمحترفين والخبراء من مختلف المجالات، تمكنا من استكشاف الفرص والمخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا الناشئة».
وقالت: «يتعين علينا ضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لمساعدتنا في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية». بدأت المناقشة الجماعية بمناظرة بين مدرستين من أكثر المدارس الأكاديمية نشاطاً في مجموعة عمل الإمارات للبيئة، حيث واجهت مدرسة دبي الوطنية، التي تمثل الموقف القائل بأن الذكاء الاصطناعي نعمة للاستدامة، مدرسة الورقاء الثانوية، التي زعمت أن الذكاء الاصطناعي يضر بالاستدامة.
وناقش كل فريق، يتألف من ثلاثة طلاب متحمسين، الفوائد والمخاطر المحتملة لدور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل مستدام، حيث أعطى هذا النقاش الجذاب للطلاب منصة للتعبير عن وجهات نظرهم حول كيفية تقاطع الذكاء الاصطناعي مع الاستدامة، ومهد النقاش الطريق لمناقشة أوسع نطاقاً تلت ذلك، ما شكل نهجاً جديداً لإشراك الشباب في حوارات الاستدامة.
وبعد المناقشة، تحول الحدث إلى جلسة حوارية للخبراء، حيث شارك قادة الفكر المتميزون من مختلف القطاعات بآرائهم حول دور الذكاء الاصطناعي في الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته
  • برنامج الأغذية العالمي يحذّر من تصاعد القتال وعرقلة وصول المساعدات في السودان
  • الأغذية العالمي: تصاعد حدة القتال وعرقلة القوافل الإنسانية يعطلان إيصال المساعدات بالسودان
  • غرامات مشددة على المنشآت الغذائية بسبب حوادث التسمم الغذائي
  • الأغذية العالمي يكثف جهوده لإيصال المساعدات إلى غزة وسوريا ولبنان
  • برنامج الأغذية العالمي يكثف جهوده لإيصال المساعدات إلى غزة وسوريا ولبنان
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • برنامج الأغذية العالمي يقدم مساعدات غذائية لـ 17 ألف لاجئ ونازح في الكاميرون
  • «دبي العطاء» تختتم عاماً حافلاً بحملات رائدة وتطوع غير مسبوق
  • الفاو: الإغاثة الطارئة في غزة يجب أن تقترن باستعادة الإنتاج الغذائي المحلي