برهان غليون: لن تخرج إسرائيل من طوفان الأقصى إلا وحشا جريحا
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون، أن إسرائيل ومهما كانت قسوة انتقامها من غزة وتهجير أهلها والتنكيل بهم، فإن ذلك لن يغير من حقيقة أن إسرائيل الصهيونية تلقت ضربة قاصمة".
وأوضح غليون في تدوينة نشرها اليوم في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الثاني أن "إرسال البوارج الحربية وتسابق وزراء الخارجية الغربيين إلى تل أبيب يمكن أن يساعد على تطمين المريض ومواساته لكنه لن يشفيه".
وقال: "لن تخرج إسرائيل من هذه الواقعة إلا وحشا جريحا متخبطا بدمائه".
وأضاف: "من الواضح أن إسرائيل تعيش صدمة عميقة وأن قادتها غير قادرين على الوصول إلى قرار. بدل أن تساعدها الدول الغربية التي خلقتها ولم تكف عن تشجيعها على التوسع والرهان على التفوق العسكري والاعتداء على جيرانها من دون حدود تعمل اليوم بتصريحاتها وأساطيلها، بالعكس، على دفعها بشكل أكبر إلى فقدان توازنها و"تكبير رأسها" والتفكير اللاعقلاني".
وأشار غليون إلى أن "إسرائيل تخشى، وهي هنا على حق، أن يكون ثمن الحرب الدائرة هو قيام دولة فلسطينية تشعر أن مجرد وجودها يقوض شرعية وضعها دولة فوق القانون"، وقال: "لكن المبالغة في تقديم منطق الانتقام وتكبيد غزة وشعب فلسطين المزيد من الضحايا على منطق السياسة لن يحول دون تحقيق هذا الهدف المؤجل منذ عقود بإرادة غربية ولكنه سوف يعززه ويسرع في مجيئه".
وأكد غليون أنه "تقع على عاتق العواصم الغربية التي كانت وراء تحويل إسرائيل إلى دولة استثنائية لا تخضع في سلوكها لأي قانون، ولم تكف عن تغذية أوهام العظمة لديها إلى حد الإيمان بحقها، وهي استطالة استعمارية صغيرة، في القضاء على شعب كامل ومحو أثره من التاريخ والجغرافيا لضمان ما تسميه أمنها، اي انفرادها بقرار الشرق الأوسط ذاته، على عاتق هذه العواصم أن تهدئ من روع صنيعتها وتساعدها على النزول من الشجرة إلى أرض الواقع قبل أن تقود نفسها والمشرق بأكمله إلى الهاوية".
ورأى غليون أن المشروع الصهيوني في المنطقة يترنح، وقال: "للأسف الرابح الأول من ترنح المشروع الصهيوني هو طهران التي حققت فوزا على خصومها المعلنين، من حساب غيرها ومن دون أن تطلق رصاصة واحدة. أما الأنظمة العربية فهي تجد نفسها فاقدة لأي اختيار، لا التقرب من إسرائيل أصبح مجديا لمواجهة إيران كما كان يعتقد البعض، ولا الالتحاق بطهران يضمن أمن أحد أو يحفظ عهده وسلامه كما كان يراهن البعض الآخر".
وأعرب غليون عن أسفه للموقف العربي الضعيف، وقال: "لم يكن العرب، دولا وشعوبا وجماعة، أفقر في الخيارات الاستراتيجية، في أي وقت مضى، مما هم عليه اليوم. لم يعد أمامهم خيار سوى أن يساعدوا أنفسهم على الوقوف على أقدامهم وتوحيد جهودهم للنهوض بأنفسهم ومواجهة الوحوش الضارية المتربصة بهم أو سيكون مصيرهم المزيد من التخبط والانقسام والضياع".
ولليوم العاشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة المباني السكنية والمرافق ما أسفر عن استشهاد 2750 شخصا وإصابة 9700 آخرين ونزوح جماعي، فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن القطاع.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: جرائم الاحتلال في غزة تستوجب وقفة إنسانية عالمية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الحرب فلسطينية احتلال فلسطين غزة اتجاهات حرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فوضى بوزارة حرب الاحتلال.. استقالات وإقالات منذ عملية طوفان الأقصى (صور)
على مدار عام كامل من العدوان على قطاع غزة ولاحقا لبنان، وجدت وزارة الحرب وأجهزة الاحتلال الأمنية نفسها، أمام واحدة من أعقد الأزمات التي وقعت فيها، وكشفت عن الكثير من نقاط الضعف والخلل، وانعدام الثقة بين قياداتها.
وخلال العام الماضي، وقعت سلسلة من الاستقالات والإقالات، على خلفية الأزمات التي عصفت بالاحتلال، ظل فشله المتواصل في تحقيق أهدافه، على الرغم من المجازر الواسعة التي ارتكبها في قطاع غزة ولبنان، أمام صمود المقاومة ومضيها في حرب استنزاف.
وتعكس الاستقالات حالة الارتباك والفوضى بوزارة حرب الاحتلال، فضلا عن مشكلة استراتيجية في بنية الجيش، إضافة إلى الصراع مع المستوى السياسي الذي يقوده اليمين المتطرف المكون من شخصيات أغلبها ليس لها خلفيات عسكرية بالمطلق ولم تخدم حتى في جيش الاحتلال.
ونستعرض في التقرير التالي، أبرز الاستقالات التي وقعت في صفوف وزارة الحرب وأجهزة أمن الاحتلال، رغم خوضهم عدوانا واسعا لم يتوقف حتى الآن.
أهارون هاليفا
لواء سابق في جيش الاحتلال، كان ضابطا في لواء المظليين، ترأس جهاز الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال، منذ عام 2021، وحتى تاريخ استقالته من الجهاز عام 2024.
حمل نفسه مسؤولية الفشل عن كشف عملية طوفان الأقصى قبل وقوعها، بسبب الإخفاق الاستخباري الذي وقع فيه جهازه في واحدة من أهم الساحات المعادية للاحتلال في قطاع غزة.
يهودا فوكس
لواء سابق بجيش الاحتلال، كان يتولى قيادة القيادة المركزية لجيش الاحتلال، وكان قائد فرقة غزة وقائد المنطقة الوسطى.
رغم أنه يتحمل مسؤوليات بسبب الإخفاق أمام عملية طوفان الأقصى، بفعل خدمته السابقة في فرقة غزة، إلا أن رسالة استقالته كشفت تورط اليمين المتطرف، وخاصة كتيبة نيتساح يهودا التي كانت تنضوي تحت لواءه قبل الاستقالة، في إطلاق تهديدات بحقه ما دفعه للاستقالة.
آفي روزنفيلد
القائد السابق لفرقة غزة، والذي وجهت إليه أصابع الاتهام بصورة مباشرة في الإخفاق في عملية طوفان الأقصى، بعد انهيار قوات فرقته أمام هجوم كتائب القسام.
كتب رسالة أعرب فيها عن الأسف من الإخفاق الذي جرى، وقال فيها "على الجميع أن يتحملوا مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر"، وجاءت استقالته بصورة مفاجئة مع وقت قصير من استقالة هاليفا رئيس شعبة الاستخبارات.
يؤآف غالانت
قائد سابق بجيش الاحتلال، شغل العديد من المناصب كان أبرزها قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، المسؤولة عن قطاع غزة، فضلا عن شغله منصب وزير الحرب منذ العام 2022.
أقاله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد خلافات طاحنة بينهما، على كيفية إدارة العدوان على القطاع، إضافة إلى كشفه عن الخلافات حول ضرورة الذهاب إلى صفقة تبادل وتقدم تنازلات، وإصراره على تجنيد الحريديم وهو ما يرفضه نتنياهو.
تامير يادعي
أحد كبار الضباط بجيش الاحتلال، بدأ خدمته العسكرية في لواء غولاني، وترقى ليشغل مناصب مختلفة في الجيش ويعتبر من أبرز القادة الميدانيين.
تسلم قيادة وحدات استخبارية ووحدات للنخبة، إضافة إلى قيادة لواء غولاني وفرقة "يهودا والسامرة" الضفة الغربية، واختير قائد للقوات البرية بجيش الاحتلال، عام 2021، وحتى استقالته هذا العام بصورة مباشرة، وصفتها الصحافة العبرية بالزلزال في رئاسة الأركان.
حيزي نحميا
عقيد في جيش الاحتلال، والقائد المسؤول عن تدريب قوات الاحتياط، وأحد المشاركين في صياغة ما يعرف بخطة الجنرالات، والتي تقوم على محاصرة وتجويع السكان شمال قطاع غزة، من أجل تهجيرهم واحتلال المنطقة بالكامل.
أقيل نحميا من منصبه، بعد إطلاقه تصريحات وانتقادات لسير العمليات العسكرية، وقال إن المناورات العسكرية في غزة لن تحقق النصر.
ومن بين المستقلين كذلك من الضباط الأقل رتبة، ريتشارد هيشت المتحدث باسم جيش الاحتلال، للاعلام الاجنبي مع عدد من الضباط من قسم المعلومات تحت إمرة الناطق دانيال هاغاري.
كذلك قدم قائد المنطقة الجنوبية في جهاز الشاباك، استقالته وخطاب اعتراف بالمسؤولية عن الإخفاق والفشل جراء عملية طوفان الأقصى، وبقي اسمه طي السرية بسبب منصبه الحساس.