عقد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ورشة العمل الثانية في إطار مبادرة «بنفكر لبلدنا: 50 فكرة لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري»، تحت عنوان: «تعزيز إيرادات الاستثمار الأجنبي المباشر»، وبحضور نخبة من المتخصصين والخبراء وممثلي شركات القطاع الخاص، وذلك بمقره بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

وفي مستهل الورشة، رحب اللواء محمد عبد المقصود، مستشار رئيس مركز المعلومات بمجلس الوزراء، بالحضور، مشيراً إلى حرص المركز على تعزيز آليات التواصل المستمر مع كافة أصحاب الخبرات والأفكار وشباب الباحثين، بما يعزز عملية صنع القرار بالمبادرات والرؤى التي من شأنها النهوض بمختلف الأوضاع، وذلك استناداً لدور مركز المعلومات الرائد كمركز فكر لدعم متخذ القرار.

 

وعقب ذلك، عرضت الدكتورة مي محسن، مدير الإدارة العامة للمكتب الفني بمركز المعلومات، محاور عمل مبادرة «بنفكر لبلدنا» التي أطلقها منتدى السياسات العامة التابع للمركز بالتعاون مع منظمة «اليونسيف»، بهدف طرح رؤية تشاركية؛ بالتعاون مع الخبراء وممثلي القطاع الخاص والباحثين، للخروج بأوراق سياسات لأفضل المقترحات لخلق موارد مستدامة للنقد الأجنبي؛ عن طريق السياحة، والاستثمار الأجنبي، وزيادة تحويلات المصريين بالخارج، وتعزيز تنافسية قناة السويس. 

كما شهدت الورشة عرضًا تقديمًيا للدكتورة مي محسن، عن أهم مؤشرات الاستثمارات العامة والخاصة؛ لاسيما الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، واستعرضت جهود الدولة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمارات، وعلى رأسها إقرار وثيقة سياسة ملكية الدولة وتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، ذلك إلى جانب موافقة المجلس الأعلى للاستثمار على 22 قرارًا لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري وتحسين مناخ الاستثمار في مصر، وتعديل بعض أحكام قانون الاستثمار بالقانون رقم 72 لسنة 2017، فضلًا عن التوسع في منح الرخصة الذهبية؛ حيث بلغ إجمالي عدد الشركات التي تم منحها الرخصة الذهبية 24 شركة. 

وقد أكدت على حرص الدولة المصرية لتوفير بيئة أعمال داعمة للمستثمرين، إذ عملت الدولة خلال الفترة الماضية على دعم الحياد التنافسي وذلك من خلال إطلاق استراتيجية جهاز حماية المنافسة للفترة 2021-2025، وإنشاء لجنة عُليا لدعم المنافسة، وتعديل قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، بالإضافة إلى العمل على تنظيم تخصيص الأراضي، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وإنشاء وحدة بمجلس الوزراء لحل مشكلات المستثمرين، مؤكدة أن تلك الجهود قد انعكست إيجابيًا على مؤشرات الاستثمار في مصر، حيث تضاعفت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر لتصل إلى 11.4 مليار دولار في عام ٢٠٢٢، كما جاءت مصر في المركز الأول من حيث التدفقات الداخلة على مستوى شمال إفريقيا، والمركز الثاني على مستوى الدول العربية، وذلك وفقًا لتقرير الأونكتاد لعام 2023.

 وخلال الورشة التي أدارتها الأستاذة مونيكا وليم، رئيس قسم بمكتب رئيس مركز المعلومات ومنسق إعلامي بمبادرة «بنفكر لبلدنا»، تم استعراض مجموعةً من الأفكار والمشروعات التي طرحها الباحثون الشباب المشاركون بالمبادرة ضمن محور تعزيز إيرادات الاستثمار الأجنبي المباشر، ومنها: مبادرة لتحويل مصر لمركز صناعي عالمي، وأخرى للاستثمار في الطاقة الشمسية، وثالثة لعقد تحالفات صناعية في مجال الهيدروجين الأخضر. 

أعقب ذلك مداخلات من الحضور، حيث أكد الدكتور هاني توفيق، الخبير الاقتصادي، أهمية تحفيز السياسات المالية والنقدية لتشجيع الاستثمار، وكذلك المضي قدمًا نحو تنفيذ أهداف خفض الدين العام، بالإضافة إلى زيادة نسب مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي؛ مطالبًا باستمرار العمل على تذليل العقبات التي تواجه الاستثمار، ومنها البيروقراطية وتعدد جهات الولاية، بما يسهم في تحسين وضع مصر في مؤشر التنافسية العالمي، وبما يزيد من نسبة مشاركة الاستثمار الخاص الأجنبي والمصري لتصل إلى 70% أو 80% من حجم الاستثمار. 

وفي السياق نفسه، أكد ماجد عز الدين، الشريك التنفيذي ورئيس قطاع الصفقات في «برايس ووترهاوس كوبرز-مصر»، أهمية استقرار البيئة التشريعية والضريبية بالنسبة لجذب الاستثمارات، مع زيادة الحوافز المقدمة إلى المستثمرين لبدء وتوسيع أنشطتهم، مع استمرار عقد الحوارات المجتمعية بين الجهات التنفيذية ومجتمعات الأعمال. 

ودعا الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، إلى دعم المستثمرين لزيادة التصنيع من خلال زيادة الإعفاءات الضريبية، وتوجيه تسهيلات إضافية في تخصيص الأراضي الصناعية، مع تيسير سبل التمويل البنكي، أو غير ذلك، كما دعا إلى وضع خريطة استثمارية واضحة ومحددة زمنيًّا، مستعرضًا لمجموعة من المقترحات للتوسع في الصناعات التحويلية، ودعم صغار المستثمرين والتوسع في منح الرخصة الذهبية لعدد أكبر من المشروعات. 

وأشار باسل حسين رشدي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «كابيتال» القابضة للاستثمار، إلى حلول أخرى لتعزيز إيرادات الاستثمار الأجنبي المباشر؛ من بينها: التوسع في المشاركة بين القطاعين العام والخاص؛ في إطار تخارج الدولة من بعض الأنشطة الاقتصادية؛ وفق وثيقة سياسة ملكية الدولة، بجانب عقد شراكات استراتيجية بين الشركات العامة والخاصة والشركات المتخصصة في توفير التقنيات والخدمات وفق أفضل المواصفات والممارسات العالمية، بالإضافة إلى تحقيق مزيد من التنسيق بين جهات الاختصاص ومحاربة البيروقراطية، والترويج الجيد للمشروعات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء الاقتصاد المصري

إقرأ أيضاً:

وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله

قالت إسرائيل إنها خططت لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله منذ مدة طويلة، وعكفت لسنوات على جمع معلومات استخباراتية عن تحركاته هو وعدد من قادة الحزب وعناصره وترسانته العسكرية.

وعقب محاولات اغتيال عدة وعمليات استخبارتية فاشلة، وسنين من التخطيط الاستخباراتي منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، قصف سلاح الجو الإسرائيلي في 28 سبتمبر/أيلول 2024 المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت فيه نصر الله وقيادات أخرى لبنانية وإيرانية.

وقالت صحف إسرائيلية إن هذه العملية الاستخباراتية تعاونت فيها 3 وحدات رئيسية تابعة لـ"شعبة الاستخبارات العسكرية" (أمان)، هي الوحدة 8200 والوحدة 9900 والوحدة 504.

وشعبة الاستخبارات العسكرية جهاز استخباراتي تابع للجيش الإسرائيلي، يتكون من عدة وحدات، وهو المسؤول عن جمع المعلومات العسكرية وتحليلها، ويعمل بالتنسيق مع باقي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مثل الاستخبارات الخارجية (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

شعار الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 8200

أكبر الوحدات في شعبة الاستخبارات العسكرية، مهمتها جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.

التاريخ

يعود تاريخ الوحدة 8200 إلى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، حين سعت كيانات عدة لجمع المعلومات وفك التشفير، فنشأت هذه الوحدة وعُرفت باسم "وحدة التحصيل المركزية".

وانتقلت الوحدة عام 1953 إلى معسكر غليلوت وتغيّر اسمها إلى الوحدة 515، وأنشئ فيها قسم "مرام" المختص بالأنظمة الحاسوبية، ثم خضعت لعدة تطورات وأنشئت فيها عدد من الأقسام المختصة.

وفي بداية القرن الـ21 تطورت الوحدة وأصبحت وكالة استخباراتية مركزية وشاركت في جمع معلومات عن كبار الشخصيات في حزب الله أثناء حرب يوليو/تموز 2006.

وفي عام 2010 أشارت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية إلى أن الوحدة 8200 تدير قاعدة عسكرية كبيرة في صحراء النقب، تسمى قاعدة أوريم، وتقع على بعد 30 كيلومترا من بئر السبع.

هيكل الوحدة

تتكون بشكل رئيسي من الشباب (ذكورا وإناثا) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، ويدير الوحدة قائد برتبة "عميد" تبقى هويته سرية خلال فترة ولايته، ونائبه يكون برتبة "مقدم"، وفي حالة الحاجة لذكر أسميهما تستخدم الحروف الأولى منهما فحسب.

إخفاق أمام طوفان الأقصى

فشلت الوحدة 8200 في التنبؤ بطوفان الأقصى الذي باغت إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين استطاع مقاتلو كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- التسلل إلى قاعدة أوريم العسكرية ومداهمتها وقتل من فيها، وأخذوا ملفات استخباراتية معهم ومعلومات حساسة وأجهزة ذات قيمة عالية، وانسحبوا من دون أي أضرار في صفوفهم.

إضافة إلى ذلك سيطرت المقاومة على مستوطنات غلاف غزة ساعات عدة، وقتل عدد كبير من العسكريين وأسر العشرات.

حاولت الوحدة في تحليل أولي تبرير ما حدث وأشارت إلى وجود ثغرة أمنية استخباراتية لم يستطع خبراؤها تفسيرها، وذلك وفق ما ورد في صحيفة "جوريزاليم بوست" الإسرائيلية.

وقادت الوحدة 8200 نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت فيه قادة حماس وجهازها العسكري، وتركز على إثارة مشاعر الكره ضد المقاومة.

شعار الوحدة 990 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 9900

وحدة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية الجغرافية والمرئية، وتتعامل مع مجالات فك التشفير البصري ورسم الخرائط الدقيقة وخرائط الأقمار الصناعية.

وتؤدي الوحدة دورا أساسيا في التخطيط الإستراتيجي للعمليات والتدابير المضادة، ويطلق عليها "الأخت الصغرى" للوحدة 8200، وقد تأسست عام 1948 في شكلها الأولي، قبل أن تتطور وتتوسع.

تتكون الوحدة 9900 من 5 وحدات فرعية وهي:

وحدة الأقمار الصناعية

تأسست عام 1997 وكانت بمنزلة وكالة استخباراتية وطنية تتبع لإسرائيل، مهمتها توفير معلومات استخباراتية لجميع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

تطورت وحدة الأقمار الصناعية فأصبحت تتعامل مع تطوير "تكنولوجيا الأقمار الصناعية النانوية"، وهي نوع من الأقمار الصناعية خفيفة الوزن وصغيرة الحجم، ويعمل جنود نظاميون في الجيش الإسرائيلي على تشغيلها وصيانتها.

وحدة الطائرات بدون طيار

تأسست هذه الوحدة عام 2020 وحازت على جائزة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للابتكار. مهمتها تشغيل الطائرات بدون طيار وإرسالها بطلعات جوية بهدف جمع صور دقيقة وسريعة وعالية الجودة.

أنشئت لهدفين: الأول عملياتي يتعلق بقدرة الطائرة بدون طيار على العمل قريبا من الأرض ورصد الأفراد والأهداف بدقة عالية، وفي حالة سقوطها فإن معلوماتها محمية ضد التسرب، والثاني اقتصادي، إذ يمكن عن طريق الطائرة من دون طيار تركيب كاميرات مراقبة لتصوير المناطق بدقة عالية وبتكلفة منخفضة.

وحدة رسم الخرائط

توفر هذه الوحدة للجيش معلومات جغرافية مع إمكانية رسم الخرائط في اللحظة نفسها التي تحدث فيها الأحداث. وقد بدأت عملها وحدة للخرائط الكلاسيكية، تتعامل مع التضاريس والخرائط الفيزيائية، قبل إعلان قيام إسرائيل، وفي مارس/آذار 1948 أنشئت فرقة الخرائط والتصوير الفوتوغرافي بقيادة المقدم بنحاس يويلي.

وتعاونت الفرقة حينها مع قسم المسح الإلزامي، وموظفي رسم الخرائط الذين عملوا على الأرض، وكانت مهمة الفرقة حينها إعداد خرائط للاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي خلال حرب النكبة.

تطورت الوحدة لتتعامل مع الخرائط الرقمية، وأصبحت تهتم بتوفير الدعم الاستخباراتي الجغرافي الدقيق لكافة وحدات الجيش الإسرائيلي، وللقوات الخاصة.

تضم الوحدة فرقا خاصة مهمتها رسم تصورات ثلاثية الأبعاد ونماذج معمارية للأهداف المطلوبة، مما يسمح بالتخطيط للهجمات بدقة، وبسبب قدرتها على تصميم النماذج المعمارية ثلاثية الأبعاد أدت دورا أساسيا هاما في اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد العظيم بو العطا عام 2019، بعد تحليل طويل الأمد للمبنى الذي كان فيه القيادي.

وحدة التحليل أو فك التشفير

وهي المركز المسؤول عن التحليل الاستخباراتي للوحدة 9900 على جميع الجبهات، كما يتولى مسؤولية توجيه عمليات جمع المعلومات.

ويتمثل هدف الوحدة في تحويل البيانات المرئية التي جُمعت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، كما تتخصص في تحليل الصور الحية الواردة من وحدات جمع المعلومات من الوحدة 9900 أو من القوات الخاصة.

ويشمل تحليل البيانات: المستوى الجغرافي والجوي والاتصالات والإشارات، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الوحدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن التحركات أو التغييرات التي تحدث.

وحدة إدارة الحرب

تتولى مسؤولية نقل المعلومات الاستخباراتية إلى الجنود على الأرض بطريقة تمكّنهم من القتال والمواجهة على نحو أفضل، من خلال تقنيات حديثة وخرائط متقدمة، بهدف كشف الهدف بطريقة مثلى. وكان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الوحدة هو الكشف عن مواقع "العدو المتخفي" كما تسميه الوحدة.

وتقدم الوحدة المعلومات للجنود من خلال نظام إشارات المرور:

اللون الأحمر يدل على وجود تهديد فوري ويحتاج إلى إجراء عاجل. اللون الأصفر يشير إلى تحذير محتمل أو خطر محتمل، مما يتطلب الاستعداد والانتباه وأخذ الحذر. اللون الأخضر يدل على أن الوضع آمن ولا يوجد تهديد مباشر. وحدة شلف

وهي وحدة استطلاع جوي مشتركة بين الوحدة 9900 وسرب الطيران 100، تقدم رؤية جوية من خلال بث مباشر يتضمن صورا وفيديوهات تلتقطها الطائرات وتنقل على نحو فوري للقادة والمقاتلين، بهدف الدعم الميداني المباشر.

وتتحمل وحدة 9900 مسؤولية تشغيل معدات التصوير المتقدمة، في حين يتولى سرب الطيران 100 مسؤولية تشغيل الطائرات.

شعار الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (موقع الجيش الإسرائيلي) الوحدة 504

وتسمى أيضا "مجموعة الاستخبارات البشرية"، هي وحدة استخبارات عسكرية في الجيش الإسرائيلي، وتجمع معلوماتها الاستخباراتية عبر تجنيد عملاء لها خارج أماكن السيطرة الإسرائيلية في المناطق الحدودية في سوريا ولبنان ومصر وأيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتركز الوحدة 504 على العمل داخل لبنان أكثر من أي منطقة أخرى، وتجمع معلوماتها عبر استخدام المعدات المتطورة، وجمع البيانات من الميدان، وإحضار المعلومات حول البنى التحتية المختلفة، وتستعمل جميعها غالبا في التخطيط للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي.

تأسست عام 1949 وسميت حينئذ "موديعين 10″، ولقبت بـ"تصميم الاستخبارات البشرية" وكان رئيسها الأول ديفيد كرون، ووصلت أوج عملها خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وحينئذ استجوبت مقاتلين لحزب الله وأدارت شبكة واسعة من العملاء.

وخلال حرب الأيام الستة عام 1967، نشطت الوحدة في تقديم المعلومات حول أماكن مدافع الجيش الأردني، وبعد فترة وجيزة من انتهاء "مؤتمر القوانين الثلاثة" في الخرطوم الذي تلا الحرب، نجح عميل من الوحدة في الحصول على البروتوكولات السرية للمؤتمر.

عناصر الوحدة 504

تعتمد الوحدة على 3 عناصر رئيسية لتيسير عملياتها، هي:

العميل، وهو المورد الأساسي وصاحب المعلومة الاستخباراتية. ضباط المهمات الخاصة، ويطلق عليهم اختصارا بـ"كاتام"، وهم المسؤولون عن تجنيد العملاء وتشغيلهم، ويدير كل ضابط منهم مجموعة من العملاء، ويوجههم لمهماتهم. المقاتلون، وهم عنصر حماية يتواجد في كل عملية تشرع بها الوحدة، ويُختارون بعناية، ويمرون بتدريب عسكري، بداية من لواء غولاني ثم تدريب داخلي في "مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى أداء أنشطة سرية داخل إسرائيل وخارجها. ويضمن المقاتلون في الوحدة "أمان العميل والضابط وسرية العملية"، ويؤمنون اللقاءات بين العميل والضابط، فيفحصون منطقة اللقاء، وينسقون طرق الاتصال مع العميل.

ويعمل الضباط والجنود المقاتلون جنبا إلى جنب لتقديم المعلومات الاستخباراتية إلى مديرية الاستخبارات العسكرية لتحللها.

ويلزم أعضاء الوحدة بحضور دورة في اللغة العربية مدتها تصل إلى 9 أشهر، إضافة إلى دراسة للمكان والثقافة واللهجة المحلية للمنطقة المستهدفة.

اختصاصها وعملها

يشابه عمل الوحدة 504 المهام التي يضطلع به الموساد والشاباك، وقد تتداخل مهامهم وقد تتم بتنسيق مشترك بينهم، خاصة في العمليات عند المناطق الحدودية.

والموساد من جهة أخرى يدير عملاء ويجمع معلومات وينفذ عمليات في جميع أنحاء العالم، مع تركيز خاص على إيران، وقد تقدم الوحدة 504 الدعم للموساد عند الحاجة إلى عدد أكبر من الأفراد لعملية سرية، بمساعدة وحدات من القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي.

وتميل أهداف وحدة 504 إلى أن تكون أقل إستراتيجية من الموساد والشاباك، وتتعلق أكثر بالعمليات العسكرية الجارية، وتنفذ عملياتها وتحقيقاتها ميدانيا وبسرعة ضمن الخطوط الأمامية في الجيش الإسرائيلي، لمساعدة القوات على التقدم وتجنب الكمائن أثناء العملية.

دورها في عملية "السيوف الحديدية"

ومنذ العملية العسكرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة، أدارت الوحدة أكثر من 30 ألف مكالمة أمر إجلاء، وأرسلت ما يزيد عن 10 ملايين رسالة نصية، وقدمت أكثر من 9 ملايين بلاغ مسجل، وألقت نحو 4 ملايين منشور تدعو فيها السكان إلى ترك منازلهم في القطاع.

رغم أن مقرها الرئيسي يقع في منشأة 1391، فقد أنشأت منشآت ميدانية جنوب القطاع للتحقيق مع الغزيين فور بداية العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، وأجرت كما تقول تحقيقا مع نحو 300 غزي زعمت أنهم تابعون لحركة حماس والجهاد الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • "المشاط": ما شهده بنك الاستثمار العربي من تطور خلال السنوات الأخيرة يعد نموذجًا ناجحًا للشراكة مع القطاع الخاص
  • المشاط: الوزارة حريصة على توفير كامل الدعم للقطاع الخاص
  • مدبولي: إسهامات القطاع الخاص انعكست على قوة الاقتصاد ‏المصري في مواجهة الأزمات
  • المشاط: الحكومة تعمل على تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للدولة وجذب الاستثمارات لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري
  • المشاط: الحكومة تعمل على تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للدولة وجذب الاستثمارات
  • الكوميسا ينظم ورشة عمل لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر لدول التجمع
  • الاستثمار الأجنبي في السعودية.. الخطة لا تسير وفق التوقعات
  • خلال الربع الثاني من 2024.. “الإحصاء”: نمو صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بالمملكة بنسبة 23.4%
  • الحوار الوطني يستعرض أوجه الدعم المباشر التي تقدمها الدولة لمواطنيها
  • وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله