فرية قطع حماس لرؤوس الأطفال.. ذريعة الموت الزؤام والتضامن
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
يبدو أن إسرائيل ومنذ قصة الهلوكوست التي شكك في وقوعها وبشدة الفيلسوف والكاتب الفرنسي روجيه جارودي في سِفرِه الجليل (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)، قد برعت في سرد القصص والروايات التي تستدرُ وتبتزُ بها تعاطف الغرب، وقد حصنت تلك القصص بجدار فولاذي من (الإرهاب الفكري) لكل من تسول له نفسه مجرد المساس بها، ومناقشة مصداقيتها.
فالمتابع لقصة تخليق إسرائيل يجد سيرتها مستكنة في تلك الأقاصيص المسيجة بالمحرمات، والمغلقة بجدر الصمت والخوف وكل مشتقات الإرهاب العقائدي والفكري.
إتساقاً مع ذات المنهج المقرر في تخليق الأساطير والأكاذيب نسجت إسرائيل عند فواقها من صدمة الهجوم الكاسح الذي قامت به حماس أكذوبة أخرى على عجل مما توفر لها من مخزون تلك "القدرات الفذة"، بأن حماس قد قامت (بقطع رؤوس الأطفال). ولا شك أن هذا الإدعاء يثير في النفس الإنسانية السوية حالة من التقزز والصدمة بمجرد سماعه وقد لا يعطي متلقي الخبر في غمرة أحداث لاهبة نفسه فرصةً للتحقق من صدقية الادعاء. ولن يكون بوسعه في هذه الحالة إلا أن يدين مرتكب هذا الجرم ويعلن تضامناً كاملاً مع "الضحية".
هكذا قدمت إسرائيل على لسان كل مسؤوليها التهمة ضد حماس. وقد أكدت منذ البدء أنها قد أطلعت شركاءها في العالم على صور هؤلاء الأطفال مقطوعي الرؤوس.
من الواضح أن إسرائيل قد هدفت من ذلك الي غايتين الأولى تريد أن تؤكد بأنه لا فرق بين حماس وبين تنظيم الدولة (داعش) وقد تجلى ذلك في كل جملة نطق بها أي مسؤول إسرائيلي بأن حماس هي داعش أخرى حتى وجد ذلك صدى حقيقياً في تصريحات المسؤولين الأمريكان. الغاية الثانية هي البحث عن مبرر أخلاقي للإنتقام وإنزال الموت الزؤام بالفلسطينيين الذي قررت أن تواجههم به حتى لا يجرؤ أحد ليس فقط على إدانتها، بل حتى مطالبتها بوقف حمامات الدم في قطاع غزة.
من خلال مجريات الأحداث يبدو أن إسرائيل قد أفلحت في تحقيق ما تصبو إليه، فوجدت تضامناً منقطع النظير من الغرب عموماً وأمريكا على وجه الخصوص، بالدرجة التي حركت بها حاملة الطائرات جيرالد آر فورد الي منطقة شرق المتوسط وشُحنت بها الأسلحة، حتى أُتخمت ترسانتها من الأسلحة، وهرع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلكن حاملاً حقيبته على عجل ليكون أرفع مسؤول أجنبي يصل إليها ملهوفاً على مصير اؤلئك الأطفال.. غير أن الكذب المُخلّق من شمع المتاحف العتيقة قد ذاب تحت وهج الحقيقة التي أبت إلا أن تظهر من خلال المؤتمرالصحفي الذي عقده قبيل مغادرته لتل أبيب بتاريخ 12 أكتوبر 2023م . ففي خواتيم المؤتمر سألته في احد الصحفيات بصورة مباشرة بالقول : (هل إطلعتم على صور الأطفال الذين قطعت حماس رؤوسهم؟) هنا لم يسع الوزير الملهوف على مصير الأطفال إلا أن يقدم سرديةً تباكى فيها على مصير من لقوا حتفهم من الإسرائيليين وقدم قائمة طويلة من كل الفئات المجتمعية بقوله:(بالنسبة للصور والفيديوهات لقد وصفت ما شاهدته اليوم ولم تُتح لي فرصة لمشاهدة بعضها الآخر للأسف. إن هنالك العديد والعديد منها وكل يوم يتكشف للعالم دليل جديد على عدم إنسانية حماس وبشاعتها .. هذه البشاعات موجهة للأطفال والصبيان والشباب والمسنين والأشخاص من ذوي الإعاقة والقائمة تطول).
ما يمكن استخلاصه من إجابة الوزير أنه لم يطلع على صور لأطفال مقطوعي الرؤوس. وأن ادعاء إسرائيل بأنها شاركت تلك الصور مع شركائها محض أكذوبة تُضاف لتلك الأكاذيب التي وقف الفيلسوف روجيه جارودي في وجهها فاضحاً اكبر أساطير القرون الأولى واللاحقة المؤسسة لكيان قامت سياسته على الكذب.
د.محمد عبد الحميد
////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إرجاء تنفيذ قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المُقرر إخلاء سبيلهم اليوم في إطار صفقة تبادل الأسرى.
اقرأ أيضًا.. صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وذكرت مصادر محلية إسرائيلية أن القيادة السياسية قررت تجميد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وذلك بسب مشاهد عملية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في خان يونس.
وفي هذا السياق، نقلت شبكة القاهرة الإخبارية عن مسئول إسرائيلي تأكيده على أن تأخير الإفراج عن الأسرى يأتي رداً على ما حدث في غزة، وستبقى حافلات الأسرى الفلسطينيين لوقت إضافي أمام سجن عوفر.
وفي هذا السياق، عبّرت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن مشاعر الاستياء تجاه مشاهد تسليم الأسيرين أربيل يهود وجادي موزيس إلى الصليب الأحمر قبل قليل.
يأتي قيام حماس بتسليم يهود وموزيس مع 5 عُمال تايلانديين إلى الصليب الأحمر تمهيدًا إلى عودتهم إلى إسرائيل من جديد، وذلك بُناءً على اتفاقية وقف الحرب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية فإن الدولة العبرية أرسلت رسالة غاضبة للوُسطاء بينها وبين حماس بشأن طريقة تسليم الأسيرين.
ونقل التقرير بيانًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتننياهو، قال فيه :"أدين بقوة المشاهد العنيفة التي واكبت الإفراج عن أسرانا".
وأضاف البيان: "هذا دليل آخر على وحشية حركة حماس (الإرهابية)، أنا أطلب من الوُسطاء التأكد من عدم تكرار هذه المشاهد، وأرغب في ضمانات تكفل سلامة مُحتجزينا".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحًا للنائب اليميني والوزير السابق إيتمار بن غفير، قال فيه: "مشاهد الفوضى في غزة تُمثل فشلاً للاتفاق مع حركة حماس".
ولم يسير مشهد تسليم الأسيرين اليوم بدرجة التنظيم التي واكبت مراسم التسليم السابقة، وسادت الفوضى المشهد، وكان عسيرًا رؤية الأسرى أثناء تسليمهم للصليب الأحمر.
تعتبر صفقات تبادل الأسرى بين فلسطين وإسرائيل جزءًا أساسيًا من الصراع المستمر بين الطرفين، حيث تسعى الفصائل الفلسطينية، خصوصًا حماس، إلى استخدام هذه الصفقات كوسيلة لتحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. في المقابل، تحاول إسرائيل استعادة جنودها المحتجزين أو جثامينهم بأقل التنازلات الممكنة. تعود أولى عمليات التبادل إلى سبعينيات القرن الماضي، لكنها اكتسبت زخمًا كبيرًا مع صفقات مثل "وفاء الأحرار" عام 2011، التي تم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. رغم نجاح بعض الصفقات، تظل المفاوضات معقدة بسبب المطالب المتبادلة والضغوط الداخلية على الطرفين. وتلعب وساطات إقليمية، خاصة من مصر وقطر، دورًا رئيسيًا في تسهيل هذه الصفقات، التي تعد وسيلة سياسية وإنسانية مهمة، لكنها تظل مرهونة بالظروف الأمنية والتطورات السياسية في المنطق.