osmankhal@gmail.com>
بسم الله الرحمن الرحيم
تداعيات الحرب في السودان**
لو يذكر الزيتون غارسه
لصار الزيت دمعا !
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا !
لكنّ سهل الريح،
لا يعطي عبيد الريح زرعا !
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك و الأحزان..قلعا !
و إلام نحمل عارنا و صليبنا !
و الكون يسعى..
سنظل في الزيتون خضرته،
و حول الأرض درعا ! !
ـ 2 ـ
إنّا نحبّ الورد،
لكنّا نحبّ القمح أكثر
و نحبّ عطر الورد،
لكن السنابل منه أطهر
فاحموا سنابلكم من الإعصار
بالصدر المسمّر
هاتوا السياج من الصدور.
من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟ ؟
أقبض على عنق السنابل
مثلما عانقت خنجر !
الأرض،و الفلاح،و الإصرار،
قل لي : كيف تقهر..
هذي الأقانيم الثلاثة،
كيف تقهر ؟ ..
محمود درويش
نواصل الكتابة التي بدأناها في موضوع (الكتابة زمن الحرب) لكن في البداية يجب ان نَذْكُر اننا لسنا مثل اولئك الجماعة الذين يسمون انفسهم (الاستراتجيين) ولسنا من اصحاب الابواق السياسية الجوفاء بل نحن فر من (ناس الله ساي) وكل ما نصبوا اليه هو محاولة التوثيق والادلاء برأينا في هذه الحرب السودانية-سودانية وهمنا في المقام الاول هو النظر لبعض المعوقات التي خلقتها هذه الحرب الضروس وكلنا يعلم ان الحرب حرب والدمار دمار والبادي اظلم..وسوف نرمي حجراً في المياه الساكنه فإن نجحنا فذلك توفيق من الله وإن اخفقنا فذلك من انفسنا..
لقد ظل السودان منذ فجر استقلاله من ربقة الاستعمار البريطاني يعيش في حالة من الاضطرابات والصراعات ويعيش معظم اهله في حالة عدم استقرار لفترة طويلة، وقد ترتب على هذه الحروب تداعيات وآثار سلبية على الناس الامر الذي ادى الى تفكيك المجتمعات في هذا البلد العريق..في هذا المقال، سوف نحاول ان نستعرض تأثيرات هذه الحرب في السودان على عدة جوانب.
التأثيرات الاقتصادية:
تأثير الحرب على الاقتصاد السوداني كان كارثيًا. تضررت البنية التحتية وتراجعت إنتاجية النفط والزراعة. هذا أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بل انعدامها في مناطق اخرى وفي هذا الخصوص كاتبني صديق من احد اقاليم السودان انه يكابد في سبيل توفير (صحن فول) له ولعياله الصغار اما جرعة العلاج فقد اصبحت مستحيلة لغلائها وقد اضطر هو نفسه ان يلجأ للادوية البلديه لتضميض جروحه..كذلك زيادة معدلات البطالة، مما أثر سلبًا على حياة الناس المعيشية، ولاننسى الجوانب اللا اخلاقية والتي ظهرت جلية من بعض اصحاب النفوس المريضة التي استغلت هذه الاوضاع ظناً منها انها سوف تحقق مكاسب مادية وعملت على السمسرة في قوت المحتاجين
التأثيرات الاجتماعية:
معلوم ان العاصمة الخرطوم الكبرى (العاصة المثلثة) كانت قد شهدت قبل الحرب الدائرة الان، تدفقًا كبيرًا من النازحين الهاربين من مناطق النزاع في أقاليم البلاد ونتيجة تلك التدفقات بالتاكيد هو الضغط الزائد على الموارد الاقتصادية الشحيحة اصلاً مما أثر على الخدمات الصحية والتعليم، وجعل الأوضاع الاجتماعية تزداد تعقيدًا..الان وعند اندلاع هذه الحرب تغير الامر تماماً حيث نزح المواطن الي الأقاليم الامنه مما شكل عبئاً ثقيلًا على مواطن تلك المناطق.
التأثيرات السياسية:
الحروب في السودان لم تؤثر فقط على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والجيوسياسي ، بل أيضًا على الاستقرار السياسي والأمني في البلاد ونتج عن ذلك ان عمليات الحوار السياسي تأثرت بشكل سلبي، مما أثر على مسار السلام.
التأثيرات على السلم والأمن:
أدت هذه الحرب إلى اندلاع نزاعات عرقية وقبلية في العاصمة ومناطق أخرى، مما أدى إلى تدهور الأمن والسلم الاجتماعي خاصة في الخرطوم وما جاورها..
اهمية القراءة والكتابة في زمن الحرب:
وهذا ما يهمنا فرغم تدمير الحروب للبنية التحتية والنفسية، إلا أن الكتابة حولها تظل وسيلة للتعبير عن التجارب والمشاعر الانسانية، كما ان للقراءة والكتابة أهميتهما في هذه الظروف الصعبة خاصةً في مجال التوثيق إضافةً الي تجارب أولئك المتضررين بسببها، وتؤكد هذه التجارب القاسية ضرورة تجنب الحروب والبحث عن حلول سلمية للنزاعات…إن الشباب لهم دور كبير في بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتهم والعمل على اعادة بنائها والحفاظ على وحدة البلاد.. وقد يسأل سائل وهذا امر طبيعي ولكن كيف يتم
ذلك وهولاء الشباب يرزحون في وحل الحرب
وسوف نحاول ان نعطي بعض المقترحات في نقل اخر والله الموفق..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا
شارك الفيلم الوثائقي السوداني (الخرطوم) في مسابقة مهرجان (صن دانس) بالولايات المتحدة وينتظر مشاركته في مهرجان برلين بالمانيا في الخامس عشر من فبراير ضمن افلام البانوراما.
خاص _ التغيير
ويروي الفيلم قصة خمس شخصيات في مدينة واحدة، لبلد في حالة حرب. وتتكون الشخصيات من موظف حكومي، بائعة شاي، متطوع في لجنة مقاومة، وطفلان من الشارع.
وكتب موقع الفيلم على الإنترنت معرفا بطبيعته: خمس قصص من السودان تتشابك معًا بحثًا عن الحرية من خلال الأحلام المتحركة، وثورات الشوارع، وحرب من العاصمة الخرطوم للهروب إلى شرق أفريقيا.
الفيلم من إخراج كل من أنس سعيد، راوية الحاج، إبراهيم سنوبي، تيماء محمد أحمد، والمخرج البريطاني فيل كوكس.
وسبق لفيل كوكس أن زار السودان لتصوير فيلم سبايدرمان وهو ما دفعه وشجعه لتصوير عمل آخر بالشراكة بينه وبين ( سودان فيلم فاكتوري ) ليتم طرح طلبات على الإنترنت ويفوز فيلم الخرطوم بالموافقة.
ويتحدث الفيلم عن خمس شخصيات أوكلت لكل مخرج مهمة إخراج شخصية واحدة، وجمع قيل كوكس قصص كل المخرجين الخمسة في فيلم واحد. ويتكون فريق العمل من عدة جنسيات من السودان وبريطانيا وكينيا و فلسطين وغيرها. وبدأ تصوير الفيلم قبل وبعد حرب السودان واستغرق ثلاث سنوات، وأنجز العمل بجزئية كبيرة قبل اندلاع الحرب في الخرطوم .
تقول راوية لـ «التغيير» وهي أحد مخرجي الفيلم: قامت الخطة على الإنتهاء من التصوير في مايو 2023 غير أن الحرب بدلت كل التفاصيل، وفقدنا التواصل كمخرجين مع بعضنا البعض وكذلك مع شركاء المشروع، وأضافت “لجأ أحد المخرجين إلى دولة كينيا ونجح في التواصل مع فيل وشركة الإنتاج ثم وصلنا نيروبي وقمنا بعمل ورشة لدراسة امكانية مواصلة الفيلم”. وتضيف: “كان القرار صعبا علينا لأننا فقدنا جزءاُ كبيراُ من المعلومات وكان ذلك تحدياً كبيراُ، واتصلنا بشركاء المشروع وقرر الجميع المواصلة. وتابعت: لم اجد طريقه لاتواصل مع الاطفال المشاركين في الفيلم لانقطاع الاتصالات بالخرطوم وسيطرة الدعم السريع على منطقتهم، وبعد شهرين من البحث وجدناهم ونجحنا في اخراجهم لكينيا بعض رحله متعبة مرورا بمدينة بورتسودان شرقي البلاد.
واستخدم فريق الفيلم العديد من التقنيات اهمها تقنيه الشاشة الخضراء لاعادة القصص وخضع المشاركون لجلسات معالجه نفسية لمعالجه صدمات الحرب لتساعد فريق العمل في ان يحكوا قصه نجاتهم من الحرب وذكرياتها المؤلمة. ويقام مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الامريكية وهو من اكبر المهرجانات السينمائية حيث وافق المنظمون على مشاركه فيلم الخرطوم في المسابقة الرسمية والتي تضم افلاما طويلة وقصيرة ودراماوغيرها، وشارك الفيلم السوداني ضمن قائمه الافلام الوثائقية.
وقامت فكرة تصوير فيلم الخرطوم في الاساس على انها حكا يا ات من المدينة تعرض للعالم بصورة انسانية وتعكس اسرار العاصمة التي تضم كل اهل السودان واستعراض المدينة من منظور اخر غير مرىئي.
تواصل المخرجة راوية حديثها للتغيير بالقول : بعد التغييرات التي حدثت بعد الحرب اردنا ايصال رسالة مفادها أن من قتلوا في الخرطوم أشخاص كانت لهم حيوات وقصص إنسانية وليسوا مجرد أرقام للوفيات تذاع في نشرات الاخبار وهو ما حاولنا عكسه في الفيلم مشاركتنا في المهرجان.
الوسومإنترنت سودان فاكتوري فيلم مسابقة