واشنطن بوست: نجاح جديد للدبلوماسية القطرية في الوساطة بالأزمات العالمية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نجاح الوساطة القطرية في إقناع روسيا بالموافقة على إطلاق سراح 4 أطفال أوكرانيين -تتراوح أعمارهم بين 2 و17 عاما- والسماح لهم بالعودة إلى أسرهم في أوكرانيا.
وتمثل عمليات إعادة لم الشمل تطورا كبيرا في ما أصبحت إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل والحساسية منذ حرب روسيا على أوكرانيا فبراير/شباط 2022.
وأردفت الصحيفة قائلة إن قطر اضطلعت بدور رئيسي بصفتها مفاوضا في الأزمات العالمية، كما أنها يمكن أن تلعب دورا كبيرا في المفاوضات المتعلقة بالحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال مسؤول حكومي مطلع على الأمر للصحيفة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول لمناقشة المفاوضات الدبلوماسية الحساسة، إن اثنين من الأطفال عادا الآن إلى أقاربهما، ومن المتوقع أن يتم لم شمل الطفلين الآخرين مع عائلاتهم الأيام المقبلة.
وجاء دور قطر في المفاوضات التي استمرت عدة أشهر، بناء على طلب الحكومة الأوكرانية، وقد مر الأطفال الأوكرانيون عبر سفارة قطر في موسكو وسلكوا سبلا مختلفة قبل أن يصلوا وطنهم، فمنهم من سافر -أو على الأقل كان من المقرر أن يسافر- من روسيا إلى أوكرانيا عبر إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، ومر آخرون عبر بيلاروسيا.
ورحبت وزيرة الدولة القطرية لشؤون التعاون الدولي لولوة الخاطر -في بيان لها- بهذا الإفراج قائلة: "نرحب بالأخبار الإيجابية اليوم، بشأن لم شمل أطفال مع أسرهم في أوكرانيا من خلال جهود الوساطة القطرية"، موضحة أن المسؤولين القطريين ظلوا طيلة الأسابيع الأخيرة في "حوار مستمر" مع نظرائهم في أوكرانيا وروسيا.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني زار موسكو يونيو/حزيران الماضي، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وفي الشهر التالي، زار أوكرانيا والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتعهد بتقديم 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لجهود الصحة والتعليم وإزالة الألغام.
وخلال تلك الزيارة، أعرب ئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عن شكره العلني لقطر على استعدادها للتوسط في عودة الأطفال الأوكرانيين من روسيا.
وقال مسؤول أوكراني إن الأطفال الأوكرانيين الأربعة العائدين إلى وطنهم هذا الأسبوع هم أول الأطفال الذين تم إطلاق سراحهم ضمن مفاوضات توسطت فيها قطر، لأن "جميع الأطراف اتفقت على العثور على والديهم، وجميع الوثائق متطابقة ويمكن لم شملهم".
وأضاف المسؤول أنه إذا سارت الأمور بسلاسة، فقد يمهد ذلك الطريق لعودة أطفال آخرين. وأظهرت صور وكالة الأنباء القطرية التي استعرضتها صحيفة واشنطن بوست قبل نشرها، صبيا صغيرا، وجهه غير واضح، يجلس بين جدته والمفوضة الروسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا.
وأظهرت الصحيفة له صورا أخرى يعانق ويصافح فيها دبلوماسيا قطريا وكان الطفل البالغ من العمر عامين، والذي سيعود إلى منطقة جيتومير في أوكرانيا، في المستشفى -وعمره 6 أشهر فقط- عندما شنت روسيا الحرب على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022 وفقد الاتصال بوالدته، وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وقال المسؤول إن صبيا يبلغ من العمر 7 سنوات، كان يقيم في دار للأطفال في روسيا، تم لمّ شمله مؤخرا مع جدته، التي سافرت إلى روسيا عبر إستونيا. وتضم المجموعة أيضا طفلا يبلغ من العمر 9 سنوات كان يقيم مع أجداده في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا عندما دخلت روسيا المنطقة واحتلتها.
ومن المتوقع أن يعود الطفل إلى أوكرانيا الأربعاء المقبل، كما أنه من المتوقع أن تلتحق الفتاة (17 عاما) التي لم تتمكن عائلتها من القدوم إلى روسيا لاستعادتها، بأقاربها يوم الأربعاء، حسب ما جاء في واشنطن بوست.
وذكّرت الصحيفة الأميركية بأن قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قد أصدروا مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي والمفوضة الروسية لحقوق الأطفال، واتهمتهما بارتكاب جرائم حرب، قائلة إن الاثنين يتحملان المسؤولية الفردية عن "الترحيل غير القانوني" و"النقل غير القانوني" لأطفال أوكرانيين إلى روسيا. وقال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين إن أوكرانيا تحقق في نحو 16 ألف حالة ترحيل قسري لأطفال.
وندد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بمذكرات الاعتقال ووصفها بأنها "صارخة وغير مقبولة"، لكنها أيضا غير ذات صلة بالنسبة لروسيا من الناحية القانونية، لأن موسكو ليست طرفا في المحكمة الجنائية الدولية.
وفي الوقت الذي صدرت فيه مذكرات الاعتقال، وافق بوتين على مرسوم في مايو/أيار 2022 يسهل على العائلات الروسية تبني الأطفال الأوكرانيين المأخوذين من منطقة الحرب، وكانت لفوفا بيلوفا من بين الروس الذين قاموا بذلك، إذ تبنت صبيا من مدينة ماريوبول المحاصرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: واشنطن بوست فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
روسيا تخذر: استخدام صواريخ توروس سيورط ألمانيا بشكل مباشر في حرب أوكرانيا
عواصم " وكالات": قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إن استخدام صواريخ توروس لضرب بنية تحتية حيوية روسية سيعتبر مشاركة مباشرة من ألمانيا في حرب أوكرانيا.
وقال فريدرش ميرتس الذي سيتولى المستشارية الألمانية إنه يدعم مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز ألمانية الصنع. وفي سياق آخر اكدت ماريا زاخاروفا إن أوكرانيا تنتهك بشكل يومي اتفاق وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وأضافت المتحدثة أن أوكرانيا نفذت إجمالي 80 ضربة على البنية التحتية للطاقة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وأن روسيا أطلعت الولايات المتحدة على هذه المعلومات.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع في موسكو قولها اليوم الخميس إن كييف شنت عشر هجمات على البنية التحتية الروسية للطاقة خلال يوم واحد حتى الآن.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات مرارا بانتهاك اتفاق وقف هذه الهجمات منذ التوصل له في مارس.
وفي الاثناء، قضت محكمة روسية اليوم بسجن النائب السابق لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي سبع سنوات في مستعمرة جزائية بتهمة تلقي رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات.
واللفتنانت جنرال فاديم شامارين واحد من مجموعة مسؤولين عسكريين روس كبار متهمين بالفساد في سلسلة فضائح طالت أعلى مستويات المؤسسة العسكرية الروسية العام الماضي.
وتشير الملاحقات القضائية إلى سعي الرئيس فلاديمير بوتين للقضاء على الفساد وعدم الكفاءة والهدر في الميزانية العسكرية الروسية الضخمة بينما تواصل روسيا حربها في أوكرانيا للعام الرابع.
وقالت لجنة التحقيق الروسية إن شامارين (53 عاما) تلقى رشاوى بقيمة 36 مليون روبل (440 ألف دولار) بين عامي 2019 و2023 من مصنع في جبال الأورال يُنتج معدات اتصالات مقابل زيادة حجم العقود الحكومية الممنوحة للمصنع.
وأفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء بأن شامارين أقر بالذنب.
واضطلع شامارين منذ عام 2020 بمسؤولية الإشراف على فيلق الإشارة المسؤول عن الاتصالات العسكرية بما يشمل ضمان سرية إشارات القيادة في ساحة المعركة.
وجردته المحكمة من رتبته ومنعته من الخدمة العامة لمدة سبع سنوات.
وتشمل سلسلة الفضائح، وهي الأكبر التي تطال الجيش الروسي منذ سنوات، قضايا جنائية ضد نواب سابقين لوزير الدفاع السابق سيرجي شويجو قبل تغييره في تعديل وزاري العام الماضي وتوليه منصب أمين عام مجلس الأمن الروسي.
في الجانب الاوكراني، ذكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده تنتج الآن 40% من الأسلحة المستخدمة على الخطوط الأمامية، حيث تزيد كييف من إنتاج الأسلحة المحلية وسط استمرار الغزو الروسي.
وقال زيلينسكي، خلال اجتماع مع ممثلي صناعة الدفاع في كييف، إن "صناعتنا الدفاعية تصنع بالفعل أكثر من ألف نوع من الأسلحة: من قذائف المدفعية إلى الصواريخ والأسلحة بعيدة المدى، وصولا إلى طائراتنا المسيرة.
ويتم إنتاج أكثر من 40% من جميع الأسلحة المستخدمة على الخطوط الأمامية للدفاع عن بلدنا في أوكرانيا"، بحسب ما ذكره المكتب الرئاسي.
وأشار زيلينسكي إلى أن قطاع الدفاع المتنامي في أوكرانيا يوظف الآن نحو 300 ألف شخص، ويجذب عددا متزايدا من الشركاء الدوليين. وتشمل النجاحات المحلية الإطلاق السريع لطائرات مسيرة قتالية جديدة، وإنتاج المدفعية، ومؤخرا، أنظمة صواريخ أوكرانية الصنع رغم أن كمياتها لا تزال محدودة في الوقت الحالي.
واعترف زيلينسكي بأنه رغم التقدم فإن أوكرانيا لا تزال تعتمد بشكل كبير على توريدات الأسلحة الأجنبية، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
وفي الأسبوع الماضي، اقترح زيلينسكي على الولايات المتحدة صفقة بقيمة 15 مليار دولار لشراء 10 أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت لتعزيز حماية أوكرانيا من الهجمات الصاروخية الروسية.
وفي خطوة غربية تجاه موسكو، استبعد البرلمان الألماني (بوندستاج) سفيري روسيا وبيلاروس من المشاركة في مراسم إحياء الذكرى السنوية الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية المقررة في الثامن من مايو المقبل.
واستندت إدارة البرلمان في قرارها بتوصية من وزارة الخارجية الألمانية التي نصحت بعدم دعوة ممثلي البلدين إلى مثل هذه الفعاليات التذكارية.
وقال المكتب الصحفي للبرلمان ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية إنه تمت دعوة السلك الدبلوماسي، الذي يضم جميع السفراء المعتمدين في برلين، إلا أنه تم - كما جرت العادة - أخذ "تقييم الحكومة الألمانية لدعوة الممثلين" في الاعتبار. وأضاف المكتب: "وقد أدى هذا التقييم إلى عدم دعوة سفيري الاتحاد الروسي وبيلاروس، من بين آخرين".
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد نصحت في وقت سابق الولايات والبلديات والمواقع التذكارية الاتحادية بعدم السماح لممثلي روسيا وبيلاروس بالمشاركة في الفعاليات التذكارية التي تحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك على خلفية مخاوف من أن روسيا قد "تستغل هذه الفعاليات وتربطها بشكل مسيء بحربها العدوانية ضد أوكرانيا".
وشارك السفير الروسي سيرجي نيتشاييف أمس في مراسم لإحياء ذكرى مرتفعات زيلوف شرقي برلين، حيث سقط نحو 33 ألف جندي من الجيش الأحمر، إلى جانب 16 ألف جندي ألماني وألفي جندي بولندي، في أكبر معركة في الحرب العالمية الثانية على الأراضي الألمانية. ورغم أن نيتشاييف لم يكن مدعوا بشكل فعلي من قبل المنظمين، لم يمنع ذلك مشاركته والترحيب به.
وانتقد السفير الأوكراني، أوليكسي ماكييف، هذا التصرف بشدة، وأعرب عن استيائه بشكل خاص من ارتداء نيتشاييف لشريط القديس جورج، وهو شارة عسكرية روسية.
وقال ماكييف في تصريحات لـ(د ب أ): "هذا استهزاء واضح بالضحايا - ضحايا ما قبل 80 عاما وضحايا اليوم". وأشار السفير إلى مقتل 55 مدنيا، بينهم 11 طفلا، مؤخرا في هجمات روسية في كريفي ريه وسومي. وأضاف ماكييف: "يمثل الرجل الذي يحمل شريط القديس جورج الدولة التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب هذه".
ومنذ عام 2005 أصبح شريط القديس جورج الرمز الأكثر أهمية في روسيا لانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، لكنه صار يعني أيضا بشكل متزايد دعم سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولذلك تم حظر هذا الرمز في أوكرانيا، كما تقوم دول أخرى من الاتحاد السوفييتي السابق بتقييد استخدامه.
ومن المقرر أن يشارك في مراسم إحياء الذكرى في البرلمان المستشار الألماني الجديد الذي سيكون قد تولى منصبه في ذلك الحين فريدريش ميرتس، والرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، ورئيسة البرلمان الاتحادي يوليا كلوكنر، ورئيسة مجلس الولايات (بوندسرات) أنكه ريلينجر، ورئيس المحكمة الدستورية العليا شتيفان هاربارت.
من جهة اخرى، قال رئيس صربيا الشعبوي، ألكسندر فوشيتش، اليوم إنه لم يغير رأيه بشأن حضور عرض النصر الذي ينظمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل في موسكو، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب قراره.
وحذر مسؤولون أوروبيون الرئيس الصربي من أن زيارته لموسكو للمشاركة في إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية ستعتبر خرقا لمعايير عضوية الاتحاد الأوروبي للدول المرشحة للانضمام، وقد تقوض طموحات صربيا المعلنة في الانضمام إلى التكتل.
كما أن الزيارة ستعتبر فعليا بمثابة دعم للرئيس الروسي بوتين وللحرب التي تخوضها موسكو ضد أوكرانيا.
وكان فوشيتش، الذي عبر في عدة مناسبات عن مواقف مؤيدة لروسيا، صرح بأن وحدة عسكرية صربية ستشارك في عرض 9 مايو في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية، وأضاف أن صربيا تشارك للمرة الأولى في تنظيم العرض "بشكل مشترك".
وقال فوشيتش للصحفيين: "في الفترة المقبلة، سنتعرض لضغوط بشأن الحدث في موسكو الذي أعلنا عن مشاركتنا فيه".