بوابة الوفد:
2025-01-16@13:12:51 GMT

طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

«يا صغيرى سوف أحكى... لك عن وحش هو الآخر يبكى»

 

بثت الشبكة العنكبوتية بكل خيوطها نبأ عودة الروح، بنفس تطبيقاتها التى أفشت بداخل نفوسنا أواصر القطيعة بين أفراد الأسرة الواحدة، بعد أن أصبح لكل فرد داخل الأسرة الواحدة بداخل الجدران الأربعة منفذ وعالم منعزل، لا يعرفه من يشاركه، بحكم الباص ورد الذى يغلق بوابة كل شخص على عالمه الافتراضى، فالدخول مرهون بكلمة السر.

.. بعد أن دخل أصحاب السر الجبانات طواعية. هذا العنكبوت بقوة خيوطه ووهنها فى الوقت نفسه، هو الذى تسلقت عليه مياه الطوفان فجرفته، وتعدت خيوطه، و«إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت»، وبثتها الشبكة العنكوبتية، فى جملة شديدة الايجاز والاختزال «طوفان الأقصى». 

مع بدء تلقى خيوط العنكبوت للنبأ، أدركت الأسرة التى فى البيت الواحد لكنها فى الحقيقة داخل التوابيت المغلقة المسماة بهواتف الأندرويد، أن ثمة أمراً جللاً، طوفان الأقصى، الصغار من أعمار الثامنة للخامسة عشرة لا يعرفون عن الأقصى شيئاً، وربما لو سألت صبياً من داخل العائلة يخبرك بأن الأقصى هو محل البقالة المجاور لبيتهم... هذه هى معلوماته عن الأقصى.

لكن بيت العنكبوت بكل وهنه الداخلى، حمل مجبراً النبأ، «الذى هم فيه يتساءلون»، فتساءل الأبناء وسألوا بيوت البحث العنكبوتية عن حدوتة الأقصى، بيد أن الأمر لا يروى ظمأ أى ناهم ليعرف الخبر «التريند» فكسروا دوائر العنكبوت رويداً ليسألوا الأباء، فيوقظ طوفان الأقصى مرة أخرى صحوة أسرية عائلية داخل جدران بيت الأسرة العريبة الواحدة والعائلة التى فصلها عن بعضها خيوط العنكبوت... ليقصوا عليهم «أحسن القصص» حدوتة الأقصى والطوفان.

الذين أنتجوا العنكبوت فى مختبراتهم وأطلقوه علينا وسمموا حياتنا، لم يكن لديهم سوى هم واحد وهدف محدد «انتشار شعار الرينبو» أن يصبح رجالنا معدومى الذكورة والمروءة والشرف والنخوة، فتغير الأعداء علينا فنجد -لا قدر الله – أبناءنا ساءت عقولهم بالفكرة مجرد الفكرة التى تقشعر الأبدان لسماعها، جل اهتمام العنكبوت أن يزرع داخل العقول سمه الذى يبديه أولاً بالتعاطف ثم التعود على تداول الفكرة ومن ثم -حفظنا الله ورعى ووقى أولادنا- انتشار الفكرة، غير أن فكرة الطوفان أعادت المفهوم مرة أخرى لوجود الرجال، وجود بذرة المقاومة لإحياء القضية والهوية واغتصاب الأرض.

 

صدحت العقول مرة أخرى، ربما استفاقت بعض الوقت، لتبقى مهمة المثقف العضوى والمثقف الفاعل هى إمداد العقل بعمليات معرفية تذكر رعاة القضية بالأمر، بفعل الاغتصاب والفاعل، وأن الطوفان ما هو إلا ردة فعل متأخرة للصراخ بمقولة الشاعر الفلسطينى محمود درويش: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة». 

تطلعت إلى الخبر المنتشر أن أبناء فلسطين التى لم تعد تذكر فى خرائط العنكبوت «جوجل» إلا شذراً، أنهم أعلنوا للعالم أنه لا تزال هناك حياة ونضال يضخ فى دمائهم، من نفذوا العملية أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين، ما زالوا يحتفظون بلون الهوية..هنا كان لا بد استدعاء أبيات الشاعر الفلسطينى معين بسيسو..

«أنا إن سقطت فخذ مكانى يا رفيقى فى الكفاح

وانظر إلى شفتى أطبقتا على هوج الرياح

أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح

واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال

يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال

يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال

ولتحملوا البركان تقذفه لنا حمر الجبال

هذا هو اليوم الذى قد حددته لنا الحياة

للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة

فإذا سقطنا يا رفيقى فى حجيم المعركة

فإذا سقطنا يا رفيقى فى حجيم المعركة

فانظر تجد علماً يرفرف فوق نار المعركة

ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة

ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة»

فى حزيران من العام 1967 ولد الصبى حنظلة، من أب هو مداد حبر الفنان الفسلطينى ناجى العلى وأمه كانت الورقة البيضاء وعائلته هى الظلال، حنظلة طفل فى العاشرة من عمره، توقف نموه، توقفت وظائفه الحيوية عن الاكتمال، بعد فقد العرض والأرض، حنظلة أدار ظهره لنا، وظل مطلاً بظهره كناية عن رفضه، لأن يحدق إلى أعيننا فيواجهنا بخيبتنا فى ضياع الأرض، يذكرنا بظهره لا بوجهه، أننا زعمنا أننا سنلقى بإسرائيل فى البحر، بينما إسرائيل هى من أكلت بلاده، واغتصبت هويته، وختمت على ظهر أعمام حنظلة وأخواله، بختم عبرانى مسدس الوجه والملمح.. لا يزال حنظلة مدبب الشعر وظهره فقط لنا...نحن لم نعرف ملامحه إن رأيناه..ربما خاف أن يشى به أحد منا إلى مغتصبى وطنه.

كنا على المقهى، أجالسه ويجالسنى، قال صديقى أمير العبد: طوفان الأقصى حدث أثناء الاحتفال بمولد سيدى أحمد البدوى والذى يعرف عند جمهور المتصوفة بجياب الأسير، ابتسمت وسألته ما العلاقة.. ربما صدفة؟, سألنى صديقى الذى يحدثنى بلغة اجتهد كثيراً فى فهمها: «هل تعتقد أن دولة الباطن وعالم الأولياء قرروا الحرب؟».  قلت له: «أنا لا أعلم مما تقوله شيئاً..هل هناك دولة باطن لا نعلمها وصالحين وأولياء يقومون بقرارات الحرب؟» قال الدرويش صديقى: «الإجابة عن أصحاب السر.. نحن فقط نطرح تساؤلات يا دكتور؟

انتهى الحوار مع الصديق، قررنا أن نتجول فى أزقة طنطا، ندلف لساحات الذكر والمدح، الشيخ محسن سلام بصوته العذب يجأر بالحب الذى سلبه نفسه، يتحدث عن الغرام بالمحبوب ويطغى أنين الناى بسكب النبيذ لسقاية من حضر، يظهر مجذوب من خلف الحضرة والمدح، يمسك جذع شجر ربطه بثوب قديم على هيئة بندقية، يمسكه ويضعه على كتفه، يخرج كوفية بعلم فلسطين ويعصب بها رأسه، يلوح بالبندقية الخشب وثوبه الممزق.. من قال إن الدراويش مشغولون عن القضية الفلسطينية؟.. توسط المجذوب ساحة الذكر لوح بالبندقية يميناً ويساراً، كأنما يحارب ظلالاً لم أرها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشبكة العنكبوتية بيت العنكبوت فلسطين ناجي العلي إسرائيل طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار

تميز فى عدة أدوار فنية ممتعة بسبب إتقانه الشديد لكل شخصية يجسدها، شكل هو والفنانة حنان مطاوع ثنائي ناجح فى عدة أعمال مميزة ، ويعتبر الفنان أحمد زكي هو قدوته ، يتألق مجددا فى عمل فني جديد ينتظره جمهوره خلال الأيام القادمة هو الفنان نور محمود ..

 وحرص موقع صدي البلد الإخباري على إجراء حوار خاص معه  يكشف لنا من خلاله عن تفاصيل دوره فى مسلسل صفحة بيضا وسبب تميزه المستمر منذ انطلاقة مشواره الفني .. 

ما هى أعمالك فى ماراثون رمضان ٢٠٢٥؟


أنا سأشارك فى مسلسل تليجراف وهو فى الأغلب أسم مؤقت للمسلسل وسأجسد دور رجل أعمال ، والمسلسل يجمع بين عدة نجوم مميزة.

 أحدث أعمالك مسلسل "صفحة بيضا".. ما هى كواليس اختيارك للدور والعمل؟


فى الحقيقة الذى شدني فى الدور أنه جديد تماما ومختلف عن ما قدمته وأتمني أن ينال إعجاب الجمهور  لان الدور مختلف تماما لأن العمل تتطلب مني مذاكرة طويلة جدا وجلسات طويلة مع مخرجين المسلسل أحمد حسن.

هذا ليس التعاون الأول بينك وبين الفنانة حنان مطاوع وحققتوا نجاحا كبيرا بالأعمال التى شاركتوا فيها سويا .. حدثني كيف التعاون معها والكيميا بينكم؟


فى الحقيقة أنا أحب الفنانة حنان مطاوع جدا على المستوي الإنساني والمهني أيضا فهى موهبة جبارة وشاطرة جدا وفنانة عظيمة جدا وأنا أحبها لأنها لها فضل عليا كبير وقت مسلسل أمل حياتي لأنها أصرت بتواجدي فى العمل رغم انى كنت فى البداية.

من بداية دخولك عالم التمثيل وانت تحرص دائما على التنوع فى الأعمال التى تقدمها ولم تكرر أى عمل خلال مسيرتك الفنية .. ما هى الوصفة السحرية التى تجعلك تحقق ذلك بسهولة؟ 


فى الحقيقة أنا بفكر فقط فى المذاكرة الجيدة والتنوع فى الأعمال حتى تنال إعجاب الجمهور بشكل كبير والتوفيق يكون من عند ربنا بالتأكيد ولكن بالطبع هناك عدة عوامل تساعد فى النجاح بشكل كبير مثل يجب المعرفة الكافية بتفاصيل الشخصية والورق وأشعر اني بالفعل أستطيع أن أقدمها بشكل جيد على الشاشة لأني بفرغ جميع التفاصيل قبل الموافقة على اى عمل.

ما الذى يجعلك تندم على عمل قدمته سابقا؟ وهل ندمت على عمل قدمته؟


أكيد الندم ينبع من تسرعي فى الإختيار وعدم الوعي الكافي لدراسة الشخصية الورق والعوامل المساعدة ، بالطبع ندمت على عمل ولكن لا أحب أن أذكره حتى لا أقلل من شأن صناعه والغلط كان من عندي.

بما أنك قدمت اعمال سينمائية مميزة مثل الخلية / كدبة بيضة وغيرها .. ما سبب قلة أعمالك السينمائية؟


فى الحقيقة أنا أحب السينما بشكل كبير وأتمنى التوفيق فيها خلال الفترة المقبلة وأقدم أعمالا مميزا.

ما رأيك فى البطولات الشبابية التى تسيطر حاليا بشكل كبير فى السينما؟ ومن هو المفضل من النجوم الشباب بالنسبة لك؟


بالطبع هناك العديد من أفلام السينما الذى تستحق المشاهدة وأنا أحب عصام عمر بشكل كبير لأنه فنان موهوب ويستحق النجاح.


ما هو أخر فيلم شاهدته فى السينما ونال إعجابك؟


فيلم الهوي سلطان أقل ما يقال عنه أنه فيلم يجنن من حيث السيناريو والابطال وكل تفاصيل الفيلم من أجمل الأفلام الذى شاهدتها لأنه فيلم بسيط وقريب من أغلبنا ويكفي الشعور بالإنبساط بعد مشاهدة الفيلم.

ما سبب حبك الكبير للإمبراطور الراحل أحمد زكي ووضع عدة بوسترات له فى غرفتك؟


الفنان أحمد زكي هو مثلي الأعلي منذ الطفولة وهو بالنسبة لي هو من أعظم النجوم ، وفى الحقيقة احنا عندنا عظماء كبار جدا لا يعدوا لكن  بالنسبة لي انا أعشق أحمد زكي وعشقت جميع أعماله الذى قدمها.

هل يمكن أن تجسد السيرة الذاتية للفنان أحمد زكي فى يوما ما؟


استحالة انا لا أتجرأ على ذلك وأنا من وجهة نظري ان موضوع السيرة الذاتية هو صعب ويحتاج مذاكرة شديدة ودقة خاصة لو فنان كبير مرتبط بحب العديد من الجمهور.

لا أعرف هل من الممكن أن يحدث او لاء يمكن مع تقدم الخبرة بشكل أكبر ولكن أنا أحب العديد من النجوم أبرزهم محمود المليجي ، عدلي كاسب ولكن أفضل صناعة تاريخ أعمالي انا الأول.

ما رأيك فى الأزمة التى حدثت بين أسرة الراحل شكري سرحان والنجم عمر متولي بسبب رأيه بأنه الراحل نال شهرة أكبر من نجوميته؟


الفنان شكري سرحان قامة وقيمة عظيمة ورمز كبير ولا احد يمكن أن ينكر ذلك ولكن لم يتواجد فنان يحبه الجميع وهذا رأي شخصي والاختلاف والإتفاق بين البشرية شيء طبيعي.

مقالات مشابهة

  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!
  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في أفلح اليمن بحجة
  • مشروع قناة “بن غـوريون” ما بعد طـوفان الأقـصى
  • عـبدالله علي صبري : مشروع قناة بن غـوريون ما بعد طـوفان الأقـصى
  • مسيران ووقفتان لخريجي دورات طوفان الأقصى في مديرية الطيال بصنعاء
  • المقاومة في بيت حانون تقضي على طاقم ‏Z1‎‏ بالكامل من لواء ناحال‏ (شاهد)
  • مسيران ووقفتان لخريجي دورات طوفان الأقصى في الطيال بمحافظة صنعاء
  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزهرة بالحديدة