بوابة الوفد:
2025-02-20@02:22:25 GMT

طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

«يا صغيرى سوف أحكى... لك عن وحش هو الآخر يبكى»

 

بثت الشبكة العنكبوتية بكل خيوطها نبأ عودة الروح، بنفس تطبيقاتها التى أفشت بداخل نفوسنا أواصر القطيعة بين أفراد الأسرة الواحدة، بعد أن أصبح لكل فرد داخل الأسرة الواحدة بداخل الجدران الأربعة منفذ وعالم منعزل، لا يعرفه من يشاركه، بحكم الباص ورد الذى يغلق بوابة كل شخص على عالمه الافتراضى، فالدخول مرهون بكلمة السر.

.. بعد أن دخل أصحاب السر الجبانات طواعية. هذا العنكبوت بقوة خيوطه ووهنها فى الوقت نفسه، هو الذى تسلقت عليه مياه الطوفان فجرفته، وتعدت خيوطه، و«إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت»، وبثتها الشبكة العنكوبتية، فى جملة شديدة الايجاز والاختزال «طوفان الأقصى». 

مع بدء تلقى خيوط العنكبوت للنبأ، أدركت الأسرة التى فى البيت الواحد لكنها فى الحقيقة داخل التوابيت المغلقة المسماة بهواتف الأندرويد، أن ثمة أمراً جللاً، طوفان الأقصى، الصغار من أعمار الثامنة للخامسة عشرة لا يعرفون عن الأقصى شيئاً، وربما لو سألت صبياً من داخل العائلة يخبرك بأن الأقصى هو محل البقالة المجاور لبيتهم... هذه هى معلوماته عن الأقصى.

لكن بيت العنكبوت بكل وهنه الداخلى، حمل مجبراً النبأ، «الذى هم فيه يتساءلون»، فتساءل الأبناء وسألوا بيوت البحث العنكبوتية عن حدوتة الأقصى، بيد أن الأمر لا يروى ظمأ أى ناهم ليعرف الخبر «التريند» فكسروا دوائر العنكبوت رويداً ليسألوا الأباء، فيوقظ طوفان الأقصى مرة أخرى صحوة أسرية عائلية داخل جدران بيت الأسرة العريبة الواحدة والعائلة التى فصلها عن بعضها خيوط العنكبوت... ليقصوا عليهم «أحسن القصص» حدوتة الأقصى والطوفان.

الذين أنتجوا العنكبوت فى مختبراتهم وأطلقوه علينا وسمموا حياتنا، لم يكن لديهم سوى هم واحد وهدف محدد «انتشار شعار الرينبو» أن يصبح رجالنا معدومى الذكورة والمروءة والشرف والنخوة، فتغير الأعداء علينا فنجد -لا قدر الله – أبناءنا ساءت عقولهم بالفكرة مجرد الفكرة التى تقشعر الأبدان لسماعها، جل اهتمام العنكبوت أن يزرع داخل العقول سمه الذى يبديه أولاً بالتعاطف ثم التعود على تداول الفكرة ومن ثم -حفظنا الله ورعى ووقى أولادنا- انتشار الفكرة، غير أن فكرة الطوفان أعادت المفهوم مرة أخرى لوجود الرجال، وجود بذرة المقاومة لإحياء القضية والهوية واغتصاب الأرض.

 

صدحت العقول مرة أخرى، ربما استفاقت بعض الوقت، لتبقى مهمة المثقف العضوى والمثقف الفاعل هى إمداد العقل بعمليات معرفية تذكر رعاة القضية بالأمر، بفعل الاغتصاب والفاعل، وأن الطوفان ما هو إلا ردة فعل متأخرة للصراخ بمقولة الشاعر الفلسطينى محمود درويش: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة». 

تطلعت إلى الخبر المنتشر أن أبناء فلسطين التى لم تعد تذكر فى خرائط العنكبوت «جوجل» إلا شذراً، أنهم أعلنوا للعالم أنه لا تزال هناك حياة ونضال يضخ فى دمائهم، من نفذوا العملية أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين، ما زالوا يحتفظون بلون الهوية..هنا كان لا بد استدعاء أبيات الشاعر الفلسطينى معين بسيسو..

«أنا إن سقطت فخذ مكانى يا رفيقى فى الكفاح

وانظر إلى شفتى أطبقتا على هوج الرياح

أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح

واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال

يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال

يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال

ولتحملوا البركان تقذفه لنا حمر الجبال

هذا هو اليوم الذى قد حددته لنا الحياة

للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة

فإذا سقطنا يا رفيقى فى حجيم المعركة

فإذا سقطنا يا رفيقى فى حجيم المعركة

فانظر تجد علماً يرفرف فوق نار المعركة

ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة

ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة»

فى حزيران من العام 1967 ولد الصبى حنظلة، من أب هو مداد حبر الفنان الفسلطينى ناجى العلى وأمه كانت الورقة البيضاء وعائلته هى الظلال، حنظلة طفل فى العاشرة من عمره، توقف نموه، توقفت وظائفه الحيوية عن الاكتمال، بعد فقد العرض والأرض، حنظلة أدار ظهره لنا، وظل مطلاً بظهره كناية عن رفضه، لأن يحدق إلى أعيننا فيواجهنا بخيبتنا فى ضياع الأرض، يذكرنا بظهره لا بوجهه، أننا زعمنا أننا سنلقى بإسرائيل فى البحر، بينما إسرائيل هى من أكلت بلاده، واغتصبت هويته، وختمت على ظهر أعمام حنظلة وأخواله، بختم عبرانى مسدس الوجه والملمح.. لا يزال حنظلة مدبب الشعر وظهره فقط لنا...نحن لم نعرف ملامحه إن رأيناه..ربما خاف أن يشى به أحد منا إلى مغتصبى وطنه.

كنا على المقهى، أجالسه ويجالسنى، قال صديقى أمير العبد: طوفان الأقصى حدث أثناء الاحتفال بمولد سيدى أحمد البدوى والذى يعرف عند جمهور المتصوفة بجياب الأسير، ابتسمت وسألته ما العلاقة.. ربما صدفة؟, سألنى صديقى الذى يحدثنى بلغة اجتهد كثيراً فى فهمها: «هل تعتقد أن دولة الباطن وعالم الأولياء قرروا الحرب؟».  قلت له: «أنا لا أعلم مما تقوله شيئاً..هل هناك دولة باطن لا نعلمها وصالحين وأولياء يقومون بقرارات الحرب؟» قال الدرويش صديقى: «الإجابة عن أصحاب السر.. نحن فقط نطرح تساؤلات يا دكتور؟

انتهى الحوار مع الصديق، قررنا أن نتجول فى أزقة طنطا، ندلف لساحات الذكر والمدح، الشيخ محسن سلام بصوته العذب يجأر بالحب الذى سلبه نفسه، يتحدث عن الغرام بالمحبوب ويطغى أنين الناى بسكب النبيذ لسقاية من حضر، يظهر مجذوب من خلف الحضرة والمدح، يمسك جذع شجر ربطه بثوب قديم على هيئة بندقية، يمسكه ويضعه على كتفه، يخرج كوفية بعلم فلسطين ويعصب بها رأسه، يلوح بالبندقية الخشب وثوبه الممزق.. من قال إن الدراويش مشغولون عن القضية الفلسطينية؟.. توسط المجذوب ساحة الذكر لوح بالبندقية يميناً ويساراً، كأنما يحارب ظلالاً لم أرها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشبكة العنكبوتية بيت العنكبوت فلسطين ناجي العلي إسرائيل طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

«بوليتيكو»: ملاحقة ترامب لأعدائه السياسيين المفترضين وتقديمهم للمحاكم العسكرية بالونة اختبار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أن عاد الرئيس الأمريكي؛ دونالد ترامب إلى منصبه، يستعد معجبوه وأعداؤه على حد سواء لرؤيته يفى بوعده الانتخابى الذى قطعه أكثر من ١٠٠ مرة؛ بالتحقيق فى أعدائه السياسيين المفترضين وملاحقتهم وتقديمهم للمحاكم العسكرية وحتى إعدامهم.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن المتشككين يرون أن تهديدات "ترامب" مجرد كلام فارغ، وهم يعتقدون أن النظام القانونى الأمريكى بقضاته الدائمين، وهيئات المحلفين، وحقوقه الدستورية، وأعباء الإثبات، وقواعد الأدلة والاستئناف ــ سوف يوقف الملاحقات القضائية الانتقامية.
ولسوء الحظ، بالنسبة لأولئك الذين يقفون على الجانب السيئ من ترامب، فإن القانون مكدس ضدهم إلى حد كبير. وذلك ليس فقط لأنه لا توجد آلية قانونية ذات مغزى للهدف للرد على التحقيقات الانتقامية أو التى لا أساس لها؛ بل إن قانون الملاحقات القضائية الانتقامية ليس له أى قوة. وقد تم بناء كليهما على افتراض أن المدعين العامين، باستثناءات نادرة، يتصرفون بحسن نية.
وقد أدت تهديدات ترامب إلى قلب هذا الافتراض رأسا على عقب.
وأوضح ترامب بالفعل أنه على استعداد لاستخدام نظام العدالة لمكافأة حلفائه ومقاضاة أعدائه. لقد أصدر عفواً عن أكثر من ١٥٠٠ شخص أدينوا بسبب أدوارهم فى تمرد السادس من يناير ٢٠٢١، وطرد أكثر من إثنى عشر مسئولًا فى وزارة العدل متورطين فى قضايا المستشار الخاص السابق جاك سميث ضده.
وأشار تحليل "بوليتيكو" إلى أن بعض أبرز أهداف ترامب ستجد بعض الراحة فى العفو الاستباقى الذى أصدره جو بايدن فى أيامه الأخيرة كرئيس. لكن لم يكن هناك أى طريقة يمكن أن يذكر بها بايدن كل ضحية محتملة للملاحقة القضائية الانتقامية؛ لذلك لا يزال العديد من الشخصيات المعروفة وغير المعروفة عرضة للخطر. بما فى ذلك سميث، والنائبة نانسى بيلوسى "ديمقراطية من كاليفورنيا"، والمدعون العامون فى وزارة العدل، ومسئولون آخرون فى السلطة التنفيذية، والقضاة والمسئولون العسكريون السابقون.
وخلال الحملة الرئاسية، وضع ترامب أيضًا هدفًا للمواطنين العاديين، بما فى ذلك الصحفيون، وموظف فى المحكمة وعضو فى هيئة محلفين كبرى فى جورجيا، ناهيك عن منافسيه السياسيين فى المستقبل: "إذا فزت وأراد شخص ما الترشح ضدي، فسأتصل بالمدعى العام. وأقول، "استمع، وجه إليه الاتهام".
وربما يكون بوسعه أن يفعل ذلك. ففى عموم الأمر، أقامت المحكمة العليا عقبات كبيرة أمام الطعن فى قرار المدعى العام بملاحقة فرد باعتباره مضايقة أو ترهيباً أو انتقاماً شخصياً بدلاً من السير فى المسار الطبيعى للعدالة. والنظرية التى تحرك هذا الرأى هى أن المدعين العامين ينبغى أن يحصلوا على فرصة الاستفادة من الشك.
فيما يلى ثلاث طرق يتم بها تطبيق القانون ضد أى شخص يقع فى مرمى نيران “ترامب” القانونية.
حدود العفو
ولنتأمل هنا على سبيل الجدال شخصًا؛ مثل النائبة السابقة ليز تشينى "جمهورى من ولاية وايومنغ" التى حصلت على عفو استباقى عن "أى جرائم ضد الولايات المتحدة ربما ارتكبتها أو شاركت فيها نتيجة لأنشطة أو موضوعات اللجنة الخاصة للتحقيق فى هجوم السادس من يناير على مبنى الكونجرس الأمريكي". وإذا ما وجهت المدعية العامة بام بوندى اتهاماً إلى "تشيني" بأى شيء يتصل بعمل اللجنة، فإن "تشيني" قد تتمكن من إسقاط الاتهامات، استناداً إلى العفو.
ولكن العفو لن يحمى "تشيني" من الاستدعاءات وغيرها من المضايقات التى قد تنشأ عن التحقيق. فإذا صدر أمر استدعاء ضدها للإدلاء بشهادتها أو تقديم وثائق، فسوف يتعين على تشينى توظيف محامٍ للحصول على أمر قضائى يحميها من الاضطرار إلى الاستجابة. ولم تحكم المحكمة العليا قط على ما إذا كان العفو يمكن أن يلغى الاستدعاء.
والعفو الاستباقى الذى يتوقع تحقيقات مستقبلية ــ مثل ذلك الذى منحه بايدن لأعضاء لجنة السادس من يناير، والدكتور أنتونى فاوتشي، والجنرال مارك ميلي، وخمسة من أفراد أسرة بايدن ــ غير مسبوق إلى حد كبير، باستثناء بارز يتمثل فى عفو الرئيس جيرالد فورد عن ريتشارد نيكسون لتورطه فى فضيحة ووترجيت.
الدفاع الانتقائى
أحد خطوط الدفاع القليلة التى قد يستخدمها المتهم ضد التحقيق الخبيث هو ادعاء "الملاحقة الانتقائية". ولنستمر مع تشينى كمثال، إذا اتُهمت بارتكاب جريمة، فيمكنها استخدام التهديدات العامة التى يوجهها ترامب ضدها لمحاولة رفض القضية من خلال الادعاء بالملاحقة الانتقائية.
كما أن الدفاع عن الملاحقة الانتقائية ينشأ بموجب بند الإجراءات القانونية الواجبة فى التعديل الخامس للدستور الأمريكي، والذى يضمن الحماية المتساوية بموجب القوانين.
فإذا اتخذ المدعى العام قرارًا بتوجيه اتهامات ضد متهم على أساس العرق أو الدين أو المعتقدات السياسية، على سبيل المثال، أو ردًا على قرار المدعى عليه بممارسة حق محمى قانوناً "مثل رفض عرض إقرار بالذنب لصالح محاكمة أمام هيئة محلفين"؛ فإن الدفاع عن الملاحقة الانتقائية قد يؤدى إلى إسقاط التهم.
ولكن هذا الخط الدفاعى يواجه عقبات كبيرة؛ فقد أوضحت المحكمة العليا منذ فترة طويلة أنه "ما دام لدى المدعى العام سبب معقول للاعتقاد بأن المتهم ارتكب جريمة محددة بموجب القانون، فإن القرار بشأن مقاضاة المتهم أو عدم مقاضاته، وتحديد التهمة التى يجب تقديمها أو تقديمها أمام هيئة محلفين كبرى، يقع عموماً فى نطاق تقديره بالكامل".
ويتمتع المدعون العامون "بهذا القدر من الحرية " باعتبارهم وكلاء للرئيس، الذى يتمتع بالسلطة الدستورية بموجب المادة الثانية "للحرص على تنفيذ القوانين بأمانة".
الدعاوى المدنية
ويبدو الطريق المدنى أسوأ.. إذا تمكنت أهداف ترامب مثل تشينى من رفض لائحة الاتهام أو فازت بمحاكمة شاقة أمام هيئة محلفين، فيمكنها بعد ذلك رفع دعوى مدنية للمطالبة بتعويضات مالية وربما أمر قضائى يمنع ملاحقات قضائية مماثلة على أساس أن الحكومة هاجمتها انتقاما لآرائها وانتماءاتها السياسية فى انتهاك للتعديل الأول، على سبيل المثال.
 

مقالات مشابهة

  • «بوليتيكو»: ملاحقة ترامب لأعدائه السياسيين المفترضين وتقديمهم للمحاكم العسكرية بالونة اختبار
  • «أبو عبيدة» يعلن تسليم جثامين أسرى «إسرائيليين» غدا الخميس
  • مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد
  • صنعاء.. مناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية بني مطر
  • صنعاء تحتضن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول معركة “طوفان الأقصى”
  • لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ طوفان الأقصى؟!
  • كتائب القسام تنعي الشهيد “شاهين”
  • «ترامب» يواجه «الدولة العميقة».. «نار الانتقام» تثير مخاوف الجميع
  • الكشف عن مخطط صهيوني يستهدف كل من شارك في طوفان الأقصى
  • عيد ميلاد «الأسبوع».. 28 عاماً من الكفاح ونجحت المهمة