سُجّل في مساحات قاحلة بجنوب شرق تركيا، وهي منطقة تضم عدداً من أقدم المواقع البشرية، اكتشافان جديدان يشكلان تمثالاً حجرياً لرجل ومنحوتة ملوّنة لخنزير.

وأكّد الباحثون أنّ التمثال الذي يظهر رجلاً جالساً على مقعد عليه نقش فهد، يوفّر دليلاً جديداً في اللغز المُحيط بتاريخ البشرية.
وكان عُثر على هذا التمثال الذي يبلغ طوله 2,3 متراً في نهاية سبتمبر (أيلول) في كاراهان تيبي، وسط مجمع يضمّ قرابة عشرين موقعاً كانت تمثل موطناً لآلاف الأشخاص خلال العصر الحجري.

وكاراهان تيبي هي جزء من شبكة مواقع تقع حول موقع مُدرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي هو غوبيكلي تيبي، كان يتجمّع فيه البشر للصلاة في عصور ما قبل التاريخ، أي قبل أكثر من 7000 عام من ستونهنج أو الأهرامات المصرية.
وعثر رئيس قسم ما قبل التاريخ في جامعة إسطنبول نجمي كارول على التمثال الذي كان متكسراً إلى ثلاثة أجزاء.
وقال عالم الآثار الذي يتولى أعمال التنسيق في مشروع "تاس تيبي": "سبق أن عثرنا على تماثيل عدة من هذا النوع... لكن هذه المرة الأولى التي نكتشف فيها تمثالاً يظهر عضواً ذكرياً".
وكان هذا التمثال داخل أحد المباني المستطيلة الأولى وربما كان يشكّل عموداً يدعم السقف الخشبي للمبنى، وهو ما يشكل مؤشراً إلى كيفية استخدام البشر للموقع آنذاك.
وأكد كارول ان هذه المواقع تشهد على "نظام اجتماعي جديد ولد بعد العصر الجليدي".
وأشار إلى أن "السبب الرئيسي لاعتماد نوع جديد من الهندسة المعمارية هو بناء مجتمع جديد".


أعمال ستمتد على 150 عاماً

قد تكون غوبيكلي تيبي، التي يعتقد بعض الخبراء أنها لم تكن مأهولة مطلقاً، قسماً من منطقة مقدسة شاسعة تشمل مواقع أخرى مجاورة يعتقد علماء الآثار أنها قد تكون أقدم.
لكنّ الصور الأولى غير الواضحة جداً للتمثال والتي نشرتها وزارة الثقافة التركية جعلت الصحافة المحلية تشتبه في وجود رقابة على هذا النوع من الاكتشافات تفرضها الدولة الإسلامية المحافظة في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال كارول "نحن علماء آثار، والرقابة غير موجودة في عملنا!".
وأضاف عالم الآثار "قبل مغادرة موقع ما كان سكانه يحطّمون الأعمدة والتماثيل، لكن قبل ذلك كانوا يكسّرون الأنوف والأعضاء الذكرية".
ثم يردمون الموقع ويطمرونه تحت أطنان من الرمال والتراب.
ولا يزال الهدف الكامن وراء هذه الخطوة وكذلك أسباب الهجرة المفاجئة للمكان فجأة وتدميره بعد مئات السنين من الاستخدام، غير معروفة.

ويبدو أن الغرفة الأكبر في الموقع والمحاطة بغرف أصغر، كانت بمثابة مكان للتجمّع يصلون إليه عبر ممر ضيق، يدعمه عدد كبير من الأعمدة على شكل عضو ذكري يعلوها رأس رجل منحوت في الصخر.
وقال كارول "إنّ مَن دخلوا المكان كانوا يعرفون رموزه... والمعنى الكامن وراءها. كانت تُروى لهم قصة لكننا لا ندركها"، لافتا إلى أنهم لم يعثروا على أي تماثيل بأشكال نسائية.
وأشار إلى أنّ هذه التماثيل ربما كانت تُصنّع من الخشب.
وخلال الأسبوع نفسه الذي اكتشف فيه التمثال في كاراهانتيبي، عثر عالم الآثار على تمثال آخر في غوبيكلي تيبي.

واكتشف علماء الآثار منحوتة يبلغ طولها 1,2 متراً وعرضها 70 سنتمتراً، تمثل خنزيراً عيونه وأسنانه حمراء لكنّ جسمه أبيض وأسود.
وقال كارول إن هذا الخنزير البري الذي يعود إلى 11 ألف عام هو أول منحوتة ملونة من تلك المرحلة تُكتشف حتى الآن.
وقد ظل الموقع مأهولاً لنحو 1500 عام قبل أن يتركه سكانه.
ومن بين المواقع العشرين في مشروع تاس تيبي الذي يمتد على 120 كيلومتراً ضمن مساحة مجاورة للحدود السورية، تخضع تسعة مواقع فقط لأعمال تنقيب.
وأشار كارول الذي قرر إبقاء تمثال الرجل ومنحوتة الخنزير في مكانهما مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهما، إلى أنّ أعمال التنقيب في هذا الموقع "ستمتد على 150 عاماً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تركيا إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول سوري يكشف عن مفاجآت تم العثور عليها في بيوت مقربين من النظام السابق

#سواليف

كشف المدير العام للآثار و #المتاحف في #سوريا، نظير عوض، عن ضبط الأمن السوري العام لعدد كبير من #القطع_الأثرية في #بيوت #شخصيات_متنفذة تابعة للنظام السابق ورجال أعمال.

وفي تصريحات لـ”تلفزيون سوريا”، أوضح نظير عوض أنه “تم امتلاك هذه القطع عن طريق شرائها إثر #عمليات #التنقيب غير الشرعي”، مشيرا إلى أن “كبار الشخصيات والمتنفذين ولعلمهم بأنهم محميون من القانون، امتهنوا حكما #تجارة_الآثار، لأن عمليات التنقيب غير الشرعي والبيع لا يمكن أن تحدث إلا بحماية”.

وأضاف عوض أن “الكثير من القطع تم تهريبها خارج البلاد بتسهيل من ضباط في الجيش وأجهزة النظام المخلوع الأمنية، وفي الوقت نفسه جرى تسليم قطع أخرى كثيرة من قبل بعض عناصر الجيش والشرطة آنذاك”.

مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي بنشر فيديو للطبيب حسام أبو صفية داخل السجن 2025/02/19

وأشار المدير العام للآثار والمتاحف إلى أن ظاهرة التنقيب غير الشرعي عن الآثار ليست بالأمر الجديد، لافتا إلى أن هذه الظاهرة “تعود لمئات السنين”.

وقال نظير عوض إن القطع التي تسرق من #المتحف يمكن استرداها لكونها موثقة بصورة ومسجلة، في حين تكمن الصعوبة اليوم في متابعة قطع التنقيب غير الشرعي التي لا يمكن استرداها كون ملف الاسترداد شائكا ومعقدا، حيث “توجد مئات آلاف القطع خارج سوريا، تُعرض في المزادات والمعارض ونحن نراها ولكن لا يمكن أن نسترجعها، وهذا يعني أن من أخرجها لا يمكن أن يكون شخصا عاديا وإنما أشخاص متنفذين”.

وتابع المسؤول السوري: “ظاهرة البحث عن #الآثار كانت تُمارس سواء في أراضي النظام أو الأراضي الخارجة عن سيطرته في وقتها، لتبقى الكارثة بنظرنا تعريض المواقع الأثرية في بلد غني بالآثار لأعمال تنقيب عشوائية”، مشددا على ضرورة الحد من هذه الكارثة عبر السيطرة على ظاهرة التنقيب غير الشرعي.

وأكد عوض أن “الوضع بعد التحرير كارثي بسبب غياب المؤسسات الأمنية، وعدم توفر العدد الكافي من عناصر الأمن العام للسيطرة على تلك الظاهرة المُستعرة في كل الأماكن، دون إغفال عمليات التنسيق والتعاون مع الإدارة الجديدة”.

وتوجه عوض إلى إدارة الأمن العام بطلب دعم ومساندة مديرية الآثار، عن طريق زيادة أعداد جهاز الأمن لنشرهم على كامل مساحة الأرض السورية، خاصة بعد أن انخفضت أعداد الموظفين في مديرية الآثار من 5000 موظف إلى 2500.

وأشار المتحدث نفسه إلى انعدام الأمن في أماكن منع الوصول إليها حتى في وضح النهار، لافتا إلى متابعة المديرية وإرسالها الكثير من الكتب للجهات المختصة، للحد من الظاهرة ومعالجتها، ليتم القبض لاحقا على بعض الأشخاص ومصادرة أجهزتهم في حالاتٍ.

ورأى المدير العام للآثار والمتاحف أن “الكارثة لا تتوقف عند عمليات التنقيب فقط، بل تمتد لتشمل ما يتم استخدامه أثناء عمليات الحفر من آليات ثقيلة وفقا لما يصل من فيديوهات وصور، ما يسبب تدميرا وتخريبا لطبقات وسويات أثرية وطمس معلومات تاريخية مهمة جدا، إضافة إلى استخدام أجهزة للكشف عن المعادن”، مشيرا إلى أن المديرية تعاني نقصا في الآليات والعمال، ما يُصعب إحصاء وتقدير الوضع على أرض الواقع، والذي على ما يبدو يشير إلى تعرض كل المواقع إلى تدمير وتخريب”.

وحسب المسؤول السوري، فإن النظام السابق “ضغط لتسييس ملف الآثار”، مردفا: “ولأن وظيفتهم كآثاريين تتمثل بالتعريف عن الآثار وترميمها وحمايتها بعيدا عن السياسة، استطاع العاملون في المديرية في إبعاده عن السياسة”، ما أسهم بمشاركة سوريا في مؤتمرات دولية ومن ثم الحصول على تمويل وإطلاق مشروع “الصون العاجل للتراث الثقافي السوري 2014”.

وقال نظير عوض إنه “منذ سقوط النظام في 8 من ديسمبر الفائت، تزايدت عمليات التنقيب غير المشروع عن الآثار من جراء الفوضى الأمنية التي حدثت”، محذرا من أن آثار درعا تشهد خطرا حقيقيا بسبب التنقيب العشوائي وفي ظل غياب القانون والجهات المشرفة والحامية للتراث السوري كمديرية الآثار والمتاحف.

مقالات مشابهة

  • فضيحة الاتجار بالبشر في صنعاء.. أدلة متزايدة على تورط جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في بيع الأطفال
  • يسلط مسلسل حكيم باشا الضوء عليها.. ما حكم الدين في تجارة الآثار؟
  • العثور على تمثال عمره 2000 عام مهجور في كيس قمامة| ماذا حدث؟
  • استمرار حبس عصابة التنقيب عن الآثار بالدرب الأحمر
  • الأمم المتحدة: “وضع مروع ومحزن”، 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان .. هناك أدلة معقولة على ظروف المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان
  • استمرار حبس 5 أشخاص لتنقيبهم عن الآثار بالدرب الأحمر 15 يوما
  • «الشباب» تختتم فعاليات برنامج التوعية بمخاطر الإدمان الإلكتروني في السويس
  • جولة أردوغان في آسيا.. هل ترسم تركيا خارطة جديدة لقوتها العسكرية؟
  • مسؤول سوري يكشف عن مفاجآت تم العثور عليها في بيوت مقربين من النظام السابق
  • في محافظتين.. اعتقال عدد من تجار الأعضاء البشرية ومبتزين وتهم أخرى