الحرب في أسبوعها الثاني.. مستقبل الشرق الأوسط بنظر تقييمات إسرائيلية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
في السادسة والنصف من صباح السبت 7 أكتوبر الجاري، تغير مجرى التاريخ في الشرق الأوسط. في هذا اليوم كما يقول إفرايم كارش الرئيس السابق لمركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية: على موقع المشاهد يوم 8 أكتوبر في مقال"موت حل الدولتين": "لقد حققت حماس ما لم تحققه الجيوش العربية منذ 48، إذ احتلت مجموعة من البلدات الإسرائيلية لعدة ساعات".
ولا يزال من السابق لأوانه معرفة كل ما حدث في حرب طوفان الأقصى، أو قراءة السيناريوهات والعواقب طويلة الأجل لها. وفي هذا المقال نقدم عرضا لتقييم الصحافة ومراكز الإعلام الإسرائيلية للحرب.
الصدمة التي لن تستفيق منها إسرائيل.. نجاح مبهر لحماس
أوجز ما حققته حماس في الساعة الأولى من الحرب مقالان مهمان على "موقع الدفاع الإسرائيلي Israel defence"، بتاريخ 15 أكتوبر، الأول لأمير رابابورت: "إسرائيل في حرب: الأسبوع الأول"، والثاني للمحلل آمي روجيكس دومبي: "الجيش الإسرائيلي لم يستثمر في قوات الدفاع الحدودية بسبب السياج".
يقول المقالان: "في ضربة افتتاحية مخططة ودقيقة، وخلال أقل من ساعة انهار الدفاع بأكمله، وانهارت مفاهيم الجيش: جيش رقمي ومرتبط تماما.. هذا النجاح الباهر فاجأ حماس نفسها:
ـ انهارت فرقة غزة المسؤولة عن الألوية الشمالية والجنوبية المنتشرة عبر الخط وقواعده.
ـ تمكنت 140 ـ 150 مُسّيرة مزودة بقنابل من تعطيل جميع مواقع إطلاق النار، فلم يتم إطلاق رصاصة واحدة من مائة موقع.
ـ تم تعطيل 22 كاميرا على طول الحدود، كانت هي عيون مراقبي فرقة غزة والجيش الإسرائيلي بأكمله. أصبحت الشاشات مظلمة. وفي مركز القيادة العليا في تل أبيب، اعتقد الجميع أنه خطأ فني، وانتظروا إصلاح النظام. وقد ساهم هذا التعتيم الاستخباراتي في الفوضى التي تلت ذلك.
ـ لم يتصور أحد أن مركبات تويوتا ودراجاتها النارية، المحملة بكوماندوز حماس، قد اخترقت الحدود في تلك الدقائق، واندفعت نحو المواقع الأمامية للجيش الإسرائيلي والمستوطنات. وركز العشرات من قوات النخبة التابعة لحماس على قاعدة رعيم العسكرية وقواعد أخرى.
ـ كان الجنود الإسرائيليون يائسين. تم أسرهم في القواعد المحمية، أو قتلهم بملابسهم الداخلية. لقد صورت حماس كل شيء ونشرته.
ـ تعرضت بلدات الحدود للهجوم في وقت واحد. كانت هذه أصعب الساعات في تاريخ الأمة. وبينما كان الجنود مشغولين بالبقاء على قيد الحياة مع عدد هائل من الضحايا، فإن المستوطنات ال 22 القريبة، أي حتى 7 كيلومترات من الحدود وفقا للتعريف الرسمي، كانت محتلة بالفعل".
حماس أقوى قوة في المنطقة
لخص راز شيشنيك المشهد حاضره ومستقبله في مقال بصحيفة يديعوت عنوانه "لقد خلقنا وحشا" يوم 15 أكتوبر، قال فيه: "لقد خلقنا وحشا، أقوى قوة في المنطقة، وهم يضربوننا بقوة لم نرى لها مثيلا من قبل. نحن في أدنى مستوياتنا منذ تأسيس الدولة. لم يحدث منذ الهولوكوست أن قُتل هذا العدد الكبير من اليهود في يوم واحد. إنها حقيقة تتجاوز أي شيء قد يستحضره الخيال حتى في أسوأ الكوابيس. لقد فاجأتنا حماس بسهولة العملية، وأعتقد أنهم صُدموا من أرقام القتلى والأسرى التي وصلوا إليها.
يستغرق هذا النوع من الحرب وقتا طويلا للتحضير، ويشارك فيها كثير من الناس، فكيف مر كل هذا تحت أعين وآذان أعلى مستوى للمخابرات؟! هل أمكن لحماس الاحتفاظ بكل شيء سرا من خلال العودة إلى العصر الحجري، لا هواتف أو أجهزة كمبيوتر؛ فقط تمرير الملاحظات والرسائل الشفهية؟!
كانت صفقة شاليط أحد أكبر الأخطاء الاستراتيجية في البلاد، فكل قيادة حماس اليوم في غزة كانوا في صفقة شاليط. لدينا الآن المئات من جلعاد شاليط الآن في غزة.
ثمن الإطاحة بحماس سيكون مرتفعا للغاية؛ لكن إذا لم تتضرر غزة بشدة تجعلهم لا يتجرؤون لمائة عام قادمة على فعل ذلك مرة أخرى، وإذا لم تُضرب بقوة، وإذا لم ترحل حماس؛ فلن يكون هناك شيء سوى الرماد".
الدعاية الإسرائيلية للحرب
تسعى إسرائيل لحشد الغرب بأكمله في حربها ضد حماس، وتشويه نضال الشعب الفلسطيني، وتبرير جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي. وفي هذا الإطار كتب الباحث كوبي مايكل مقالا عنوانه "إسرائيل الحاجز الأخير أمام هجوم بربري على العالم الحر" على موقع معهد دراسات الأمن القومي، بتاريخ 15 أكتوبر، قال فيه: "إسرائيل هي الحاجز الأخير وأخر معقل مقابل غزو بربري للعالم الحر. تقف إسرائيل ضد حماس والجهاد الإسلامي ومحور المقاومة الشرير بقيادة إيران. نحن في حرب بين الخير والشر، حرب من أجل الحياة بين العالم الحر المتحضر والعالم البربري. نحن في لحظة القدرة على التمييز بين الظلام والنور، الصواب والخطأ، ثقافة الحياة وثقافة الموت.
وهذه هي بعض تصريحات المحور الراديكالي:
ـ سنغزو روما، ومن هناك نواصل غزو الأمريكتين وأوروبا الشرقية.
ـ لقد سلط الله هتلر على اليهود؛ والمرة القادمة ستكون إن شاء الله على أيدي المؤمنين.
ـ لقد ولى الوقت الذي تتناول في حماس الاعتراف بإسرائيل؛ ما يجب تناوله الآن متى سنمحو إسرائيل.
هذه بعض التصريحات التي أدلى بها قادة المحور الراديكالي، والتي قيلت في الماضي وكررها القدة السياسيون والدينيون لهذا المحور الشرير".
حرب الإدراك الأولى
حرب طوفان الأقصى هي حرب على الوعي والإدراك، في مقال للكاتب أتيلا سومفالفي في يديعوت عنوانه "الإدراك لعب دورا مركزيا في حرب غزة" في 16 أكتوبر، جاء فيه: "حرب غزة هي أول صراع منظم في العالم يلعب فيه الإدراك دورا مركزيا حتى قبل الاعتراف به رسميا كحرب. كان للنشر السريع لمقاطع الفيديو والصور من غزة تأثير كبير على كل من الجدول الزمني والمسار المتوقع للأحداث. ومن المستحيل أن نعرف كيف عمل صانعو القرار الإسرائيليون تحت الضغط العاطفي الهائل الذي نشأ داخل إسرائيل وخارجها عندما أدركنا جميعا حجم الرعب. لكن من الواضح أن هذه الصور صدمت الملايين حول العالم ولم تترك خيارا حقيقيا سوى استدعاء احتياطي كامل، والاستعداد للحرب، وتشكيل حكومة طوارئ.
في مخبئ قيادة الجيش، يعمل خبراء العمليات النفسية على مدار الساعة. إنهم يراقبون المزاج السائد والخطاب العام، ويعملون على زيادة الوعي وتشكيل الإدراك للتأثير على وجهات النظر العالمية لملايين الناس. في بعض الأحيان تنجح، وأحيانا لا. ومع ذلك،وجدت المؤسسة الإسرائيلية نفسها تطارد ذيلها، في محاولة لإقناع الصحفيين من وسائل الإعلام الأجنبية بقبول الرواية الإسرائيلية والترويج لها. إذ سرعان ما تلاشى التأثير بسبب الضربات الإسرائيلية الهائلة على غزة، والصور الصادمة للدمار الشديد، وصرخات سكان غزة اليائسة، والأزمة الإنسانية بسبب قرار إسرائيل بقطع الكهرباء والمياه عن غزة. لقد كشفت استطلاعات الرأي أن الرواية الفلسطينية سرعان ما سيطرت واكتسبت تعاطفا من الجمهور أكثر من الرواية الإسرائيلية".
الأبعاد السياسية والاستراتيجية للحرب.. إسقاط العقيدة الأمنية الإسرائيلية
يقول العقيد احتياط شبتاي شاي في دراسة عنوانها "سوء تقدير جوهري من الجانبين" في 15 أكتوبر على موقع مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية: "يشير الغزو العسكري الهائل والمروع في السبت الماضي إلى أزمة في مبادئ العقيدة الأمنية الإسرائيلية في العقدين الماضيين أو أكثر: فشل في الإنذار المبكر، فشل في الدفاع، فشل في الردع، وفشل في الحد الأدنى من الخسائر البشرية. وقد تضافرت هذه العوامل لتخلق أزمة أمنية ساحقة.
هذا الفشل كان نتيجة غياب استراتيجية منهجية للأمن القومي، وعدم تحديث العقيدة الأمنية، وضعف عملية صنع القرار. وبالتالي، يجب خلق وضوح مفاهيمي، وهو أنه ليس أمامنا سوى هزيمة حماس عسكريا وسياسيا؛ وأي مسار آخر سيلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل، ويشكل تهديدا لوجودها على المدى الطويل".
إسرائيل المتسولة عادت مرة أخرى
لقد أدت الحرب إلى تقزيم إٍسرائيل وإعادتها إلى حجمها الطبيعي: كيان طفيلي متسول، لا بد لها من قوة تحميها، وأموال تتدفق عليها. في مقال للكاتب أتيلا سومفالفي في يديعوت بتاريخ 15 أكتوبر، عنوانه "إسرائيل ويهود العالم يخيطون طبقات من الوحدة"، قال فيه: "في السنوات الأخيرة، كان من الصعب تجاهل شعور إسرائيل بالقوة: صناعة التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل، واقتصاد مزدهر، ونشوة أدت إلى الشعور بأنه من الممكن أن نتدبر أمورنا بمفردنا، بدون الأمريكيين أو يهود الشتات. لأول مرة في التاريخ الحديث، تقف إسرائيل بالتساوي أمام اليهود الأمريكيين. لم تعد إسرائيل هي "إسرائيل المتسولة". إنها الغطرسة الإسرائيلية النموذجية، لذا بدأ هذا التحالف الأخوي في الانهيار. لكن الضربة القاسية التي تلقتها إسرائيل قوضت أمن اليهود في كل مكان، وحشدت إخواننا في الشتات لدعمنا. ربما، بعد انتهاء هذه الكارثة الرهيبة، وبعد أن نهزم أعدائنا، يمكننا العمل على إصلاح علاقاتنا، واحتضان أحبائنا".
تراجع مكانة إسرائيل في المنطقة
قال يوئيل جوزانسكي تحت عنوان الحرب في إسرائيل في نظر الدول العربية" على موقع معهد الأمن القومي بتاريخ 11 أكتوبر: "ينظر العالم العربي باستغراب إلى القدرات العسكرية التي أظهرتها حماس. إن التصور بأن إسرائيل قد ضعفت في الأشهر الأخيرة في ضوء الوضع الداخلي قد تأكد بالنسبة للكثيرين في المنطقة، الأصدقاء والأعداء على حد سواء. وطالما لم ينعكس أي تغيير جوهري في الوضع العسكري، فإن تصور إسرائيل كرصيد في المنطقة سيزداد ضررا. كان هذا المفهوم حافزا رئيسيا في تعزيز العلاقات بين إسرائيل وبعض جيرانها، وخاصة دول الخليج في السنوات الأخيرة".
نظام إقليمي جديد
يقول العقيد احتياط شبتاي شاي في دراسة عنوانها "إنه نظام إقليمي جديد" على موقع بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية 15 أكتوبر: "هذه لحظة مهمة لتشكيل النظام الجديد في الشرق الأوسط. فالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته حماس والفشل الاستراتيجي لإسرائيل في هذه الحرب، هما المسرعان للتغيير الإقليمي الذي سيحدث خلال السنوات القليلة المقبلة.
في هذه الأزمة، تتحالف الولايات المتحدة بكامل طاقتها مع إسرائيل:
ـ منع الإسلام السياسي من السيطرة على أي قدرات عسكرية. وتشكل الحملة الرامية إلى هزيمة حماس خطوة في هذا الاتجاه. والسماح للإسلام السياسي بالعمل في المجال الاجتماعي والاقتصادي والعملية السياسية الديمقراطية؛ إنشاء آليات سياسية ودستورية لمنعها من السيطرة المباشرة على الجيوش والمنظمات الأمنية.
ـ حماية إسرائيل: لقد شهد بايدن وبلينكن عجز إسرائيل عن تحقيق إنجاز استراتيجي واضح خلال عملية الجرف الصامد عام 2014 في غزة، كما يتذكر الكثيرون في المؤسسة الأمريكية، نجاح إسرائيل غير المكتمل في حرب لبنان الثانية 2006. لذا، شرعت الولايات المتحدة في القيام بجهود الاتصال الاستراتيجي، ونشر قوات لمنع حدوث أزمة إقليمية شاملة، ومنع الحسابات الخاطئة من قبل محور إيران وحزب الله".
تأثير الحرب على النظم العربية
في مقال له على موقع تايمز أوف إسرائيل يوم 15 أكتوبر، عنوانه "انتقام إسرائيل كارثة"، قال الكاتب جانوس شيهان: "لقد أضر هجوم حماس المفاجئ بالخطط الاستراتيجية الجيوسياسية لإسرائيل، ونزع الأسطورة عن مكانة إسرائيل كدرع عسكري للولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط.
لكن رد فعل إسرائيل بما فيه قصف غزة وإجبار سكانها على الرحيل نحو جنوب القطاع سيؤدي إلى:
ـ زيادة المشاعر المعادية لإسرائيل وإبعاد المنطقة عن الاستقرار الذي تريده إسرائيل والدول العربية.
ـ احتلال لا يمكن التنبؤ به إلى متى سيستمر من ناحية، وسيخلق كارثة إنسانية من ناحية أخرى. وهو احتلال سينظر إليه دوليا وعربيا على أنه استعمار جديد وإنكار لاتفاق حل الدولتين.
ـ ستكون هناك مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء العالم والدول العربية، مما سيجبر المستبدين في الشرق الأوسط على استيعاب تطلعات شعوبهم لتجنب المجلد الثاني من "الربيع العربي".
ـ يمكن أن تؤدي مظاهرات الجماهير التي تعبر عن دفاعها عن فلسطين إلى تطلعات مناهضة للاستبداد في بلدانها إذا فشل المستبدون في الشرق الأوسط في استيعاب هذه التطلعات".
بروز الدور الإيراني في المنطقة
إيران هي أحد الأطراف الفاعلة في المشهد الاستراتيجي اليوم، وقد حلل الباحث سيما شاين راز زيمت، في مقال له بعنوان "معضلة الأخطبوط الإيراني" على موقع معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في 15 أكتوبر، قال فيه: "منذ اندلاع الحرب، قادت إيران جهدا ديبلوماسيا إقليميا ودوليا لحشد الدعم لحماس والتوصل إلى نهاية سريعة للقتال، باعتبار أن ما تحقق من إنجازات من مظاهر ضعف إسرائيل وتغيير ميزان القوى الإقليمي. سيهدد نجاح الغزو البري بقاء حماس أو قدرتها على السيطرة على قطاع غزة:
ـ قد يجبر إيران على فتح جبهة نشطة أخرى، بشكل رئيسي في جنوب لبنان، وبدرجة أقل من خلال وكلائها في سوريا والعراق واليمن.
ـ أما إذا امتنعت إيران عن التدخل، فإنه يتيح لإسرائيل تركيز جهودها القتالية وإلحاق ضرر كبير بقدرات حماس.
ـ كما يضر عدم التدخل بالرواية الإيرانية عن وحدة الساحات، ويضعف موقفها.
ـ تدخل حزب الله قد يعرض قدراته الاستراتيجية للخطر، كما قد يلحق الضرر بإيران في أعقاب التهديدات التي أطلقتها واشنطن. لذا، ستواصل إيران الاعتماد على وكلائها كما فعلت حتى الآن".
الغزو البري لغزة والدور الأمريكي فيه
كتب رون بن يشاي بصحيفة يديعوت مقالا حول الغزو البري: "الهجوم البري وشيك" بتاريخ 14 أوكتوبر، قال فيه: "تواصل إسرائيل استعداداتها لشن هجوم كبير على غزة. وتعمل الضربات الجوية القوية على تعطيل أنظمة الدفاع والقيادة والسيطرة لحماس، ومساعدة الجهود الاستخباراتية. كما يعمل الجيش على خلق "نافذة شرعية دولية" للموافقة على الاقتحام. لكن النافذة أصبحت أصغر مع وصول صور المدنيين في غزة إلى الغرب.
تحاول حماس إدخال مقاتليها في تشكيلات دفاعية مخطط لها. ويحاول قادتها السياسيون توسيع القتال إلى ساحات إضافية من أجل تخفيف الضغط على غزة. ولذلك، يستعد الجيش الإسرائيلي لأسوأ احتمال، حرب على جبهتين على الأقل: الجبهة الشمالية وجبهة غزة.
في الضفة الغربية، اعتقل الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين، مما مكن قوات الأمن من إحباط عدد من الاعتداءات. كما نجح الجيش والشاباك في منع خروج أعمال الشغب عن السيطرة.
يحاول جو بايدن بطلب من إسرائيل، وبمبادرة من إدراته، تعزيز الردع الإسرائيلي خاصة ضد إيران وحزب الله:
ـ أرسل حاملتي طائرات واستعدت القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة لاعتراض الصواريخ القادمة من حزب الله أو إيران بما فيها استخدام طائرات إف 35.
ـ إرسال مساعدات عسكرية: أسلحة جوية متطورة، صواريخ تامير الاعتراضية للقبة الحديدية، ذخائر جوية دقيقة، وصواريخ الاعتراض إذا اضطر الجيش إلى شن حرب على جبهتين أو أكثر.
ـ كما تقدم أمريكا وحلفاؤها مساعدات سياسية في الأمم المتحدة".
مستقبل حماس
حماس متجذرة في المجتمع الفلسطيني، لا يمكن اقتلاعها أو القضاء عليها، هذا ما يقوله يوني بن مناحيم في مقال له على موقع مركز القدس للشئون العامة يوم 16 أكتوبر بعنوان "القضاء على حماس: المستقبل والفرص"، ويضع فيه بعض المقترحات لمواجهتها، فيقول: "حماس منظمة إرهابية وحشية؛ لكنها حركة دينية وسياسية مهمة متجذرة بعمق في المجتمع الفلسطيني. وستجد إسرائيل صعوبة في القضاء عليها تماما؛ لكنها تستطيع من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق: اغتيال قيادتها العسكرية، وتدمير البنية التحتية العسكرية في قطاع غزة مثل نظام الأنفاق ومستودعات الصواريخ وورش الإنتاج وأنظمة الطائرات بدون طيار وغيرها. ويجب على إسرائيل اتخاذ الخطوات التالية لإضعاف قوة المنظمة:
ـ إطلاق حملة دولية واسعة تطالب قطر بطرد قيادة حماس من الدوحة حيث يقيمون.
ـ ملاحقة الموساد لقادة حماس في جميع أنحاء العالم كما لاحق منظمة "أيلول الأسود" من قبل.
ـ اعتقال إسرائيل لجميع قادة حماس في الضفة الغربية.
ـ مطالبة تركيا بإغلاق مكاتب الذراع العسكرية حماس في اسطنبول.
لقد حصلت إسرائيل من الولايات المتحدة ودول أخرى في الغرب على حرية واسعة للعمل ضد هذه المنظمة الإرهابية بشرط أن تطيع القانون الدولي وتتجنب إيذاء الفلسطينيين الأبرياء. ويجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يمضي قدما في مهمته بعناية".
يجب على إسرائيل التركيز على ضرب الأهداف العسكرية فقط والقضاء على قيادة حماس في قطاع غزة المختبئة في المخابئ والأنفاق.
إن إسرائيل في سباق مع الزمن، وقد تغلق فرصتها بسرعة إذا ارتكبت أخطاء فيما يتعلق بانتهاك القانون الدولي. إن قنبلة واحدة خاطئة في مبنى مدني فلسطيني يمكن أن تنهي مهمتها النبيلة المتمثلة في استئصال الشر".
التعليق
هذه صورة موجزة لما جرى منذ 7 أكتوبر، وتقييم الصحافة ومراكز الإعلام الإسرائيلية له. والمشهد هنا يذكرنا بحرب أمطار الصيف التي استمرت من 26 يونيو إلى 26 نوفمبر 2006، والتي جاءت ردا على أسر حماس للجندي جلعاد شاليط، واجتاحت خلالها إسرائيل القطاع، ولم تستطع إسرائيل طيلة هذه الأشهر القضاء على حماس أو استعادة الجندي الأسير. ودخل حزب الله هذه الحرب لتخفيف الضغط على حماس، فيما يعرف بحرب لبنان الثانية التي تلقت فيها إسرائيل هزيمة موجعة. وكلا من حماس وحزب الله اليوم أقوى بكثير عما كانا عليه في 2006. فهل سيستطيع الإسرائيليون اليوم، تحقيق ما يريدون ويخططون له اليوم. قد تستمر الحرب أياما أو أسابيع؛ لكنها ستلحق بحروب إسرائيل السابقة، انتصارا تكتيكيا وهزيمة استراتيجية.
إقرأ أيضا: داخلية غزة تحذر من كارثة بيئية.. جثامين ألف شهيد لا تزال تحت الأنقاض
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حرب غزة الفلسطيني احتلال احتلال فلسطين غزة حرب توجهات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی فی الشرق الأوسط فی المنطقة إسرائیل فی على موقع فی مقال حماس فی قال فیه حرب على فی هذا فی غزة فشل فی فی حرب
إقرأ أيضاً:
شرق أوسط نتنياهو الجديد
عبيدلي العبيدلي **
بعيدًا عن خارطتي الشرق الأوسط اللتين حملهما بنيامين نتنياهو معه في خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نجد عبارة "إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد" هي الأكثر تكرارًا؛ بل ربما تكون الأكثر حضورًا ثابتًا في تصريحاته، التي توالت منذ حرب الإبادة في التي شنها، ولم تتوقف، على غزة، في 7 أكتوبر 2023.
وربما يستغرب البعض منَّا عندما يبحث عن سبب تمسك نتنياهو بالتعبير، والحرص على تكراره في العديد من المناسبات، حول خارطة منطقة معينة، هي الشرق الأوسط الجديد. والأكثر غرابة هو عدم كف نتنياهو عن تباهيه بـ "البعد السلمي" الذي يحمله مشروعه في ثناياه، والذي يمحو قوى الشر، ويفرش طريق قوى الخير بالورود بعد أن يضع حدًا لاندلاع أية حروب مستقبلية في المنطقة.
الغريب أن نتنياهو، يتباهى علنًا بسلمية مشروعه "الشرق أوسطي" وحالة الاستقرار الثابت التي ستنبثق عن ذلك المشروع، في منطقة لم يعرف تاريخها الحديث الاستقرار إلا في فترات قصيرة، ومتباعدة. والأغرب من ذلك، هو تجاهل نتنياهو شبه الإجماع الدولي على أن إسرائيل ذاتها هي أهم عامل يبرز واضحًا عند تشخيص الأسباب التي تقف وراء الحروب التي عرفتها المنطقة منذ نهاية الحرب الكونية الثانية في نهاية أربعينات القرن الماضي.
في البدء لا بُد من الاتفاق على أن منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها البلدان العربية هي من المساحات الجغرافية القليلة التي تركت حدودها، بعد الحرب الكونية الثانية - وبشكل مقصود، سائبة وغير متماسكة وتحمل في طياتها الكثير من عناصر الكثير من الصراعات الإثنية، والعرقية، بل وحتى الدينية والسياسية، القابلة للاشتعال، عندما تتطلب مصالح الغير إثارتها. لكن ذلك لا يمت بصلة لما يكتنفه مشروع نتنياهو الشرق أوسطي التي تفصح سلوكيات نتنياهو، من غير قصد، أن أهم مكوناته هي:
1- على الصعيد السياسي: تنضوي دول وشعوب منطقة الشرق الأوسط برمتها تحت عباءة مشرع إسرائيل الكبرى التي يعرف الجميع أين كانت بداية حدوده، لكن ليس هناك، بخلاف نتنياهو نفسه، من يجرؤ على رسم معالم حدوده النهائية، التي ستبقى تلك المعالم بحوزة إسرائيل وتحت تصرفها. وهي قابلة لتمدد، دون الانكماش، لما يخدم استراتيجيات إشباع شهوة التوسع الإسرائيلي والقوى التي تقف وراءه.
2- على الصعيد الاجتماعي: تضمن هياكل المشروع، وآليات علاقاته، الهيمنة المطلقة للشريحة اليهودية، الممسكة بأليات أداء مفاصلة، والمتحكمة في اتجاهاتها. بما يحقق التفوق المجتمعي لليهود الذين تكتنفهم الحدود السياسية لذلك المشروع، الذي سيحرص نتنياهو على أن تكون مفاصل أدائه الاجتماعية قادرة على بناء، وحماية مخرجات المعادلة التي تنظم العلاقات المجتمعية بين فئاته المختلفة بما يحقق ليس عدم توقف أداء تلك المعادلة فحسب، بل ودون تراجع سرعتها وكفاءة أدائها أيضا.
3- على الصعيد الاقتصادي: يحتفظ اليهود الصهاينة التحكم في مفاصل اقتصاد الدولة اليهودية التي ولدها ذلك المشروع. ويواصل أولئك اليهود، رسم هياكله، وتحديد آليات أدائه، ورسم محيط دائرة علاقاته، بما يضمن سيطرة المؤسسة الصهيونية العالمية على كل ذلك، ويحقق حصة الأسد من العائد المالي إلى أحضانها، على حساب مصالح وأداء الفئات الدينية والإثنية الأخرى. وتسخر كل موارد الدولة التي تسيطر على مقدرات ذلك المشروع الشرق أوسطي الذي يحلم به نتنياهو، وتتحكم فيها المؤسسة الصهيونية العالمية بوصف كونها المستفيدة الأكبر من مخرجات ذلك المشروع، قبل مدخلاته.
4- على الصعيد العسكري: يحرص المشروع على توفير كل مقومات التفوق العسكري للكيان السياسي الذي سيحتضن المشروع على المستويين. على الصعيد الخارجي، سيضمن المشروع تفوق ذلك الكيان على المحيط الجغرافي المجاور له، بحيث يضمن انتصاره في أي كل من أشكال الصدام، مهما كان حجمه ضئيلًا لا ينبغي الاستهانة به، أو كبيرًا لكيلا ينشر الرعب في قلوب الدول المحيطة به.
5- على صعيد الإدارة الدينية: تواصل إسرائيل تحكمها في إدارة المؤسسات الدينية التي تحتضنها حدود ذلك المشروع التوسعي، والسيطرة على أنشطتها، بما يخدم واستراتيجيات الدولة المنضوية تحت تلك الحدود، غير الثابتة، والقابلة للتوسع بشكل مستمر، بما يخدم السياسات الإسرائيلية، ومن ورائها المؤسسة الصهيونية العالمية.
باختصار شديد، يُفسِّر تمسك نتنياهو بالترويج لطموحه، غير المنطقي، وغير المبرر، أن يكون مهندس الشرق الأوسط الجديد، هو تلك الشمولية التي يكتنفها ذلك المشروع، الذي حاول المؤلف، بما تبيحه هوامش الكتابة، التحذير من مشروع متكامل يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، علانية ودون مواربة.
لقد شكك الكثيرون في حظ نجاح مشروع مارشال الأمريكي، وهو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جورج مارشال أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947.
لكن جاءت السياسات الخارجية الأمريكية اللاحقة كي تكشف النوايا الأمريكية الحقيقية الكامنة وراء المشروع. اليوم ونحن نتابع تصريحات نتنياهو علينا أن نقرأ ما تبن سطوره، كي لا نفاجأ بها بعد فوات الأوان، تمامًا كما أخذتنا على حين قرة ما أخفته تفاصيل مشروع مارشال الأمريكي تلك الواجهة البراقة التي روجت له.
** خبير إعلامي