الورقة الخفية التي أرعبت نتنياهو في غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
هذا هو الثمن المطلوب لمعركة غزة من وجهة نظري مع نوايا استئصال القضية وأصحابها : وهو تبني خطة وأهداف تحرير كامل الأراضي المحتلة, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وليس مجرد كيان دولة على حدود حزيران ٦٧م. وقد حددت حركة المقاومة الإسلامية حماس ومعها الجهاد وغيرها أهداف المعركة الأخيرة بدقة في إقامة الدولة الفلسطينية, و تحرير المعتقلين, وإنهاء الإحتلال والحصار.
أمّا نتنياهو المهزوم وحكومته المتخبطة حددوا خيار رد الفعل العسكري المضاد في تصفية القضية الفلسطينية متمثلة بتدمير غزة ومساواتها بالأرض والثأر المضاعف لقتلاهم, وإنهاء وجود حماس وباقي فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية..
وتهجير سكان غزة إلى سيناء, وإعدام بقايا مظاهر الحياة في القطاع بدءا بقطع مياه الشرب عن المدنيين وتدمير شبكاتها, وكذلك الكهرباء والإتصالات بعد تدمير كامل البنية التحتية خلال أسبوع واحد فقط. لا يوجد وقت مناسب غير هذا أمام الفلسطينيين كافة لفرض إرادتهم وحقوقهم بكل أشكال المقاومة التصعيدية المتاحة, لإن مخطط الإستئصال الإسرائيلي لهم بانَ وتكشَّف أكثر من أي وقت سابق.
يرى المحتل الإسرائيلي بالمقابل أنها الفرصة الممكنة والأخيرة أمامه للإجهاز على ما تبقى من روح المقاومة الوطنية الفلسطينية التي يمثلها الغزَّاويون بكافة أطيافهم السياسية, وبعدها يسهل إخماد أنفاس القضية الفلسطينية في سائر بلداتها.
يبدو أن همجية رد الفعل الإسرائيلي غيرت وستغير أولويات المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية وكافة أنحاء فلسطين المحتلة. حتى رؤية حل الدولتين المُتَعَسِّف غابت الآن لدى رعاة وكفلاء العدو الإسرائيلي المحتل مثل أمريكا وبريطانيا التي أرسلت أساطيلها البحرية والجوية وجسور الإمدادات العسكرية لإنقاذ الكيان الصهيوني الغاصب بأي ثمن , لتعود معركة فلسطين إلى ما قبل الصفر..
فلا تُخفى التوجهات العسكرية الغربية المُعَزَّزة على الأرض لتصفية القضية برمتها ناهيكم عن تراجع مشروع الدولتين أيضاً, ليبقى في أجندة أمريكا وحلفائها الغربيين فقط تمكين الكيان الصهيوني عسكرياً على كامل فلسطين وتهجير أصحاب الأرض والحق التاريخي كاستراتيجية قصوى لموجة الشتات الثانية التي تجري الآن بحذافيرها ودفن القضية إلى الأبد.
* ألتهجير المضاد *
لعل الخطوات العسكرية المباركة للمقاومة الوطنية-الإسلامية الفلسطينية بخصوص تهجيرها الموازي لرعايا العدوان الإسرائيلي تسير بتعتيم إعلامي عندهم منذ بدء هجوم النصر الكبير , حيث أُفْرِغت مستوطنات غلاف غزة من أكثر من نصف المحتلين في موجات فرار جماعي بضربات صاروخية مدروسة ومبرمجة تسببت بدمار وضياع نفسي للمستوطنين وعائلاتهم أكثر من الأضرار المادية المحدودة التي لحقت ببعض الممتلكات.
وعلى العكس لم يحدث رد الفعل نفسه بين الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض في قطاع غزة جراء مجازر القتل الجماعي للأبرياء, والتدمير الهستيري البربري للمنشآت والمساكن من طيران وصواريخ وقنابل وبوارج العدو الإسرائيلي وحلفائه, بل زاد تمسكهم بالبقاء وموت عائلات بأكملها تحت الأنقاض كصرخة تعبير وإدانة ظلم مدوية لم يفهم العالم حتى الآن دلالتها ومغزاها..
ظهر التواطؤ الأمريكي البريطاني وبعض الأوروبي في التساهل مع دعوات مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو بسرعة إفراغ وإخلاء شمال ووسط القطاع من السكان لتدميره بالقنابل والصواريخ في خطة مزدوجة لتهجير الفلسطينيين, وتغيير طبيعة أرض ومقومات غزة إلى رملة قاحلة تنعدم فيها الحياة لعشرات السنين, كأمر واقع لا يمكن تراجع المجرمين أو التنازل عنه.
ويدعوا هؤلاء في أحسن الأحوال ليس إلى وقف التهجير القسري للفلسطينيين ولكن لتمديد زمن ووقت التزفير والخروج النهائي لبضعة ساعات وأيام , ليستوعب أكبر عدد من السكان, فوق مليون ونصف في الجزء الجغرافي من غزة الذي يعتقدون أنه يمثل صداعاً مزمناً للعدو الإسرائيلي.
* تخبط الإحتلال والمتاجربن بالقضية*
والغريب هو قرار الإدارة الصهيونية خوض ماتسميه ب(الإجتياح البري) قبل تمكنها من إسكات صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تضاعف خارطة استهدافاتها وأعدادها كل يوم, ولا تزال تهدد مستوطنات ومدن جديدة ورحلات الطيران المدني وتعطيل الحياة الإقتصادية والعامة في تل أبيب وغيرها.. ولن تكون المعركة البرية نزهة لجنود الإحتلال الذين خبروا قبل أيام شدة البأس الفلسطيني. لا يعني ذلك تخبط الخطط والأولويات العسكرية الصهيونية فقط, بل وتصميم العدو على فرض أمر واقع آخر في غزة وفلسطين بوجه عام وبأي ثمن وخسائر وضحايا, ومن دون أي إسناد حقيقي لمقاومة الداخل الفلسطيني من أولئك الذين ارتفعت عقيرتهم بموت أمريكا واسرائيل واستعراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي نجحت من قبل في تدمير شعوبها وجيرانها المسلمين من لبنان والعراق وسوريا وجماعة صعدة في اليمن بقيادة إيران, ليعلنوا دون حياء ولا خجل عن ذرائع وخطوط حمراء وغبراء تمنعهم عن الحد الأدنى من الفَزْعة, ولم تثبت لديهم رؤية قتل الفلسطينيين وتصفية قضيتهم الإنسانية العادلة بالتهجير والتدمير الوحشي الهمجي الغاشم. يندرج هؤلاء المتباكون المُدَجَّجُون بالبالبستيات في صف من لا يريد إقامة دولة للفلسطينيين على كامل تراب أرضهم وثرواتهم, ولا حتى على حدود ١٩٦٧م, لإن ذلك تصفية نهائية لمتاجرتهم واستثمارهم التاريخي الطويل للقضية واعتماد استمرار مبررات بقاء أنظمتهم العسكريةالمليشاوية غير الشرعية على عدم حل القضية الفلسطينية بل على تعقيدها أكثر. وهذه المرة أعادت المقاومة الوطنية الإسلامية الفلسطينية معركتها مع العدو الصهيوني الغاصب إلى نقطة الصفر, معركة حياة ووجود كامل غير منقوص لا ينبغي اختزاله بتوقف المجازر المروعة للمدنيين ولا بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين, ولا وقف التهجير القسري واجتياح غزة المحاصرة من ١٦ عاماً, ولكن فرض الإرادة الجهادية والنضالية للمقاتلين الفلسطنيين الأحرار مشروع دولتهم وسلطتهم الوطنية على كامل الأرض والتراب, وبالدماء الغالية..
وضداً على مشروع نتنياهو ومن والاه وتحالف معه على الإثم والعدوان, أو خذل الدماء والأرواح الزكية الطاهرة وتآمر عليها من العرب والمسلمين.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
«إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!
«إسرائيل ستسلم قطاع غزة لأمريكا بعد انتهاء القتال».. هكذا كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أهدافه تجاه القضية الفلسطينية، بخلاف ما وعد به خلال فترة انتخاباته الرئاسية.
جاء ذلك حسبما أفاد موقع العربية فى شريط عاجل، وأكد «ترامب»، أنّ أمريكا ستتسلم القطاع ولن ترسل قوات لأنه ليس هناك حاجة لقواتنا فى غزة.
وبالبحث عن ما وعد به «ترامب» خلال فترة انتخاباته، نجد عكس ما يحدث على أرض الواقع، حيث تعهد بأن فترة رئاسته الجديدة ستكون وفقًا لشعار بسيط، «الوعود المقدمة والوعود المحققة»، مؤكدا أنه سيحافظ على تعهداته، وهو ما خالف الحقائق الحالية.
وفي تقرير لموقع «BBC» لم يقدم ترامب سوى القليل من التفاصيل حول كيفية تحقيق أهدافه، إذ سُئل في عام 2023 من قبل قناة «فوكس نيوز»، عما إذا كان سيسيء استخدام سلطته أو يستهدف المعارضين السياسيين، أجاب أنه لن يفعل ذلك «باستثناء اليوم الأول، وقال: «لا، لا، لا، باستثناء اليوم الأول، سنغلق الحدود، ونقوم بالحفر، والحفر، والحفر. وبعد ذلك، لن أكون ديكتاتورا».
كان قد انتقد ترامب عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة على دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وتعهد بإنهاء الصراع «خلال 24 ساعة» من خلال اتفاق تفاوضي، ولم يوضح ما يعتقد أنه ينبغي على أي من الجانبين التخلي عنه، حيث يريد أن تنأى بلاده بنفسها عن الصراعات الخارجية بشكل عام.
وفيما يتعلق بالحرب في غزة، وضع ترامب نفسه في موقف الداعم القوي لإسرائيل، لكنه حث «تل أبيب» على إنهاء عمليتها، وتعهد أيضا بإنهاء أعمال العنف المرتبطة بها في لبنان، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.
اقرأ أيضاًواشنطن بوست: ديمقراطيون ينتقدون مقترح ترامب بشأن غزة
إعلام أمريكي: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت بسماع خطة ترامب
أستاذ علوم سياسية: طرح ترامب حول غزة غير عملي ومرفوض عالميًا