المشهد اليمني:
2024-09-19@01:57:05 GMT

الورقة الخفية التي أرعبت نتنياهو في غزة

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

الورقة الخفية التي أرعبت نتنياهو في غزة

هذا هو الثمن المطلوب لمعركة غزة من وجهة نظري مع نوايا استئصال القضية وأصحابها : وهو تبني خطة وأهداف تحرير كامل الأراضي المحتلة, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وليس مجرد كيان دولة على حدود حزيران ٦٧م. وقد حددت حركة المقاومة الإسلامية حماس ومعها الجهاد وغيرها أهداف المعركة الأخيرة بدقة في إقامة الدولة الفلسطينية, و تحرير المعتقلين, وإنهاء الإحتلال والحصار.


أمّا نتنياهو المهزوم وحكومته المتخبطة حددوا خيار رد الفعل العسكري المضاد في تصفية القضية الفلسطينية متمثلة بتدمير غزة ومساواتها بالأرض والثأر المضاعف لقتلاهم, وإنهاء وجود حماس وباقي فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية..
وتهجير سكان غزة إلى سيناء, وإعدام بقايا مظاهر الحياة في القطاع بدءا بقطع مياه الشرب عن المدنيين وتدمير شبكاتها, وكذلك الكهرباء والإتصالات بعد تدمير كامل البنية التحتية خلال أسبوع واحد فقط. لا يوجد وقت مناسب غير هذا أمام الفلسطينيين كافة لفرض إرادتهم وحقوقهم بكل أشكال المقاومة التصعيدية المتاحة, لإن مخطط الإستئصال الإسرائيلي لهم بانَ وتكشَّف أكثر من أي وقت سابق.
يرى المحتل الإسرائيلي بالمقابل أنها الفرصة الممكنة والأخيرة أمامه للإجهاز على ما تبقى من روح المقاومة الوطنية الفلسطينية التي يمثلها الغزَّاويون بكافة أطيافهم السياسية, وبعدها يسهل إخماد أنفاس القضية الفلسطينية في سائر بلداتها.
يبدو أن همجية رد الفعل الإسرائيلي غيرت وستغير أولويات المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية وكافة أنحاء فلسطين المحتلة. حتى رؤية حل الدولتين المُتَعَسِّف غابت الآن لدى رعاة وكفلاء العدو الإسرائيلي المحتل مثل أمريكا وبريطانيا التي أرسلت أساطيلها البحرية والجوية وجسور الإمدادات العسكرية لإنقاذ الكيان الصهيوني الغاصب بأي ثمن , لتعود معركة فلسطين إلى ما قبل الصفر..
فلا تُخفى التوجهات العسكرية الغربية المُعَزَّزة على الأرض لتصفية القضية برمتها ناهيكم عن تراجع مشروع الدولتين أيضاً, ليبقى في أجندة أمريكا وحلفائها الغربيين فقط تمكين الكيان الصهيوني عسكرياً على كامل فلسطين وتهجير أصحاب الأرض والحق التاريخي كاستراتيجية قصوى لموجة الشتات الثانية التي تجري الآن بحذافيرها ودفن القضية إلى الأبد.
* ألتهجير المضاد *
لعل الخطوات العسكرية المباركة للمقاومة الوطنية-الإسلامية الفلسطينية بخصوص تهجيرها الموازي لرعايا العدوان الإسرائيلي تسير بتعتيم إعلامي عندهم منذ بدء هجوم النصر الكبير , حيث أُفْرِغت مستوطنات غلاف غزة من أكثر من نصف المحتلين في موجات فرار جماعي بضربات صاروخية مدروسة ومبرمجة تسببت بدمار وضياع نفسي للمستوطنين وعائلاتهم أكثر من الأضرار المادية المحدودة التي لحقت ببعض الممتلكات.
وعلى العكس لم يحدث رد الفعل نفسه بين الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض في قطاع غزة جراء مجازر القتل الجماعي للأبرياء, والتدمير الهستيري البربري للمنشآت والمساكن من طيران وصواريخ وقنابل وبوارج العدو الإسرائيلي وحلفائه, بل زاد تمسكهم بالبقاء وموت عائلات بأكملها تحت الأنقاض كصرخة تعبير وإدانة ظلم مدوية لم يفهم العالم حتى الآن دلالتها ومغزاها..
ظهر التواطؤ الأمريكي البريطاني وبعض الأوروبي في التساهل مع دعوات مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو بسرعة إفراغ وإخلاء شمال ووسط القطاع من السكان لتدميره بالقنابل والصواريخ في خطة مزدوجة لتهجير الفلسطينيين, وتغيير طبيعة أرض ومقومات غزة إلى رملة قاحلة تنعدم فيها الحياة لعشرات السنين, كأمر واقع لا يمكن تراجع المجرمين أو التنازل عنه.
ويدعوا هؤلاء في أحسن الأحوال ليس إلى وقف التهجير القسري للفلسطينيين ولكن لتمديد زمن ووقت التزفير والخروج النهائي لبضعة ساعات وأيام , ليستوعب أكبر عدد من السكان, فوق مليون ونصف في الجزء الجغرافي من غزة الذي يعتقدون أنه يمثل صداعاً مزمناً للعدو الإسرائيلي.
* تخبط الإحتلال والمتاجربن بالقضية*
والغريب هو قرار الإدارة الصهيونية خوض ماتسميه ب(الإجتياح البري) قبل تمكنها من إسكات صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تضاعف خارطة استهدافاتها وأعدادها كل يوم, ولا تزال تهدد مستوطنات ومدن جديدة ورحلات الطيران المدني وتعطيل الحياة الإقتصادية والعامة في تل أبيب وغيرها.. ولن تكون المعركة البرية نزهة لجنود الإحتلال الذين خبروا قبل أيام شدة البأس الفلسطيني. لا يعني ذلك تخبط الخطط والأولويات العسكرية الصهيونية فقط, بل وتصميم العدو على فرض أمر واقع آخر في غزة وفلسطين بوجه عام وبأي ثمن وخسائر وضحايا, ومن دون أي إسناد حقيقي لمقاومة الداخل الفلسطيني من أولئك الذين ارتفعت عقيرتهم بموت أمريكا واسرائيل واستعراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي نجحت من قبل في تدمير شعوبها وجيرانها المسلمين من لبنان والعراق وسوريا وجماعة صعدة في اليمن بقيادة إيران, ليعلنوا دون حياء ولا خجل عن ذرائع وخطوط حمراء وغبراء تمنعهم عن الحد الأدنى من الفَزْعة, ولم تثبت لديهم رؤية قتل الفلسطينيين وتصفية قضيتهم الإنسانية العادلة بالتهجير والتدمير الوحشي الهمجي الغاشم. يندرج هؤلاء المتباكون المُدَجَّجُون بالبالبستيات في صف من لا يريد إقامة دولة للفلسطينيين على كامل تراب أرضهم وثرواتهم, ولا حتى على حدود ١٩٦٧م, لإن ذلك تصفية نهائية لمتاجرتهم واستثمارهم التاريخي الطويل للقضية واعتماد استمرار مبررات بقاء أنظمتهم العسكريةالمليشاوية غير الشرعية على عدم حل القضية الفلسطينية بل على تعقيدها أكثر. وهذه المرة أعادت المقاومة الوطنية الإسلامية الفلسطينية معركتها مع العدو الصهيوني الغاصب إلى نقطة الصفر, معركة حياة ووجود كامل غير منقوص لا ينبغي اختزاله بتوقف المجازر المروعة للمدنيين ولا بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين, ولا وقف التهجير القسري واجتياح غزة المحاصرة من ١٦ عاماً, ولكن فرض الإرادة الجهادية والنضالية للمقاتلين الفلسطنيين الأحرار مشروع دولتهم وسلطتهم الوطنية على كامل الأرض والتراب, وبالدماء الغالية..
وضداً على مشروع نتنياهو ومن والاه وتحالف معه على الإثم والعدوان, أو خذل الدماء والأرواح الزكية الطاهرة وتآمر عليها من العرب والمسلمين.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية، إن الموقف المصري تجاه إقامة دولة فلسطينية هو واضح أمام العالم والشعب الفلسطيني، حيث إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتأخر في دعم القضية الفلسطينية حتى من قبل 7 أكتوبر، لأن المتطرفين مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش يعملون على إبادة الفلسطينيين من قبل 7 أكتوبر.

وأضاف سنجر في مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن دولة الاحتلال تريد الإستيلاء الكامل على الأرض الفلسطينية ولم تيأس من استمرارها في الحرب على قطاع غزة وقتل الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية.

وأوضح، أن جالانت ونتنياهو بينهما خلافات حول نقاط كثيرة فيما يخص الحرب على غزة وصفقة الرهائن، مشيرًا إلى أن نتنياهو لم يعد يريد سماع أي انتقادات تأتي من جيش الاحتلال أو من وزير الدفاع الإسرائيلي، حيث أن هذه الانتقادات أو الهجوم لم يوقف نتنياهو عما يريده، لافتًا إلى أن جالانت لديه توجه في التوسع في العمليات فيما يخص جبهة لبنان والضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يؤكد مساندة القضية الفلسطينية أثناء الخطاب الملكي السنوي لمجلس الشورى
  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • أحزاب وفصائل المقاومة الفلسطينية: العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان جريمة حرب موصوفة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان: كلنا ثقة بحزب الله
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الرد
  • المقاومة الفلسطينية: نثق بقدرة حزب الله على لجم العدوان الإسرائيلي بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • رفض أردني مصري لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية