هل انتقل الكيان من حروب الحدود إلى "حرب الوجود"؟
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تبرز في مختلف المستويات السياسية والعسكرية والنخب في الكيان الصهيوني منذ فترة، حتى قبل بداية المواجهة الجديدة بين المقاومة والاحتلال، تقديرات تصب كلها في طرح مخاوف جدية حول مستقبل دولة الكيان الصهيوني، وهو ما يعني بداية تسلل الخوف وانتقال العقل السياسي والعسكري والمجتمعي في دولة الكيان من إدارة صراع وحروب الحدود إلى صراع المصير على الوجود السياسي بالأساس.
قبل أشهر أدلى رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بتصريح كان لافتا بشكل كبير وأعطى مؤشرات غير مسبوقة عن بداية تسلل هواجس الوجود إلى العقل السياسي في الكيان، حينما قال: "سأجتهد لأن تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المائة لكن هذا ليس بديهيا، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تعمر دولة للشعب اليهودي أكثر من ثمانين سنة". وبالقياس الزمني منذ الإعلان عن قيام الدولة الغاصبة تبدو المسألة أنها تنحى باتجاه وجود مخاوف جدية ووجودية عن مستقبل الكيان الصهيوني، خاصة مع وجود بعض المتغيرات على الأجيال الصهيونية الجديدة في مقابل تنامي الروح النضالية داخل الأراضي المحتلة وتطوير المقاومة أسلحتها.
وعلى الرغم من نجاح الكيان الصهيوني خلال السنوات الأخيرة في تحقيق اختراقات هامة في الصف العربي، من حيث تطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية وبالتالي تحييدها عن الصراع، فإن مستوى التراخي والانقسام الذي حدث في الداخل الإسرائيلي جعل الكثير من الخبراء والمحللين من داخل البيت الصهيوني يتوقعون أفقا مظلما لهذا الكيان، عبر عنه الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي أمنون أبراموفيتش قائلا: "إن أخطر ملف تواجهه إسرائيل ليس ملفات فساد نتنياهو وإنما الأخطر منها هو ملف خراب إسرائيل الثالث".
وقبل ذلك بفترة نشر الصحفي الإسرائيلي يارون لندن كتابا تضمن تأكيدات من جانبه بوجود قلق حول المستقبل، قال فيه: "إنني أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له إن نسبة بقائنا في هذه الدولة لن تتعدى 50 في المائة، ولمن يغضبهم قولي هذا فإنني أقول له إن نسبة 50 في المائة تعتبر جيدة لأن الحقيقة أصعب من ذلك"، فيما قال المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس: "خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إما مطاردة أو مقتولة، وصاحب الحظ هو من يستطيع الهرب إلى أمريكا أو أوروبا".
لكن هذه التوقعات المتشائمة للنخب الإسرائيلية والصهيونية المختلفة تصبح أكثر مصداقية عندما يتم أخذ بعين الاعتبار تقديرات مسؤولين إسرائيليين عملوا في مستويات عسكرية وأمنية عليا وكانوا على تماس مباشر مع الوقائع والمحطات المختلفة وكانوا من صناع القرار الأمني والعسكري، يؤكدون كلهم أن إسرائيل بصدد الانتقال من مشكلة الحدود إلى مشكلة الوجود أصلا على الخريطة. وفاقم الهجوم الكبير لقوى المقاومة السبت ما قبل الماضي، من حيث حجمه وطبيعته وقدرة المقاومة على ممارسة الخداع الاستراتيجي على العدو، من هذه الهواجس والمخاوف، حيث قال المحلل العسكري في القناة العبرية الثانية روني دانييل: "أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة ولا أظن أنهم سيبقون في هذه البلاد".
وقال رئيس جهاز الموساد العاشر مثير داغان: "إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني". كما كان رئيس جهاز الشاباك السابق كارمي غيلون قد توقع قبل ذلك من أن "استمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى سيقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وسيقود إلى خراب إسرائيل". ونشر رئيس جهاز الشاباك السابق يوفال ديسكين مقالة له حملت هواجس جدية من أن الفساد السياسي والتعفن الذي توجد عليه إسرائيل "يمثل نهاية البداية أو بداية النهاية"، بينما وصف رئيس جهاز الموساد السابق أفراييم هليفي ما يحدث بأنه يجعل من إسرائيل "على أبواب كارثة.. إنه ظلام ما قبل الهاوية".
وبغض النظر عن مدى واقعية هذه التصريحات والتقديرات السياسية والعسكرية فإنها تعطي بكثير من الوضوح مؤشرات على تغير لافت في الأسئلة السياسية المطروحة في الساحة الداخلية للكيان الصهيوني وبداية مناقشة أسئلة حول إمكانية استمرار الكيان، خاصة أن اضطراره لإعلان الحرب للمرة الأولى منذ خمسة عقود واستنجاده بحلفائه الاستراتيجيين يؤكد أن هناك مخاوف جدية من بداية أفول "الحلم الصهيوني" كحتمية تاريخية ينتهي إليها كل احتلال على يد المقاومة والصمود الفلسطيني.
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی رئیس جهاز فی هذه
إقرأ أيضاً:
سلام لا حروب.. مظاهرات أمام مقر مؤتمر ميونخ للأمن ضد حلف الأطلسي وصناعة السلاح
تظاهر الآلاف في ألمانيا في موقع مؤتمر ميونيخ للأمن احتجاجًا على حلف شمال الأطلسي، وصناعة الأسلحة، والمزيد من شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، كما خرجت مظاهرة مضادة مؤيدة لأوكرانيا.
احتشد المتظاهرون المؤيدون خارج مؤتمر ميونيخ للأمن (MSC) للاحتجاج على حلف شمال الأطلسي (الناتو) وصناعة السلاح في العالم والحرب والمزيد من شحنات الأسلحة إلى كييف.
وقد ركزت شعارات الاحتجاجات على مجموعة من القضايا، بما في ذلك تعزيز الديمقراطية والتنوع ونزع السلاح، في وقت كان فيه كبار السياسيين من جميع أنحاء العالم يناقشون قضايا الأمن العالمي والقضايا العسكرية في المؤتمر الذي تحتضنه ميونيخ كل سنة.
ومن تلك الشعارات التي رفعها المتظاهرون شعار: "قادرون على السلام بدلاً من الحرب"، حيث حاولوا حث السياسيين على انتهاج خيارات السلام وإنهاء القتال والعداوات والصراعات.
ودعا المتظاهرون إلى نزع السلاح في العالم وإلى تسليم المزيد من الأسلحة إلى كييف حتى تستطيع التصدي لهجمات موسكو التي بدأت منذ فبراير/ شباط 2022 تاريخ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما أعرب المتظاهرون عن اعتراضهم على خطة نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى في ألمانيا اعتبارًا من عام 2026.
وكان هناك حضور أمني، حيث ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أنه تم نشر ما يقرب من 5,000 شرطي لتأمين المنطقة.
وتقول الشرطة إن أكثر من 2,500 شخص شاركوا بعد ظهرالسبت في ثلاث مظاهرات كبرى ضد مقر انعقاد مؤتمر ميونيخ، مضيفة أن الاحتجاجات كانت سلمية.
Relatedوزير خارجية أوكرانيا السابق دميترو كوليبا ليورونيوز: اتفاق سيئ لأوكرانيا هو فوز لبوتينسيناتور أمريكي: توقيع أوكرانيا على صفقة المعادن النادرة سيغير قواعد اللعبة ويضمن دعم واشنطنتصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدمير للبنية التحتية في ميكولايفميونيخ 2025... أوروبا في قلب العواصف الجيوسياسيةأوروبا تعمل في هدوء على خطة لإرسال قوات إلى أوكرانيا بعد أن تضع الحرب أوزارهاويقول متحدث باسم الشرطة إن الإقبال على الاحتجاجات كان أقل بكثير مما كان متوقعًا، بسبب حادثة الدهس التي وقعت يوم الخميس.
وكانت سيارة قد اصطدمت بمظاهرة نقابية في ميونيخ، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة العشرات على الأقل. وأفادت المصادر أن المشتبه به لاجئ أفغاني.
ورغم التوتر الأمني، قرر منظمو الاحتجاجات المضي قدمًا في تنظيم المسيرات، بعد التشاور مع السلطات. وتقول الشرطة إن هجمات يوم الخميس ربما تكون قد أثرت على الإقبال على التظاهرة.
على صعيد آخر، نُظمت مسيرة منفصلة دعماً لأوكرانيا. وطالب المشاركون في الفعالية بضرورة مواصلة دعم كييف مالياً وعسكرياً.
حمل المتظاهرون لافتات وصورًا لأقاربهم الذين قتلوا على يد القوات الروسية، بالإضافة إلى الجنود والمدنيين المفقودين.
تحدث سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أوليكسي ماكييف إلى المتظاهرين حيث طلب من الألمان ألا ينسوا من هو الطرف الذين يتحمل مسؤولية تدفق المهاجرين الأوكرانيين إلى ألمانيا في إشارة إلى روسيا وفيما تطغى مسألة الهجرة على الحملة الانتخابية قبيل الاستحقاق التشريعي في 23 فبراير/شباط الجاري.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الهند: 18 قتيلاً على الأقل في تدافع بمحطة قطارات نيودلهي سيناتور أمريكي: توقيع أوكرانيا على صفقة المعادن النادرة سيغير قواعد اللعبة ويضمن دعم واشنطن وفاة طفلة ووالدتها متأثرتين بجراح أصيبتا بهما في حادث الدهس في ميونيخ احتجاجاتمؤتمر ميونيخ للأمنألمانيا