تقرير لـThe Hill: دخول حزب الله الحرب يزعزع الاستقرار أكثر
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
مع استمرار القتال في جنوب إسرائيل وقطاع غزة، فإن السؤال الأكبر الآن هو ما إذا كان حزب الله سوف ينضم إلى الحرب.
وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "للإجابة على هذا السؤال، لا بد من تأطير الصورة الأكبر وفهم العلاقة بين حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. إن القاسم المشترك بين هذه التنظيمات هو أنها تدعو إلى تدمير إسرائيل بالعنف، وهي مدعومة عسكريا واقتصاديا وسياسيا من النظام الإيراني الذي يدعو هو أيضاً إلى تدمير إسرائيل".
وتابعت الصحيفة، "يطمح النظام الإيراني إلى أن يكون القوة الإقليمية الرائدة، وترتكز خطته لتحقيق هذا الهدف، من بين أمور أخرى، على تأجيج نيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل مستمر وإنشاء معقل عسكري حول إسرائيل لإرهاق الأمة وتآكلها من خلال شن بين الحين والآخر جولات عسكرية قصيرة. ويتمثل الهدف النهائي لقاعدة القوة هذه في خلق "حلقة من النار" حول رقبة إسرائيل، والتي سيتم تفعيلها بشكل متزامن عندما يحين الوقت، لمهاجمتها من كل الاتجاهات. وتشكل حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة قوات مركزية في هذه الشبكة، أما حزب الله في لبنان فهو حجر الزاوية في هذه الخطة الرئيسية".
وأضافت الصحيفة، "إحدى الروايات المركزية لدعاية حماس وحملتها السياسية هي شعار "وحدة محور المقاومة والتحدي". ويؤكد قادة حماس أنهم يعملون بتنسيق كامل مع إيران وحزب الله ويصفون علاقتهم بأنها علاقة مبنية على هدف موحد وهو القضاء على إسرائيل، ووحدة الصفوف، والأخوّة في السلاح. إن الرسالة التي يوجهها زعماء حماس إلى الفلسطينيين تتلخص في أن إيران وحزب الله سوف يقفان إلى جانب حماس وغزة في أوقات الشدائد والمتاعب. والآن، لقد حان الوقت لهذا الاختبار".
ورأت الصحيفة أنه "من المتوقع أن يصل الدمار الذي لحق بغزة إلى أبعاد غير مسبوقة. ومع اتساع رقعة الحرب، تتزايد الانتقادات والاستياء داخل المجتمع العربي وبين الفلسطينيين والرأي العام الفلسطيني تجاه حماس. وسوف يتصاعد الغضب ضد الحركة إذا أصبح من الواضح أن إيران وحزب الله، على الرغم من تأكيدات حماس، تخليا عنها وعن غزة. إن هذا الأمر سيكون مسماراً آخر في نعش حماس السياسي".
وبحسب الصحيفة، "حتى الآن لم ينضم حزب الله إلى الحرب، وهو يستخدم تكتيك التهديد التدريجي والصغير الحجم والشديد التحكم. ويبدو أن الغرض من هذه الاستراتيجية هو محاولة ردع إسرائيل عن العمل للقضاء على حماس عسكرياً، ويبدو أن هذا يعكس أيضًا تردد إيران وحزب الله بشأن الانضمام إلى الحرب. في الواقع، هناك عدة أسباب لهذه المعضلة. أولاً، في هذه المرحلة، لا يستطيع حزب الله الاعتماد على عنصر المفاجأة، حيث تعمل إسرائيل على تعزيز قواتها تحسباً لتصعيد محتمل في الصراع. ثانياً، يدرك حزب الله أن مصيراً مماثلاً لمصير الدمار الذي لحق بغزة ينتظر مناطق في لبنان، تحديداً المناطق التي تقع تحت سيطرته. إن تدمير لبنان، الذي أصبح بالفعل على حافة الهاوية، من شأنه أن يؤدي إلى تفككه النهائي، وهو ما قد يصاحبه حرب أهلية لبنانية داخلية. ثالثاً، الرسالة القوية التي وجهتها الولايات المتحدة إلى إيران وحزب الله بعدم التدخل، وأنه إذا حدث العكس فإن الولايات المتحدة ستقوم بتزويد إسرائيل بكل ما يلزمها".
ورأت الصحيفة أن "حزب الله سيكافح للحفاظ على استراتيجيته المتمثلة في التهديدات المحدودة والتي يمكن السيطرة عليها. وتشير كل المؤشرات إلى أن إسرائيل تبدو عازمة على القضاء على قدرات حماس العسكرية والتنظيمية. إيران حالياً أمام تحدٍ، إما ستقبل بخسارة قاعدة قوتها في غزة أو بإرسال حزب الله إلى الحرب لمحاولة إنقاذ حماس والجهاد الإسلامي، مما يخاطر بإلحاق أضرار كبيرة بالحزب. أما إذا كان الأخير سينضم إلى الصراع ، فهذا أمر غير مؤكد في هذه المرحلة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إیران وحزب الله إلى الحرب حزب الله فی هذه
إقرأ أيضاً:
مركز أوروبي: تزايد العنف الجنسي وزواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار في اليمن
كشف المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR) عن تزايد العنف الجنسي وزواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار في اليمن.
وقالت المركز في بيان لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن البلد الذي دمرته سنوات من الصراع، يواجه أزمة إنسانية كارثية، حيث تتحمل الفئات الأكثر ضعفًا - وخاصة النساء والأطفال - العبء الأكبر.
وأضاف "من بين الآثار الأكثر إيلامًا لعدم الاستقرار المستمر ارتفاع معدلات العنف الجنسي وزواج الأطفال. لا تعكس هذه القضايا المزعجة للغاية المعاناة الواسعة النطاق الناجمة عن الحرب فحسب، بل إنها تؤدي أيضًا إلى تفاقم التحديات الطويلة الأجل لإعادة بناء مجتمع تمزقه الحرب.
وتابع "منذ عام 2014، تورطت اليمن في حرب وحشية، شاركت فيها قوى خارجية، مما أدى إلى دمار واسع النطاق. أدت الحرب إلى انهيار البنية الأساسية، وتعطيل أنظمة التعليم، وتدمير خدمات الرعاية الصحية، مما ترك الملايين من اليمنيين مشردين وفي حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية".
مع تدهور الوضع، حسب التقرير- عانت الفئات الأكثر ضعفًا - النساء والأطفال - بشكل غير متناسب. في هذه البيئة غير المستقرة، تم تقويض حقوق وحماية هذه الفئات بشدة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات العنف الجنسي وزواج الأطفال.
وحسب المركز الأوروبي فإن زواج الأطفال يعد أحد أكثر العواقب المأساوية للصراع المستمر في اليمن، والذي تفاقم بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهش في البلاد.
وقال "كان لدى اليمن أحد أعلى معدلات زواج الأطفال على مستوى العالم حتى قبل بدء الحرب، حيث تزوجت ما يقرب من واحدة من كل ثلاث فتيات قبل سن 18 عامًا. ومع ذلك، تصاعدت الأزمة منذ الصراع، حيث دفعت الفقر وانعدام الأمن والنزوح الأسر إلى تزويج بناتها في أعمار أصغر".
وفقًا لمنظمة Girls Not Brides، فإن انتشار زواج الأطفال في اليمن مرتبط بعدد من العوامل، بما في ذلك الأعراف الثقافية المتجذرة والفقر والآن الحرب. تتجه الأسر، في محاولة للبقاء على قيد الحياة أو حماية بناتها، بشكل متزايد إلى الزواج المبكر، غالبًا كوسيلة لتأمين المهور أو ضمان سلامة بناتهم في بيئة غير مستقرة.
ويرى أن عواقب هذه الزيجات وخيمة. وتواجه الفتيات الصغيرات اللاتي يتعرضن لزواج الأطفال مخاطر صحية مثل الحمل المبكر، والذي قد يؤدي إلى مضاعفات أثناء الولادة، وكثيراً ما يقعن في فخ علاقات مسيئة. كما تحرمهن هذه الممارسة من التعليم، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر والحد من فرصهن المستقبلية.
وكما أبرز تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن حالة أم تبلغ من العمر 16 عاماً في اليمن تشكل مثالاً مدمراً لكيفية دفع الحرب للعديد من الفتيات إلى زواج الأطفال في سن مبكرة. وبالنسبة للعديد من الفتيات في اليمن، فإن الزواج ليس خياراً - بل هو آلية للبقاء تمليها الحقائق الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهنها.
وأكد المركز أن العنف الجنسي في اليمن أصبح نتيجة للصراع المستمر وأداة للحرب. وقال إن انهيار القانون والنظام، أدى إلى جانب الافتقار إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية، إلى زيادة العنف الجنسي، وخاصة ضد النساء والفتيات.
وكما ورد في تقرير صادر عن المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن العنف الجنسي يستخدم في كثير من الأحيان كسلاح من قبل الفصائل المتحاربة لإرهاب المجتمعات، وتعطيل التماسك الاجتماعي، والسيطرة على السكان.
وأشار إلى أن النساء والفتيات، اللاتي يواجهن بالفعل وطأة العنف، يقعن في كثير من الأحيان ضحايا للاغتصاب والعبودية الجنسية وأشكال أخرى من الإساءة. وفي كثير من الحالات، تُترَك الناجيات من العنف الجنسي دون دعم طبي أو نفسي، حيث انهار نظام الرعاية الصحية في اليمن تحت وطأة الصراع. وعلاوة على ذلك، فإن المحرمات الثقافية والافتقار إلى الحماية القانونية تجعل من الصعب على الناجيات السعي إلى العدالة أو حتى الإبلاغ عن إساءة معاملتهن.
وأوضح التقرير أن عواقب العنف الجنسي عميقة، وغالبًا ما تؤدي إلى صدمة جسدية ونفسية دائمة للناجيات، فضلاً عن انهيار ثقة المجتمع وقدرته على الصمود. وفي اليمن، حيث سيادة القانون ضعيفة، يظل العديد من الجناة دون عقاب، مما يؤدي إلى استمرار دورات العنف.
وأفاد أن ارتفاع حالات زواج الأطفال والعنف الجنسي ليس مجرد أزمة إنسانية؛ بل إنه يمثل تهديدًا طويل الأمد لاستقرار اليمن وتطورها في المستقبل.
ودعا المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR) المنظمات الإنسانية والحكومات والهيئات الدولية إعطاء الأولوية لحماية النساء والأطفال في اليمن، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات الطارئة ولكن أيضًا الحلول طويلة الأجل التي تعالج الأسباب الجذرية لزواج الأطفال والعنف الجنسي.
وقال "لا بد من بذل جهود أكبر لمحاسبة مرتكبي العنف الجنسي. ومع انهيار النظام القضائي في اليمن، أصبح الدعم الدولي ضروريا لضمان حصول الناجين على العدالة ومقاضاة المسؤولين عن الجرائم".