دمشق-سانا

لم يكن للمسافات البعيدة ومئات الأميال التي تفصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة والولايات المتحدة أن تغفر للطفل وديع فيومي حقيقة تحدره من أصول فلسطينية ليواجه أبشع أنواع العنصرية والإجرام، وكأنه حاضر على أرض فلسطين المحتلة ويحاول النجاة -كما أهالي قطاع غزة- من جنون الاحتلال الإسرائيلي وعنصريته.

يد الموت لحقت بـ”وديع” صاحب الأعوام الست إلى مدينة شيكاغو الأمريكية، حيث تعرض لأبشع جريمة كراهية يمكن تخيلها بعد أن أقدم جاره الأمريكي المدعو جوزيف جزوبا وفقاً لما تداولته وسائل إعلام أمريكية على الهجوم على منزله ومحاولة خنقه ثم طعنه 26 مرة وطعن والدته 12 مرة داخل منزلهما في بلدة بلينفيلد.

سبب الجريمة واضح حسب الشرطة الأمريكية التي أعلنت أنها لدوافع “كراهية”، فالمجرم جوزبا البالغ من العمر 71 عاما كان يصرخ بعبارات عنصرية أثناء توجيهه الطعنة تلو الأخرى لجسد الطفل وديع وأمه وسلاح الجريمة هو سكين عسكرية كبيرة.

تقارير إعلام أمريكية أشارت إلى أن جوزبا أقدم على فعلته الوحشية بعد متابعة التغطية الإعلامية الغربية لما يجري في قطاع غزة، حيث جندت قنوات البث الأمريكية نفسها في خدمة البروباغندا المضللة التي تبث على مدار الساعة أنباء مزيفة عن وقائع العدوان الإسرائيلي، وترفض ذكر الجرائم التي تقوم بها “إسرائيل” بحق أهالي غزة والكارثة الإنسانية التي حلت بهم بفعل العدوان المتواصل.

تجييش وسائل الإعلام الأمريكية لصالح “إسرائيل” وتعاميها عن الحقائق وامتناعها عن نقل ولو صورة بسيطة عن وقائع ما يجري في غزة كله يثبت عنصرية وتحيز الإعلام الأمريكي الذي يبث على مدار الساعة تقارير وصوراً وشهادات لما يسميه “ضحايا” عملية طوفان الأقصى ويتعامى عن مئات الضحايا والشهداء ممن يسقطون كل ثانية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي ينزل عقاباً جماعياً بأهالي غزة ويرتكب مجازر بالجملة بحق عائلات بأكملها.

تغطية الإعلام الغربي والأمريكي أظهرت انحيازها الكامل مع “إسرائيل” مع بث تقارير وشهادات تتحدث فقط عن الجانب الإسرائيلي دون التطرق إلى ما يذوقه أهل قطاع غزة من تعذيب وقصف ورعب غير مسبوق وهم محاصرون ويشهدون مقتل أطفالهم وعائلاتهم وذويهم أمام أعينهم ولا يجدون مكاناً لدفن شهدائهم أو علاج جرحاهم، ولا يوجد أي ملجأ يأوون إليه من إجرام الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول فيما يحاوله تهجيرهم نهائياً من أرضهم.

شبكة إيه بي سي نيوز الإخبارية نقلت عن مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية قوله: إن جريمة قتل الطفل فيومي “أسوأ كابوس لدينا”، وإنها جزء من ارتفاع مثير للقلق لجرائم الكراهية، داعياً وسائل الإعلام الأمريكية إلى “إعادة النظر فيما تفعله بتأجيج جو من الكراهية ونزع الإنسانية”.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال

الثورة  / متابعات

قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم في سجونه ومعسكراته، من بينهم أكثر من 100 طفل معتقل إداريًا، ويواجه الأطفال الأسرى جرائم منظمة تستهدف مصيرهم، أبرزها جرائم التعذيب، جريمة التجويع، والجرائم الطبية، إلى جانب عمليات السلب والحرمان الممنهجة التي يتعرضون لها بشكل يومي، وهذه الانتهاكات أسفرت مؤخرًا عن استشهاد أول طفل في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، وهو الطفل وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد في رام الله، الذي استشهد في سجن (مجدو).

وأضافت المؤسسات (هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، في تقرير صحفي، امس، تلقته “قدس برس”، بمناسبة “يوم الطفل الفلسطيني”، الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام، أن حملات الاعتقال الممنهجة بحق الأطفال في تصاعد كبير، تهدف إلى اقتلاعهم من بين عائلاتهم وسلبهم طفولتهم في مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ قضيتنا، وذلك في ظل استمرار الإبادة الجماعية وعمليات المحو الممنهجة، التي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأطفال، إلى جانب الآلاف من الجرحى وآلاف ممن فقدوا أفرادًا من عائلاتهم أو عائلاتهم بالكامل. تشكل هذه المرحلة امتدادًا لسياسة استهداف الأطفال التي لم تتوقف يومًا، لكن ما نشهده اليوم من مستوى التوحش غير مسبوق.

وشهدت قضية الأطفال الأسرى تحولات هائلة منذ بدء الإبادة، وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل عن 1200 حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، إضافة إلى أطفال من قطاع غزة الذين لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري، والتحديات التي تواجه المؤسسات في متابعة قضية معتقلي غزة، ومنهم الأطفال المعتقلين.

إلى ذلك قالت منظمة عالمية، إن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.

وبين مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، في بيان، أمس، أن “يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين، حيث قتل العدو في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023م، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في المعتقلات الصهيونية “.

وقال أبو قطيش، إنه “لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها”.

واعتبر أن “القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم الصهيونية ضد الأطفال الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة”.

ولفت الحقوقي أبو قطيش إلى أن “تلك الجرائم تبرز حجم الصمت والتواطؤ الدولي مع العدو”.

من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أمس السبت، أن51% من سكان قطاع غزة من الأطفال يشكّلون النسبة الأكبر من ضحايا القصف الصهيوني على القطاع.

وأفادت “أونروا”، باستشهاد وإصابة 100 طفل يومياً في غزة منذ استئناف الحرب في 18 من مارس الماضي.

وتتزامن اليوم حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها “إسرائيل” على قطاع غزة مع يوم الطفل الفلسطيني، وهو اليوم المقرر له أن يكون احتفال للأطفال الفلسطينيون داخل أراضيهم، ويوافق الخامس من أبريل من كل عام، ولم يكن يوم الطفل الفلسطيني هذا العامة كسابقه، حيث الآلاف من الضحايا والأبرياء والأيتام والشهداء والمصابين الذين يزداد أعدادهم يومًا بعد يوم بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 18 شهراً.

مقالات مشابهة

  • في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
  • اليوم العالمي للطفل الفلسطيني صرخة أمل في وجه التحديات.. أوضاع إنسانية قاسية وحرمان من أبسط حقوقهم.. ومطالبات بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة
  • بيوم الطفل الفلسطيني..استنكار يمني من إبادة أطفال غزة
  • في يوم الطفل الفلسطيني: أكثر من 17 ألف طفل شهيد في غزة
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. حماس تطالب بمحاكمة قادة الجيش الإسرائيلي
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أين إنسانية العالم؟
  • قائد الثورة يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجلى في الممارسات الإجرامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
  • الاعلام والاتصالات ووزارة الثقافة يناقشان آليات دعم المحتوى الثقافي في وسائل الإعلام