إسرائيل وحزب الله لا يريدان التوسع في الحرب.. ولكن هي المشكلة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
لا تريد إسرائيل التوسع في الحرب خارج قطاع غزة ولكن... حزب الله لا يريد التوسع في الحرب ولكن.. كلا الطرفان ينطلقان على ما يبدو من موقف لا يسعى إلى التوسع في الحرب، غير أن المشكلة تكمن في "ولكن"، اذ أن إسرائيل تريد أن تمضي في حربها ضد حماس في غزة لتحقيق هدفها الأساس جزئيا أو كليا والمتمثل في ضرب البنية العسكرية لحماس.
لم تترك واشنطن، بحسب مصادرها، وسيلة مباشرة أو غير مباشرة سياسية وغير سياسية الا واعتمدتها في إيصال رسائل تحذير لحزب الله من أجل ثنيه عن الدخول في المعركة إلى جانب حماس، حتى أنها أدرجت إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى المتوسط في السياق نفسه. أما طهران، فقد ارسلت، وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان في جولة شملت عددا كبيرا من المسؤولين في المنطقة كي يعلن، بحسب مصادر ايرانية، تحذيرا للاسرائيليين من التمادي في الحرب على غزة ويشدد على ضرورة الوقف العاجل لإطلاق النار.
ما تقدم يعني أن كلا الطرفين حذر من التوسع في حرب غزة، لكن المعضلة تكمن بالضبط في خطورة الاجتياح البري لغزة وربما التمادي المفرط في استهداف المدنيين. وعليه فإن إمكانية بلوغ وقف إطلاق النار في الظروف الراهنة يبدو متعثرا نظرا لحاجة إسرائيل لتحقيق إنجاز ما، ولذلك فإن مسار المواجهة ينطوي على مخاطر إمكانية التدحرج إلى التوسع الذي لا يريده أحد لكنه قد يفرض نفسه على الجميع.
لقد بات واضحا أن حزب الله قد استعاض مرحليا عن التدخل الكبير بتكتيك الاشغال والإنهاك للقوات الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي وهو تدخل، بحسب مصادر مقربة من حزب الله، محسوب للغاية، إذ أنه لا يزال يتحرك في إطار قواعد الاشتباك التقليدية القائمة بينه وبين العدو الإسرائيلي، لكن أيضا جنّب هذا التدخل، الحرج عن حزب الله من أن يتهم بالوقوف متفرجا، وفي الوقت ذاته، ساعد حركة حماس في أنه فرض على الحكومة الإسرائيلية حشد عدد كبير من قواتها العسكرية على الحدود الشمالية،كما أنه أدى إلى تهجير معظم المستوطنين من المستوطنات المنتشرة على هذه الحدود.
لغاية اللحظة ورغم كثافة الاتصالات السياسية، لا يزال الأفق الذي يمكن أن تسلكه التطورات ضبابيا وغامضا كما أن المخارج المحتملة لا تزال غير ناضجة، فاسرائيل لم تنجح لغاية اللحظة في إقناع مصر على فتح حدودها لتدفق النازحين من غزة رغم أن الإدارة الأميركية ألقت بثقلها في معالجة هذه النقطة بناء على طلب العدو الاسرائيلي الا أنه اخفق في هذا الأمر، مع الإشارة إلى أن الرأي العام الدولي بدأ يجنح للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للسماح في إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، علما أن شكوكا بدأت تحذر علنا من عدم الثقة بنجاح التوغل البري في غزة.
ما يتسالم عليه الجميع، وفق قطب سياسي بارز، أن الحرب لن تكون قصيرة رغم نهايتها الغامضة، لكن أيضا في ظل مراجعات دولية وأوروبية تحديدا عاد تسليط الضوء على أهمية إطلاق مسار حل الدولتين مجددا والضغط على الإسرائيليين للخروج من حال التعنت الذي أعاق هذا الحل على مدى سنوات طويلة، إذ أن معركة غزة وما قامت به حماس في 7 تشرين الأول أكد كم هي خطرة ومتفجرة القضية الفلسطينية،على عكس ما كانت إسرائيل تقوم بتسويقه، مكتفية بعلاقات التطبيع هنا وهناك التي ظهر أنها لا تعني شيئا أمام خطورة ما يجري. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
أكد السفير البريطاني في "إسرائيل" سيمون والترز، أن المملكة المتحدة مستعدة لـ"حماية إسرائيل مرة أخرى إذا هاجمتها إيران، وستكون حليفا وثيقا وهي مستعدة لوضع طائراتها وأفرادها في خطر للدفاع عن إسرائيل".
وقال والترز متحدثًا إلى الصحفيين الإسرائيليين في مقر إقامته في رامات غان: إن "سلاح الجو الملكي البريطاني حلّق إلى جانب طيارين إسرائيليين وأمريكيين خلال هجوم الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية على إسرائيل في نيسان/ أبريل".
وأضاف أنه "دون الخوض في التفاصيل، لعبت القوات المسلحة البريطانية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر دورا مرة أخرى في محاولة تعطيل الهجوم الإيراني على إسرائيل".
ورغم ذلك، قال والترز إن الضغط العسكري على حماس لن يحرر الرهائن ولن يدمر الحركة في قطاع غزة.
وأوضح "أسمع الناس يدعون إلى استمرار الحرب حتى يتم تدمير حماس وأعتقد أنهم يخدعون أنفسهم. إنهم يتخيلون نتيجة لن تأتي أبدًا، لذلك من الضروري أن ندرك ذلك ونركز جهودنا على الحصول على صفقة رهائن لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إعادتهم إلى ديارهم".
واعتبر أن حماس مسؤولة في استمرار ما أسماه بـ"الصراع"، قائلا: "إن حماس قادرة على إنهاء هذه المعاناة بالموافقة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن على الفور ودون شروط، ويتعين علينا أن ندرك أن المسؤولية عن هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واختطاف الرهائن تقع بالكامل على عاتق حماس".
وفيما يتصل بتعليق بعض تراخيص الأسلحة البريطانية لـ"إسرائيل"، أوضح والترز إن "خطر انتهاك القانون الدولي موجود هنا بوضوح".
وأشار إلى حقيقة مفادها أن "إسرائيل لم تسمح للصليب الأحمر بزيارة السجناء الذين تم أسرهم من غزة.. لو قام الصليب الأحمر بزيارة السجناء بانتظام، لكان ذلك ليطمئن الناس إلى الظروف، ولن يحمي السجناء فحسب".
وأضاف أن ذلك من شأنه أيضاً أن "يحمي الحراس من الاتهامات، والمنظمات غير الحكومية البريطانية تقاضي الحكومة في المحكمة في محاولة لفرض المزيد من القيود على الأسلحة على إسرائيل، وأن الحكومة تحارب هذه المحاولات في المحكمة".
وعلى الرغم من جرائم الإبادة والدمار الهائل في غزة، فشلت "إسرائيل" حتى الآن في تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب، ولا سيما استعادة أسراها من القطاع والتدمير الكامل لقدرات حركة حماس.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة عن نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.