بهجومها الشامل على إسرائيل، برا وبحرا وجوا في عملية "طوفان الأقصى"، تهدف كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وداعمتها إيران إلى جر الجيش الإسرائيلي نحو فخ شن عملية برية في قطاع غزة، ويبدو أن تل أبيب "على وشك الوقوع فيه"، ما سيحقق لـ"حماس" وطهران حزمة أهداف محلية وإقليمية.

تلك القراء طرحها حسين إبيش، وهو باحث أول في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، عبر تحليل في موقع "ذا أتلانتك" الأمريكي (The Atlantic) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء المواجهة العسكرية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وتابع: "تحاول حماس وإيران حث الإسرائيليين على شن هجوم بري طويل الأمد داخل غزة.. وتستعد إسرائيل الآن لاستئصال حماس وتدميرها وقتل كوادرها وقيادتها وتدمير أكبر قدر ممكن من بنيتها التحتية ومعداتها".

وأردف: "من المؤكد أن حماس لم تكن لتخطط بدقة لهجومها الجريء دون التخطيط على نطاق واسع للرد على الهجوم الإسرائيلي المضاد المأمول على الأرض، ومن المرجح أن يواجه الجيش الإسرائيلي تمردا حازما في غزة".

و"السيطرة الإسرائيلية على مياه غزة الساحلية ومجالها الجوي وجميع معابرها، باستثناء معبر واحد (رفح مع مصر)، جعلت من غزة سجنا فعليا في الهواء الطلق، يديره نزلاء شرسون ولكنهم محاصرون"، كما زاد إبيش.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

اقرأ أيضاً

معادلة جديدة.. هكذا غَيَّرَ "طوفان الأقصى" الصراع العربي- الإسرائيلي

أهداف "حماس"

و"من الواضح أن حماس قررت تدمير هذا الوضع الراهن، الذي لم يعد يخدم مصالحها، وتأمل الجماعة الإسلامية أيضا في انتزاع السيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية من منافسيها من (حركة التحرير الوطني) "فتح" العلمانيين، الذين يهيمنون على السلطة الفلسطينية، والأهم من ذلك، على منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل المعترف به دوليا للشعب الفلسطيني"، بحسب تقدير إبيش.

ولفت إلى أن "حماس لم تكن قط جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم استعدادها لقبول اتفاقيات منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، وأبرزها اتفاقيات أوسلو، التي تضمنت اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل، بينما لم تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية أو حق الفلسطينيين في إقامة دولة".

وزعم أن "حماس تحاول تحديد مصير فتح، والمناورة للاستيلاء على منظمة التحرير الفلسطينية ووجودها الدبلوماسي الدولي، بما في ذلك وضع الدولة المراقب (غير العضو) في الأمم المتحدة وسفاراتها في مختلف أنحاء العالم".

 واستطرد: "ومن خلال نقل المعركة مباشرة إلى إسرائيل، والادعاء بأنها تدافع عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس عبر "طوفان الأقصى"، وعلى أمل كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، تسعى حماس إلى التقليل من شأن فتح وإظهار أولوية الكفاح المسلح على الدبلوماسية الحذرة لمنظمة التحرير الفلسطينية".

اقرأ أيضاً

بايدن يحذر من إعادة احتلال غزة.. وبلينكن يرفض تهجير أهالي القطاع

عرقلة التطبيع

كذلك "تريد حماس ورعاتها الإيرانيون"، كما أردف إبيش، "عرقلة اتفاق التطبيع الدبلوماسي الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل والسعودية، فهذه الصفقة تمثل خطرا على حماس؛ لأن فوائدها فلسطينيا كانت ستعود على فتح في الضفة الغربية، على حساب حماس".

وتابع: "بالنسبة لإيران، سيكون الاتفاق بمثابة انتكاسة استراتيجية كبيرة، فإذا قامت إسرائيل، الشريك العسكري الأقوى للولايات المتحدة في المنطقة، والسعودية، صاحبة النفوذ الديني وأقوى شريك مالي لواشنطن، بالتطبيع وبناء التعاون، فإن طهران ستواجه معسكرا متكاملا مؤيدا لأمريكا".

وزاد بقوله: "وسيعمل الشركاء الأمريكيون، وبينهم الإمارات والبحرين ومصر والأردن، على تطويق شبه الجزيرة العربية بشكل فعال، وتأمين السيطرة على البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي عبر نقاط الاختناق البحرية الثلاث الحاسمة وهي: قناة السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز"

وشدد على أنه "من شأن التطبيع السعودي الإسرائيلي أن يعيق إلى حد كبير تطلعات إيران الإقليمية على المدى القصير والطموحات الصينية في المستقبل البعيد. لذلك، قررت حماس لأسباب فلسطينية داخلية وإيران لأسباب استراتيجية إقليمية، إحداث زلزال من شأنه على الأقل تأجيل مثل هذا الأمر".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

و"تعول إيران وحماس على إسرائيل لمهاجمة غزة بضراوة كبيرة، لدرجة أن التعاطف الدولي الذي نشأ خلال الأسبوع الماضي تجاه إسرائيل (...) يتبخر بسرعة ويحل محله الغضب من المعاناة التي يتعرض لها سكان غزة"، كما زاد إبيش.

وأضاف أن إسرائيل قطعت بالفعل الكهرباء والمياه والغذاء والدواء عن المدنيين، وستتضاءل الإمدادات الحالية بسرعة مع تعرض غزة وسكانها للقصف الجوي، ويبدو أن إسرائيل مستعدة لقتل عدة آلاف من المدنيين".

وحتى الإثنين، قتلت غارات إسرائيل 2750 فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصابت 9700 آخرين وأدت إلى نزوح جماعي، فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3715 وأسرت ما يزيد عن 150 آخرين، وفقا لمصادر رسمية من الجانبين.

اقرأ أيضاً

أرجأت مفاوضات التطبيع.. السعودية ترفض ضعوطا أمريكية لإدانة طوفان الأقصى

المصدر | حسين إبيش/ ذا أتلانتك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة حماس إيران طوفان الأقصى إسرائيل منظمة التحریر الفلسطینیة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا

عقبت فصائل فلسطينية، اليوم السبت 15 مارس 2025، على القصف الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة والتي أدت لاستشهاد 9 مواطنين.

وفيما يلي نصوص البيانات كما وصلت "سوا":

حركة حماس :

حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس:

▪️الاحتلال ارتكب مجزرة بشعة في شمال قطاع غزة عبر استهدافه لمجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.

▪️تعمد الاحتلال قتل العاملين في المجال الإغاثي يهدف لتعميق الأزمة الإنسانية، وتحقيق المجاعة بعد إحكام إغلاق المعابر ومنع دخول جميع المواد الإغاثية.

▪️يهدف استمرار الاحتلال لاستهداف الإعلاميين، لمنع نقل حقيقة الإجرام الصهيوني ضد شعبنا وعدم كشف انتهاكه المروع لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

لجان المقاومة:

تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين.

ننعى الشهداء ال 9 الذين إرتقوا في قصف العدو الصهيوني لمركبة مؤسسة الخير في منطقة بيت لاهيا .

جريمة قتل الشهداء ال 9 في مركبة مؤسسة الخير جربمة صهيونية جديدة تضاف إلى جرائم العدو الصهيوني والعدوان المستمر على كافة مناطق قطاع غزة وخرق جديد لاتفاق وقف إطلاق الذي لم يلتزم به العدو الفاشي.

إستهداف الصحفيين وموظفي المؤسسات الخيرية بات مشهدا متكررا ينفذه العدو الصهيوني بسياسة ممنهجة ومدروسة لقتل الحقيقة ووقف العمل الخيري لقتل الأرواح والناس.

دماء الشهداء لن تذهب هدرا والعدو الصهيوني سيدفع ثمن كافة جرائمه التي لن تكسر إرادة شعبنا .

المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين.

السبت 15 آذار مارس 2025م الموافق 15 من رمضان لعام 1446 هجرية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يجبر ما تبقى من سكان في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم بالقوة الأونروا: افتتحنا 130 مقرا مؤقتا بغزة لتعليم نحو 47 ألف طفل شاهد: 9 شهداء بينهم صحفيان باستهداف إسرائيلي في بيت لاهيا والجيش يرد الأكثر قراءة بلدية رفح تحذّر من كارثة إنسانية وشيكة جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية جريمة حصار غزة حماس: مؤشرات إيجابية لاستكمال تنفيذ اتفاق غزة وبدء مفاوضات المرحلة الثانية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق يُشيد بـ "حماس"!  
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • بلدية رفح الفلسطينية: نحن أمام كارثة إنسانية بسبب توقف آبار المياه إثر الحصار الإسرائيلي
  • حيل عبقرية لتجفيف الشعر بدون سشوار: طرق مبتكرة ستحقق لك نتائج مدهشة
  • كيف نتخلص من النميمة والغيبة؟.. 5 طرق لتجنب الوقوع في الإثم
  • الخارجية الفلسطينية تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي حول ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات