ما هو الاستغفار الذي يغفر جميع الذنوب؟ سؤال يشغل الأذهان مع الساعات الأولى من الثلث الأخير، والذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه موعد النزول الإلهي الذي يتقبل الله تبارك وتعالى من الداعي والمستغفر والسائل. 

ما هو الاستغفار الذي يغفر جميع الذنوب؟

قال الحسن البصري رحمه الله : فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يُخلصُون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.

ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن التوبة إذا نسبت للعبد يقصد بها الرجوع، وإذا نسبت لله تعالى يقصد بها الرجوع باللطف عليه (إمهاله وعدم نزول العقوبة حتى يتوب).

وينبغي أيها المسلم ألا تيأس من فرج الله وسعة رحمته، واعلم أن لك ربًّا فوق كل الأسباب؛ وهو قادر على أن يَخْرِق قوانين الكون من أجلك، ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].

وقد سُئل سهل عن الاستغفار الذي يكفر الذنوب فقال: «أول الاستغفار الاستجابة، ثم الإنابة، ثم التوبة. فالاستجابة أعمال الجوارح، والإنابة أعمال القلوب. والتوبة إقباله على مولاه، بأن يترك الخلق ثم يستغفر الله من تقصيره الذي هو فيه».

اللهم إنا نسألك التوبة الكاملة والمغفرة الشاملة والمحبة الكاملة الجامعة والخلة الصافية والمعرفة الواسعة والأنوار الساطعة والشفاعة القائمة والحجة البالغة والدرجة العالية وفك وثاقنا من المعصية ورهاننا من النقمة بمواهب المنة إنك على كل شيء قدير.

اللهم إنا نسألك التوبة دوامها ، ونعوذ بك من المعصية واسبابها ، ونسألك أن تجعل أخر كلامنا لا إله إلا الله موقنين بها، واخرجنا يا مولانا من الدنيا سالمين من وبالها ، وارحنا من الدنيا وهمومها إلي الجنة ونعيمها ، والطف بنا لطف الحبيب في الشدائد ونزولها ، يا رجاء المذنبين يا قابل التائبين يا راحم المساكين .

اللهم نجنا برحمتك من النار، وعافنا من دار الخزي والبوار، وأدخلنا بفضلك الجنة دار القرار، وعاملنا بكرمك ومغفرتك، يا كريم يا غفار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

هل يجوز ترك التسبيح في السجود والاقتصار على الدعاء.. أزهري يجيب هل التسبيح بعد الصلاة من كمال صحتها؟.. الإفتاء توضح فضل الاستغفار الطرق المعينة على التوبة 

وقد أرسل إلي أحد الأخوة من دولة الجزائر الشقيقة هذا السؤال: أنا في الطريق إلى التوبة فبماذا تنصحني ؟، ليوضح الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط وعضو لجنة ترقية الأساتذة بجامعة الأزهر الشريف: أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على تجديد التوبة ومداومة العمل الصالح، وعليك بما يلي: 

أولا: المداومة على الصلاة في مواقيتها قال تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) وقال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) 
ثانيا: أن تدعو بعد كل صلاة بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه (اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن  عبادتك)، فإن لهذا الدعاء سرا غريبا في استقامة الحال في الحال والمآل . 
روى أبو داود في سننه بسنده إلى ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺤﺒﻠﻲ، ﻋﻦ اﻟﺼﻨﺎﺑﺤﻲ، ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ»، ﻓﻘﺎﻝ: “ ﺃﻭﺻﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﻻ ﺗﺪﻋﻦ ﻓﻲ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺗﻘﻮﻝ: ”اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻙ، ﻭﺷﻜﺮﻙ، ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ "، ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﺫ اﻟﺼﻨﺎﺑﺤﻲ، ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ اﻟﺼﻨﺎﺑﺤﻲ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ سنن أبى داود رقم ١٥٢٢ وهو حديث صحيح

ثالثا:  عليك بالقيام بشروط التوبة التي ذكرها المحققون من أهل العلم ، وهي على النحو التالي. 
١ -  مفارقة المعاصي فورا 
٢ - الندم عليها والإكثار من الاستغفار 
ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺛﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﻟﺰﻡ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺿﻴﻖ ﻣﺨﺮﺟﺎ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﻢ ﻓﺮﺟﺎ، ﻭﺭﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ» رواه أبودادد رقم ١٥١٨ وأحمد واللفظ لأبي داود وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند انظر المسند حديث ٢٢٣٤ بتحقيق العلامة الشيخ أحمد شاكر
٣ - العزم على عدم العودة إليها بعد ذلك ، هذا فيما بين العبد وربه .
أما فيما بينه وبين العباد فلها الشرط التالي 
٤ - رد الحقوق لأصحابها.

شروط التوبة النصوح

أكد الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، أن أي توبة سواء كانت نصوحًا أو لم تكن، لها شروط، وكذلك لها درجات تتفاوت من شخص لآخر.

وأوضح «ممدوح» خلال البث المباشر على صفحة دار الإفتاء الرسمية ، أنه لا يمكن أن تكون التوبة توبة، إلا إذا تحققت فيها هذه الشرائط، وهي «الندم والتحسُر، فالإقلاع والترك، ثم عقد العزم على عدم العودة وقطع طريق الرجوع لتلك المعصية».

وأضاف أن التوبة درجات، والناس تتفاوت فيها وإن اشتركوا في أصل تحقيق التوبة، لكن قيام الذل والانكسار والندم ودرجة الالتزام وتذكر الإنسان أنه لم يأخذ صك توبته، فكلها معاني تتفاوت بين الناس، ويكون بين الإنسان وأخيه كما بين السماء والأرض في درجة تحقيق التوبة.

حقيقة التوبة النصوح

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه اختلفت عبارات العلماء في معنى التوبة النصوح.

أوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن أشهرها ما روي مرفوعًا عن معاذ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «التوبة النصوح أن يندم المذنب على الذنب الذي أصاب فيعتذر إلى الله عز وجل ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع » [ذكره الأصبهاني في العظمة].

وأضاف أن التوبة النصوح هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع. وقيل: هي الندم بالقلب, والاستغفار باللسان, والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود، منوهًا بأنه لابد من المراجعة الدائمة لأنها عظيمة النفع في ترقي الإنسان وخلاصه من الدنايا، ولقد ضرب لنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مثلًا من نفسه؛ حيث قال : « يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة » [رواه الترمذي].

وتابع: وسُنة الله في طبيعة البشر اقتضت أن تكون تلك التوبة والمراجعة دائمة، ولا ينبغي أن نمل من كثرة التوبة إلى الله، ولا نمل من مصارحة النفس بالعيوب والقصور، لا نمل من الإقلاع بهمة متجددة لرب العالمين، والله يحب من عبده إذا أخطأ أن يرجع عن خطئه، حتى لو تكرر الخطأ أو الخطيئة، فهو يقبل التوبة من عباده ويعفو عن كثير.

واستشهد بما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك]. والتوبة فلسفة كبيرة في عدم اليأس، وفي وجوب أن نجدد حياتنا وننظر إلى المستقبل، وأن لا نستثقل حمل الماضي، وإن كان ولابد أن نتعلم منه دروسًا لمستقبلنا، لكن لا نقف عنده في إحباط ويأس، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. التوبة فيها رقابة ذاتية تعلمنا التصحيح وتعلمنا التوخي والحذر في قابل الأيام، وهي من الصفات المحبوبة؛ فلنجلعها ركنًا من أركان الحب.

أشار إلى أن التوبة تخرج الإنسان من ذنوبه، وكأنه لم يفعل ذنبا قط، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :«التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ» [رواه ابن ماجه]. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاستغفار والتوبة إليه ليترقى في درجات القرب، وليعلمنا كثرة الاستغفار، فقال -صلى الله عليه وسلم- : « إِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً ». [رواه ابن ماجة في سننه].

واستطرد: والتوبة منها توبة عن المعاصي والذنوب، ومنها الإنابة وهي أعلى من التوبة، حيث يخرج الإنسان كل ما سوى الله من قلبه، فيفرغ قلبه من السوى، وينشغل بالله سبحانه وتعالى وحده، ثم تترقى الإنابة إلى أن تكون أوابا، والأوبة هي الرجوع التام إلى الله سبحانه وتعالى، ويتأتى ذلك بإقامة الدين في النفس، قال تعالى : «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ».

خطوات التوبة النصوح

قال الدكتور علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التوبة النصوح إلى الله لها خطوات أولها الندم على فعل الخطا، والمسارعة بالتوبة وكثرة الاستغفار، والاعتراف بالخطأ ، والبحث عن الأسباب التي أدت للذنب ولا يفعلها مرة أخرى.

وأضاف" أمين الفتوى: القلب وعاء إما أن يمتلئ بالطاعة أو المعصية، ونشغل أنفسنا بذكر الله حتى يمتلئ القلب بنور الطاعة، ويكون عاصم من الذنب مرة أخرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستغفار التوبة صلى الله علیه وسلم إلى الله

إقرأ أيضاً:

كيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر؟.. احذر 10 أمور تحرمك العيش بسلام

لاشك أن ما يطرح السؤال عن كيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر ليخيفه ويبعده عن ربه ؟، يعد من أكثر  الأمور التي تهم الكثيرون، حيث إن الفقر من أكبر المخاوف التي تؤرق الإنسان طوال حياته ، ولأغلاق هذا المدخل الشيطاني ينبغي معرفة كيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر ليخيفه يبعده عن ربه سبحانه وتعالى ؟.

ماذا يفعل القرين عندما تحزن؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتها تقيك شرورههل سورة ق تعالج القرين والجن وتضعفه؟.. انتبه لـ10 حقائق وأسراركيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر

قال عمرو مهران، الداعية الإسلامي، إن الشيطان يخوف الإنسان على رزقه ليبعده عن ربنا، منوهًا بأن هناك تأثيرًا عميقًا للحرام على العلاقة بين العبد وربه

وأوضح " مهران" في إجابته عن سؤال كيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر ليخيفه يبعده عن ربه سبحانه وتعالى ؟ ، أنه عندما يقبل الإنسان على الحرام، سواء في رزقه أو في تصرفاته، فإن ذلك يشكل جدارًا عازلًا بينه وبين الله سبحانه وتعالى، كأنما يُغلق قلبه ويصعب عليه أن يشعر بأي نور من الله أو يستقبل بركة في رزقه.

وأشار إلى أن هذا الحاجز يُفقده الطمأنينة ويجعله يشعر بعدم الراحة، حتى في الأمور التي ينبغي أن يشعر فيها بالسكينة، مثل دعائه أو تواصله مع ربه، الإنسان الذي يدخل في دائرة الحرام قد يشعر كما لو أنه حبس نفسه في ظلام دامس.

وتابع: و يعتقد أن الرزق لن يأتيه أو أن الله لن يفتح له أبواب التوفيق بسبب خطيئته، لكن هذا ليس صحيحًا، في الحقيقة، الرزق مكتوب لدى الله عز وجل، وأما قبول الحرام فإنه يقطع الصلة مع الله عز وجل .

وأضاف:  ويُصعّب على العبد أن يشعر بثقة في الرزق الذي يأتيه، لأنه بذلك يُعلن عدم إيمانه الكافي بأن الله هو الرزاق، مشيرًا إلى أن الشيطان يستغل هذه الحالة النفسية ويزرع في قلب الإنسان الخوف والقلق من المستقبل.

وأفاد بأنه يوهمه أنه لا يمكنه العيش بسلام إذا لم يحصل على رزق بطريقة غير مشروعة، وهذه هي الحيلة الكبرى، عندما يقبل الإنسان الحرام، فإنه يضع نفسه في طريق الشيطان ويغلق الباب أمام الرزق المبارك.

وحذر من قبول الحرام فهو ليس فقط مخالفًا للشرع، بل هو أيضًا يؤثر على الاستجابة للدعاء، وإذا كنت تؤمن أن الله هو الرزاق، فإنك ستثق في رزقك مهما كان، وتعلم أن الله سيعطيك ما يكفيك، لكن الحرام يعمي بصيرتك ويجعلك غير قادر على التواصل مع الله بشكل صحيح.

تفسير قوله الشيطان يعدكم الفقر

ورد في تفسير قول الله تعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ) الآية 286 من سورة البقرة ، أن القول في تأويل قوله : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: " الشيطان يعدكم "، أيها الناس- بالصدقة وأدائكم الزكاة الواجبة عليكم في أموالكم   - أن تفتقروا " ويأمركم بالفحشاء "، يعني: ويأمركم بمعاصي الله عز وجل، وترك طاعته " والله يعدكم مغفرة منه "  يعني أن الله عز وجل يعدكم أيها المؤمنون، أن يستر عليكم فحشاءكم، بصفحه لكم عن عقوبتكم عليها، فيغفر لكم ذنوبكم بالصدقة التي تتصدقون=" وفضلا " يعني: ويعدكم أن يخلف عليكم من صدقتكم، فيتفضل عليكم من عطاياه ويسبغ عليكم في أرزاقكم.

حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: اثنان من الله، واثنان من الشيطان: " الشيطان يعدكم الفقر "، يقول: لا تنفق مالك، وأمسكه عليك، فإنك تحتاج إليه ويأمركم بالفحشاء " والله يعدكم مغفرة منه "، على هذه المعاصي " وفضلا " في الرزق.

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا "، يقول: مغفرة لفحشائكم، وفضلا لفقركم.

حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشيطان لمة من ابن آدم، وللملك لمة: فأما لمة الشيطان، فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق. وأما لمة الملك، فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق. فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله وليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان، ثم قرأ: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ".

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سليمان، قال: حدثنا عمرو، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد الله، قال: إن للإنسان من الملك لمة، ومن الشيطان لمة. فاللمة من الملك إيعاد بالخير، وتصديق بالحق، واللمة من الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق. وتلا عبد الله: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا "= قال عمرو: وسمعنا في هذا الحديث أنه كان يقال: إذا أحس أحدكم من لمة الملك شيئا فليحمد الله، وليسأله من فضله، وإذا أحس من لمة الشيطان شيئا، فليستغفر الله وليتعوذ من الشيطان.

حدثني يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص= أو عن مرة= قال: قال عبد الله: ألا إن للملك لمة وللشيطان لمة. فلمة الملك: إيعاد بالخير وتصديق بالحق، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وذلكم بأن الله يقول:  " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم "، فإذا وجدتم من هذه شيئا فاحمدوا الله عليه، وإذا وجدتم من هذه شيئا فتعوذوا بالله من الشيطان.

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود في قوله: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء "، قال: إن للملك لمة، وللشيطان لمة. فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجدها فليحمد الله؛ ولمة الشيطان: إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فمن وجدها فليستعذ بالله.

حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني أن ابن مسعود قال: إن للملك لمة، وللشيطان لمة. فلمة الملك: إيعاده بالخير وتصديق بالحق، ولمة الشيطان: إيعاد بالشر وتكذيب بالحق.  فمن أحس من لمة الملك شيئا فليحمد الله عليه، ومن أحس من لمة الشيطان شيئا فليتعوذ بالله منه. ثم تلا هذه الآية: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " حدثني المثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن فطر، عن المسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة، عن عبد الله، بنحوه.  

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن مرة بن شراحيل، عن عبد الله بن مسعود، قال: إن للشيطان لمة، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فتكذيب بالحق وإيعاد بالشر، وأما لمة الملك: فإيعاد بالخير وتصديق بالحق. فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله وليحمد الله عليه. ومن وجد الأخرى فليستعذ من الشيطان. ثم قرأ: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ".
 

مقالات مشابهة

  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • الحرية الفكرية
  • كيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر؟.. احذر 10 أمور تحرمك العيش بسلام
  • كيف يغفر الله لي ذنوب اليوم؟.. تخلص من سبب المصائب بهذا العمل
  • الشيخ رمضان عبد المعز: هذا الأمر يغفر ذنوب العبد كل يوم
  • رمضان عبدالمعز: هذا الأمر يغفر ذنوب العبد كل يوم
  • دعاء الوضوء.. بـ10 كلمات عند المضمضة يسقيك رسول الله من حوضه
  • دعاء غفران الذنوب والتوبة النصوح.. كلمات تفتح لك أبواب السماء
  • هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبها
  • كنوز صلاة الفجر .. 7 أمور لا تهدر ثوابها