هلال قمر ربيع الآخر يُزين سماء الوطن العربي اليوم
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
يُرصد هلال القمر لشهر ربيع الآخر بسماء الوطن العربي بعد غروب شمس اليوم الاثنين، والفرصة مهيأة لرؤيته بالعين المجردة يزين الأفق الغربي في حال كانت السماء صافية.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القمر سيكون قد ابتعد عن وهج ضوء شمس الغروب وأصبح مرتفعاً في السماء مقارنة بالليلة الماضية, مشيراً إلى أنه خلال بضعة ليالي سيُلاحظ أن الجانب غير المضاء من سطح القمر مضاء بنور خافت عبارة عن ضوء الشمس المنعكس عن الأرض والساقط على القمر.
وبيَّن أن القمر وصل منزلة الاقتران يوم السبت 14 أكتوبر عند الساعة 08:55 مساءً بتوقيت مكة بالتزامن مع كسوف حلقي للشمس منتقلاً من غرب الشمس إلى شرقها منهيًا بذلك دورة اقترانيه ومبتدئًا دورة جديدة حول الأرض.
ولفت أبو زاهره الانتباه، إلى أنه يوماً بعد يوم سيلاحظ أن هلال القمر ستزداد إضاءته ويرتفع عالياً في السماء عند غروب الشمس وسيبقى فترة أطول بعد بداية الليل، وذلك لأن القمر يتحرك مبتعدًا عن موقع غروب الشمس.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الوطن العربي
إقرأ أيضاً:
جدل الحرية في يوم الصحافة
حرية الصحافة جزءٌ لا يتجزأ من الحريات العامة عند الأفراد والجماعات. ولأن الحرية نفسها خضعت فلسفيا وفكريا، منذ الفلسفة الإغريقية، مرورا بقرن الأنوار بأوروبا، لعدة تأويلات وشروح وتفاسير، بما في ذلك تآويل النصوص والتعاليم الدينية في أكثر من دين، وأكثر من عقيدة، فإن الحرية هي جزء من بنية الإنسان في حد ذاته، باعتباره كائنا مفكرا، اجتماعيا، لغويا، وعاملا، يتطلب جنسه التفكير الحر من أجل التطور والارتقاء والنمو.
غير أن هذه الحريات، ينبغي أن لا تتعارض مع حرية الآخر، الذي يملك حق تملّك الحرية في حدود ما لا تتعدى هذه الحريات على حرية الآخر أيضا. هذه الجدلية الفلسفية المعيشية، هي صلب كل النقاشات التي لخّصها الفكر الفولتيري في القرن الـ18، عندما حدد حدود الحرية.
حرية الإعلام، والصحافة، والتعبير بشكل عامّ، هي جزءٌ أساسي من الحريات الفردية والجماعية التي يجب أن تنعم بها المجتمعات من أجل مجابهة الرأي بالرأي، ومقارعة الحجة بمثيلتها والبيان وبالتبيين، والأطروحة بنقيضها، بحثا عن الحقيقة والتوافق. هذا، يفيد أن الحرية تتطلب تنازلات من كل الأطراف، كون الحريات إذا أطلقنا لها العنان، فإنها ستطالب بالمزيد، وبلا حدود، على اعتبار أن الذات الإنسانية أنانية بطبعها وتطلب المزيد لها ولو على حساب الآخرين، وهذا ما يفسر الصراعات والخصومات بين الأفراد في العائلة الواحدة وفي المجتمع، ويفسر الحروب والنزاعات المسلحة بين الدول والشعوب، والتوسُّعات الإمبراطورية على حساب بلدان وشعوب أخرى.
يُحيي العالم اليوم، اليوم العالمي لحرية الصحافة، والكل يرى ويسمع، كيف تُغتال الحرية، على محدوديتها في فلسطين وغزة ولبنان وفي كل مكان، وكيف يُستهدف الصِّحافيون على المباشر من طرف القوة الغاشمة المحتلة في غزة، وكيف تجري إبادة شعب بأكمله في ظل تكميم الأفواه وتعمية الأبصار في كبريات وسائل الإعلام العالمية الأمريكية والغربية بشكل عامّ، مما يجعل شعار “حرية الصحافة” مجرد يافطة فارغة، لا معنى لها، مسلوبة من أي مضمون ومن أي اعتبار، بما في ذلك اعتبارها “سلطة رابعة”.
الصوت الإعلامي والصحافي في العالم، رغم أنه غير مستقل، ومنتم، مهما كان التغني بالموضوعية والمهنية، إلا أنه يمثل صوتا معبّرا عن جزء، صغيرا كان أم كبيرا، من الأمة والمجتمع والضمير الجمعي، حتى ولو كان صوت “لوبي” أو جماعة ضغط، كما هو الشأن في العالم للأسف مع لوبيهات الصورة والصوت والحرف.
في مجتمعاتنا العربية والنامية، ما زالت الصحافة وحريتها مرتبط بتطوُّر المجتمع نفسه، وتطور المجتمع مرتبط بتطور مفهوم المواطنة، التي يمكِّنه من ممارسة حقه الاجتماعي والسياسي والثقافي والإعلامي، أحزابا ونقابات وتكتلات ومعارضة وبالتالي، وسائل إعلام معبِّرة عن الامتدادات الاجتماعية بما فيها من نخب ثقافية وفكرية واجتماعية.
هذا التطور مرهونٌ بالزمن وبطريقة تعاملنا مع متغيرات الزمن الاجتماعي، في إطار المجتمع والدولة والمؤسسات المجتمعية والإدارية والسياسية. وبقدر ما غلّبنا الصالح العامّ، عن المصالح الفردية والضيقة، الاجتماعية والفئوية والقبلية والتكتلات المصلحية، وبقدر تنازلنا عن أنانية النظر للأنا على أننا أفضل وأرقى وأجدر وأجدى وأولى من الآخر، نعطي لأنفسنا الحق في سحب حق الآخر من التداول لصالح الأنا الجشعة المركزية، وهذا ما يتسبب في نشوب تجاذبات الآراء التي ستتطور باتجاه صراع مصالح ضيقة.
حرية الصحافة في بلادنا اليوم، لا تزال تبحث عن رؤية ومخرج من عنق الزجاجة، لأنها مرتبطة بوضع بلد واقتصاد ونمط تسيير، والحريات فيها مشروطة وانتقالية باستمرار.
صحيفة الشروق الجزائرية