ما أشبه اليوم بالبارحة وكل بارحة، حين ينتفض إخوانُنا بالأقصى الشريف، ويلدغون الصهاينة ويوسعونهم ضربات موجعة متلاحقة، حينها تنهال على رجال المقاومة الفلسطينية سهامُ الغدر من كل اتجاه، وكأنما لا يكفيهم صمت العالم المخزي وصَمّ آذانهم عن صراخ أطفالنا بالأرض المحتلة، فتكتمل خيوط المؤامرة بانحياز الشبكة العنكبوتية «ميتا»، فيسبوك سابقًا، ويحاول مارك زوكربيرج إحكام قبضته على مواقع «تواصله» الحمقاء، ويضرب بيد من «غباء» على صفحات دعم القضية الفلسطينية.

. متناسيًا أن العالم بات مفتوحًا أوسع، بكثير، مما يظن.

يدرك الجميع، جيدًا، أن الحرب النفسية يمكنها أن تُسقط ضحايا، ربما أكثر مما تفعله الصواريخ، وهي ما أصبحتِ المقاومة تتقنها كـ«لعبة مشروعة» في عالم لا يرحم الضعفاء، ومثلما كان الصهاينة ملوكًا سابقين في ذلك المجال، بجيوشهم الإلكترونية، وكتائبهم القابعة خلف أزرار «كي بورد» دموي مقابل حفنة دولارات، للتأثير على اتجاهات الرأي العام العالمي، تهاوت عروشهم، وأصبح رجال المقاومة البواسل، وأنصارُهم الشرفاء في العالم، هم «ملوكَ اللعبة الحاليين»، بتدشين هاشتاجات صور وفيديوهات وأخبار وأرقام تفضح ممارسات العدو، وتعرّي أمام العالم دمويته، بل وتبث في قلوب المستوطنين الرعب الأعظم فيهرعون بالفرار.

لم يستطعِ العدو أن يصمت وإنما بدأت أذرعه الأخطبوطية اللعينة في محاولة الالتفاف حول أعناق مَن يملكون ميادين القتال (الموازية)، وبالفعل نجح اللوبي الصهيوني في إخضاع مالك مواقع التواصل الاجتماعي «ميتا»، ليأتمر بأوامرهم، ويعيث في تطبيقاته فسادًا، غلْق حساب «فيسبوك» هنا، وحذْف محتوى «بوست» هناك، وإزالة صور وفيديوهات من «إنستجرام» تدور رحاها في الأرض المحتلة، وتكون «الحِجة الواهية» في كل مرة «حذف أي محتوى يحث على العنف وينتهك معايير الخصوصية»، ولا يخفى على أحد اعترافات الصهيوني «إيريك بارينج» -المسؤول الأسبق للوحدة السيبرانية- حول علاقة جهاز الأمن الصهيوني «شاباك» مع شركة «ميتا/فيسبوك سابقًا»، في إزالة أي محتوى مناهض لإسرائيل من على منصاتها، وحذف كل ما يذكر كلمة «صهيوني».

كانت قصة الانحياز بدأت في 2019، وتحججت «فيسبوك» وقتها بحدوث «أخطاء بشرية وتقنية» أدت لحذف محتويات، وتجددتِ القصة مع كل «ضربة» داخل الأراضي المحتلة، لتنفضحِ الحكاية، ومع طوفان الأقصى علت أسهم منصة «إكس/ تويتر سابقًا» في منح مساحات شاسعة من حرية نشر أخبار المقاومة وفيديوهات وصور وآراء دعم القضية، ونجحت قوة «الهاشتاجات» في فرض أمر واقع جديد «حقيقي» يرصد للعالم ما يُجرى من مذابح وانتهاكات بحق شعب «غزة»، وينشر صولات وجولات رجال المقاومة البواسل، وفي المقابل ما زالت «ميتا» تضيِّق الخناق على كل كلمة، وتحذف وتزيل وتحظر أي صوت مناهض للصهيونية، ولكن ذلك لم يمنعِ البعض من البحث عن طرق مبتكرة للتحايل على الظلم، بكتابة الحروف دون تنقيط أو وضع فواصل وتمرير شفرات والبحث عن بدائل أخرى لتطبيقات أكثر حرية، وتصدَّرت «إكس» المشهد بأكثر من نصف مليون تغريدة يوميًّا، على الأقل، تدعم طوفان الأقصى دون رقيب.

سلاح دفاعي جديد لجأ إليه شباب المقاومة، بتدشين حملات ضخمة لمقاطعة «ميتا» بكل تطبيقاتها، والضغط عليها لتغيير سياساتها العنصرية، ووضع تقييمات سلبية على «متجر جوجل» تجاه تطبيقات «زوكربيرج» للتأثير على حصيلة أرباح إعلاناته، وإرسال تقارير عبر محرك بحث «جوجل»، لتصحيح أهم معلومة مغلوطة «القدس عاصمة إسرائيل» لتصبح «القدس عاصمة فلسطين»، لإجبار «جوجل» على تعديلها، وتوضيح آثار الدمار عبر خرائطه، والتي يتم التشويش عليها (عمدًا).

في الوقت نفسه استغل تطبيق «تيك توك» الصيني الفرصة، وأعاد النظر في كونه «تطبيقًا ترفيهيًّا فقط»، وفتح المجال ليصبح منصة رئيسية لنشر فيديوهات التعاطف مع الفلسطينيين.

رغم أنف «تحيُّز خوارزميات مارك»، و«معدلات الوصول ريتش»، و«تصفيته الرقابية»، و«فلترة الوسوم»، و«الاغتيال المعنوي لصفحات المقاومة»، و«طمس الهوية»، وبرغم النفوذ الصهيوني، مازال الفضاء الإلكتروني يتسع للجميع.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل الحرب على غزة غزة فلسطين مارك زوكربيرج

إقرأ أيضاً:

فخاخ العسل.. استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني

يمانيون – متابعات
واصل فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية استهداف مستوطنات “غلاف غزة” بالرشقات الصاروخية المركزة.

وعلى الرغم من مرور 269 يوماً على معركة “طوفان الأقصى”، إلا أن فصائل المقامة تستمر في تصديها واستدراجها للقوات المتوغلة من جيش الاحتلال الصهيوني إلى منازل مفخخة قبل تفجيرها وإيقاع أفرادها بين صريعٍ ومصاب، لتثبت أنها وبعد 9 أشهر، لا تزال تحقق المعجزات، وتفعل بالاحتلال ما فعلت من استهدافٍ عن بعد أو من مسافة صفر.

في التفاصيل، بثت كتائب القسام اليوم الاثنين، مشاهد من تصدي مقاتليها لعمليات عسكرية إسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة، أو مدينة رفح؛ في رسالةٍ مفادها أن أركان المقاومة وقدراتها تتطور، وما زالت هي صاحبة الكلمة الفصل في الميدان، وأنها لا تزال تدخر العديد من وسائلها القتالية لمراحلها المتقدمة، والتي بات من المتوقع أن الضفة المحتلة على موعدٍ بالالتحام بالطوفان.

وأبدعت المقاومة في تنفيذ استراتيجياتٍ عسكريةٍ قتالية متعددة أبرزها “فخاخ العسل”؛ حيث أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، أنّ مجاهديها تمكنوا من استدراج قوة إسرائيلية إلى منزل مفخخ تم استخدامه في عملية القنص الأخيرة شرقي مدينة رفح، وفور دخول جنود الاحتلال إلى المنزل تم تفجيره وإيقاع أفراد القوة بين صريعٍ وجريح.

وفي السياق، اعترفت وسائل إعلام عبرية بانهيار المبنى المفخخ في رفح على الجنود الإسرائيليين، مؤكدة وقوع عدد من الجرحى، بعضهم جراحه بليغة، مشيرةً إلى أنّه “جرى نقل الجنود الجرحى بالمروحية إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع”.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت مستوطنات “كيسوفيم” و”العين الثالثة” و”نيريم” و”صوفا” و”حوليت” في “غلاف غزة”، برشقات صاروخية مركزة.

وأشارت إلى استهدافها جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وذلك بوابل من قذائف الهاون النظامي، كما نشرت السرايا مشاهد من دك مجاهديها لجنود وآليات الاحتلال في محور التقدم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

من جهتها، تبنت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استهداف قوات الاحتلال في منطقة “كف المشروع” شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بقذائف “الهاون”.

وأعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها استهدفت تحشيدات قوات الاحتلال في رفح، محيط القرية السويدية، برشقة صاروخية وقذائف “الهاون” النظامي من عيار (60) .

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت عن “صلية غير عادية” أطلقت نحو “غلاف غزة”، تضمنت نحو 20 قذيفة صاروخية، مؤكدةً دوي صفارات الإنذار في العين الثالثة بـ “غلاف غزة” و”كيسوفيم”.

بدوره، أقرّ “جيش” الاحتلال بمقتل جندي وإصابة آخرين بجروح خطيرة خلال اشتباكات مع المقاومة جنوبي قطاع غزة، حيث اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل جندي في الكتيبة 931 التابعة للواء “ناحال” وإصابة آخر بجروح خطيرة.

وأضاف، أن الضابط القتيل هو “الرقيب اوري يتسحاف حداد” من “بئر السبع” (21 عاما”) من الكتيبة “931” لواء “المظليين”.

وأكّدت وسائل إعلام عبرية، إصابة 10 جنود في قطاع غزة ينتمون إلى المدرسة الدينية “إيتمار”، مشيرةً إلى مقتل جندي وجرح 10 بينهم 3 بحال الخطر، وذلك في انفجار فتحة نفق في غزة صباح الاثنين.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أنّ عمليات المقاومة تتركز على مشاغلة قوات الاحتلال في محور “نتساريم” الذي يفصل شمال قطاع غزة ووسطه عن جنوبه، حيث أدخلت المقاومة تكتيكات جديدة في عملياتها ضد الاحتلال، بما في ذلك استخدام قنابل وصواريخ إسرائيلية لم تنفجر.

و يبدو أنّ الاشتباكات العنيفة في حي الشجاعية في مدينة غزة وجنوبي القطاع (رفح – الشابورة)، تشير إلى أن المقاومة قد أعدّت نفسها جيداً لحرب استنزاف مع الاحتلال، وأن القادم كبير، لاسيما إذا استمر العدو الصهيوني بإجرامه، فليس أمامه إلا الانسحاب من غزة، ووقف إطلاق النار، بحسب ما تراه مراكز بحثية عبرية.

– المسيرة نت: عبد القوي السباعي

مقالات مشابهة

  • في اليوم الـ 270 من العدوان: 114 شهيداً وجريحا بمجازر نازية جديدة ارتكبها العدو الصهيوني في غزة
  • الحاج حسن: العدو الصهيوني أدرك أن أي حماقة قد يرتكبها ضد لبنان سترتد عليه سلبًا
  • فخاخ العسل.. استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني
  • المقاومة الفلسطينية تواصل التصدي لقوات العدو الصهيوني بغزة
  • حماس: أي مبادرة جديدة يجب أن تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب العدو من غزة
  • الكويت تؤكد رفضها أية عمليات استعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • وقفة في حرض بحجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • وقفة في حرض بحجة دعماً للمقاومة الفلسطينية الباسلة
  • الخارجية تدين قرار تحويل خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية إلى مستوطنات ثابتة
  • وزارة الخارجية تدين قرار تحويل خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية إلى مستوطنات ثابتة