حكايات الدم والعار.. التاريخ الأسود للعصابات الصهيونية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
اقتحموا قرى فلسطين وذبحوا أهلها وهم نيام.. وفجَّروا منازلهم وهم فيها أحياء
اغتصبوا النساء وألقوا بهن في النار.. وشقُّوا بطون الحوامل.. وكسَروا رؤوس الأطفال
أبادوا عائلات بالكامل ومثَّلوا بالجثث.. وقصفوا المستشفيات.. وحولوا المدن إلى خراب
أجبروا أهالي غزة على الرحيل ثم لاحقوهم في الطريق بقاذفات الطيران الحربي
على باب الجنة ترتقي أرواح شهداء فلسطين الأبية.
أكثر من خمسين عائلة فلسطينية تمت إبادتها بالكامل، أكثر من 700 طفل شهيد وفقًا لتقرير اليونيسف حتى لحظة كتابة هذه السطور، أكثر من 400 امرأة، وأكثر من 2500 شهيد و9000 مصاب والأعداد لا تزال في ازدياد..
«ترف إذا نُقل الشهيد إلى ثلاجة الموتى، فلم يعد هناك مكان، وأصبحنا نجمع الجثامين في مخيمات» هكذا قال مراسل إحدى القنوات في بث مباشر للقتل الهمجي، جرائم الحرب التي يتم بثها على الهواء مباشرة على مرأى ومسمع من العالم كله..
قطع العدو الصهيوني مياه الشرب والكهرباء والطعام عن أهل غزة، استهدف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمستشفيات، فدمَّر 42 مستشفى فلسطيني، واغتال أكثر من 23 من الطواقم الطبية، وأصاب العشرات منهم، وقصف 27 سيارة إسعاف، واغتال سبعة صحفيين وأصاب 23 آخرين، فما زالت قاذفات طائرات الاحتلال تمطر سماء غزة ليل نهار بلا انقطاع، ودانات مدافعها ورصاص عصاباتها يغتال الأطفال والنساء وكل ما يتحرك على أرض غزة، بيوت تُقصف بساكنيها، يقصفون المستشفيات بكل مَن فيها، ويجبرون أخرى على إخلائها «فورًا» فتقف المستشفيات عاجزة لا تعرف ماذا تفعل بالمصابين والجرحى والمرضى على أجهزة التنفس الصناعي والغسيل الكلوي!
أحياء وشوارع تغيرت ملامحها بعد تدميرها وتسويتها بالأرض لتتغير ملامح غزة وترحل عائلات كاملة إما بالقتل الجماعي أو مَن يجبرهم الاحتلال على إخلاء منازلهم وتهجيرهم وهم مئات الآلاف الذين نزحوا إلى جنوب غزة، حتى هؤلاء لم يسلموا فقد لاحقتهم طائرات الاحتلال وقصفتهم في الطريق!
صور الأشلاء وجثامين الضحايا والأطفال والنساء بعضهم يخرجون نصف أحياء من تحت الأنقاض وبعضهم يبحثون لهم عن بقايا أجساد تناثرت تحت الرماد..
أحياء أبيدت بالكامل عن بكرة أبيها لم يبقَ منها إلا لعبة طفل ترقد إلى جوار جثمانه الصغير المغطى بالتراب، بقايا ملابس تختلط بدماء الأبرياء، وجبة عشاء لم يأكلها الصغار فقد باغتهم القصف الحربي..
وعلى جنبات الطريق انتشرت جثامين الشهداء من الأطفال والصبية والنساء والعجائز، هؤلاء الذين أجبرهم الغزاة على ترك بيوتهم والرحيل عن غزة، لم يتمكنوا من أن يحملوا شيئًا معهم سوى بضع أغطية تسترهم وهم نيام في العراء تحت القصف حينما يستقر بهم الحال على الحدود الجنوبية لغزة، وفي الطريق كان يستقبلهم الموت حينما كثَّفت طائرات العدو غاراتها عليهم ليسفر القصف عن استشهاد أكثر من سبعين شهيدًا ومئات الجرحى.
وفي مستشفى الشفاء، المشفى الوحيد الذي مازال يعمل بعد أن دمرت غارات العدو أكثر بقية المستشفيات، كان هناك طفلٌ وحيدٌ نجا من قاذفات طيران العدو فقد كل أهله دفعة واحدة بينما لم يبلغ عامه الثاني بعد، طفلٌ آخر جريح عمره لا يتعدى الثلاثة أعوام ملقى في المشفى موصول جسده بخراطيم الإعاشة يبكي ولا أحد يعلم هل هناك من أهله مَن بقي على قيد الحياة؟!!
الكثير الكثير من الصغار مضرجة أجسادهم بالدماء والتراب.. نساء يحملن صغارهن يهرولن في الشوارع بحثًا عن ملجأ آمن ولكن بلا جدوى، فكل شيء في غزة مستباح ومهدر دمه، البشر والشجر والحجر!!
على أنقاض منزل مدمَّر وقف رجل يحمل طفله الشهيد للتو بفعل غارات العدو الصهيوني، يهتف في صمود «لن نُهزم، ولن يقهرونا، وسنذهب إلى قلب تل أبيب».. عجوزٌ آخر يشير إلى منزله المدمَّر ويبكي قائلًا «أربعون عامًا أعمل كي أبني هذا البيت، وعندما انتهيت من بنائه، دمَّروه، لكن كل شيء يهون فداء لفلسطين».
يصعب عدّ ووصف الجرائم التي ارتكبتها القوات والعصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين، فمنذ أكثر من سبعين عامًا وأيدي القتل تنهش الجسد الفلسطيني وتطعنه..
المذابح كثيرة جدًّا، والدماء التي سالت لا يمكننا الحديث عنها في بضعة سطور أو كلمات، فكل الكلمات هزيلة أمام ما جرى ولا يزال يجري فوق هذه الرقعة المقدسة على كوكب الأرض، دولة فلطسين..
في السطور التالية نتحدث عن بعض أشهر المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وإن كنت أتمنى لو أسجل كل ما ارتكبه الصهاينة بحق كل الشعوب العربية إلا أن اللحظة الراهنة تجعلنا نلقي الضوء على بعض ما حدث فقط في فلسطين الأبية على مر التاريخ..
· دير ياسين.. اغتصبوا فتاة أمام أهلها ثم عذَّبوها وبعدها ألقوا بها في النار
في الساعة الثانية من فجر ذلك اليوم داهمت عصابات شتيرن والأرجون والهاجاناه قرية دير ياسين الواقعة غربي مدينة القدس (والتي تقوم على أنقاضها اليوم مستعمرة إسرائيلية تسمى جفعات شؤول)، وقتل أفراد العصابة الصهيونية كل مَن وقع في مرمى أسلحتهم، ثم قاموا بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على مَن فيها، حيث كانتِ الأوامر الصادرة لهم تقضي بتدمير كل بيوت القرية، في الوقت ذاته كانوا يقتحمون المنازل ليقتلوا كل مَن يجدونه حيًّا داخل المنازل المدمرة.
جاء القتلة بفتاة فلسطينية واغتصبوها أمام أهلها، ثم بدءوا يعذِّبونها قبل أن يلقوا بها في النار، كما شوَّهوا جثث الشهداء وبتروا أعضاءهم، وبقروا بطون الحوامل.. ومن تفاصيل المذبحة أن «سيدة فلسطينية كانت على وشك الولادة، دخلوا إليها، فشقُّوا بطنها على هيئة صليب، وأخرجوا أحشاءها وجنينها وذبحوه».
حدثت هذه المشاهد وأكثر في مذبحة دير ياسين، إحدى أبشع المذابح الصهيونية في تاريخ تلك العصابة الإجرامية.. .هؤلاء هم مجرمو الحرب، وهذا هو الكيان الصهيوني الذي يحظى بدعم كامل من المجتمع الدولي.
كانتِ الشوارع تكتظ بجثامين الشهداء من النساء والأطفال والعجائز، الدماء تملأ كل شوارع القرية وبيوتها حتى حوَّلتها لبحرٍ من دم، وأعمدة الدخان تخرج من نوافذ البيوت وأسطحها، والنيران تحرق مزارع الزيتون وتأكل الأخضر واليابس فوق هذه الأرض.
وقد استمر دفاع أهالي قرية دير ياسين ومقاومتهم حتى نفدت رصاصاتهم في معركة استمرت حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية، جمعتِ العصابات كل مَن بقي حيًّا من أهالي القرية وأطلقوا عليهم النيران وأعدموهم إعدامًا جماعيًّا أمام منازلهم، واستُشهد في تلك المذبحة نحو 360 فلسطينيًّا معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.
بعد عام من ارتكاب المجزرة «احتفل» الإسرائيليون بذكرى احتلال القرية بحضور وزرائهم وحاخاماتهم، وفي عام 1980 أعاد الاحتلال بناء القرية فوق أنقاض المباني الأصلية، وأطلقوا على شوارعها أسماء منفِّذي المجزرة.
وفي شهادة «جاك دو رينييه» (ممثل الصليب الأحمر الدولي في القدس، وهو الشاهد الأبرز على المجزرة، والأجنبي الوحيد الذي دخل القرية ووثَّق مشاهداته) فقد وصف ما رآه قائلًا إن «جل أفراد العصابتين مدججون بالسلاح، حملوا المسدسات والرشاشات والقنابل اليدوية والسكاكين الطويلة ومعظمها ملطخة بالدماء، وبدا واضحًا أنه «فريق التطهير» المكلف بالإجهاز على الجرحى، واتضح ذلك من خلال الجثث المكدسة خارج المنازل وداخلها».
كان عام 1948م عامًا دمويًّا بكل المقاييس، فلم يخلُ شهر فيه من المجازر، حيث شهدتِ الأربعة أشهر الأولى منه 28 مجزرة وسقوط أكثر من 807 شهداء، فضلًا عن عدم إمكانية حصر عدد ضحايا ثماني مجازر منها، ورافق إعلان دولة الاحتلال فى شهر مايو ثماني مجازر يومية وسقوط 450 شهيدًا، فضلًا عن سقوط عدد آخر مجهول من الضحايا، واستمرتِ التصفيات خلال هذا العام أغلبها مجهول الضحايا.
وزيادة فى طمس الأدلة تم اغتيال الوسيط الدولي «الكونت فولك برنادوت» فى 17 سبتمبر 1948م، لصياغته تقريرًا للأمين العام للأمم المتحدة يُدين إسرائيل ويحمِّلها تبعات حرب 1948 من عمليات طرد العرب من مدنهم، وهو ما يُعَد اغتيالًا للشرعية الدولية نفسها.
وكانت مخرجة إسرائيلية تُدعى «نيتع شوشاني» قد وثَّقت تلك الأحداث في فيلم وثائقي أعدته بعنوان «ولد في دير ياسين» عبرت من خلاله عن تفاصيل مجزرة قرية دير ياسين أو مدى وحشيتها، وهو ما نقول عنه «وشهد شاهد من أهلها» أو «والحق ما نطق به الأعداء».
· صبرا وشاتيلا.. حكايات الدم والخيانة
طردوهم من أرضهم، وهجَّروهم في شتات الأرض، لاحقوهم بالنيران، واغتصبوا كل شيء منهم، فلجئوا لدول الجوار بحثًا عن الأمان والحياة، عاشوا على الحدود مهمَّشين بلا أدنى حقوق.. لكن الصهاينة الملاعين لم يتركوهم لحالهم فجنَّدوا بعض العملاء الذين كوَّنوا ما يسمى بجيش الكتائب اللباني المسيحي وأثاروا فتنة بينهم وبين اللاجئين بالمخيم، وكانتِ المذبحة..
في عام 1982 بدأت مجزرة صبرا وشاتيلا في مخيمَين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد حزب الكتائب اللبناني بالتعاون مع الجيش الصهيوني، وقد صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل إيتان رئيس أركان حرب جيش الاحتلال وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك، حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلحًا بحجة وجود مسلحين فلسطينيين داخل المخيم، وأطبقتِ المجموعات المارونية اللبنانية على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلًا بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بُقرت بُطونهن، ونساء اُغْتُصِبْن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل مَن حاول الهرب كان القتل مصيره، ثلاثة أيام من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة التي يطلقها جيش العدو الصهيوني.
أحكمتِ الآليات الصهيونية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح لأحد من اللاجئين بالهروب، كما لم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يُعرف بوضوح، وتشير التقديرات إلى أنهم بلغوا نحو 4000 شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل.. إنه الجبروت نفسه يتكرر بنفس السيناريو الوحشي بلا رادع وفي صمت دولي مطبق بلا حسيب ولا رقيب!!
· قتلوا الأطفال والنساء داخل منازلهم وحوَّلوا بلدتهم لمستوطنة صهيونية
قبل مذبحة دير ياسين بعام وفي 31 من ديسمبر 1947 اقتحمت عصابات الهاجناه قرية بلدة الشيخ (التي يُطلَق عليها اليوم اسم «تل جنان»)، ولاحقتِ المواطنين العزل بالرصاص وقاذفات المدافع، وقد أدتِ المذبحة إلى استشهاد العديد من النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وُجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية، وسُميت تلك المجزرة بـ«مذبحة بلدة الشيخ».
هذا هو الاحتلال الصهيوني بيده الملطخة بدماء الأبرياء وبتارخه الأسود، ثم يعود يروِّج أكاذيبه للأجيال الجديدة أن الفلسطينيين قد باعوا أرضهم ليبرر احتلاله الغاشم لبلادنا.. إنهم الكاذبون خائنو العهود يزيِّفون الحقائق والتاريخ ويسرقون الأرض والحضارات.. إنهم يكذبون ويروِّجون لأكاذيبهم حتى يصدقوها هم أنفسهم.. إنهم مرضى مصاصو دماء البشر.
· مذبحة الطنطورة.. الصهاينة حوَّلوا مقبرة جماعية لشهداء اغتالوهم إلى «موقف سيارات»
في الليلة الواقعة بين 22 و23 مايو 1948 تم احتلال قرية الطنطورة بعدما هاجمتها الكتيبة 33 الصهيونية التابعة للواء الكسندروني (التي دُعيت آنذاك باسم «كتيبة السبت»، لأنه كان يُلقَى على عاتقها في كل نهاية أسبوع إبان حرب العام 1948 مهمة جديدة ضد الفسطسينين).
احتلت تلك الكتيبة قرية الطنطورة بعد عدة ساعات من مقاومة أهالي البلدة لقوات الاحتلال الصهيوني، تمت مهاجمة القرية كالعادة في فجر هذه الليلة حتى سقطت في يد جيش الاحتلال مع الساعات الأولى من الصباح.
كانت هناك مقاومة من أهالي القرية استمرت عدة ساعات حين هاجمتهم العصابة الصهيونية ليلًا في منازلهم، وخرجتِ المطاردات إلى الشوارع وكانت دامية، وبعد ذلك أخذوا يطلقون النار بصورة مركَّزة في مقبرة القرية التي لجأ إليها الأهالي، وقد خلَّفتِ المذبحة أكثر من 90 شهيدًا تم دفنهم في حفرة كبيرة في نفس المقبرة التي دُفنت فيها جثث الباقين ممَّن استُشهدوا في بيوتهم ولم يسعفهم الوقت للفرار، دُفنوا في مقبرةٍ جماعية قام العدو الصهيوني لاحقًا باستخدامها ساحة لوقوف السيارات كمرفق تابع لشاطئ «دور» على البحر المتوسط جنوبي حيفا «المحتلة».
· أغلقوا باب المسجد وقتلوا المصلين أثناء الصلاة بالرصاص الحي
بدأتِ المذبحة حين دخل باروخ جولدشتاين ومجموعة من المستوطنين المسجد الإبراهيمي وقت صلاة الفجر، وقد وقف جولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وعند تنفيذ المذبحة أغلق جنود جيش الاحتلال الموجودون في الحرم أبوابَ المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استُشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي المقابل أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدًا، 29 منهم داخل المسجد، وقد عُرفت هذه الواقعة بـ«مذبحة الحرم الإبراهيمي».
· اقتحام «قبية» وتفجير المنازل بساكنيها وإطلاق الرصاص على المدنيين حتى لا يخرجوا من المنازل
كان فجر ليلة 14 من أكتوبر عام 1953 حين طوَّقت وحدات من جيش الاحتلال قرية قبية وكان عدد سكانها يوم المذبحة حوالي 200 مواطن فلسطيني، بينما اقتحم جيش الاحتلال القرية بقوة قوامها 600 جندي صهيوني، في البداية تم قصف القرية بالمدفعية بشكل مكثف استهدف مساكنها، وبعد ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية وهي تطلق النار بشكل عشوائي، وبينما طاردت وحدة من المشاة السكان الفلسطينيين العزل وأطلقت عليهم النار، عمدت وحدات أخرى إلى وضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل فنسفتها فوق سكانها، وقد رابط جنود الاحتلال خارج المنازل أثناء الإعداد لنسفها وأطلقوا النار على كل مَن حاول الفرار من هذه البيوت المُعَدة للتفجير، وقد كانت حصيلة المجزرة تدمير 56 منزلًا ومسجد القرية ومدرستها وخزان المياه الذي يغذيها، كما استُشهد أكثر من 67 شهيدًا من النساء والأطفال والمدنيين العزل، وكان قائد القوات الإسرائيلية التي نفذت تلك المذبحة أرييل شارون الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء الكيان الصهيوني.
· مذبحة الأقصى.. المتطرفون اعتدوا على المسجد في حماية جيش المحتل وأمطروا المصلين بالرصاص
في يوم الإثنين الموافق 8 من أكتوبر عام 1990 وقبيل صلاة الظهر، حاول متطرفون يهود ممَّا يُسمَّى بجماعة «أمناء جبل الهيكل» وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة الحرم القدسي الشريف، وقد هبَّ أهالي القدس لمنع المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم جرشون سلمون زعيم «أمناء جبل الهيكل» وبين نحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه، وتدخل جنود جيش الاحتلال الموجودون بكثافة داخل الحرم القدسي وأطلقوا النار على المصلين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 21 شهيدًا وجرح أكثر من 150 فلسطينيًّا، كما اعتُقل 270 فلسطينيًّا داخل وخارج الحرم القدسي الشريف، وقد عُرفت هذه الواقعة بـ«مذبحة الأقصى».. تلك المذبحة التي تكررت مرارًا مع تكرار استفزاز المستوطنين وجيشهم المحتل والاعتداء على المسجد الأقصى ومحاولات تدنيسه.
· مذبحة مخيم جنين (1) و(2).. قصفوا المخيم بالطائرات والمدافع وأطلقوا نيرانهم نحو كل مَن يحاول انتشال الجثث حتى تحللت في الشوارع
اندلعتِ التظاهرات في كل شوارع الأمة العربية تدين المجازر التي يقوم بها جيش الاحتلال في 29 مارس 2002 بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات العدو التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز، لم يَعُد من سبيل أمام جيش الاحتلال للقضاء على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، ونفَّذت قوات الاحتلال آنذاك حملة إعدامات مكثفة في صفوف الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قِبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة المخيم من الوجود، ولا يعلم أحد حتى الآن حقيقة ما جرى أثناء الهجوم الإسرائيلي المكثف على مخيم جنين من انتهاكات ولا أعداد الشهداء الفلسطينيين، بينما أفاد بعض التقارير باستشهاد نحو (200) فلسطيني، لكن الحقيقة التي ستبقى لتزيد من فضائح جرائم العدو الصهيوني، هي أن جثث الشهداء الفلسطينيين ظلت متناثرة في الشوارع والطرقات وأنها تحللت دون رحمة ولا حُرمة للموت.
وحسب شهود عيان فبعد عدة أيام من حصار مخيم جنين بكل طرق الحصار، عملت قوات الاحتلال حفرة عميقة وضعوا فيها جثث الشهداء الفلسطينيين لإخفاء جريمتهم، ولا أحد يعرف هل كان بين هؤلاء مَن دُفن وقتها بينما كان على قيد الحياة!!
وتكررتِ المأساة نفسها في نفس المخيم بعد شهر واحد فقط، ففي 9 إبريل 2002 عادت قوات الاحتلال تنفِّذ نفس السيناريو بذات الدموية والهمجية، حيث دمر الاحتلال 455 منزلًا بالكامل، و800 منزل بصورة جزئية، واستُشهد 58 من أبناء المخيم من الأطفال والنساء والمدنيين، حيث كان جيش الاحتلال يستخدمهم دروعًا بشرية خلال محاولته التوغل في المخيم، وتم اعتقال المئات من أبناء جنين في مجزرة طالتِ البشر والحجر، وهزَّتِ الرأي العام العالمي.
***
الكثير الكثير من جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني المحتل أمام تواطؤ وصمت دولي مهين ومخزٍ، فلو كان هناك موقف عادل من المجتمع الدولي ما وصل الحال إلى ما آل إليه، فمَن أمن العقاب، أساء الأدب، فما بالكم بكيان سرطاني لا خُلُق يردعه ولا ضمير يثنيه!!..
كل الكلمات هزيلة لوصف ما حدث وما زال يحدث من انتهاكات ومجازر وجرائم حرب على أرض فلسطين الأبية وبحق شعبها الصامد على مر التاريخ.
((( برواز))))
مذابح الاحتلال على أرض فلسطين عبر التاريخ:
غزة، دير ياسين، قبية، الطنطورة، يافا، حيفا، القدس، بلدة الشيخ، وسعسع، والخصاص والرامة، عين زيتون، أبو شوشة، دهمش، طيرة، جنين، الدوايمة، جباليا، عيلبون، والصفصاف، خان يونس، دير البلح، بيت لاهيا، طولكرم، أريحا، رام الله، الحرم الإبراهيمي، وغيرها وغيرها، مئات الآلاف من الشهداء، ملايين المهجرين في الشتات، ملايين الجرحى.
((((انفوجراف )))
مجازر حيفا
* مجزرة سوق حيفا 6 مارس 1938
حيث ألقى عناصر عصابتَي «إتسل» و«ليحي» قنبلة على سوق حيفا، استُشهد بسببها 18 مواطنًا عربيًّا، وأُصيب 38 آخرون بجروح.
*مجزرة سوق حيفا 6 يوليو 1938
حين قام أعضاء عصابة «إتسل» الصهيونية بتفجير سيارتين ملغومتين في سوق حيفا، نتج عنهما استشهاد 21 مواطنًا عربيًّا، وجرح 52 آخرين.
*مجزرة السوق العربية في حيفا 25 يوليو 1938
كما فجَّرت نفس العصابة الإرهابية سيارة ملغومة في السوق العربية في مدينة حيفا فاستُشهد جراء ذلك 35 مواطنًا فلسطينيًّا، وجُرح 70 آخرون.
*مجزرة سوق حيفا 26 يوليو 1938
ألقى عضو عصابة «إتسل» قنبلة يدوية في أحد أسواق حيفا، فاستُشهد بسببها 47 فلسطينيًّا.
*مجزرة حيفا 27 مارس 1939
فجَّرت عصابة «إتسل» قنبلتين في مدينة حيفا، أدت إلى استشهاد 27 فلسطينيًّا، وجرح 39.
*مجزرة حيفا 22 أبريل 1948
هاجم المستوطنون الصهاينة مدينة حيفا بفلسطين في منتصف الليل واحتلوها وقتلوا عددًا كبيرًا من أهلها، فهرع الفلسطينيون العُزل يفرُّون من المذبحة عن طريق مرفأ المدينة فتبعهم الصهاينة وأطلقوا عليهم النيران، وكانت حصيلة هذه المذبحة أكثر من 150 قتيلًا و40 جريحًا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل العدوان الإسرائيلي العرب على غزة دير ياسين غزة فلسطين قطاع غزة الأطفال والنساء النساء والأطفال العدو الصهیونی قوات الاحتلال جیش الاحتلال مخیم جنین أکثر من شهید ا التی ی
إقرأ أيضاً:
النصيرات.. من بين الركام تنبعث حكايات الشهداء
غزة- في غياب آليات تحطيم الخرسانة (الباطون) ورفعها، تبدو جهود عائلتي "الشيخ علي" و"القصاص" في العثور على جثامين أربعة من شهدائهم، شبه عبثية.
وتعمل جرافة بجد على إزالة الركام، لكن من الواضح أن جهودها غير كافية في الكشف عن أجساد الشهداء الأربعة، القابعة أسفل مبنى كان يتكون من 3 طبقات، تداعت بفعل الصواريخ الإسرائيلية.
عدد الشهداء الذين ما يزالون تحت الأنقاض في قطاع غزة يُقدّر بنحو 10 آلاف (الجزيرة)وقصفت طائرة إسرائيلية المنزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليل الخميس الماضي، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 40 شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة العشرات.
وتبحث عائلة "الشيخ علي" عن جثمان المسنة "نوال" البالغة من العمر 70 عاما، والدكتور "محمود" (45 عاما)، فيما تبحث عائلة القصاص عن عبد الرحمن (27 عاما) وليلى (17 عاما).
ويعاني جهاز الدفاع المدني بغزة من قلة الإمكانيات جراء منع إسرائيل إدخال الآليات والمعدات اللازمة بالإضافة للوقود اللازم لتشغيلها.
عبد اللطيف الشيخ علي فقد أخته ويبحث مع أفراد عائلته عن جثماني جدته وعمه تحت الأنقاض (الجزيرة) الجدة والعمونجا الشاب عبد اللطيف الشيخ علي (19 عاما) من الموت المحقق بعد أن أصيب برضوض خفيفة في الاعتداء الإسرائيلي، لكنّه فقد غالبية أفراد عائلته بمن فيهم شقيقته الصغيرة "نوال" البالغة من العمر 10 أعوام.
إعلانولا يزال عبد اللطيف يبحث عن جدّته واسمها أيضا نوال (65 عاما) وعمّه محمود، ويصر على الوجود قرب المنزل طوال الوقت. ويقول للجزيرة نت "كنا قاعدين في الدار، فجأة صار قصف.. وشهداء وإصابات، 40 شهيدا و4 تحت الأنقاض".
ويعدّد شهداءَ عائلته قائلا "جدّي وجدتي عبد اللطيف ونوال، وأختي نوال وعمي محمود، وعمي محمد وزوجته فاطمة وأولادهما: جمانة وعبود وهلا، وأحلام زوجة عمي خالد وأولادهما: بشار وغِنى ونغم وغزل، وابنيْ عمي ثائر: عبد الرحيم ومريم".
ويُعد الشهيد الصيدلي محمود الشيخ علي، من الشخصيات المشهورة في قطاع غزة، حيث أسس شركة تجارية ناجحة متخصصة في الطب البديل والنباتات الطبية، وتُنتج أدوية ومحليات صناعية، وتضم مركزا رائدا في تخفيف الوزن، ويقدم برنامجا إذاعيا صحيا أسبوعيا.
وبدا الحزن جليا على الشاب صهيب الشخريت، ابن شقيقة الشهيد محمود الشيخ علي. واختار أن يجلس فوق مكان مرتفع على حطام المنزل، مراقبا أعمال البحث عن الشهداء المتبقين في الأسفل.
وبكى وهو يعدد أسماء الشهداء "سيدي عبد اللطيف وستي نوال وأعمامي.. وعمي محمود تحت الأنقاض…"، قبل أن يعتذر عن إكمال الحوار.
الدفاع المدني لا يمتلك آليات تمكّنه من استخراج الجثامين من تحت الأنقاض بفعل قيود الاحتلال (الجزيرة) المصور والطالبةعلى الجانب الغربي من المنزل، تبحث عائلة القصّاص عن اثنين من أبنائها وهما الشاب عبد الرحمن، وابنة أخيه ليلى.
ويعمل عبد الرحمن مصوّرا لجامعة فلسطين (أهلية) ويحمل شهادة جامعية في الوسائط المتعددة، أما ليلى فتدرس في الصف الحادي عشر.
ويقول أسامة القصاص إنه نجا من المجزرة، لعدم وجوده في المنزل ساعة القصف. ويضيف للجزيرة نت أن عائلته فقدت 17 شخصا، بينهم والداه أحمد وليلى (70 و62 عاما)، وأشقاؤه وشقيقاته: فاطمة، وإيمان، وحنان، ومحمد، وعبد الرحمن، وعامر.
إعلانكما فقد من أبناء وبنات أشقائه وشقيقاته: لانا وآية وليلى "بنات إبراهيم"، وميرا "ابنة خالد"، وحلا وابتسام وأحمد "أبناء حنان"، وشام وتالين "ابنتا إيمان".
بدوره، يوجد نعيم ياغي، شقيق الجدة الشهيدة "الجدة" ليلى في المكان، على أمل العثور على جثماني عبد الرحمن وليلى "الحفيدة".
ويقول للجزيرة نت إن 13 من الشهداء الـ17 هم من الأطفال والنساء، وإن العديد من أبناء وأحفاد شقيقته مصابون، ويتلقون العلاج في المستشفى.
نعيم ياغي يسهم في جهود البحث عن جثماني شخصين من العائلة لا يزالان تحت الأنقاض (الجزيرة) البحث عن صديقهعلى أمل العثور على جثمان صديقه عبد الرحمن، يرابط خالد أبو حية طوال الوقت في المكان. وقد بدأت صداقة الشابين خلال الدراسة الثانوية، حسبما يقول خالد للجزيرة نت.
ويضيف "قبل أسبوع زارني عبد الرحمن في منزلي بمدينة دير البلح، وبقي عندي أكثر من ساعتين، لم أتخيل أن تكون هذه النهاية".
ويذكر أن صديقه بدأ في ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي منذ الصف العاشر، وكان يثير دهشة المحيطين به لجمال وإبداع صوره، وهو ما مكّنه من الحصول على وظيفة "مصور جامعة فلسطين".