تستوجب المحاسبة من المحكمة الجنائية.. قانونيون: إسرائيل تجدِّد ارتكاب «جرائم حرب» في غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أكد قانونيون أن «ما تقوم به إسرائيل من عدوان غاشم على قطاع غزة، وعموم المناطق الفلسطينية جرائم حرب تستحق تدخل المحكمة الجنائية الدولية» لاسيما أن «الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه ومقدراته ومقدساته، وأنهم يفعلون ذلك وهم عزل على عكس الترسانة العسكرية الإسرائيلية».
ونبه خبراء قانون خلال حديثهم لـ"لأسبوع" على أن «هناك محكمة جنائية دولية تقف أمامها الدول المعتدية على المدنيين والتي تستخدم أسلحة محرمة دوليا أو تقوم بإبادة جماعية أو تحاصر وتقتل، وتعاقب بالعديد من العقوبات التي ينص عليها القانون، ولكن عند التطبيق العملي للقانون الدولي على أرض الواقع نجد أنفسنا أمام الكيل بمكيالين كالعادة»!
يقول أستاذ القانون الدولي، د.
أكدت أستاذ مساعد القانون الدولي بجامعة مصر الدولية، د.ثريا الفقى «ضرورة سرعة توثيق كل ما يحدث اليوم بالأراضي الفلسطينية، وذلك لأن القانون الإنساني قبل الدولي يحمي المدنيين في النزاعات المسلحة وغير المسلحة، كما أن قتل المدنيين وهدم منازلهم والتعدي على سيارات الإسعاف، وتدمير الطرق وهو ما يحدث في غزة الآن وأيضا قطع الكهرباء والمياه، ومنع وصول كافة لوازم المعيشة، وقصف المنشآت المدنية والمشاريع وهدم البنية التحتية وحالة الحصار بشكل عام يمثل جرائم حرب متعددة ومكتملة الأركان.. أطالب بسرعة محاسبة المجرمين أمام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية من خلال التحقيق الفوري في جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق نص المادة 15 من نظام روما الأساسي للمحكمة بشأن مباشرة المدعي العام التحقيقات تلقاء نفسه حتى دون بلاغات يكفى ما تتناقله الشاشات يوميا منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم».
وشدد الناشط الحقوقي، محمد علم الدين، على «ضرورة إنشاء خط وقائي دولي تحت رعاية الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة من أجل توفير المساعدات المالية والإنسانية الضرورية وإنشاء ممرات إنسانية تسمح للناس بمغادرة غزة والعودة بمجرد توقف الأعمال العدائية.. ما يحدث الآن فى العالم هو قلب للموازيين والحقائق وأصبح الفلسطينيون هم مجرمي الحرب وليس العكس، كيف لشعب يُباد منذ أكثر من خمسين عاما وترتكب ضده جرائم حرب واضحة لمجرد أنه قرر أن يدافع عن نفسه ولو لمرة يكون هو الإرهابي والقاتل. للأسف اللوبي الإعلامي اليهودي يسعى بكل قوة لتوثيق ما يحدث بصورة مغايرة للحقيقة وهنا علينا كعرب أن نوضح للعالم أجمع حقيقة ما يحدث في غزة من جرائم حرب، والسعي لحصول الفلسطينيين على حقوقهم وأراضيهم المسلوبة منذ نصف قرن».
ويبقى، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حاليا فرصة للتذكير بنصوص القانون الدولي، وتطبيق المعايير الصحيحة، ويمكن تقديم البلاغات بما يحدث فى غزة، عبر الموقع الإلكتروني للمحكمة الجنائية (cpi.int/-https://otplink.iccc) من خلال استمارة تتيح تقديم التفاصيل الكاملة عن الجرائم، وإرفاق أي أدلة مثل الصور ومقاطع الفيديو.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الحرب على غزة العدوان الإسرائيلي العدوان على غزة غزة فلسطين قطاع غزة ما یحدث فی غزة جرائم حرب
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي لـ «الأسبوع»: تصريحات إسرائيل حول موافقة دول على استقبال الفلسطينيين تستوجب تحركا عربيا ودوليا حازما
قال وسائل إعلام عبرية، أن عدة دول أبدت استعدادها لاستقبال فلسطينيين من غزة لكن لديها مطالب استراتيجية، وأن المفاوضات مستمرة مع أكثر من دولة لاستيعاب فلسطينيين من قطاع غزة، وأن إسرائيل جادة في تنفيذ خطة ترامب بنقل سكان القطاع إلى دول أخرى.
وتعليقا على ذلك، أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن هذه التصريحات تكشف بوضوح عن المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تهجير السكان الفلسطينيين وإحداث تغيير ديموغرافي قسري في المنطقة، وهو أمر يتنافى مع كافة القوانين الدولية ويعد استكمالا لنهج الاحتلال القائم على طرد السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم.
وأشار أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، إلى أن إسرائيل تحاول منذ سنوات فرض سياسة التهجير القسري كأحد الحلول التي تتماشى مع «صفقة القرن»، التي رفضها الفلسطينيون والمجتمع الدولي، مؤكدا أن هذه الخطوات تمثل جريمة في حق الإنسانية، وتكرس سياسات التطهير العرقي التي سبق أن مارسها الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الحديث عن وجود استعداد من بعض الدول لاستقبال فلسطينيين من غزة مقابل «مطالب استراتيجية» يكشف أن هناك ضغوطا تمارس على بعض الحكومات لقبول هذا السيناريو الخطير، وهو ما يستوجب تحركا عربيا ودوليا حازما لمنع تنفيذ هذا المخطط الذي يهدد السلم والأمن في المنطقة.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن التهجير القسري لشعب غزة ليس مجرد انتهاك إنساني، بل هو محاولة لضرب أساس القضية الفلسطينية بإنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، وهو ما لن يقبل به أحد، مشددا على أن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وليس في تشريد الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة وطنهم.
وأوضح «فرحات» أن مصر كانت وما زالت صامدة في موقفها الرافض لأي خطط لتهجير الفلسطينيين، وقد عبرت القيادة المصرية بوضوح عن رفضها القاطع لمحاولات دفع الفلسطينيين نحو سيناء أو أي أراض أخرى، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة إنسانية بل هي قضية وطن وشعب وأرض، وحلها لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال وليس بتفريغ الأرض من أهلها.
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوقف هذه المخططات ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة، مؤكدا أن أي حلول لا تستند إلى العدالة الدولية وحق الفلسطينيين في أرضهم لن تحقق سوى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاًفرحات: خطاب الرئيس يعكس إيمانا بقدرة المصريين على مواجهة التحديات
اللواء رضا فرحات: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية عكست بوضوح موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية
«اللواء رضا فرحات»: الشعب المصري كله يدعم الرئيس رفضا للتهجير.. والمشككون هدفهم تفتيت الدولة