مع ترقب اجتياح إسرائيل غزة بريًا، حذر الغرب وبعض الإسرائيليين من تلك الخطوة الغاشمة ويتوقعون أكبر فشل في تاريخ إسرائيل.

 

جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذير من الاجتياح البري 

ويستمر التصعيد بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل لليوم العاشر على التوالي ولا تزال إسرائيل تلوح بقرب بدء عملية عسكرية برية في القطاع، بينما تتعدد الدعوات إلى مراعاة الوضع الإنساني لسكان غزة، وهناك تحذيرات من العواقب الإنسانية لعملية برية في القطاع.

وأمرت إسرائيل، الجمعة، المدنيين في مدينة غزة بالنزوح باتجاه الجنوب، وجددت دعوتها يوم تلو الآخر بعدم الإبطاء في الإجلاء وسرعة التنفيذ حفاظا على سلامتهم.

طوفان الأقصى.. جيش الاحتلال: أبلغنا 155 عائلة باختطاف أبنائهم بعد أن أخلت إسرائيل 24 منها بعد معركة طوفان الأقصى.. كل ما تريد معرفته عن الكيبوتس اليهودي في غلاف غزة

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن لشبكة "سي.بي.إس"، فجر اليوم الاثنين، إن إسرائيل سترتكب خطأ كبيرا إذا احتلت غزة، مشيرا إلى أنه لا يرى ما يدعو لمشاركة قوات أمريكية في الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين.

ورفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشكل قاطع فكرة طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلا إنه يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في موطنهم بينما تقاتل إسرائيل حماس.

الرئيس الأميركيأكبر فشل في تاريخ إسرائيل

 

وحذر الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، الأحد،  من أن اجتياحًا بريًا إسرائيليًا لقطاع غزة "قد يفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة".

وطالب بيان مشترك صدر عقب اجتماع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي "بوقف فوري للأعمال العسكرية في غزة".

وحذر من أن "عملية برية إسرائيلية في غزة ستنطوي دون شك على عدد كبير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال، الأمر الذي قد يفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة".

وقالت صحيفة الإيكونوميست عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك: نتنياهو يتحمل مسؤولية أكبر فشل في تاريخ إسرائيل، وأنصح الحكومة بعدم التسرع في تنفيذ عملية برية ضد غزة.

وتعهد رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، الأحد، "بتدمير حماس" بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لغزو بري لقطاع غزة في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس داخل البلدت الإسرائيلية.

إيهود باراكمهاجمة الحكومة الإسرائيلية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هناك حالة من الانشقاق داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حول قضية الدخول البري إلى قطاع غزة وخاصة من قبل العديد من جنرالات الاحتلال ورفض العديد من المئات من قوات الاحتياط فكرة الحرب وتمرد لديهم حتى وصل الامر ببعضهم الى مهاجمة نتنياهو.

وتابع الحرازين ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": ولذلك انعكس الأمر على الشارع الإسرائيلي الذي بدأ يدرك حجم الكارثة وما سيلحق بهم ولحق ولذلك تعالت الأصوات في مهاجمة الحكومة الإسرائيلية وخاصة الوزراء المتطرفون بن غفير وسموتريتش الذي يعتقد الإسرائيليون بأنهم هم من ذهبوا بإسرائيل إلى هذا الأمر نتيجة تصرفاتهم واستفزازاتهم للفلسطينيين وإجراءاتهم.

وتابع: ولذلك هناك إدراك لدى الاحتلال بأن الإقدام على عملية برية سيكلف إسرائيل ثمنا كبيرا من جنودها وقواتها وآلياتها فهي لن تذهب إلى نزهة إلى قطاع غزة ولديهم تجربة سابقة عندما حاولوا الدخول بريًا إلى قطاع غزة في عدوان 2014 حيث لم يستطيعوا التقدم في مناطق الشريط الحدودي وتكبّدوا خسائر كبيرة في الآليات والجنود.

وواصل: فكيف لهم أن يدخلوا باجتياح برى كامل إلى قطاع غزة الأمر الذي يجعل قادة الاحتلال يفكرون مليًا في هذه الخطوة والاعتماد على سياسة الأرض المحروقة من خلال استخدام الطائرات والمدفعية الثقيلة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والخسائر المادية وشاهدنا حجم الدمار الكبير الذي يعيشه قطاع غزة والكارثة الإنسانية والصحية والبيئية.

الدكتور جهاد الحرازينالاجتياح والمقاومة العنيدة 

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن منذ سنوات الاحتلال يناقش فكرة اجتياح في قطاع غزة برا وكانت أولى هذه المناقشات في حرب 2014 ولكن كل مراكز الدراسات الإسرائيلية والاستراتيجية والأمنية كانت تعطي تحذيرات بأن الاجتياح البري له ثمن كبير جدا.

وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأمر أصبح الآن بالنسبة للاحتلال أكثر إلحاحًا خلال المناقشات الأولى لتشكيل للحكومة الحرب الإسرائيلية التي انضم إليها المعسكر الوطني، فالرؤية الحالية التي أصبحت ثابتة أن الاجتياح البري بالنسبة لهم أمر حتمي.

وتابع: مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل وتقديرهم في هذا الأمر ومشاركتهم حول وضع رؤية للاجتياح قسمت قطاع غزة إلى كيانان شمال وجنوب وطرحت فكرة نقل سكان الشمال إلى الجنوب وبدء عملية الاجتياح البري.

وأكد أن التحذيرات الإسرائيلية وأيضا مراكز الدراسات الاستراتيجية تتحدث عن عدم الاجتياح البري لغزة، فالحرب البرية التي تقتل مئات الشعب الفلسطيني من المتوقع يقابلها قتل الآلاف من الجنود الإسرائيلية.

فتوقع الرقب بصفته التحليلية أن الاحتلال بعد أن يدخل عمقًا محددًا لقطاع غزة سيجد مقاومة عنيدة وسيقتل منه العشرات ثم يبدا بمفاوضة المقاومة وإعلان أن المقاومة انتصرت وهذا سيكون نهاية نتنياهو سياسيًا.

 الدكتور أيمن الرقبأعلى المناطق من حيث الكثافة

وشنت في السابع من أكتوبر الجاري المئات من مقاتلي حماس هجومًا غير مسبوق على جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1300 شخص، وأخذ منفذو الهجوم من أعضاء الحركة الفلسطينية عشرات الرهائن الإسرائيليين إلى القطاع.

في المقابل، نفذت إسرائيل موجات من الضربات الجوية وهجمات المدفعية ضد غزة ردًا على هجوم حماس، والتي أسفرت عن مقتل 2215 في حين تحتشد القوات الإسرائيلية وسط حديث عن عملية عسكرية برية محتملة.

وتعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بهزيمة حماس في الحرب و"تغيير الشرق الأوسط".

وفي إطار الرد الإسرائيلي على هجوم حماس، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي أوامره بفرض "حصار كامل" في التاسع من أكتوبر قائلا: "لن يكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، كل شيء سيغلق"، كما أصدر وزير البنى التحتية في إسرائيل أيضا تعليمات بقطع مياه الشرب عن القطاع.

وأدت هذه التحركات إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية التي كانت تشهد تدهورًا كبيرًا بالفعل في غزة، إذ كان 80% من سكان القطاع يحتاجون إلى مساعدات دولية قبل اندلاع هذه الحرب.

وزير الصحة يوجه برفع درجة الاستعداد بمستشفيات 8 محافظات للتعامل مع طوارئ غزة خطر يهددها.. ألمانيا تكشف مدى تأثير الحرب في غزة على وضعها الأمني

وتوقفت محطة الطاقة الوحيدة في غزة بعد أن نفد ما لديها من وقود في 11 أكتوبر، وهو ما اضطر المستشفيات التي تعج بالمصابين للاعتماد على مولدات الطاقة الاحتياطية وقد ينفد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطوارئ من بعض المستشفيات التي ليس لديها مخزون كافٍ منه.

كما يعاني حوالي 600 ألف شخص نقصًا حادًا في إمدادات مياه الشرب إثر القرار بقطع المياه كما تحتاج مضخات المياه المحلية وشبكات الصرف الصحي للوقود لتشغيلها.

وتسببت الحرب في فرار أكثر من 200 ألف شخص من منازلهم خوفا على حياتهم أو بسبب انهيار تلك المنازل إثر الضربات الجوية، ويقيم أغلب الفارّين في مراكز إيواء في المدارس التابعة للأمم المتحدة.

وتُعد غزة واحدة من أعلى المناطق من حيث كثافة السكان على مستوى العالم.

ويصل متوسط الكثافة السكانية في القطاع إلى 5700 نسمة في الكيلو متر المربع وهو رقم قريب من مستويات الكثافة السكانية في لندن لكن هذا الرقم يرتفع إلى 9000 نسمة في الكيلو متر المربع في مدينة غزة.

غزة 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي الاجتياح البري اجتياح إسرائيل غزة بريا نتنياهو حماس الفلسطينية الاجتیاح البری إلى قطاع غزة عملیة بریة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى لنا

أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، أن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى لها، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة إنهاء معاناة الفلسطينيين وضمان عودتهم إلى بيوتهم وإعادة الإعمار، ضمن أي تفاهمات.

وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري خلال مؤتمر صحفي: "وقف العدوان وإنهاؤه يمثل لنا الأولوية القصوى، ولن نقبل بأية تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة أبناء شعبنا، وضمان إعادتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار الكامل لكل مرافق الحياة".

وتابع أبو زهري قائلا: "لليوم 415 يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة، في أبشع حرب عدوانية، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا".

وأشار إلى أن "الإبادة، لم تكن لتستمر فصولها الوحشية لولا الدعم الغربي وخاصة الأمريكي، بالمال والسلاح، والدعم السياسي والإعلامي، وتبرير جرائم الاحتلال والتغطية عليها، وتعطيل أي دور لمجلس الأمن لوقف حرب الإبادة، ويتزامن هذا مع الموقف العربي والإسلامي الرسمي الذي يتصف بالضعف أو الخذلان".

وأكمل: "نجري أوسع حملة مع المنظمات الدولية والإقليمية والدول الصديقة، من أجل الدفع بالإغاثة العاجلة لشعبنا، والتخفيف من حدة معاناته مع دخول فصل الشتاء، ونعمل بشكل حثيث لحشد كل الجهود المؤسساتية الشعبية والرسمية لتحقيق ذلك".



ولفت إلى أن "الاحتلال يتوهم أنه عبر ارتكابه المزيد من المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري قادر على تحقيق أهدافه العدوانية على أرض قطاع غزة، فهذه الأرض كانت وستبقى فلسطينية عصية على الاحتلال ومخططاته".

وعلى صعيد الاستيطان، ذكر أن "تصعيد حكومة الاحتلال سياسة التغول الاستيطاني في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة يعد استمرارا للإجرام الصهيوني بحق شعبنا وأرضنا، وانتهاكا صارخا لكل القرارات والمواثيق الدولية التي تجرم الاستيطان".

وأشار إلى أن آخر هذه الجرائم الاستيطانية هو التصديق على ثلاثة مشاريع استيطانية كبرى في مدينة القدس المحتلة، تستهدف تهويدها، وتهجير سكانها، وطمس معالمها التاريخية.

ودعا جماهير الشعب الفلسطيني في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والعمل النضالي ضد الاحتلال.

كما دعا إلى "مواصلة التصدي لمخططات حكومة الاحتلال الفاشية وجرائم المتطرفين الصهاينة، ضد أرضنا ومقدساتنا، وتفعيل كل الإمكانات والمقدرات الوطنية، إسنادا لشعبنا في قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها".

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. حكومة الاحتلال تقاطع صحيفة هارتس الإسرائيلية: تدعم حماس
  • سمير فرج: نتنياهو لن يوقف إطلاق النار إلا بعد القضاء على قوة حزب الله
  • حماس : لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا الفلسطيني
  • حماس: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى لنا
  • حماس: الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع فظاعة ما تفعله إسرائيل
  • نتنياهو يهدد سكان غزة: "عليكم الاختيار بين الحياة والموت"
  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • حماس توجه رسالة لسارقي المساعدات والتجارة بها في غزة
  • مسؤولون بجيش الاحتلال: قوة حماس تتعاظم بدون إنجاز صفقة تبادل